الإجهاض التلقائي هو خسارة المضغة أو الجنين قبل أن يستطيع العيش خارج الرحم، ما تنتج عنه نهاية غير مخطط لها للحمل. وحين تحدث مثل هذه الخسارة في الثلث الأول من فترة الحمل، كما يحدث في 80٪ من الأوقات، يطلق عليه الإجهاض التلقائي المبكر (يعتبر الإجهاض التلقائي الذي يحدث في الفترة ما بين الثلث الأول من الحمل والأسبوع العشرين، إجهاضًا متأخرًا.
عادة ما يكون الإجهاض التلقائي المبكر للحمل مرتبطًا باضطراب صبغي أو خلل جيني آخر في الجنين، لكن قد يكون سببه أيضًا عوامل هرمونية أو أية عوامل أخرى. وفي معظم الأحيان، لا يمكن تحديد السبب؛ فالإجهاض التلقائي لا يحدث بسبب التمارين أو العمل الجاد أو رفع الأوزان الثقيلة أو الخوف المفاجئ أو الضغط النفسي أو السقوط أو تلقي ضربة ضعيفة في البطن، وحتى أنه لا يتحفز بغثيان الصباح الأكثر حدة.
أنواع الإجهاض التلقائي المبكر
إن كنت تمرین بإجهاض تلقائي مبكر، فستشعرين بالحزن ذاته بغض النظر عن السبب او الاسم الطبي الرسمي، ومع ذلك، من المفيد أن تعلمي الأنواع العديدة للإجهاض التلقائي لكي تكوني على دراية بالمصطلحات التي قد يستخدمها طبيبك الممارس.
• الحمل الكيميائي: يحدث الحمل الكيميائي حين تتلقح البويضة وتفشل في التطور بنجاح أو في الانغراس بشكل تام في الرحم. قد تفوت المرأة دورتها الشهرية وتشتبه في حملها – حتى إنها قد تحظى باختبار حمل إيجابي لأن جسدها أفرز نسبة ضئيلة (لكنها قابلة للرصد) لهرمون الحمل (hCG). لكن في الحمل الكيميائي، لن يكون هناك کیس حملي أو مشيمة، وسينتهي الحمل بنزيف اشبه بنزيف الدورة. يقدر الخبراء أن حوالي 70% من جميع حالات الحمل تكون كيميائية، ولا يدرك العديد من النساء اللاتي يمررن بحالة منها، أنهن حوامل. وكثيرا ما يكون الاختبار المبكر الإيجابي للحمل والدورة الشهرية المتأخرة هما العلامتين الوحيدتين للحمل الكيميائي.
• البويضة الفاسدة: تشير البويضة الفاسدة (أو الحمل اللاجنيني) إلى البويضة الملقحة التي تلتصق بجدار الرحم وتبدأ في تكوين المشيمة (التي تفرز هرمون الحمل)، لكنها تفشل بعد ذلك في التطور إلى جنين، وما يتبقى هو کیس حملي فارغ (يمكن رؤيته على شاشة جهاز السونار). يعتقد الخبراء أن نصف حالات الإجهاض التلقائي المبكرة تنتج عن بويضة فاسدة. تحدث أغلب حالات الإجهاض التلقائي المتمثلة في حالة البويضة الفاسدة في وقت مبكر للغاية في الثلث الأول من فترة الحمل، وبعضها يحدث قبل أن تدرك المرأة انها حامل، وتنتهي بدورة شهرية تبدو متاخرة، وتتم ملاحظة حالات اخرى فقط خلال جلسة سونار دورية مبكرة، حين یکون کیس الحمل ظاهرا دون وجود جنين بداخله (بعد 5 أو 6 أسابيع).
