بالإضافة إلى التحديات التي تواجهينها على مدار الساعة في أثناء العناية بالطفل, هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تجعلك تشعرين بالإجهاد والإحباط والكآبة في فترة الأسابيع التالية للولادة, وسوف يعاني معظم الوالدين والأمهات الجدد من الحالات والمشاعر التالية:
● إذا كنت معتادة على أن تجدي حياتك منظمة ومنضبطة, فربما تصابين بالخوف عندما يتبدد هذا الأسلوب الحياتي المرتب المنظم بعد الولادة, وقد تكون حياتك فوضوية بدلا من تلك الحياة العائلية الهادئة التي كنت قد تخيلتها.
● إذا لم تجر الولادة كما كان متوقعا لها، كأن تعرضت إلى ولادة قيصرية مثلا أو كان المخاض طويلا، فربما تشعرين باحباط وامتعاض أو تشعرين بالإخفاق.
● إذا رزقت بمولود خديج (ولد قبل الأوان) أو رزقت بأكثر من مولود، فإنك تواجهين مسؤوليات إضافية.
● بالنسبة للآباء والأمهات الذين عملوا فترة طويلة، فإن الانتقال من كونهم عاملين متمرسين إلى أناس حديثي العهد بتربية الأطفال سيكون أمرا صعبا.
● قد تواجهين بمشاعر النقص وعدم الثقة بالنفس لأنك كنت تفهمين أن رعاية الطفل تجري بعملية حسابية بين التجارب والأخطاء, وسوف تتحققين من أن هذه الرعاية لا تأتي هكذا بشكل طبيعي أبدا.
● قد تجدين صعوبة في أن تتأقلمي مع الوقت الضيق الذي تقضينه مع الناس الذين هم من جيلك, علاوة على أن طفلك لا يقوم بمحادثتك, ومن ثم ستضطرين إلى البعد عن أصدقائك.
● تكثر الأعباء المالية عند معظم الوالدين والأمهات؛ ومهما كان مستوى دخلك، فإن مجيء الطفل إلى العائلة قد يرهق الميزانية.
● ربما يكون من الصعوبة بمكان أن تتقبلي وظيفتك الجديدة وهي أن تكوني أما، حيث تشعر العديد من النساء بإحساس الأسى على هويتهن السابقة عندما كن خاليات الذهن, من دون مسؤوليات, ويحتمل أن يكون هذا الشعور بسبب أنك امرأة ذات تطلع نحو التقدم والنجاح في حياتك الوظيفية؛ وقد تشعرين بالإرهاق والإعياء بسهولة مع هذه الوظيفة الجديدة، وهي كونك أصبحت أما؛ أو مع هذا التحول من المرحلة الجوهرية العملية في حياتك إلى ما وراء الكواليس، وذلك لأن طفلك سيصير هو محور اهتمامك.
● قد تشعرين بالذنب أو الانزعاج في حال أنك لم تتعلقي بطفلك سريعا، أو في حال عدم إحساسك بمشاعر الحب الغامر تجاه طفلك عند أول نظرة إليه.
● ربما تتغير طبيعة العلاقة بينك وبين زوجك وفعاليتها بعد الولادة؛ لذا، يجب عليك أن تحسبي كيف توزعين العمل ورعاية بالطفل والواجبات المنزلية بينكما, وكيف توازنين بين أوقاتك, فوقت لرعاية الطفل ووقت لزوجك ووقت تقضينه وحدك.
● يعاني العديد من الأزواج تغيرا واضحا في النشاط الجنسي بعد ولادة الطفل, وذلك بسبب التعب والألم الجسدي والتغيرات الهرمونية ونقص الرغبة أو الاستياء من جراء كيفية نظرتهم إلى مرحلة ما بعد الولادة؛ ويقل اهتمام كثير من النساء بالممارسة الجنسية لفترة من الزمن بعد الولادة.
