التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الأنماط والطرق المحطمة للذات في تربية الأولاد

هناك العديد من الأنماط التي تتعلق بالأولاد وهي في معظمها محطمة للذات. ليس فقط لأنها تفشل في تحقيق أهدافنا الطويلة الأمد، بل لأنها تنشر الخراب في البيت بطريقة فورية. من ضمن الأنماط المحطمة للذات هناك التهديدات، الرشاوى، الوعود، السخرية، والخطب المسرفة حول الكذب والسرقة، والتعليم القاسي للتهذيب.

التهديدات: دعوة لسوء السلوك

بالنسبة للأطفال، فإن التهديدات هي دعوات لتكرار فعل ممنوع. عندما يُخبر طفل، “إذا فعلت هذا مرة أخرى”، فإنه لا يسمع كلمات “إذا”. إنه يسمع “إفعل هذا مرة أخرى”. وأحياناً يقوم بتفسير ذلك على نحو، تتوقع منك الماما أن تفعل ذلك مرة أخرى، وإلا فإنها ستأسف. مثل هذه التهديدات – وهي عادلة كما تبدو للكبار – هي أسوأ من أن تكون غير مجدية فقط. إنها تقوم بتأكيد أن فعلاً مكروهاً سيتكرر. إن التحذير سيستخدم كتهديد لاستقلالية الطفل. وإن كان يملك أي احترام للذات، فإنه يجب أن يقتحم مرة أخرى، لكي يُظهر لنفسه وللآخرين بأنه غير خائف من الاستجابة للمخاطر.

دأب لؤي، وهو بعمر الخامسة، على رمي كرة على زجاج نافذة غرفة الجلوس بالرغم من التحذيرات العديدة. وأخيراً قال والده، “إن أصابت الكرة زجاج النافذة مرة أخرى سأضربك ضرباً مبرحاً. أعدك بذلك”. وبعد دقيقة أخرى أبلغ صوت زجاج النافذة المحطم، والد لؤي أن تهديده قد أخذ مفعوله: لقد أصابت الكرة زجاج النافذة للمرة الأخيرة. إن من السهل تصور مشهد سلسلة من التهديدات والوعود، وسوء السلوك. وبالمقابل، فإن الحادثة التالية هي مثال على التعاطي الفعّال مع سوء السلوك بدون اللجوء إلى التهديدات.

صوّب بسام، الذي يبلغ السابعة من العمر، بندقيته الهوائية على أخيه الرضيع. قالت له أمه، “ليس على الرضيع. صوّب على الهدف”. صوّب بسام على الرضيع مرة ثانية. عمدت والدته على انتزاع البندقية الهوائية منه بعيداً. ثم قالت له، “إن الناس ليسوا للتصويب”. فعلت والدة بسام الشيء الذي شعرت أنها يجب أن تقوم به لحماية الطفل الرضيع وبنفس الوقت حافظت على مستوى السلوك المقبول لديها. لقد تعلم ولدها عواقب أفعاله بدون إلحاق الضرر بكبريائه. إن البدائل الكافية هي واضحة: إما التصويب على الهدف وإما فقدان أهلية حيازة البندقية. في هذا الحادث، تجنبت أمه المخاطر المعتادة. لم تدخل في الطريق المتوقع نحو الفشل: “توقف يا بسام! ألا تعرف شيئاً أفضل من التصويب على أخيك؟ أليس لديك هدفاً أفضل؟ إن فعلتها مرة أخرى، أتسمع مرة أخرى، فإنك لن ترى البندقية مجدداً!” إلا إذا كان الطفل وديعاً جداً، فإن ردة فعله لهذا التوبيخ سيكون بتكرار الشيء الممنوع. إن المشهد اللاحق لا يحتاج لوصف – بإمكان كل الأهالي إعادة تكوينه”.

الرشاوى

نهج محطم للذات أيضاً، هو ذلك الذي يُبلغ الولد بكل وضوح بأنه إن قام (أو لم يقم) بعمل شيء، فإنه سيحصل على مكافأة:

“إن تصرفت جيداً مع أخيك الرضيع، فسأصطحبك إلى السينما”.

“إن توقفت عن تبليل فراشك، سأحضر لك دراجة هوائية في العيد”.

“إن حفظت القصيدة، سآخذك بنزهة بحريّة”.

يحتمل أن يقود نهج “إن – سوف” هذا نحو هدف فوري. لكن نادراً ما يقود باتجاه مجهود مستمرّ، هذا إن استطاع ذلك. إن كلماتنا تبلغ الولد بنفسها بأننا نشك في قدرته على التغيّر نحو الأفضل. “إن حفظت القصيدة” تعني “أننا لسنا متأكدين من أنك قادر على ذلك”. “إن توقفت عن تبليل” تعني أننا “نعتقد بأنك قادر على ضبط نفسك لكنك لا تفعل”.