• الإجهاض التلقائي الفائت: يحدث الإجهاض الفائت حين تموت المضغة أو الجنين دون طردها من الجسم على الأقل ليس على الفور، وعادة ما تكون هناك علامات مبدئية (لا يوجد نزيف، على سبيل المثال)، وفي بعض الحالات، تستمر المشيمة في إفراز الهرمونات، ما يجعل جسدك يعتقد أنك لا تزالين حاملا. عادة ما يتم اكتشاف الإجهاض التلقائي الفائت خلال جلسة السونار الروتينية في الثلث الأول من الحمل عندما لا يتم رصد أية دقات قلب، او في وقت لاحق من الثلث الأول من الحمل حين لا يتم سماع دقات قلب الجنين عبر سونار دوبلر. إن حقيقة عدم وجود أية علامات تحذيرية – فأنت تأتين في موعدك وتتوقعين رؤية أو سماع دقات القلب ولا تجدينها – قد تجعل إدراك الأمر مؤلماً للغاية. تلاحظ بعض النساء اختفاء جميع أعراض الحمل القائمة (رغم أن هذا في حد ذاته لا يعني أن الحمل قد فشل)، ويلاحظن إفرازات مائلة إلى اللون البني في حالات أقل شيوعا.
• الإجهاض التلقائي المكتمل: يحدث الإجهاض التلقائي المكتمل حین تعبر جميع أنسجة الحمل (المضغة والمشيمة) من الرحم خلال المهبل، وتعاني المرأة من نزيف وتقلصات، ويفرغ الإجهاض الرحم تماما بدون أي تدخل طبي، وعند الفحص، يجد الطبيب الممارس أن عنق الرحم قد أعيد غلقه، وأنه لا توجد أية علامة تدل على وجود کیس الحمل في الرحم على شاشة جهاز السونار. كلما زاد قرب حدوث الإجهاض (الذي يحدث في وقت ابكر من 12 اسبوعا)، زادت احتمالية كونه إجهاضا مكتملا.
• الإجهاض التلقائي غير المكتمل: يحدث الإجهاض التلقائي غير المكتمل حين تصبح المضعة أو الجنين غير صالح ويمر عبر المهبل على شكل نزيف مصحوب ببعض أغشية المشيمة، لكن بعض أغشية الحمل تبقى داخل الرحم، ومع الإجهاض غير المكتمل، يستمر التقلص والنزيف لدى المرأة (بحدة في بعض الأحيان) ويظل عنق رحمها متسعاً. ونظرا لوجود بعض أغشية المشيمة في الرحم، فإنه يستمر في إفراز هرمون الحمل hCG، القابل للرصد في فحوصات الدم ولا يسقط كما هو متوقع. ويبقى الغشاء المتبقي في الرحم مرئيا على شاشة السونار.
ما مدى شيوع الإجهاض التلقائي المبكر؟
الإجهاض التلقائي المبكر أكثر شيوعًا بكثير مما تدرك أغلب النساء، ويقدر الباحثون أن أكثر من 40٪ من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض التلقائي. لكن نظرًا لأن أكثر من نصف حالات الإجهاض التلقائي تحدث بشكل مبكر للغاية لا تعلم فيه المرأة أنها حامل بعد، فعادة ما تمر دون ملاحظة وتعتبر فترة طبيعية أو أصعب في بعض الأحيان. واصلي القراءة لمعرفة المزيد من الأنواع المختلفة للإجهاض المبكر.
علامات وأعراض الإجهاض التلقائي المبكر
قد تتضمن علامات الإجهاض التلقائي بعضًا أو كلًّا ما يلي:
• تقلصات أو آلامًا (حادة أحيانًا) في منتصف المنطقة السفلية من البطن أو الظهر
• نزيفًا مهبليًّا حادًّا (ربما يصاحبه بعض التكتلات الدموية أو الأنسجة أو كلتاهما) مشابه لنزيف الدورة الشهرية
• تناقص واضح ومفاجئ للعلامات المعتادة للحمل المبكر أو فقدانها، كغضاضة الثديين والغثيان (ليس بالتناقص التدريجي العادي الذي يحدث مع اقتراب نهاية ثلث الحمل الأول)
• عنق الرحم الذي يبدو مفتوحًا (متوسعًا) حين يفحصه الطبيب الممارس
• عدم ظهور الجنين على شاشة جهاز السونار (خلو الغشاء الأمنيوسي)
• عدم رصد ضربات القلب على شاشة جهاز السونار
العمر والإجهاض التلقائي
تحمل الكثير والكثير من الأمهات ويحظين بأطفال أصحاء في الأوقات التي تناسبهن وتناسب شركاء حياتهن – الذين يكونون أكبر سنّاَ في الغالب، لكن في المتوسط، ومع زيادة العمر تزداد خطورة الإجهاض التلقائي، هذا لأن البويضات الأكبر سنّا للأمهات الأكبر سنا (وربما الحيوانات المنوية لزوجها الأكبر سنا أيضا) يحتمل أن تحتوي على خلل جيني يسفر عنه جنین غیر قابل للحياة، لذا في حين أن نسبة إجهاض فتاة عمرها 20 عاما تتراوح ما بين 15% إلى 20%، فإن نسبة إجهاض سيدة عمرها 35 عاما تقدر بـ 20%، ومن يبلغ عمرها 40 عاما يحتمل إجهاضها بنسبة 40%، وتتخطى نسبة خطورة الإجهاض لسيدة عمرها 45 عاما بـ 85%.