نصائح مقدمة لك عندما تشعرين بالارتباك أو الإحباط
عندما تحضرين طفلك إلى البيت, ربما تمر عليك أوقات تشعرين خلالها بالإرهاق والإجهاد والارتباك؛ وإن من أهم الطرق للتقليل من هذا الإجهاد هو الاهتمام الجيد بنفسك من خلال الاستمرار بتناول الطعام بالنظام نفسه الذي كنت عليه في أثناء فترة الحمل, وكذلك بتناول كمية جيدة من السوائل والحفاظ على النشاط البدني والحصول على فترات كافية من الراحة كلما سنحت لك الفرصة.
وإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعدك المقترحات التالية على الحفاظ على عيش مريح في الفترة التالية للولادة:
● احصلي على المساعدة. اقبلي عروض المساعدة المقدمة من الأصدقاء وأعضاء العائلة، ولا تخافي من طلب المساعدة؛ واحتفظي بقائمة الأعمال التي يجب أن تنجز؛ ولذلك، سيكون لديك مهمة محددة تتعلق بالشخص الذي سيقدم المساعدة, حيث يسر معظم الناس بتقديم المساعدة من الخارج كتقديم الطعام المطبوخ أو بالمساعدة في أعمال البيت أو بالقيام ببعض المهمات عنك أو بالاعتناء بطفلك في الوقت الذي تقومين فيه بمتابعة أعمالك؛ ولدى العديد من المجتمعات خدمات تقدمها للأمهات الجديدات؛ ويمكن أن تتصلي بممرضة المستشفى الذي ترتادينه أو بقسم الصحة المحلي في الحي الذي تسكنين فيه أو تتابعي صفحات الدليل الإعلانية.
● اخرجي من البيت. ففي حال بقائك محصورة في البيت مع المولود الجديد الذي يظل يصرخ ويبكي معظم الوقت, وبمرور الأيام، فإن ذلك سيجعل أي شخص يصاب بالجزع والضعف؛ وخذي طفلك معك إلى التنزه خارج البيت أو ابحثي عن شخص ما يعتني بطفلك لعدة ساعات بينما تذهبين أنت إلى التنـزه خارج البيت؛ وفكري بتبادل الخبرات مع أمثالك من الأمهات الجديدات فيما يخص رعاية الأطفال، أو فكري بالانضمام إلى جمعيات رعاية الطفل.
● بسطي الأمور. حيث أنه لا ينبغي أن يكون الحفاظ على المنزل نظيفا من أولوياتك، لا سيما في هذا الوقت, ويعد حصولك على الراحة الكافية والاعتناء بطفلك أكثر أهمية من أن يكون بيتك نظيفا؛ واقبلي بقليل من الفوضى في حياتك؛ واستعملي الأساليب المختصرة فيما يتعلق بأمور البيت، مثل استعمال الصحون الورقية ووجبات الغداء المجمدة أو الأطعمة التي تباع في الهواء الطلق, ولا تشعري بالذنب فيما لو تراجعت عن بعض الالتزامات أو حتى فيما لو رفضت بعضها الآخر.
● ابتعدي عن الإحساس بالذنب. يبدو أن العديد من الأمهات لديهن خبرة في الإحساس بالذنب, ولكن تذكري أنه يمكنك القيام بما تقدرين عليه فقط, حيث أنه لا يوجد هناك شيء كامل، فليست هناك أم كاملة وليس هناك طفل كامل؛ وتعلمي من أي خطأ تواجهينه، وحاولي أن تقومي بما هو أفضل في المرات القادمة.
● أنشئي أساليب محددة (روتينية). رغم أن أنماط التغذية والنوم عند الطفل سوف تتغير بشكل متكرر خلال السنة الأولى، حاولي أن تبحثي عن الأساليب التي تستطيعين من خلالها أن تكيفي حياتك مع الروتين اليومي لطفلك أو لطفلتك؛ وحاولي أن تلزمي طفلك بأن يأكل وينام في الأوقات نفسها من كل يوم.