هناك بعض الاعتراض الأخلاقي على المكافآت التي تُستخدم للرشوة. يلجأ بعض الأولاد إلى إساءة التصرف عن عمد كي يُرغموا آباءهم على دفع المال عندما يتصرفون بطريقة أفضل. سرعان ما يقود مثل هذا المنطق إلى المساومة والابتزاز، وإلى طلبات مستمرة للجوائز ولدفع المال الإضافي مقابل السلوك (الحسن). تأقلم بعض الأهل كثيراً مع أولادهم لدرجة لا يجرأون معها على العودة من جولة تسوّق دون هدية. إنهم يُستقبلون من قبل أولادهم ليس “بمرحبا” ولكن “بماذا أحضرت لي؟”.

تكون المكافآت أكثر مساعدة ومتعة عندما لا يُعلن عنها مقدماً، عندما تأتي كمفاجأة، وعندما تمثل الاعتراف والتقدير.

الوعود: لماذا تسبب التوقعات غير الواقعية الحزن للجميع

يجب أن نعطي ولا نأخذ الوعود من الأطفال. لماذا هذا التحريم للوعود؟ يجب أن تُبنى علاقاتنا مع أولادنا على الثقة. عندما يتحتم على الوالدين بذل الوعود للتأكيد بأنهم يعنون ما يقولون، فإنهم في الوقت نفسه يعترفون للطفل بأن كلماتهم “غير الموعودة” هي غير جديرة بالثقة. تبني الوعود توقعات غير واقعية عند الأطفال. عندما تُعطى طفلة ما الوعد بزيارة حديقة الحيوانات، فإنها تأخذه كالتزام وتفترض بأنه لن يكون هناك مطر، وأن السيارة ستكون في المرآب، وأنها لن تكون مريضة. ولأن الحياة غير خالية من الحوادث المؤسفة، عموماً، يميل الأطفال إلى الشعور بأنهم قد خُدعوا وأن والديهم غير جديرين بالثقة. إن الشكوى العنيدة “لكنك وعدتني!” هي معتادة بمرارة بالنسبة للأهل الذين يتمنون متأخرين لو أنهم لم يقطعوا مثل هذه الوعود.

إن الوعود بحسن التصرف بالمستقبل أو الانقطاع عن سوء سلوك بفترة ماضية يجب أن لا يُطلب أو يُنتزع من الأولاد. عندما يقطع الطفل وعداً لا يستطيع الإيفاء به، فإنه بذلك يسحب شيكاً من مصرف لا يملك حساباً فيه. يجب أن لا نشجع مثل هذه الممارسات الخادعة.

السخرية: الحاجز الصلب بوجه التعلّم

إن تهديداً جدياً للصحة الذهنية (أو العقلية) هو ذلك الوالد الذي لديه موهبة بالسخرية. وكونه ساحراً بكلماته، فإن ذلك الوالد يقيم حاجزاً صلباً بوجه التواصل الفعال:

“كم من المرات عليّ تكرير نفس الأشياء؟ هل أنت أصم؟ إذاً لماذا لا تُصغِ؟”.

“أنت قاس جداً. هل نشأت في غابة؟ أنت تعرفها، لأنك تنتمي إليها”.

“ما خطبك، على كل حال؟ هل أنت مجنون أم مُغفّل؟ أنا أعرف أين ستنتهي!”.

يمكن أن يكون مثل هذا الوالد غير مدرك بأن هذه الملاحظات هي هجمات تستدعي هجمات مضادة، وأن مثل هذه التعليقات تعيق التواصل وذلك بإثارة الأولاد كي يمتلئوا بخيالات انتقامية. إن السخرية المرة والكليشيهات القاطعة لا مكان لها في تربية الأطفال. من الأفضل أن نتجنب عبارة مثل “ما الذي جعلك تعتقد بأنك تعرف كل الأجوبة؟ إنك فقدت حتى ذهنك الذي ولد معك. إنك تعتقد بأنك ذكي جداً!” سواء عن فهم أو عدم فهم يجب علينا أن لا نزعزع مكانة الولد سواء بالنسبة إليه أو بالنسبة لأترابه.

السلطة تستدعي الإيجاز: عندما يكون الأقل هو الأكثر

عندما يقال لك “إنك تتكلم كوالد” فإن هذا ليس مديحاً، لأن الوالدين يتمتعون بسمعة إعادة كلامهم والتركيز على الأشياء البديهية. وعندما يفعلون ذلك، فإن الأولاد يتوقفون عن الإصغاء بصرخة صامتة: “هذا يكفي!”.

يحتاج كل والد أو والدة لتعلم الطرق (الاقتصادية) للاستجابة للأولاد، كي لا تتحول الأمور المؤسفة الصغيرة إلى مآسٍ مهمة. تُظهر الحادثة التالية انتصار التعليق الموجز على الشرح المطول.

