أعراض الإكزيما
الإكزيما Eczema عبارة عن بقع من الطفح الجلدي الخشن المسبب للحكة والمصحوب بجفاف شديد في البشرة والجلد. عادة ما تبدأ الإصابة بالإكزيما لدى الرضيع الصغير على وجنتيه أو الجبهة لتصيب الأذنين والعنق بعدها. وإلى أن يبلغ الطفل عامه الأول، قد تنتشر الإصابة بالإكزيما في أي مكان -تقريبا– فنجدها في الكتفين والذراعين والصدر. وبين العام الأول والثالث من عمر الطفل تتمثل البقع الأكثر شيوعا في تلك الثنيات والتجاعيد الموجودة في المرفقين وخلف الركبتين.
عندما تكون الإصابة بالإكزيما طفيفة أو ما زالت في بدايتها سيميل لون البقع إلى الأحمر الفاتح أو الوردي الغامق. أما عندما تكون الإصابة حادة فسيكون لون الجلد أحمر داكنا. ويؤدي استمرار الهرش والحكة إلى ترك علامات وخدوش بالجلد يترتب عليها بكاء الطفل وسيلان هذه الخدوش إلى أن تجف لتكون قشورا. غالبا ما تكون الأماكن المخدوشة عرضة للإصابة بالبكتيريا (البكتيريا العنقودية عادة) لتزيد من تفاقم سيلانها وتقشرها. عند علاج بقعة الإكزيما -حتى بعد اختفاء اللون الأحمر من الجلد كليا- ستشعرين أن الجلد ما زال خشنا وسميكا. بالنسبة للأطفال أصحاب البشرة السمراء ستبدو المناطق التي تم علاجها أفتح أو أغمق من باقي الجلد لمدة أسابيع أو أشهر. ليس بالضرورة اعتبار كل طفح جلدي مصحوب بقشور هو عبارة عن إكزيما؛ فالإكزيما تتمثل في طفح جلدي باعث على الشعور بالحكة، ويجب فحص أي إصابة بطفح جلدي جديد -خصوصا لدى الأطفال الرضع- من قبل الطبيب.
العلاقات القائمة بين حالات الحساسية
تميل الإكزيما إلى أن تكون مرضا متوارثا داخل العائلات بجانب الأنواع الأخرى من الحساسية تجاه الطعام وحساسية الأنف أيضا، وتعرف هذه الحالات الثلاث المزعجة معا باسم «فرط الحساسية» أو «التأتب»؛ وهو ما يشير إلى وجود مصطلح آخر للإكزيما ألا وهو التهاب الجلد التأتبي أو إكزيما الجلد التأتبي. فعند الإصابة بالإكزيما قد يكون هناك رد فعل تحسسي تجاه أنواع الطعام المختلفة، أو المواد المختلفة، كالصوف أو الحرير، عند ملامستها للجلد. وفي الكثير من الحالات يكون لحساسية الطعام وتهيج الجلد من الخارج دور في الإصابة. بوجه عام، يعد فصل الشتاء هو أسوأ فترات الإصابة بالإكزيما؛ لأنها تتسبب في جفاف الجلد، الذي يكون بالفعل شديد الجفاف في هذه الفترة. من ناحية أخرى، تتطور لدى أطفال آخرين حالة أسوأ من الإكزيما في الطقس الحار لأن عرقهم يهيج الجلد. ويؤدي الشعور بالحكة إلى الهرش الذي يزيد من تهيج الجلد مسببا المزيد من الشعور بالحكة.
من المهم في حالات الإصابة الحادة – على وجه الخصوص – محاولة التعرف على الطعام المسبب لرد الفعل التحسسي. ويعتبر لبن الأبقار ولبن الصويا والبيض والقمح والمكسرات (بما فيها الفول السوداني) والسمك والمحار من أكثر الأطعمة المسببة للحساسية، ويمكن علاج القليل من الأطفال الرضع من حساسية الطعام بمنع تقديم لبن الأبقار لهم تماما. ومن الأفضل البحث عن الأطعمة المسببة للحساسية تحت توجيه طبيب خبير؛ فغالبا ما تؤدي محاولتك تحديد هذه الأطعمة بنفسك إلى نتائج غير مرغوبة.