● كرسي وقتا من أجل الاهتمام بنفسك. حيث أنه من السهولة بمكان أن تصبحي منغمسة في الطلبات التي لا تنتهي فيما يخص أمور العناية بالطفل, ولكنك ستكونين قادرة على أن تقابلي تلك الطلبات بشكل أفضل فيما إذا نظمت أمورك بحيث تخصصين عدة ساعات من كل أسبوع تقضينها في الاهتمام بنفسك وبحياتك عموما؛ ولذلك، رتبي مع زوجك أو صديقتك أو مع إحدى قريباتك لكي تقوم بالعناية بالطفل في الوقت الذي تقومين فيه بممارسة إحدى اهتماماتك الشخصية؛ وتناولي الغداء مع إحدى صديقاتك أو اذهبي لقضاء نزهة خاصة؛ وعلاوة على ذلك, حاولي أن تفعلي شيئا ما تتمتعين به كل يوم؛ فعلى سبيل المثال, اخرجي من البيت لكي تتمشي, أو اقرئي كتابا, أو اكتـبي, أو ارسمي أو استمعي إلى الموسيقى. وتمتعي بإجراء المساجات أو بالاسترخاء في الحمام. وتحدثي مع الناس، فسوف تجدين بعد ذلك بهجة كبيرة.
● خصصي وقتا لتعزيز العلاقة مع زوجك. حاولي أن تبحثي عن أساليب معينة لتقضيا معا بعض الوقت بصحبة الطفل ومن دونه أحيانا.
● شاركي الآخرين في الأحاسيس والمشاعر. تحدثي مع من تثقين به من الناس عما تحسين به من مشاعر، بما في ذلك مشاعر الغضب والإحباط والحزن, وكوني حريصة على أن يبقى تواصلك وارتباطك مع زوجك بالدرجة الأولى.
● اتصلي مع آباء وأمهات آخرين. وأقيمي علاقة صداقة معهم, وحافظي على اتصالك مع الناس الذين التقيت بهم في الفترة السابقة للولادة، أو التحقي بشعبة الأمهات في مدرسة محلية أو في مركز لرعاية الطفولة أو في مركز اجتماعي أو في عيادة للصحة العامة أو في مستشفى أو في دار عبادة؛ كما أنه يمكنك أن تنضمي مع باقي الأمهات والأطفال الحديثي الولادة (الولدان) إلى مجموعة دعم ومساندة, أو أن تشاركي في لوحة إعلانات على الخط الساخن, أو تراسلي قائمة من النساء اللواتي ولدن في الشهر نفسه الذي ولدت فيه.
الكآبة الناجمة عن الطفل
إن معظم النساء الحديثات العهد بالأمومة يشعرن بدرجة معينة من الإحباط خلال الفترة التالية للولادة, ويعتقد أن الهبوط المفاجئ في مستويات الهرمونين (الإستروجين والبروجسترون) والذي يحدث بعد الولادة هو السبب في كآبة الرضيع وفي الاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة.
ولكن التغيرات الهرمونية ليست هي وحدها العامل الوحيد في إحداث الكآبة, فإذا حرمت من النوم وأغرقتك المتاعب، فإنه من الطبيعي أن تشعري بالاكتئاب؛ وتتضمن العوامل الأخرى التي يمكن أن تساهم أيضا في إحداث الكآبة تلك التغيرات الجسمانية العديدة التي تكابدينها بعد الولادة, والصعوبات التي تواجهينها في أثناء فترة الحمل أو المخاض, والاحباط الذي يصيبك بعد حدث مثير, وأية تغيرات في الوارد المالي للعائلة, والتخيلات غير الواقعية حول مفهوم الولادة والأمومة, والدعم العاطفي القليل وغير الكافي, وكذلك التغيرات الجديدة التي طرأت على شخصيتك وعلى علاقتك مع الآخرين.
ويعاني بعض الرجال من أعراض الكآبة بعد مجيء الأطفال إلى الحياة, فيتعرض الرجال الذين أصيبت زوجاتهم بالكآبة بعد الولادة لخطورة الإصابة بالكآبة أيضا تحت ظروف معينة.