بينما كانت والدة أحمد تودع زوارها في الطريق، ركض أحمد، البالغ ثمانية سنوات من العمر، وهو يشكو أخاه الأكبر: “كلما كان عندي صديق فإن تامر يجد الأعذار كي يُزعجنا. إنه لا يتركنا لوحدنا. عليكِ إيقافه”.

اعتادت والدة أحمد في الماضي أن تصرخ بوجه تامر: “كم من المرات عليّ إخبارك أن تترك أخاك وشأنه؟ هيا ساعدني، وإن لم تفعل ذلك، سأضطر لحجزك لمدة شهر”.

ولكن في هذه المرة نظرت لتامر وقالت، “تامر، قم بالاختيار بين المحاضرة المعتادة أو أن تحل الشكوى بنفسك”، ضحك تامر وأجاب، “حسناً، ماما، سأسرع بالانصراف”.

يُظهر الحوار التالي كيف أن جواباً متعاطفاً مختصراً منع جدالات عقيمة:

رنا، في الثامنة: “ماما، هل تعرفين بأن مدرسة الكبار الثانوية هي مدرسة للغرام؟”.

الوالدة: “أوه؟”.

رنا: “نعم، يتمتع الصبيان والبنات بالحفلات بشكل مستمر”.

الوالدة: “إذاً، أنت متشوقة للمدرسة الثانوية؟”.

رنا: “أوه، نعم!”.

روت والدة رنا أنه بالماضي كان يمكن أن تلقي محاضرة على ابنتها حول تضييع وقتها، وأن المدرسة هي للتعلم، وليست للغرام، وأنها صغيرة جداً كي تفكر بهذه الأمور. ويتبع ذلك النقاشات الطويلة والمزاج السيئ. وبدلاً من ذلك قامت بالاعتراف برغبات ابنتها.

عادة ما تساوي أونصة من المرح طناً من الكلمات. رأى رامي البالغ الثانية عشرة من العمر، أمه وهي تُفرغ فواكه طازجة من عربة التسوق، والتي عادة ما تتركها قرب منضدة المطبخ. وبابتسامة ملتوية قال، “قومي بعمل صحيح ولو مرة، ماما، وضعي الفواكه في البراد”.

“لقد فعلت شيئاً صحيحاً ذات مرة. لقد أنتجتك،” جاوبت أمه. “والآن ساعدني كي أضع الفواكه في البراد”. بدأ رامي بالضحك وبالمساعدة.

كم كان من السهل على والدة رامي أن تبدأ حرب الكلمات: “ماذا تقصد، قومي بعمل صحيح! من تظن نفسك كي تتكلم معي هكذا؟” وبدلاً من ذلك فقد عبّرت عن سلطتها بمرح واختصار.

روى أحد الآباء كيف أنه يرتاح عندما يسمع ولده يستعمل المرح لتقليل خيبة الأمل والغضب. في اليوم السابق للعيد كان يحاول مع ابنته هبة، وهي في الثامنة، جمع الألعاب. لم يكن من السهل وضع كل الألعاب في مكانها المناسب وبدأ والد هبة يشعر بالضيق. وأخيراً أصبحت الألعاب جاهزة لتوضع في مكانها. ولكن ما أن همّ بترتيب آخر لعبة انهارت كل الألعاب. أصبح والدها ثائراً، وهو يصيح “لقد اكتفيت!” تقدمت هبة، وعانقت والدها، وقالت “أبي، أراهن في هذه اللحظة بأنك تتمنى لو كنت أكثر هدوءاً”.

تستدعي السلطة الاختصار والصمت الانتقائي

يظهر الحادث التالي قوة السلطة الصامتة. تأذت ساق سامر وهو في السابعة، لكن ذلك لم يمنعه من الذهاب إلى حفلة كشافة الأشبال ذلك المساء. وفي صباح اليوم التالي قال،”لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة، ساقي تؤلمني”. كان أمه على وشك أن تجيب، “إن كنت تستطيع الذهاب إلى الحفلة، فإنك تستطيع الذهاب إلى المدرسة”. لكنها لم تقل شيئاً. كان الصمت ثقيلاً. وبعد دقائق عدة، سأل سامر، “هل تعتقدين بأنه يجب عليّ أن أذهب؟” فأجابته أمه، “وأنت تتساءل عن ذلك؟” قال سامر، “نعم” بينما كان يُسرع بارتداء ملابسه.

ساعد صمت والدة سامر ابنها على اتخاذ قراره بنفسه. يجب أن يصل إلى الاستنتاج بأن الساق التي سمحت له بالذهاب إلى الحفلة ستسمح له بالذهاب إلى المدرسة. لو أن والدته أشارت إلى ذلك، فقد كان بدأ بالجدال وسيطر الاضطراب على الجميع.

