الرضاعة والعمل
تتردد الكثير من السيدات في ممارسة الرضاعة الطبيعية لأنها تعلم بضرورة عودتها للعمل خلال شهر أو شهرين، لكن، إذا قررت أن ترضعي طفلك طبيعيا، فهناك فرص يمكنك استثمارها لإنجاح الرضاعة الطبيعية بصرف النظر عن طبيعة عملك أو وضعك.
يتعين على أصحاب الأعمال – بموجب القانون – السماح للأمهات المرضعات بالحصول على فترات راحة يتمكن خلالها من شفط لبن الثدي، وتوفير مكان لهذا الأمر، بحيث لا يقتصر على دورة المياه، وتقوم «مارجوري جرينفيلد» – وهي طبيبة توليد زميلة – بكتابة خطاب لأصحاب الأعمال الذين تعمل لديهم الأمهات تشرح لهم فيه فوائد شفط لبن الثدي في العمل؛ حيث يقلل من الضغط الواقع على الأم، ويجعلها أكثر إنتاجية، كما يجعل الأطفال أكثر صحة ويقلل من فترات الغياب عن العمل.
يمكن للأمهات العاملات خارج المنزل رضاعة أطفالهن طبيعيا طوال اليوم في أيام العطلات؛ فهذا يحافظ على إدرار كمية معقولة من اللبن لديهن، وحتى وإن قررت ألا ترضعي طفلك بعد عودتك للعمل، فمن الأفضل لصحة طفلك أن تواصلي رضاعته طبيعيا وقتما استطعت.
لبن الثدي في زجاجة
يمكنك إعطاء طفلك لبن ثديك من زجاجة خلال يوم عملك، ولكن انتظري حتى يتم أسبوعه الثالث أو الرابع – قدر المستطاع – قبل تقديم لبن ثديك له في زجاجة، ففي هذا التوقيت، يجب أن يعتاد طفلك على الرضاعة طبقا لمواعيد محددة إلى حد ما، كما يجب أن يكون معدل إدرار اللبن لديك قد انتظم واستقر.
من أسرع طرق شفط اللبن والاحتفاظ به القيام أثناء رضاعة الطفل من ثدي واحد باستخدام شافطة للبن الثدي الآخر (قد يحتاج الأمر بعض التدريب). فهذا الأمر مفيد حقا؛ لأن الفعل الانعكاسي لإدرار اللبن أثناء الرضاعة يسمح بشفط اللبن بمزيد من السهولة، كذلك، ثمة استراتيجية أخرى تتمثل في شفط لبن الثدي بعد الانتهاء من الرضعة بساعة واحدة، ويزيد هذا الأمر من كمية اللبن لديك، وكأنك ترضعين طفلا آخر.
يمكن حفظ لبن الثدي لثمانية أيام في الثلاجة ولستة أشهر في الفريزر، ولكن يجب شم رائحته وتذوقه قبل إعطائه للطفل للتأكد من صلاحيته، بمجرد بدء استخدام زجاجة لبن الثدي المخزن، يتعين عليك التخلص من أي كمية متبقية منه بعد مرور ساعتين، وتسمح لك معظم شافطات حليب الثدي الملائمة بشفط اللبن مباشرة داخل زجاجات صغيرة الحجم بأغطية محكمة الغلق، يمكنك وضع ملصقات عليها وتخزينها في الفريزر، أو يمكنك شراء قوالب مكعبات الثلج وتجميد رضعات اللبن في الفريزر على شكل مكعبات (مع وضعها في غلاف بلاستيكي) ليستخدمها الشخص القائم برعاية طفلك عند إرضاعه بالزجاجة، لا تضعي أبدا لبنا دافئا داخل زجاجة بها لبن بارد أو مجمد حتى لا يفسد.
ابدئي بإعطاء طفلك زجاجة لبن ثديك ثلاث مرات في الأسبوع، فالكثير من الأطفال لا يقبلون الزجاجات من أمهاتهم – فهم يعرفون الفارق – ومن ثم يجب أن يتولى مسئولية هذا الأمر إما الأب أو الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى أو جليسة الأطفال، ويفضل اللبن الدافئ؛ لأن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا لم يعتادوا بعد على درجات الحرارة الباردة، الجدير بالذكر أن بعض الأطفال لن يجدوا صعوبة في تقبل الزجاجة، ولكن البعض الآخر قد يجدها مشكلة كبيرة؛ ومن ثم سيتطلب الأمر التحلي بالصبر.
إذا كان طفلك مستاء من تناول الزجاجة، فحاولي ترك الغرفة أو حتى المنزل ليتولى أمر رضاعته بها شخص آخر نظرا لأن بعض الأطفال يرفضون الزجاجة إذا ما سمعوا أمهاتهم يتحدثن، كذلك، يمكنك محاولة الإمساك بطفلك في وضع مختلف عن وضع الرضاعة، فمثلا، يمكنك وضعه مستلقيا على ساقيك بحيث تكون قدماه تجاهك ورأسه تجاه ركبتيك أثناء إعطائه الزجاجة، أحيانا ما يقبل الأطفال الذين يحبون المذاق الحلو في الأول على تناول عصير التفاح – المخفف نصفه بالماء – من الزجاجة أكثر من إقبالهم على اللبن، لذلك، من الأفضل الابتعاد عن العصير تماما حتى يتم الطفل ثلاثة أو أربعة أشهر، ويعتبر تقديم أربع أوقيات (115 جراما) تقريبا من العصير له يوميا هي أقصى كمية يجب إعطاؤها للرضيع لاحتواء العصير على قيمة غذائية منخفضة جدا مقارنة بلبن الأم.
قبل عودتك للعمل، يجب أن يتناول طفلك زجاجة واحدة على الأقل يوميا، ويمكنك اعتصار لبن ثديك أو شفطه أثناء وجودك بالعمل للحفاظ على زيادة إدراره وتجنب احتقانه باللبن، حاولي اعتصار لبن ثديك كل ساعتين ونصف ساعة أو كل ثلاث ساعات في العمل، وأرضعي طفلك فور عودتك للمنزل.