تعاني الأمهات الجديدات مما يسمى “كآبة الرضيع أو الطفل” بنسبة تزيد على 80% من الحالات, وهو شكل خفيف من الاكتئاب, وتتضمن الأعراض والعلامات نوبا من القلق والحزن والبكاء والصداع والإجهاد, ولربما تشعرين بأنك لاشيء, وأنك مترددة وسريعة الغضب. إن الفرح الذي حدث في أول الأمر عند قدوم الطفل إلى العائلة يتراجع تدريجيا, وبعد ذلك ربما تجدين أنه ليس من السهل أن تكوني مؤهلة للقيام بدور الأمومة الحقيقية؛ وتحدث هذه الكآبة عادة بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من الولادة، وتدوم لمدة أسبوع إلى عشرة أيام.
ويمكنك أن تستعيدي عافيتك بسرعة فيما إذا حصلت على راحة إضافية, وتناولت وجبات صحية, ومارست الرياضة بانتظام, وكذلك حاولي أن تعبري عن مشاعرك بالتحدث فيها، ولا سيما مع زوجك؛ فإذا لم تنفع هذه الإجراءات، ربما تكونين مصابة بشكل أكثر شدة من أشكال الاكتئاب النفسي. اتصلي بمقدم الرعاية الصحية عندما تكون الأعراض التي تعانين منها شديدة أو عندما تستمر هذه الأعراض فترة أطول تمتد عدة أسابيع.
الرابطة العاطفية مع الطفل
عندما يولد الأطفال، فإنهم يكونون بحاجة إلى الحمل والهز اللطيف والحضن, كما يحتاجون إلى التقبيل والتحدث إليهم والتغناء لهم, حيث أن هذه التعابير اليومية من الحب والعاطفة من شأنها أن تعزز الصلة الوجدانية والتعارف فيما بين الأطفال وأمهاتهم وآبائهم, كما أن هذه التعابير العاطفية تساعد على تطور الدماغ عند الطفل؛ فمثلما أن جسم الرضيع يحتاج إلى الغذاء لينمو, فإن دماغه أيضا يحتاج إلى خبرات فكرية وطاقات جسدية ومشاعر عاطفية إيجابية. إن العلاقات التي ينشئها الطفل باكرا مع أناس آخرين في مرحلة طفولته الأولى من شأنها أن تؤثر تأثيرا حيويا في نماء الطفل.
يشعر بعض الوالدين والأمهات بارتباط فوري مع المولود الجديد الذي رزقوا به, في حين أن هذا الارتباط يتأخر في الظهور عند آباء وأمهات آخرين, فلا تنزعجي أو تشعري بالذنب فيما إذا لم تغمرك موجة الحب هذه منذ بداية ولادة الطفل, فليس كل الوالدين والأمهات يتعلقون بأطفالهم الجدد مباشرة وبشكل سريع, ولكن بالتأكيد ستصبح مشاعرك أكثر قوة بمرور الوقت.
وستستغرقين بعض الوقت كي تتعلمي كيف تفسرين صراخ الطفل وإشاراته, وكي تفهمي ما هي رغبة الطفل أو ما الذي يحتاج إليه؛ ولكن وعلى الرغم من أنهم أطفال حديثو الولادة، فقد تبين أن كل طفل يملك شخصية محددة؛ وإذا كان لديك أطفال آخرون، فسيتعلمون بدورهم أيضا كيف يتعلقون بهذا الأخ أو الأخت الجديدة.
في بادئ الأمر، يحتمل أن يصرف معظم الوقت عند الأطفال في تناول الطعام والنوم والبكاء, وتشكل ردودك الدافئة والحانية تجاه حاجات طفلك الأساس في عملية التربية والصلة العاطفية معه؛ فعندما يتلقى الأطفال عناية دافئة ومتجاوبة، فإنهم سيشعرون بالأمان والطمأنينة بشكل أكبر؛ وتقدم لك الأعمال الاعتيادية الخاصة بالطفل فرصة لكي تتعلقي بطفلك, ونذكر منها على سبيل المثال ما يلي من أعمال: عندما تطعمين الطفل, وتغيرين له القماط, وتنظرين إلى عينيه بنظرات تملؤها المحبة, وتتكلمين معه بلطافة وسرور.