بتذكر أن القليل هو كثير مع الأولاد، فقد منعت هذه الأم ابنتها دينا من إصابة بقية العائلة بمزاجها السيئ.

دينا، وهي في الثانية عشرة، هي نباتية. وما أن جلست على مائدة الغداء في أحد الأيام، بدأت بالشكوى: “إنني جائعة. أين الغداء؟”.

الوالدة: “نعم، افترض أنك جائعة جداً”.

دينا: “أوه، باذنجان. لا أشعر بالميل إليه”.

الوالدة: “إذاً خاب أملك”.

دينا: “لا يوجد ما يكفي من الجبنة”.

الوالدة: “أتريدين المزيد من الجبنة فوق الباذنجان”.

دينا: “أوه، حسناً أظن ذلك. لكنك أحياناً تحضرينها بطريقة أفضل”.

بدلاً من الشكوى المضادة “إنك تعرفين بأنه عليّ تحضير طعام خاص لك. أقل شيء بإمكانك فعله هو تقدير عملي”، بدلاً من ذلك قامت بعكس مشاعر ابنتها إليها، وهكذا فإن أمها تجنبت جدالاً معها.

سياسة تجاه الكذب: تعلم أن لا تشجع الكذب

يغضب الوالدان حينما يكذب أولادهما، خصوصاً عندما تكون الكذبة واضحة والكاذب غبياً. إنه لمن المغضب أن تسمع بنتاً وهي تصرّ على أنها لم تلمس الدهان أو أنها لم تأكل الشوكولا بينما ينتشر في كل مكان على قميصها ووجهها.

التحريض على الكذب. يجب على الوالدين أن لا يسألا أسئلة يحتمل أن تسبب كذباً دفاعياً. ينفر الأولاد من أن يحقق أحد والديهم معهم، وعلى الخصوص عندما يشكّون بأن الأجوبة معروفة سلفاً. إنهم يكرهون الأسئلة المفخخة، تلك الأسئلة التي تجبرهم على الاختيار بين كذبة خرقاء واعتراف مخجل.

قام كمال، وهو في السابعة، بكسر السيارة كان والده قد جلبها له. أصبح في حالة خوف وقام بإخفاء الأجزاء المكسورة في الطابق السفلي. وعندما وجد والده بقايا السيارة، قام بإطلاق أسئلة قليلة وقد أدت إلى انفجار:

الوالد: “أين هي سيارتك الجديدة؟”.

كمال: “إنها في مكان ما”.

الوالد: “إنني لم أشاهدك تلعب بها”.

كمال: “لا أعرف أين هي”.

الوالد: “قم بإيجادها. أريد أن أراها”.

كمال: “لعل أحدهم قد سرق سيارتي”.

الوالد: “إنك لكذاب لعين! أنت كسرت سيارتك! لا تظن بأنك تستطيع إنكار ذلك. إن كنتُ أكره أحداً، فإنه الكذاب!”.

لقد كانت هذه معركة غير ضرورية. وبدلاً من لعب دور المحقق والمدعي بشكل مستتر، ووصف ولده بالكذاب، كان بإمكان هذا الوالد أن يكون أكثر مساعدة لابنه لو أنه صرح، “إنني أرى سيارتك الجديدة وهي مكسورة. إنها لم تصمد طويلاً… يا للأسف. لقد استمتعت باللعب بها حقاً”.

كان يمكن للولد أن يتعلم بعض الدروس القيمة: إن والدي يتفهم. باستطاعتي إخباره بمتاعبي. ينبغي عليّ أن أهتم أكثر بهداياه. عليّ أن أصبح أكثر حرصاً.

وهكذا، فليس بالفكرة الجيدة أن تسأل أسئلة تعرف أجوبتها مسبقاً. وعلى سبيل المثال، “هل قمت بتنظيف الغرفة كما طلبت منك؟” في الوقت الذي تتطلع فيه إلى غرفة وسخة. أو، “هل ذهبت إلى المدرسة هذا اليوم؟” بعد أن يخبرك أحدهم بأن ابنتك لم تذهب إلى المدرسة. تفضل عبارة: “إنني أرى أن الغرفة لم تنظف بعد”. أو “لقد أخبرونا بأنكِ غبت عن المدرسة اليوم”.

لماذا يكذب الأطفال؟ أحياناً يقومون بالكذب لأنه لم يُسمح لهم بقول الصدق.

اقتحم وليد، وهو في الرابعة من عمره، غرفة الجلوس وهو غاضب، واشتكى لأمه: “إنني أكره جدتي!” أجابته والدته، وهي مرتعبة، “لا إنك لا تكرهها. إنك تحب جدتك! في هذا البيت نحن لا نكره. وعدا عن ذلك، فإنها تقدم لك الهدايا وتأخذك في نزهات. كيف تستطيع قول هذا الشيء المريع عنها؟”.