علاج الإكزيما
تعد الرطوبة هي الحل، ويسمح حمام الماء الدافئ (وليس الساخن) لمدة خمس دقائق تقريبا بأن يتخلل الماء مسام الجلد. لا تستخدمي الكثير من الصابون؛ حيث يكون الصابون «النقي» خشنا وجافا للغاية. عندما تضطرين إلى استخدام الصابون؛ استخدمي الصابون المحتوي على الكثير من المرطبات داخله. ابتعدي تماما عن الصابون مزيل رائحة العرق وحمام الفقاعات. أضيفي زيت الاستحمام قرب الانتهاء من أخذ الحمام؛ للاحتفاظ بالرطوبة داخل الجلد. جففي طفلك بمنشفة ناعمة، مع تجنب حك أو فرك بشرته. بعد ذلك، استخدمي الكثير من كريم الترطيب. إذا كان الجلد جافا جدا فيمكنك استخدام الفازلين للاحتفاظ بالرطوبة داخله. ضعي كريم الترطيب مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وفي الشتاء استخدمي جهاز تبخير للاحتفاظ بقدر معقول من رطوبة الهواء داخل المنزل.
وللحد من تهيج الجلد تخلصي من أي صوف في الملابس أو الفراش. إذا كان الطقس البارد والعاصف سببا في الإصابة بالإكزيما فحاولي إيجاد أماكن محمية أو مغطاة عند الخروج من المنزل. ومن المهم الحفاظ على قص أظافر طفلك؛ فكلما قل خدش الطفل لجلده، قل شعوره بالحكة. بالنسبة للرضع الذين يتحملون خدش بشرتهم سيساعدهم ارتداء قفازات قطنية ليلا كثيرا في تغطية أيديهم، حيث يزداد خدش الطفل لبشرته أثناء النوم. كذلك، تساعد الأدوية التي تقلل من الشعور بالحكة في العلاج أيضا.
بجانب المرطبات، غالبا ما يصف الأطباء كريم هيدروكورتيزون؛ وهو عبارة عن كورتيكوستيرويد. وتختلف مركبات الستيرويد كثيرا عن الستيرويد البنائي أو المنشطات البنائية التي يستخدمها بعض الرياضيين، وبعض المراهقين الذين يرغبون في الحصول على أجسام تشبه الرياضيين. يوجد الهيدروكورتيزون بمعدلات فاعلية وقوى مختلفة، كما يوجد منه الكريمات والمراهم (مثل التريامسينولون) التي تعد ذات فاعلية أقوى أيضا. يمكن أن تساعد مضادات الهستامين في تقليل الشعور بالحكة. ومن الجيد استخدام مرطب يحتوي على 1 في المائة من الهيدروكورتيزون والدايفنهيدرامين من جانبك لعلاج الإكزيما الطفيفة. ولكن بالنسبة لحالات الإكزيما الأكثر حدة؛ من الأفضل استشارة طبيب طفلك أو طبيب الأمراض الجلدية. وإذا تعرضت بقعة الإكزيما للعدوى بالبكتريا؛ فيمكن أن تساعد المضادات الحيوية في علاجها، والتي عادة ما يتم تناولها بالفم.
قد يصعب علاج الإكزيما في بعض الأحيان؛ ومن ثم، سيكون أفضل ما يمكننا فعله هو إبقاء الطفح الجلدي تحت السيطرة، وغالبا ما يتم الشفاء تماما من الإكزيما التي تصيب الطفل مبكرا في مرحلة الطفولة، أو على الأقل تصبح الإصابة بها أقل حدة في العام التالي أو العامين التاليين للإصابة. كذلك، يتماثل حوالي نصف عدد الأطفال المصابين بالإكزيما في سن المدرسة للشفاء تماما من تلك الإصابة عند بلوغهم سن المراهقة.