إن لدى الأطفال أوقاتا يكونون فيها مستعدين لكي يتعلموا ويلعبوا، لا سيما عندما يكونون في حالة يقظة وهدوء, حيث يمكن أن تدوم هذه الأوقات لبضع لحظات فقط, لكنك ستتعرفين إليها وتميزينها؛ فانتهزي الفرصة في الأوقات التي يكون فيها طفلك يقظا كي تحيطي به وتلعبي معه.
وكي تربي طفلك وتقيمي معه علاقة أمومة (رابطة)، يترتب عليك القيام بما يلي:
● لا تقلقي بشأن الدلال الذي تقدمينه لطفلك, وتعاطفي مع رغباته، واستفيدي من ملامحه التي تظهر عليه؛ وتعد الأصوات الصادرة عن الأطفال من ضمن الإشارات التي يرسلونها, والتي غالبا ما تكون على شكل بكاء وصراخ، وذلك خلال الأسبوع الأول أو الثاني للولادة؛ كما أن أساليب حركاتهم وتعابير وجوههم والطريقة التي ينظرون بها إليك، أو حتى تلك النظرات التي يتجنبونها، تعد كلها من ضمن تلك الإشارات التي يقومون بإرسالها؛ فانتبهي بدقة إلى حاجة طفلك للتحفيز والإثارة، علاوة على تلك الأوقات التي يكون فيها هادئا.
● تكلمي مع طفلك واقرئي له, وغني له أيضا, لأنه حتى الرضع يستمتعون بسماع الموسيقى وبأن يقرأ لهم, مع أنهم لا يدركون معاني الكلمات، إلا أن هذه المحادثات المبكرة تفيد في تنمية القدرات اللغوية عند طفلك، كما أنها تقدم لك فرصة للقرب من الطفل؛ وعندما تتكلمين مع طفلك, تذكري أن الأصوات المحببة إلى الأطفال هي الأصوات الرخيمة (عالية اللحن), واعلمي أن الكلام مع الطفل ليس أمرا سخيفا, ففي الواقع يفضل الأطفال الأصوات الناعمة الإيقاعية, وبوسعك أن تجربي أصواتا متنوعة وتنظري فيما إذا أبدى طفلك أفضلية لبعض الأصوات أكثر من بعضها الآخر, ومع ذلك فقد لا يلتفت الطفل نحو صوت منها؛ وقد تلاحظين أن صوتك يمكنه أن يتسبب في تهدئة الطفل تماما أو في جعله هادئا قليلا على الأقل.
● احضني طفلك والمسيه بيديك, حيث أن الأطفال الحديثي الولادة حساسون جدا للتبدلات في درجة الحرارة والضغط, فهم يحبون أن يرفعوا ويحملوا ويهزوا ويربت لهم, وتغنى لهم أغنية النوم ليناموا, ويضموا إلى الصدر, ويقبلوا, وأن يمشى بهم بخطوات خفيفة, وأن يعمل لهم مساجات.
● اتركي طفلك يراقب وجهك؛ فبعد الولادة مباشرة، سيصبح المولود معتادا على رؤيتك, وسيبدأ يحدق في وجهك, حيث أن الأطفال يفضلون النظر إلى الوجوه الآدمية على النظر إلى نماذج أو ألوان أخرى, واتركي طفلك يتمعن في ملامحك, ويقدم لك قدرا من الابتسامات.
● أعط طفلك فرصة لكي يقوم بتقليدك, فتخيري حركة بسيطة لوجهك كفتح الفم أو إبراز اللسان مثلا, وكرري هذه الإيماءات ببطء عدة مرات, فربما يحاول طفلك محاكاة إيماءاتك وتقليدها أو أنه لا يفعل ذلك.