لكن وليد أصر، “لا إنني أكرهها، إنني أكرهها. لا أريد أن أراها مطلقاً”. قررت والدة وليد، وقد شعرت بالغضب عند هذا الحدّ، أن تستعمل طريقة تربوية أكثر عنفاً. لقد ضربت وليد.

ولأنه لا يريد أن يُعاقب أكثر، فقد غيّر وليد من نبرته: “إنني أحب جدتي حقاً، ماما”، قال مسرعاً. كيف استجابت أمه؟ لقد حضنت وليد وقبلته وأثنت عليه كونه ولداً طيباً.

ماذا تعلّم وليد الصغير من هذه المحادثة؟ من الخطر أن تقول الصدق وأن تشارك أمك بمشاعرك الحقيقية. عندما تكون صادقاً، فإنك تعاقب، عندما تكذب، فإنك تحصل على الحب. الصدق يؤلم، ابتعد عنه. أمي تحب الكاذبين الصغار. تحب أمي أن تسمع الحقائق المفرحة. أخبرها فقط ما تريد هي أن تسمعه، وليس ما تحس به حقيقة.

ماذا كان باستطاعة والدة وليد أن تجيب إن كانت تريد أن تعلم وليد قول الحقيقة؟

كان بإمكانها أن تعترف باضطرابه: “أوه، إنك لا تحب جدتك بعد الآن. هل تحب أن تخبرني ما الذي فعلته جدتك وأغضبك؟” كان من المحتمل أن يجيب، “لقد أحضرت هدية للطفل الرضيع، وليس لي”.

إن كنا نريد أن نعلم الصدق، فعلينا أن نكون محضرين للاستماع إلى الحقائق المرّة مثلما الحقائق المفرحة. إن كنا نريد أن يكبر أطفالنا على الصدق، فليس علينا أن نشجعهم على الكذب بشأن مشاعرهم، سواء أكانت إيجابية، سلبية أو متأرجحة. ومن ردات فعلنا إزاء تعبيرهم عن مشاعرهم يتعلم الأولاد أو لا يتعلمون بأن الصدق هو السياسة الأفضل.

الأكاذيب التي تصرح عن الصدق. عندما يتعرض الأولاد للعقاب بسبب قولهم للحقيقة فإنهم يكذبون ليدافعوا عن أنفسهم. إنهم يكذبون أيضاً ليعطوا أنفسهم في عالم تصوراتهم الأشياء التي يفتقدونها في عالم الواقع. تصرح الأكاذيب عن الحقائق حول المخاوف والآمال. إنها تكشف ماذا يحب الشخص أو ما يريد أن يكون. بالنسبة للأُذُن المميزة، فإن الأكاذيب تكشف الأشياء التي تحاول إخفاءها. إن رد فعل ناضج على كذبة ما يجب أن يعكس التفهم لمعناها، بدل رفض محتواها أو إدانة مؤلفها. بالإمكان استعمال المعلومات المستقاة من الكذبة لمساعدة الطفل على التمييز بين الواقع والتفكير المتمني.

عندما أخبرت ياسمين وهي في الثالثة، جدتها بأنها قد استلمت فيلاً حياً كهدية عيد، فإن جدتها عكست أمنيتها إليها بدل أن تحاول أن تبرهن لحفيدتها بأنها كاذبة. وأجابتها، “أنت تتمنين بأن هذا قد حصل فعلاً. أنت تتمنين أن تحصلي على فيل! أنت تتمنين أن يكون لديك حديقة حيوانات خاصة بك! أنت تتمنين أن يكون عندك غابة مليئة بالحيوانات!”.

أبلغ رامي، البالغ من العمر ثلاث سنوات، والده بأنه قد رأى رجلاً بطول الأمباير ستيت (بناية). وبدلاً من إجابته، “يا للفكرة المجنونة. لا يوجد أحد بهذا الطول. لا تكذب”، فإن هذا الوالد استغل هذه الفرصة لتعليم ابنه بعض الكلمات الجديدة في الوقت الذي اعترف فيه بمدارك ابنه بدل أن ينكرها: “أوه، لا بد من أنك قد رأيت رجلاً كبيراً جداً، رجلاً عملاقاً، رجلاً ضخماً، رجلاً هائلاً!”.

خلال لعبه في صندوق الرمال وإنشائه طريقاً فيه، نظر كاظم، وهو في الرابعة، إلى الأعلى وهو يصرخ، “لقد خربت هذه العاصفة طريقي. ماذا سأفعل؟”.

“أية عاصفة!” سألت أمه بنبرة قلقة. “إنني لا أرى أية عاصفة. توقف إذاً عن حماقاتك”.