الأشكال الأخرى للطفح الجلدي
إذا ظهر على طفلك طفح جلدي جديد؛ فمن الأفضل زيارة الطبيب كي يراه ويشخصه، فمن الصعب وصف الطفح الجلدي بكلمات، كما أنه من السهل الخلط بينه وبين غيره من الأمراض عبر تلك الكلمات؛ لذا، لا يتمثل الغرض من هذا القسم في جعلك خبيرة بالمجال؛ بل إنه يجعلك –فقط- على دراية ببعض أنواع الطفح الجلدي المتوقع رؤيتها يوميا. بالنسبة للطفح الجلدي الذي يصيب الرضع -بما فيه الطفح الجلدي الناتج عن ارتداء الحفاضات.
الطفح الجلدي الخطير
يتسبب الطفح الجلدي في تهييج الجلد، ولكنه نادرا ما يكون خطيرا. غالبا ما يظهر لدى الطفل المصاب بعدوى فيروسية طفيفة لطخ حمراء اللون أو مساحات تتخذ شكل أشرطة أو نتوءات صغيرة تغطي الوجه والذراعين والجذع، ولكن سرعان ما يتلاشى كل ذلك ويتماثل الطفل للشفاء. المهم هو أن يكون هذا الطفح باهتا أو أبيض اللون؛ بحيث إنك إذا استخدمت أصابعك لتمديد الجلد الذي به الطفح، يتلاشى الاحمرار؛ وهذه علامة جيدة.
إذا لم يتلاش الاحمرار عند تمديد الجلد فاحذري؛ ربما يكون الدم قد تسرب داخل الجلد. فالأوعية الدموية الصغيرة جدا التي تتكسر يتخلف عنها نقاط حمراء شديدة الدقة، أما الأوعية الأكبر حجما التي تتكسر أو تسرب الدم فيتخلف عنها لطخ حمراء أو بنفسجية اللون غير منتظمة الشكل. الجدير بالذكر أن الأمر لا يكون دوما بهذا السوء؛ فمن الممكن –أحيانا- أن يتسبب السعال الشديد في انفجار الأوعية الدموية الصغيرة بالوجه مثلا. لكن النزيف الموجود داخل الجلد يمكن أن يكون علامة أولى على وجود عدوى خطيرة أو حالة مرضية خطيرة بالدم. إذا رأيت بقعا حمراء لا يتلاشى لونها بالضغط عليها -حتى لو لم يبد طفلك مريضا للغاية- فاتصلي بالطبيب على الفور.
الشرى (الارتكاريا)
عبارة عن رد فعل تحسسي يتسبب في ظهور كدمات أو لطخ حمراء اللون تكون مصحوبة –غالبا- ببقعة باهتة في الوسط. والشرى يكون باعثا على الشعور بالحكة، وأحيانا لا يكون محتملا. على عكس معظم الأشكال الأخرى للطفح الجلدي؛ بإمكان الشرى التنقل في الجسم؛ حيث يظهر لعدة ساعات في مكان ما بالجسم ثم يختفي ليظهر مرة أخرى في مكان آخر. الجدير بالذكر أن الشرى يتلاشى لونه عند تمديد الجلد المصاب.
ربما يكون سبب رد الفعل التحسسي للشرى واضحا؛ حيث قد يكون طفلك مؤخرا أقدم على تجربة تناول طعام جديد أو أخذ دواء جديدا. (والشرى -مثل أنواع الحساسية الأخرى- أحيانا ما يظهر عند التعرض للطعام أو الدواء الجديد للمرة الثانية أو الثالثة؛ فلا تنخدعي). وتتضمن مسبباته الأخرى التعرض للحرارة، والبرودة، والنباتات، والصابون، والمنظفات، والعدوى الفيروسية (بما فيها نزلات البرد) بل وحتى التعرض للانفعالات العنيفة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المستحيل تحديد سبب الإصابة به في الغالب، ومع أن القليل من الأطفال يصابون بالشرى بشكل متكرر، فإن الكثير منهم
يصابون به مرة واحدة فقط أو مرتين دون سبب واضح. ويتمثل العلاج المعتاد له في تناول الدايفنهيدرامين بالفم أو مضادات الهستامين الأخرى المتاحة بالصيدليات دون وصفات طبية، وتكون الأدوية الأكثر فاعلية متاحة وفقا لإحدى الوصفات الطبية.