● أعط طفلك الألعاب البسيطة المحببة إليه في منظرها وصوتها وملمسها, ومن ضمن هذه الألعاب تلك المرايا غير القابلة للكسر المعلقة على أسرة الأطفال, أو خشخيشة الأطفال, أو دمى من القماش وألعاب موسيقية, وتخيري دمى وألعابا متحركة ذات ألوان متباينة بشدة, مثل الأسود والأبيض, أو الأسود والأحمر.
● العبي أنت وطفلك باستخدام الموسيقى والرقص, واستعملي مقطوعات من الموسيقى الناعمة مع شيء من الإيقاع بالطبل, واجعلي وجه طفلك قريبا من وجهك، ثم تمايلي معه بلطافة وتحركي به مع نغمات الموسيقى.
● اجتنبي إحداث التنبيه المفرط لطفلك, وقدمي له في وقت ما لعبة واحدة أو منبها واحدا فقط, حيث أنه يمكن للعديد من أنشطة اللعب أن تؤدي سريعا إلى التشويش وفرط التنبيه عند الأطفال.
● أنشئي أساليب وطرائق محددة, حيث أن هذه التجارب الإيجابية المتكررة من شأنها أن تزود الطفل بإحساس من الأمان والطمأنينة.
كيف يخبرك طفلك عندما يصير بحاجة إلى راحة
قد يعطيك طفلك إشارات مباشرة عندما ينتهي وقت اللعب, فراقبي هذه الملامح التي تظهر عليه، فهي تجعلك على علم بأن الطفل متعب وأنه بحاجة إلى راحة؛ ومن هذه الإشارات:
· يغلق عينيه.
· يتلفت بعيدا عنك, وينزل ذراعيه وكتفيه عنك.
· يصلب أو يقبض على كفيه.
· يصبح متهيجا.
· يبدأ بتنفس عميق منتظم.
· يتوتر, ويقوس ظهره.
· يتجنب (يبتعد عن) نظرتك.
استفيدي من الوقت
عليك أن تكوني صبورة مع طفلك في هذه الأسابيع الأولى, وتذكري أنك قد خضعت مع كل أفراد العائلة إلى تغيير كبير في حياتكم, وقد يكون هذا التغيير مهولا أو معيقا أو مثيرا ومربكا, وكل ذلك يحدث في الوقت نفسه؛ ولكنك حينها ستظهرين بشكل أكثر قوة من الناحية الجسدية, وستنمو مهاراتك أيضا كأم يوما بعد يوم، لأنك تستكشفين العالم مع هذا الشخص الجديد القادم إليك.
عززي علاقاتك مع زوجك والآخرين
عندما تبدئين أنت وزوجك بإنشاء ارتباط عاطفي مع الطفل وتكوين أسرة واحدة, يكون من المهم أيضا أن تخصصا وقتا لكما كزوجين؛ فالفترة التالية للولادة هي زمن التعديل الكبير الذي يطرأ على حياة الأزواج، لا سيما بالنسبة للزوجة التي تعمل خارج البيت فيما يتعلق بكيفية المشاركة في الواجبات المترتبة على الأبوين ورجوع أحد الزوجين إلى الآخر في تأدية الدور الجديد كأم أو كأب لمولود جديد؛ وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك لتكوني على مستوى هذه التغيرات في علاقاتك وتعزيز هذه المشاركة الزوجية:
· اجعلي خطوط الاتصال مفتوحة مع الناس, ولا تنغلقي على نفسك لكونك أصبحت أما لمولود جديد، فربما يتخوف الناس من هذا الأمر, ولذلك فإن الاتصال بالناس يفيدك في التحدث معهم حول الأحاسيس التي تشعرين بها تجاه زوجك, وبما يطرأ من تغيرات على العلاقة الجنسية.