إن العاصفة التي تجاهلتها والدة كاظم في صندوق الرمال قد انفجرت في عالم الواقع. أحدث كاظم نوبة غضب مزاجية بمقياس إعصار. كان من الممكن تجنب هذه العاصفة لو أن الوالدة قامت بالاعتراف وبتمييز مدارك ابنها وذلك بدخول عالمه الخيالي، وذلك بمجرد سؤاله، “إن العاصفة قد محت الطريق التي عملت بجهد عليه بنائها؟ أوه…” ثم بالتطلع إلى السماء، كان بإمكانها أن تضيف، “رجاءً توقفي يا عاصفة. إنك تخربين الطريق التي بناها ابني”.

التعامل مع عدم الصدق: أونصة وقاية تساوي طناً من البحث

إن سياستنا تجاه الكذب يجب أن تكون واضحة: من جهة، فإنه ينبغي علينا أن لا نلعب دور وكيل الادعاء أو أن نطلب اعترافات أو أن نبني قضية اتحادية من قصة طويلة. ومن جهة أخرى، يجب علينا أن لا نتردد بإطلاق اسم الرفش على الرفش. عندما نجد أن كتاباً للولد قد فات وقت ارجاعه، فلا ينبغي علينا أن نسأل، “هل أرجعت الكتاب إلى المكتبة؟ هل أنت متأكد؟ إذاً فلماذا يزال على طاولتك؟” وبدلاً من ذلك، فإن علينا أن نصرّح، “إنني أرى أن الكتاب في مكتبتك قد فات وقت إرجاعه”.

عندما تخبرنا المدرسة بأن ولدنا قد فشل في امتحان الرياضيات، فإننا يجب أن لا نقوم بالسؤال، “هل نجحت بامتحان الرياضيات؟… هل أنت متأكد؟… حسناً، لن يساعدك الكذب هذه المرة! لقد تكلمنا مع معلمتك ونعرف بأنك قد فشلت بشكل بائس”.

بدلاً من ذلك، فإننا نخبر ولدنا مباشرة “لقد أخبرتنا معلمة الرياضيات بأنك لم تنجح بالفحص. نحن قلقون ونتساءل كيف بإمكاننا مساعدتك”.

بالمختصر، علينا أن لا ندفع الولد باتجاه الكذب الدفاعي، ولا نوفر الفرص للكذب عن عمد. وعندما يكذب الولد، فإن رد فعلنا يجب أن لا يكون هستيرياً وغير أخلاقي، بل يجب أن يكون حقيقياً وواقعياً. إننا نريد لأطفالنا أن يعرفوا بأنه لا حاجة للكذب معنا.

هناك طريقة أخرى بإمكانها أن تمنع الأولاد من الكذب وهي تجنب السؤال “لماذا؟” في وقت مضى كانت “لماذا” هي التعبير عن البحث. لقد اختفى هذا المعنى منذ زمن بعيد. لقد أُسيء استعماله بواسطة سوء استخدام “لماذا” كعملة للانتقاد. بالنسبة للأولاد فإن “لماذا” تدل على عدم الموافقة الأبوية، وخيبة الأمل. إنها تستعيد أصداء الملامة السابقة. وحتى أن “لماذا فعلت ذلك؟” البسيطة يمكن أن توحي “لماذا بحق السماء فعلت شيئاً غبياً مثل ذلك؟”.

إن الأهل الحكماء يتجنبون أسئلة مؤذية، مثل:

“لماذا أنت أناني لهذه الدرجة؟”.

“لماذا تنسى كل شيء أقوله لك؟”.

“لماذا لا تستطيع أن تحضر على الوقت؟”.

“لماذا أنت فوضوي هكذا؟”.

“لماذا لا تستطيع أن تُبقي فمك مقفلاً؟”.

بدلاً من أن نسأل أسئلة بلاغية لا يمكن الإجابة عليها، فإننا نستعمل تعابير تظهر التعاطف:

“جمال سيكون مسروراً إن شاركته”.

“بعض الأشياء من الصعب نسيانها”.

“إنني أقلق عندما تتأخر”.

“ماذا تفعل لتنظيم عملك؟”.

“تملك الكثير من الأفكار”.

السرقة: تعلّم دروس الملكية يأخذ الوقت ويتطلب الصبر

ليس من الغريب أن يُحضر الأطفال معهم إلى البيت اشياءً لا تخصهم. وعندما تكتشف (السرقة)، من الضروري تفادي المحاضرات والأشياء الدرامية. يمكن أن يُوجه الطفل الصغير إلى طريق الصواب مع الحفاظ على كرامته. ينبغي القول له وبحزم: “هذه اللعبة لا تخصك. يجب أن تعاد لأصحابها”. أو “أنا أعلم أنك ترغب بالاحتفاظ بالبندقية، لكن جميل يريد استعادتها”.

