ليس الإعياء مرضاً في حد ذاته لكنه عرض. فمعظم الأمراض، بدءا بنزلة البرد وانتهاء بالسرطان، يصحبها إعياء. وكثيرا ما يكون الإعياء هو العرض المبكر للمشاكل الصحية مثل داء السكري والالتهابات الفطرية وفقر الدم والسرطان وانخفاض السكر بالدم والحساسية وسوء الامتصاص وقصور الغدة الدرقية وضعف الدورة الدموية وتكاثر وحيدات النواة في الدم. ويعد الإجهاد المستمر والمعوق عرضا رئيسيا المتلازمة الإجهاد المزمن.
أما الإجهاد الذي يتصف بافتقاد الطاقة فقد يكون سببه الملل أو الاكتئاب. وأما الإجهاد المستمر الذي لا ينتج عن مرض فهو عادة نتيجة سوء الغذاء والعادات الغذائية السيئة؛ خاصة الجمع بين غذاء مكون من الدهون والكربوهيدرات المكررة الكثيرة مع الضغوط العاطفية. وإن تعاطي الكحول والكافيين والمخدرات والتبغ مع التعرض للضغوط الكثيرة وممارسة العادات الغذائية السيئة، كلها من الأشياء التي تسلب الطاقة.
معلومات طبية عامة عن متلازمة الإعياء المزمن
يُطلق على متلازمة الإعياء المزمن أحياناً متلازمة نقص المناعة والإعياء المزمن (CFIDS)، وهي عبارة عن اضطراب مُوهن مجهول السبب. يظهر أن متلازمة الإعياء المزمن تؤثِّر في أجهزة متعددة في الجسم بما فيها الجهاز العصبي والجهاز المناعي والجهاز الهرموني. عندما بدأت في جذب الانتباه العام في ثمانينيات القرن الماضي، اعتقد البعض بأنها كانت مرتبطة بالعدوى بفيروس إبشتاين بار، أي الفيروس نفسه الذي يسبِّب تكثُّر وحيدات النواة في الدم mononucleosis، ولكن الأبحاث المتتالية لم تثبت صحة هذه النظرية. كما أن محاولات ربط المرض بفيروسات أخرى أو تعرّضات سميّة لم تكن جازمة أيضاً.
العارض الأكثر بروزاً لمتلازمة الإعياء المزمن هو الإعياء الطاغي، وفي كثير من الأحيان بعد بذل حد أدنى من الجهد. غالباً ما تصيب المتلازمة أفراداً في ريعان حياتهم كانوا سابقاً مُعافين وتبدأ نموذجياً بعوارض شبيهة بتلك التي تسببها الفيروسات والتي لا يبدو فقط بأنها تزول. تشمل العوارض الشائعة الأخرى حمَّى منخفضة الدرجة، وعضلات مؤلمة، ومشاكل في النوم، وصعوبة في التفكير بشكلٍ سليم (يُعرف أحياناً “بضباب العقل”)، وصداعاً، وحلقاً ملتهباً. وبسبب التداخل الكبير بين هذه العوارض وتلك التي يختبرها الأناس المرضى بألم الليف العضلي، فإن البعض يخمِّن بأن الاضطرابات قد تكون مرتبطة. يتطلَّب المعيار الرسمي للتشخيص من مراكز ضبط الأمراض Centers of Disease Control إعياءً حاداً لا يمكن تفسيره بواسطة حالة طبية أخرى مثل السرطان أو الاكتئاب، ويستمر على الأقل لستة أشهر متتابعة. كما يتطلّب تشخيص المرض وجود أربعة عوارض أو أكثر من العوارض الشائعة المذكورة أعلاه. ومع ذلك، من المهم أن نتذكَّر بأن هذا التعريف قد تمت صياغته لأجل أهداف بحثية وأن الناس قد يعانون من الحالة حتى لو لم تنطبق عليهم جميع المعايير.