حين تحمل سيدة عبر تقنيات التلقيح المتقدمة مثل التلقيح الصناعي (الذي يحتمل أن تقوم به أغلب النساء اللاتي يتخطين سن الأربعين)، يمكن تقليل خطورة الإجهاض (رغم أنه لا يمكن تجنبه تماما) خلال الفحص الجيني قبل الزرع، الذي يزيد من فرص الحمل الصحي بزرع المضغة التي تبدو سليمة وقابلة للحياة.
ما الذي يمكنك فعله أنت وطبيبك الممارس؟
إذا وجد طبيبك الممارس أن عنق رحمك متسع وأنه لا توجد دقات قلب جنينية على شاشة جهاز السونار أو كلاهما (ودوراتك الشهرية منتظمة)، فهذا يعني أنك تعانين إجهاضًا أو أنه قد تم بالفعل. وللأسف، لا يمكن القيام بأي شيء لمنع خسارة الجنين في هذه المرحلة.
إن كنت تعانين الكثير من الآلام بسبب التقلصات، فقد يوصيك الطبيب أو يصف لكِ مسكن ألم. لا تتردي في طلب مسكن الألم إن كنتِ تحتاجين إليه.
كثير من حالات الإجهاض التلقائي تكون مكتملة، بمعنى أن جميع مكونات الجنين يتم طردها من المهبل (ولهذا السبب عادة ما يوجد نزيف حاد للغاية). لكن أحيانًا – خاصة في وقت لاحق من الثلث الأول من الحمل – لا يكون الإجهاض التلقائي مكتملًا، وتظل أجزاء من بقايا الحمل عالقة في الرحم (وتعرف هذه الحالة بالإجهاض التلقائي غير المكتمل. أو لا يتم رصد ضربات قلب الجنين على شاشة جهاز السونار، ما يعني أن المضغة أو الجنين قد مات، لكن لم يحدث أي نزيف بعد (وهذا يطلق عليه الإجهاض التلقائي الفائت). وفي أي من هذه الحالات، يكون رحمك في النهاية – أو يجب أن يكون – فارغًا لكي يمكنك التعافي وتستمر دورة حيضك الطبيعية (ويمكنك محاولة الحمل مجددًا، إن اخترت هذا). هناك طرق عدة لحدوث هذا:
• انتظار تدخل الطبيعة. قد تختارين أنت وطبيبك الممارس أن تتركا الطبيعة تأخذ مسارها وتنتظرا حدوث الإجهاض بشكل طبيعي. قد يستغرق وقت انتظار الإجهاض التلقائي الفائت أو غير المكتمل فترة تتراوح ما بين أيام قليلة إلى 3 أو 4 أسابيع في بعض الحالات.
• الأدوية. قد تدفع الأدوية – قرص ميزوبروستول عبر الفم أو المهبل كتحميلة – جسدك لطرد الغشاء الجنيني والمشيمة، ويمكن استخدامها في حالة الإجهاض التلقائي الفائت أو غير المكتمل، بالإضافة إلى حالة البويضة الفاسدة – وهي البويضة الملقحة التي تنغرس ولا تتطو. تختلف فترة استغراق الطرد، لكن في العادة ، يتطلب الأمر بضعة أيام قبل أن ينتهي الإجهاض التلقائي تمامًا (رغم أن النزيف قد يستمر لبضعة أيام أخرى). قد تتضمن الأعراض الجانبية للأدوية الغثيان والقيء والتقلصات والإسهال.