عندما (يسرق) طفل قطعة حلوى ويضعها في جيبه، فمن الأفضل مواجهته دون عواطف: “إنك ترغب لو كان باستطاعتك أن تحتفظ بقطعة الحلوى التي وضعتها في جيبك اليسرى، لكن ينبغي إعادتها إلى الرف”. وإن أنكر الطفل حيازته للحلوى، نعود ونركز على ونكرر العبارة: “أنا أتوقع منك أن تعيد قطعة الشوكولا إلى الرف مجدداً”. وإن رفض، ينبغي أن نخرجها من جيبه قائلين “إنها ملك المتجر. ويجب أن تبقى هنا”.

السؤال الخاطئ والعبارة الصحيحة. عندما تكون متأكداً بأن طفلك قد سرق المال من محفظتك، فمن الأفضل أن لا تسأل، بل أن تخبر عن ذلك: “لقد أخذت ريالاً من محفظتي. أريدك أن تُرجعه”. وعندما يُعاد المال، فيجب أن يُقال للطفل: “عندما تحتاج إلى مال، أطلبه مني وسنناقش الأمر”. وإن أنكر الطفل الفعل، فإننا لا نتجادل معه أو نستجديه كي يعترف، نقول، “أنت تعرف بأنني أعرف. على المال أن يُسترجع”. وإن كان قد تم إنفاق المال سابقاً، فالنقاش يجب أن يتركز على طرق التعويض، سواء بطريقة روتينية أو بإنقاص مصروفه الشخصي.

من المهم أن نتجنب نعت الطفل بالسارق وبالكذاب أو بالتكهن بنهاية غير سعيدة. إنه من غير المساعد أن نسأل طفلاً، “لماذا فعلتها؟” يمكن للطفل أن لا يعرف الدوافع، وبإمكان الضغط عليه كي يشرح (لماذا) أن يستتبع كذبة أخرى. من المساعد أكثر أن تدله بأنك تتوقع منه أو منها أن تناقش حاجته للمال: “أنا مستاء لأنك لم تخبرني بأنك تحتاج لريال”. أو “عندما تحتاج إلى المال، تعال واخبرني، سنتدبر الأمر”.

إن كان ابنك قد تناول قطع الحلوى من وعاء ممنوع وقد ظهر على وجهه أو وجهها شارب من السكر، لا تسأل أسئلة مثل “هل قام أحدهم بأخذ قطع الحلوى من الإناء أو “هل رأيت بالصدفة من الذي أخذها؟ هل أكلت واحدة؟ هل أنت متأكد؟” عادة ما تدفع هذه الأسئلة الأطفال لقول الأكاذيب، والتي من شأنها أن تزيد إهانة لجرحنا. القاعدة هي، عندما نعرف الجواب، فإننا لا نسأل السؤال. من الأفضل أن نصرّح علناً، مثلاً، “لقد أكلت حلوى في حين قلت لك لا تفعل”.

تشتمل العبارة الأخيرة على عقوبة كافية ومطلوبة. إنها تترك الولد بحالة عدم ارتياح، وتجعله يشعر بالمسؤولية لقيامه بشيء حول سوء سلوكه.

تعليم التهذيب دون قسوة: طرق لصقل القيم

النماذج الخاصة والقيم العامة. التهذيب هو في الوقت نفسه سجية شخصية ومهارة اجتماعية. إنه يكتسب من خلال تعيين، وتقليد الأباء الذين هم أنفسهم يكونون مهذبين. وتحت كل الظروف يجب تعليم القيم بطريقة مؤدبة. ومع هذا فإن الوالدين عادة ما يعلمانها بطريقة قاسية. عندما ينسى الولد أن يقول “شكراً” فإن الوالدين يشيران إلى ذلك أمام الناس الآخرين، وهذا شيء وقح، لقول الأقل. يسارع الوالدان لتذكير ولدهم لأن يقول “وداعاً”. حتى قبل أن يقولوها هم.

استلم رمزي، وهو في السادسة، هدية ملفوفة لتوه. ولأنه فضولي، فإنه قد عصر العلبة ليجد الشيء الذي بداخلها، في الوقت الذي بدت فيه أمه ممتعضة وعصبية.

الوالدة: “رمزي، توقف! إنك تفسد الهدية! ماذا تقول عند استلامك لهدية”.

رمزي (بغضب): “شكراً!”.

الوالدة: “إنك لولدٌ طيب”.

كان بإمكان والدة رمزي أن تعلم هذه الجرعة من القيم بطريقة أقل قسوة وأكثر فعالية. كان بإمكانها القول، “شكراً، عمتي ثروت، على هذه الهدية الحلوة”. كان من المفهوم بأن رمزي يمكن أن يستتبع ذلك ب “شكراً” من عنده. وإن لم يقم بذلك، فكان بإمكان والدته الاهتمام بهذه الشؤون الاجتماعية لاحقاً عندما يكونان لوحدهما. كان يمكن أن تقول، “لقد كان من اهتمام العمة ثروت أن تفكر بنا وتأتيك بهدية. دعنا نكتب لها رسالة شكر. ستكون مسرورة لكوننا فكرنا بها”. وفي الوقت الذي نجد فيه أن هذا النهج هو أكثر تعقيداً من التأنيب المباشر، فإنه أكثر فعالية. إن لطائف فن الحياة لا يمكن إيصالها للآخرين بمطرقة ثقيلة.

