يطلق على فقدان الطفل في الفترة ما بين الثلث الأول من الحمل والأسبوع العشرين اسم الإجهاض المتأخر، ورغم أن المصطلح الطبي هو “الإجهاض التلقائي” ورغم أن الطفل لا يزال يعتبر جنينًا غير مكتمل (غير قادر على العيش خارج الرحم)، يمكن أن يبدو فقدان الحمل أكثر وضوحًا؛ لأن الحمل بدا أكثر وضوحًا أيضًا – خاصة إن لاحظتِ انتفاخ بطنك وشعرتِ بالركلات الأولى، وتعجبت من تطور هذه الملامح القليلة الجميلة أمام عينيك على جهاز السونار.
ما مدى شيوع الإجهاض المتأخر؟
تحدث حالات الإجهاض المتأخرة بنسبة 6 إلى 1000 من حالات الحمل. وعادة ما يرتبط الإجهاض المتأخر بصحة الأم (فهو حالة مزمنة مثل متلازمة أضداد الفوسفوليبيد أو السكري ضعيف الانضباط، وهذه حالة نادرة) أو بحالة رحمها أو بقصور عنق رحمها أو بعدوى بكتيرية غير معالجة أو بمشكلات في المشيمة. وفي بعض الأوقات، يحدث الإجهاض المتأخر نتيجة للاختلالات الكروموسومية أو التشوهات الجينية الأخرى في الجنين.
ما علامات وأعراض الإجهاض المتأخر؟
تتضمن علامات وأعراض الإجهاض المتأخر:
• نزيف حاد (قد يحتوي على تكتلات دموية)، مصحوبًا بتقلصات قوية وآلام في البطن
• عدم رصد ضربات قلب جنينية على شاشة جهاز السونار أو على سونار دوبلر
• التوقف التام لحركات الطفل (إذا بدأت الأم تشعر بحركة الجنين باستمرار)
ما الذي يمكنك فعله أنت وطبيبك الممارس ؟
إن عانيت نزيفًا حادًّا وتقلصات مؤلمة تشير إلى حدوث إجهاض، في العادة وللأسف، لا يمكن القيام بأي شيء لإيقاف ما هو محتوم. قد يكون الإجهاض مكتملًا، أو قد يحتاج طبيبك الممارس إلى إجراء عملية توسيع وكحت الرحم لإزالة أية بقايا من الحمل. إذا لم يبدأ الإجهاض من تلقاء نفسه، ولكن بات من الواضح خلال الزيارات الروتينية للطبيب أو على شاشة السونار أنه لا توجد ضربات قلب جنينية، فقد يُحضرك طبيبك الممارس إلى المستشفى لتحفيز المخاض باستخدام دواء ميسوبروستول Misoprostol أو لعملية جراحة شبيهة بعملية توسيع وكحت الرحم يطلق عليها اسم عملية توسيع وتفريغ الرحم تستخدم فيها وسائل جراحية لإخراج الجنين والمشيمة. وتعتبر هذه العملية أكثر أمانًا من تحفيز المخاض بسبب انخفاض معدل خطورة الإصابة بالعدوى والنزيف، لكن تحدثي مع طبيبك الممارس بشأن المخاطر ذات الصلة وفوائد كلا الخيارين. إن تم اختيار تحفيز المخاض، بناءً على مدة الحمل، فقد تحظين بفرصة لحمل طفلك، وقد يساعدك القيام بهذا الأمر على تخطي مرحلة الحزن.
الإجهاض المتأخر مؤلم نفسيًّا ويحتمل أن يكون كذلك من الناحية الجسدية، لذا تأكدي أن تطلبي الأدوية إن لزم الأمر.