· تشاركي مع زوجك في العمل والخبرات العائلية؛ ولكونك أصبحت أما، فمن الأسهل لك أنت وزوجك أن تتقاسما العمل بينكما, حيث ينبغي لكلا الأبوين أن يكونا جاهزين كي يذهبا إلى الطفل عندما يبكي, ويقوما بتغسيله ويغيرا له القماط (الحفاظ), ويستطيع الأب أن يطعم الطفل عندما تكونين خارج البيت, وبإمكانه أن يطعم الطفل ليلا من الحليب الذي تعصرينه من صدرك؛ خصصي وقتا للقيام بأشياء مرحة تفرحكم جميعا كعائلة واحدة؛ كما يسهل التنقل بالأطفال الأكبر سنا, فلذلك يمكنك أن تضمي طفلك إلى حياتك الاجتماعية وتتابعي نمط حياتك إلى أعلى درجة, فاجعلا من محبتكما لهذا الطفل سببا في زيادة المودة بينكما كزوجين.
· اتخذي القرارات بالمشاركة مع الزوج؛ فإذا لم تتفقا حول طريقة معينة للعناية بالطفل مثلا، اعملا على وضع حل مناسب لذلك, فإن شعرتما بارتياح لهذا الأسلوب، فسوف يمكنكما من اتخاذ قرارات أكبر فيما بعد.
· اقضي وقتا مع زوجك بحيث تكونا وحدكما؛ فعلى الرغم من انشغالكما بالرضيع وبالمسؤوليات الأخرى, إلا أنه يجب أن تحاولي أن تخصصي وقتا بحيث تكوني أنت وزوجك وحدكما، فهذا أمر مهم لتعزيز العلاقة فيما بينكما؛ ففي البيت, على سبيل المثال, تابعي المرح مع زوجك ببعض الألعاب الخفيفة التي تتطلب شخصين، كحل الكلمات المتقاطعة معا, أو تجاذب أطراف الحديث سويا في آخر اليوم, ورتبا لمواعيد اللقاء فيما بينكما على نحو منتظم, والتجئا إلى أحد تثقان به لتبقيا الطفل عنده ريثما تقضيا بعض الوقت وحدكما بعيدا عنه.
· تناوبي مع زوجك في أخذ قسط من الراحة, فكل أم أو أب بحاجة إلى قليل من الوقت يقضيانه بعيدا عن الطفل.
· اصبري واطمئني بالنسبة إلى الرجوع إلى الحياة الجنسية, حيث يعاني العديد من الأزواج من قلة النشاط الجنسي خلال السنة الأولى لولادة الطفل، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب؛ فإضافة إلى أنك ربما تكونين متعبة ومتألمة في الأسابيع والأشهر الأولى للولادة إلى حد قد لا يجعلك تفكري حتى بالجنس, ففي الفترة التالية للولادة يصبح شعور العديد من النساء بالانجذاب نحو الجنس ضعيفا ومؤلماً بسبب التغيرات الهرمونية والإرضاع من الثدي.
وربما يحتاج جسمك إلى عدة أسابيع لكي يتعافى، سواء أكانت ولادتك مهبلية أو بعملية قيصرية, ومعظم النساء ينتظرن ثلاثة إلى ستة أسابيع قبل استئناف عملية الجماع؛ وإذا كنت قد خضعت لولادة قيصرية، ربما ينصحك مقدم العناية الصحية بالانتظار مدة ستة أسابيع؛ ولكن يمكنك استئناف عملية الجماع عندما لا يعود الإحساس بالألم عند الضغط على فتحة المهبل أو مكان خزع الفرج.
وخلال تلك الأسابيع اسعي إلى المحافظة على إبقاء المودة العاطفية والجنسية مستمرة فيما بينكما.
ربما يكون من الضروري استخدام كريمات مزلقة أو مطريات بسبب جفاف المهبل الناجم عن انخفاض مستوى الهرمونات في الجسم.
وأخيرا، في حال عدم رغبتكما في حصول حمل جديد، سارعي إلى استعمال طريقة لمنع الحمل.