وحيث لا توجد فحوصات مخبرية لتأكيد متلازمة الإعياء المزمن على نحوٍ جازم، فإن بعض الأطباء يشكّون فيما إذا كانت مرضاً فعلياً. لقد أُخبِر العديد من الناس بأنّ كل ذلك هو في رأسهم فقط، وأن المشكلة الحقيقية هي القلق أو الاكتئاب. وفي حين أن الاكتئاب هو شائع بين الأناس المُصابين بمتلازمة الإعياء المزمن، إلا أن كون الشخص مريضاً (وعدم الاعتراف به على أنه مريض) قد يجعله مكتئباً، وليس العكس. وبالفعل، فإن الاكتئاب الذي يميِّز متلازمة الإعياء المزمن يختلف عادة عن الاكتئاب السريري. فمرضى الاكتئاب السريري قد يشعرون بالتعب ولكنهم غالباً ما يفتقدون إلى الحماسة. أما مرضى متلازمة الإعياء المزمن فهم غالباً متحمِّسون إلى حد كبير ومحبطون بسبب عدم قدرتهم على القيام بما يريدونه. يجد الأناس المُصابون بمتلازمة الإعياء المزمن متعةً في النشاطات التي لا يزالون قادرين على القيام بها، بينما يميل أولئك الذين يعانون من الاكتئاب السريري إلى فقدان المتعة في أي شيء. وبالرغم من هذه الفوارق، يجب على أي شخص يعاني من متلازمة الإعياء المزمن والذي تظهر عليه علامات الاكتئاب الجدي أن يلتمس مساعدة احترافية وقد يستفيد من العلاج النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب.
الأعشاب
يساعد السنط والفلفل الأحمر الحريف والجنكة والجوتوكولا والجوارنا والجنسنج السيبيري على مقاومة الإعياء.
تحذير: لا يستخدم الجنسنج السيبيري في حالة الإصابة بانخفاض سكر الدم أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات القلب.
توصيات
● أضف المزيد من الفاكهة والخضراوات الطازجة والحبوب والبذور والمكسرات إلى غذائك، وتناول قدرا أقل من اللحوم الحمراء وقدراً أكبر من لحوم الأسماك البيضاء.
● تجنب المواد التي تسلب الطاقة مثل الكحول والدهون والكافيين والسكر الأبيض ومنتجات الدقيق الأبيض والأطعمة المصنعة.
● زاول التدريبات الرياضية بانتظام واحصل على راحة كافية.
اتخذ الخطوات اللازمة للتخلص من الوزن الزائد.
● الصيام.
اعتبارات عامة
● يمكن أن يساعد العلاج بواسطة هرمون النمو البشري (متاح بناء على تذكرة الطبيب فقط في الإقلال من الشعور بالإعياء.
● كثيرا ما تكون الحساسية سبباً للإعياء، لذلك يوصى باختبارات الحساسية، خاصة الحساسية ضد الفطريات.
● قد يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى الإعياء (سيقوم الطبيب باختبار قياس الحرارة في الإبط لتحديد ما إذا كنت تعاني من نقص إفرازات الغدة).
● بعض الألوان لها تأثير منشط على العقل والجسم.
● إذا لم تجد سببا بدنيا للشعور بالإعياء، ينبغي عليك بحث احتمال وجود سبب نفسي والتفكير جديا في تغيير أسلوب حياتك.
● إذا كان الإعياء مستمرة، فاستشر الطبيب لتحديد ما إذا كان السبب هو مرض خفي.
نصائح طبية في علاج متلازمة الإعياء المزمن
● ليست هناك معالجة خاصة لمتلازمة الإعياء المزمن في الطب التقليدي، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أن أحداً لم يكتشف حتى الآن أسباب المرض. جُرِّبت معالجات مختلفة بما فيها عقاقير الكورتيزون ولكن هذه الأدوية لها تأثيرات جانبية بارزة وقد كانت النتائج حتى اليوم مختلطة الإيجابيات والسلبيات في أحسن الأحوال.
● إنّ مقاربةً متعددة الشُعب تشمل التمرين الخفيف، والانتباه إلى تحسين النوم، والعلاج السلوكي الإدراكي (المعرفي) لتعلُّم دمج الخطط التدبيرية (الإستراتيجيات) تبدو جميعاً مفيدة إلى درجة معينة.
● غالباً ما يجد الأناس المُصابون بمتلازمة الإعياء المزمن مجموعات الدعم مفيدة، ولكن إذا كان أعضاء المجموعة متشائمين بشأن احتمال الشفاء، فإن التجربة قد تعطي نتائج عكسية.
● يمكن للتمرين أن يكون سيفاً ذا حدَّين. فالإفراط في التمرين يمكن أن يعطي عكس النتائج المرجوّة مسبِّباً المزيد من الإعياء، ولكن عدم تحقيق أي شيء هو أسوأ حتى، لأنه يمكن أن يؤدِّي إلى فقدان عام في التأقلم، ومستوياتٍ أعلى من الاكتئاب والقلق، ونومٍ ذي نوعية أقلّ. لتجنّب ظهور العوارض، حاول أن تعدِّل تمرينك ليتلاءم مع مستوى طاقتك من أجل بناء القدرة على الاحتمال.