• الجراحة. هناك خيار آخر وهو الخضوع لجراحة بسيطة تسمى بتوسيع وكحت الرحم. وخلال هذه العملية، يوسع الطبيب عنق رحمك برفق ويزيل (بالشفط) الغشاء الجنيني والمشيمة من رحمك. عادة ما لا يدوم النزيف اللاحق للعملية أكثر من أسبوع. ورغم ندرة الأعراض الجانبية، فإن هناك خطورة طفيفة للإصابة بالعدوى بعد عملية توسيع وكحت الرحم.
كيف يجب أن تقرري أنت وطبيبك الممارس الطريقة المتبعة؟
تتضمن بعض العوامل التي يمكن أن تضعاها في الاعتبار ما يلي:
• مدة الإجهاض التلقائي. إذا كان النزيف والتقلصات حادين بالفعل، فسيكون الإجهاض التلقائي قيد التنفيذ. وفي هذه الحالة، قد يفضل السماح بمروره بطريقة طبيعية عن إجراء عملية توسيع وكحت الرحم؛ لكن إن لم يكن هناك أي نزيف على الإطلاق (كما يحدث في الإجهاض التلقائي الفائت)، فقد يكون قرص الميزوبروستول أو عملية توسيع وكحت الرحم بديلًا أفضل.
• مدة الحمل. كلما طالت مدة الحمل، زادت الأغشية الجنينية، وزادت احتمالية ضرورة إجراء عملية توسيع وكحت الرحم لتفريغ رحمك تمامًا.
• حالتك النفسية والجسدية. قد يكون انتظار حدوث الإجهاض الطبيعي بعد موت المضغة أو الجنين في الرحم، مرهقًا نفسيًّا. ومن المرجح أنك لن تستطيعي البدء في الاتساق – وستحزنين – مع خسارتك بينما لا يزال الحمل كامنًا بداخلك. سيُسمح لكِ بإتمام العملية بشكل أسرع باستئناف دوراتك الشهرية قريبًا ومحاولة الحمل مجددًا متى كان الوقت مناسبًا وإن كانت حالتك تسمح بذلك.
• المخاطر والفوائد. نظرًا لأن عملية توسيع وكحت الرحم توسعية، فهي تشكل خطورة أكبر قليلًا (رغم أنها تظل منخفضة للغاية) بالعدوى. ورغم ذلك، فإن فائدة إنهاء الإجهاض في وقت أقرب، قد تتعدى مجرد الخطورة المنخفضة بالنسبة لبعض النساء. ومع حدوث الإجهاض بشكل طبيعي، ستكون هناك خطورة أيضًا بعدم إفراغه التام للرحم، وفي هذه الحالة، قد تكون عملية توسيعه وكحته ضرورية لإنهاء ما بدأته الطبيعة.
• تقييم الإجهاض التلقائي. حين تتم عملية توسيع وكحت الرحم، سيكون تقييم سبب الإجهاض التلقائي عبر فحص الغشاء الجنيني أسهل. وإن لم يكن هذا الإجهاض الأول لكِ، فإنه يمكن إجراء فحص جيني على غشاء الجنين أيضًا، ما قد يساعد على التنبؤ باحتمالية حدوث الإجهاض التلقائي مرة أخرى، بالإضافة إلى تقديم بعض الطرق لإنهاء الحمل.
إن أجهضت بشكل طبيعي وشعرت بأنك قادرة (جسديًّا ونفسيًّا، وكلاهما قد يكونان صعبين للغاية) على إنقاذ الحمل المفقود، فيمكنك أن تقومي بهذا في كوب معقم أو حاوية تخزين صغيرة، لكي يتم فحصه لاحقًا.
وبغض النظر عن المسار الذي اتخذه الأمر، وسواء حدث ذلك عاجلًا أم أجلًا، فيحتمل أن تكون الخسارة صعبة بالنسبة لك.