عندما يقاطع الأولاد حديثاً للكبار، فإن الكبار يميلون عادة للرد بغضب: “لا تكن وقحاً. من قلة الأدب أن تقاطع”. وعموماً، فإن مقاطعة المقاطع ليست من القيم في شيء. على الأهل أن لا يقسوا بعملية فرض القيم على الطفل. لعله من الأفضل أن نصرح، “إنني أريد أن أنهي سرد قصتي”. إننا لا نصل لغاية جيدة بقولنا للأطفال بأنهم وقحين. وعلى النقيض من الغاية، فإن هذه الطريقة لا تقودهم إلى التصرف بأدب. يكمن الخطر في أن الأولاد سيتقبلون تقييمنا ويجعلوها قسماً من صورتهم الذاتية. وما أن يقوموا بالاعتقاد بأنهم وقحين، فسوف يمضون بالتصرف حسب هذا التصور. من الطبيعي أن يتصرف الأطفال الوقحون بوقاحة.

إن الاتهامات الحادة والتكهنات القاتمة لا تساعد الأطفال. يمكن الوصول لنتائج أفضل حينما يستعمل البالغون تعابير بسيطة ومهذبة. إن الزيارات لبيوت الأصدقاء أو الأقارب تمنح فرصاً لإظهار الآداب للأولاد. على الزيارات أن تكون ممتعة للوالد وللطفل. وأفضل طريقة للوصول إلى ذلك هي بترك عبء مسؤولية السلوك للولد وللمضيف.

يتعلم الأطفال بأننا غير مستعدين لتأنيبهم في منازل الآخرين. وباختيارهم الجغرافيا (الأمكنة)، فإنهم يختارون هذه الأمكنة لسوء السلوك. يمكن مواجهة هذه الاستراتيجية بأفضل طريقة وذلك بالسماح للمضيفين أن يضعوا قواعد منازلهم الخاصة ويقوموا بتطبيقها. عندما يقفز الولد على مقعد في بيت العمة ناديا، دع العمة نفسها تقرر ما إذا كان يجوز القفز على المقعد أم لا، ودعها تتوسل الحدود. يميل الطفل للاستجابة أكثر عندما يتم وضع القيود من قبل الغرباء. يمكن للوالدة أن تساعد وقد أزيح عن كاهلها عبء التزام التأديب، بالتعبير عن تفهم رغبات الطفل ومشاعره: “كم تتمنى لو تسمح لك العمة بالقفز على مقعدها. إنك فعلاً تستمتع بالقيام، لكنه منزل العمة ناديا وعلينا احترام رغباتها”. وإن أجاب الطفل “لكنك تسمحين لي بالقفز على مقعدنا،” يمكن أن نرد “هذه هي قواعد العمة. لدينا قواعد مختلفة في منزلنا”.

يمكن تطبيق هذه السياسة فقط عندما يكون هناك اتفاق بين المضيف والضيف بما يتعلق بمناطق المسؤولية. عند الوصول إلى منزل العمة، فإن والد ناديا يمكن أن يقول لها، “إنه بيتك. فقط أنت تعرفين ما هو السلوك المقبول أو غير المقبول هنا. أرجوك أن تشعري بالحرية كي توبخي أولادنا عندما لا توافقين على ما يفعلونه”. من حق، ومسؤولية المضيفين أن يطلبوا التقيد بقواعد منزلهم. إنه من مسؤولية الوالد الزائر بأن يتخلى مؤقتاً عن دور المؤدب. وعن طريق عدم التدخل المناسب، فإن الوالد يساعد ولده على تفهم حقيقة الموقف.

ملخص

يمرّ كل والد بحالة اندهاش وتحيّر حول كيفية التعامل مع الكذب، السرقة، ومجموعة من الأعمال السيئة التي تكثر في سنوات نمو الولد. إن التهديدات، الرشاوى، الوعود، السخرية، والقسوة، ليست هي الحل. إن الحل الأكثر فعالية هو أن نخرج بعبارات واضحة تعبر عن قيمنا. يجب ألاّ نسأل أسئلة نعرف أجوبتها مسبقاً، والأكثر أهمية من ذلك، يجب أن نعامل أطفالنا بالاحترام الذي نتوقعه منهم. هذه الطرق المتعاطفة لكن المسؤولة للتعامل مع سوء سلوك الأطفال تساعد أيضاً على تقوية علاقة المحبة بين الوالد والابن.

تأليف:هايم جينو
مراجعة وتحديث: د. اليس جينو ود. والس غودارد