● يبدو أن الجرعات المنخفضة جداً من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تحسِّن النوم المرمّم (المرحلة 4)، حتى عند الأناس المُصابين بمتلازمة الإعياء المزمن والذين هم غير مكتئبين.
● الوخز الإبري آمن جداً وقد يقلِّل العوارض.
● يمكن للتدليك العلاجي وغيره من عمل الجسم أن يقلِّل الإجهاد ويخفِّف الألم.
● قد تكون للمعالجة المائية بما فيها أحواض الاستحمام الساخنة، والدوامة، والتمارين الهوائية المائية الخفيفة، منافع مماثلة.
● يوجد في الأنظمة الطبية التقليدية مثل الأيورفيدا والطب الصيني التقليدي (TCM) تنوعٌ من المقوِّيات العشبية والتي يُقال بأنها تعزِّز مستويات الطاقة. إنّ أعشاباً مثل الجنسة، والجنسة السيبيرية (والتي هي ليست جنسة على الإطلاق، ولكن نوعٌ آخر لا علاقة له بها) والأشواغاندا ashwagandha، يمكن أن تعزِّز مستويات الطاقة وهي بشكلٍ عام آمنة للغاية. قد يتطلب الأمر شهرين أو ثلاثة لتقييم الفعالية. بدلاً من وصف هذه العلاجات لنفسك، من الأفضل أن تستشير طبيباً أيورفيدياً أو مختصاً بالطب الصيني التقليدي.
● يُعتبَر المكمِّل الغذائي تميم الإنزيم Q-10، والذي هو مكوِّن طبيعي لخلايا الجسم، آمناً ويمكن أن يعزِّز الطاقة.
● إنّ التوقيت الأكثر انتظاماً لوجبات الطعام يمكن أن يكون مفيداً.
● إنّ استهلاك الأحماض الدهنية الأساسية بما فيها الأحماض الدهنية أوميغا – 3 الموجودة في بذور الكتان وبعض الأطعمة البحرية يمكن أن يكون مفيداً رغم أن الدليل عليه غير متطابق.
● فكرة مفيدة: واحدٌ من الأسباب الشائعة للإعياء والذي ينسى الأطباء أحياناً أن يأخذوه بعين الاعتبار هو الأدوية. يمكن لمئات من العقاقير ابتداءً من مضادات الاكتئاب إلى أدوية ضغط الدم أن تسبِّب الإعياء. ولهذا تأكَّد من معرفة طبيبك بكل الأدوية التي تتناولها سواء بناءً لوصفة طبية أو غير موصوفة. قد تُحلّ المشكلة أحياناً بتخفيف الجرعة أو الاستعاضة عن العقار بعقار آخر أو حذف الدواء كلياً.
● يمكن للكربوهيدرات البسيطة أن ترفع مستويات الإنسولين، مؤدِّيةً إلى انخفاض سريع في سكر الدم وزيادة في الإعياء. الكربوهيدرات المركبة هي خيار أفضل.
● رغم أن استعمال الكافيين قد يكون مغرياً من أجل تعزيز مؤقَّت للطاقة، إلا أنه يمكن أن يجعل الإعياء أسوأ. يجد البعض أن شرب كوب واحد من القهوة في الصباح لا يسبِّب مشاكل.
● بشكلٍ عام، سواء مع هذه العلاجات أو أية علاجات أخرى مقترَحة، تخبرك اليوغا بأن تثق بتجربتك الخاصة لتعرف أيها ينجح معك.
● تحذير: حيث إنّ الإعياء يمكن أن تسبِّبه مجموعة واسعة من الحالات الطبية، فتأكد من حصولك على تقييم شامل من قِبَل طبيب قبل أن تفترض أن إعياءك مرتبط بمتلازمة الإعياء المزمن. يمكن لحالات مثل فقر الدم، وقصور الدرقية، وانقطاع النفس أثناء النوم (البُهر)، وحتى السرطان أن تسبِّب الإعياء، ولهذا سيجري الأطباء غالباً عدداً من الاختبارات لاستثناء هذه الحالات. يمكن أن يكون ما يُسمَّى “بالإنهاك المُهلك” عند النساء وكبار السن العارض الوحيد لنوبة قلبية وشيكة.