المحاولة مجددا بعد الإجهاض التلقائي
ليس من السهل أبدا اتخاذ القرار بالمحاولة مجددا في حمل جديد – وطفل جديد (يشار إليه في الغالب “بطفل قوس قزح”) – بعد الخسارة، وبالتأكيد ليست بالسهولة التي قد يعتقدها من حولك؛ فهو قرار شخصي للغاية، وقد يكون مؤلما. إليك بعض الأمور التي قد تریدین وضعها في الحسبان حين تقررین وقت (واحتمالية) المحاولة مجددا:
• تتطلب محاولة الحمل في طفل جديد بعد خسارة طفل (أو أكثر) الشجاعة. امنحي نفسك التقدير الذي تستحقينه – والطمأنينة التي تحتاجين إليها – بينما تشرعين في هذه العملية.
• الوقت المناسب هو الوقت الأنسب لك. قد يتطلب الأمر فترة قصيرة لتشعري بالاستعداد النفسي لمحاول الحمل في طفل آخر – أو قد يتطلب وقتا أطول بكثير. لا تضغطي على نفسك (أو تدعي الآخرين يضغطون عليك) في محاولة الحمل في وقت قريب للغاية، ولا تشككي نفسك (أو تشويهها) في الانتظار لفترة أطول من المطلوب. أنصتي إلى قلبك، وستعلمين متى تتعالجين نفسيا ومتى تكونين مستعدة لحمل جديد .
• ستحتاجين إلى الاستعداد الجسدي أيضا. تحققي مع طبيبك الممارس لتري ما إذا كانت فترة الانتظار ضرورية في حالتك أم لا. غالبا ما يمكنك المحاولة بمجرد أن تشعري بأنك مستعدة (وبمجرد أن تبدأ دورتك الشهرية في مساندتك). في الحقيقة، أظهرت الدراسات أن النساء يتمتعن بالفعل بمعدل خصوبة أكبر من الطبيعي في الدورات الشهرية الثلاث الأولى بعد الإجهاض التلقائي وإن كان هناك سبب للانتظار لفترة أطول مما تريدين (كما قد تكون الحال بعد الحمل العنقودي). أحسني استخدام الوقت لتجعلي نفسك في أفضل حالة جسدية ممكنة للحمل، إن لم تكوني مستعدة.
• قد يكون الحمل الجديد أقل بساطة. والآن وبعد أن علمتي أن حالات الحمل لا تنتهي جميعا بسعادة، ما يعني أنك ربما لن تعتبري جميع الأمور المتعلقة بحملك الجديد من المسلم بها، قد تشعرين بأنك أكثر انفعالا من المرة الأولى، خاصة بعدما تمر السنوية الأولى للأسبوع الذي فقدت فيه حملك الأخير (وإن فقدت طفلك في وقت الولادة أو قبلها مباشرة أو بعدها، فقد يزداد قلقك طوال الوقت). قد تحاولين الحفاظ على حماستك، وقد تجدين أن الذعر يحد من بهجتك – بقدر كبير لدرجة أنك قد تتردین حتى في الإرتباط بطفلك الجديد إلى أن يزول الخوف من الحب والفقدان مجددا.
• قد تكونين منتبهة للغاية لكل عرض من أعراض الحمل. الأعراض التي تمنحك الأمل (تورم الثدي وغثيان الصباح والتردد المستمر على دورة المياه) والأعراض التي تحفز الشعور بالتوتر (وخزات الحوض والشعور بتقلصات الرحم). كل هذه الأمور مفهومة وطبيعية تماما، بينما ستتحققين مما إذا كنت قد تواصلت مع الأمهات الأخريات اللاتي اكملن فترة الحمل الجديد بعد تعرضهن للإجهاض للتلقائي. تأكدي فقط أنه إن كانت هذه المشاعر تمنعك من رعاية وتعضيد حملك الجديد، فاحصلي سريعا على بعض المساعدة لعلاجها.
سيساعدك التطلع إلى الجائزة النهائية – الطفل الذي تتلهفين کتیرا لاحتضانه – بدلا من استرجاع ذكرى الخسارة، على أن تظلي إيجابية. تذكري أن الغالبية العظمى من النساء اللاتي مررن بالإجهاض التلقائي او فقدن طفلا يمضين قدما ويحظين بحالات حمل طبيعية وأطفال أصحاء تماما.