في الحالات النادرة جدا، تحدث الإصابة بالشرى مصحوبة بتورم داخل الفم والحلق وصعوبة في التنفس (صدمة الحساسية). إذا حدث ذلك، فاعلمي أنها حالة طبية طارئة، ويتعين عليك الاتصال بالإسعاف على الفور. ويجب على الأطفال الذين أصيبوا من قبل ولو بنوبة واحدة من نوبات صدمة الحساسية أن يكون بحوزتهم حاقن إيبينيفرين المعبأ سابقا – حاقن ماركة Epi-Pen “إيبي بن” أو AnaKit “أنا كيت”.
القوباء
غالبا ما تبدأ الإصابة بالقوباء في صورة بثور تحتوي على سائل أصفر أو أبيض اللون أعلى الأنف أو بالقرب منه، ولكن يمكن أن تحدث الإصابة في أي مكان آخر بالجسم، تتفتح هذه البثور، وتأخذ مكانها قشور بنية أو عسلية اللون، ويجب أن يتبادر إلى الذهن أن أي قشور بالوجه تكون عبارة عن إصابة بالقوباء؛ حيث ينتشر الطفح الجلدي بسهولة، وينتقل عبر اليدين إلى أجزاء أخرى بالجسم وإلى أطفال آخرين.
والقوباء عبارة عن عدوى تصيب الجلد، تسببها البكتيريا العنقودية أو العقدية، ويتم علاجها بالمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب. وإلى أن يكون بمقدورك الذهاب إلى الطبيب، حاولي منع طفلك من فرك البثور أو العبث بها، وعدم مشاركته المناشف والفوط أو الفراش مع الغير، والالتزام بغسل اليدين جيدا. الجدير بالذكر أن عدم الاهتمام بعلاج القوباء يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بالكلى؛ لذلك يجب عليك أخذ الأمر بجدية.
القوباء من الشهر الرابع وحتى الثاني عشر:
هي عدوى بكتيرية تصيب الجلد، وبصفة عامة ليست حالة خطيرة، إلا أنها معدية. وتبدأ في صورة حويصلات صغيرة رقيقة للغاية مشتملة على سائل أصفر أو قيح أبيض، ومحاطة ببشرة حمراء، ثم تنفتح الحويصلات بسهولة وتترك خلفها بقعا صغيرة مسلوخا عنها الجلد. إلا أنها لا تكون قشرة كثيفة في صغار الأطفال، بعكس ما تفعل في الأطفال الأكبر سنا. وتميل القوباء إلى بدء العدوى في المناطق الرطبة، مثل حافة الحفاضة أو في منطقة الأربية أو تحت الإبطين. وربما تظهر بقع جديدة. ولكن المراهم المضادة للبكتيريا المتاحة دون وصفات طبية -بالإضافة إلى تعرض المنطقة المصابة للتجفيف بفعل الهواء- من العوامل التي يمكن أن تساعد في علاج الحالة. كما يجب الحرص على عدم تغطية الملابس، أو الملاءات، للبقع، مع الحفاظ على دفء الغرفة أكثر من المعتاد، إن تطلب الأمر. وفي خلال الإصابة بالقوباء، يجب تعقيم الحفاضات والملاءات والملابس الداخلية وثياب النوم والفوط والمناشف، باستخدام مواد مبيضة عادية في ماء الغسيل، وفقا لتعليمات الغسيل الواردة على الزجاجة. وإن لم تتخلصي من هذه الإصابة في أسرع وقت ممكن، فعليك الاتصال بالطبيب، فربما يكون طفلك في حاجة إلى المضادات الحيوية المتاحة بالوصفات الطبية.
الدمامل
قد تكون المنطقة الحمراء والمتورمة بالجلد الباعثة على الشعور بالألم عبارة عن دمل. والدمل هو عدوى تصيب الجلد يترتب عليها تكون جيوب بها قيح. إذا ازدادت حدة الحالة، فيكون السبب أحد أنواع بكتيريا المكورات العنقودية التي تدعى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، يمكن أن تكون هذه العدوى خطيرة وتحتاج إلى علاج فوري، وربما يكفي تناول الدواء بالفم لعلاج الحالة، أو قد تحتاج جيوب القيح إلى تفريغها مع إعطاء المضادات الحيوية بالمستشفى.
السماق الجحالي (طفح اللبلاب السام)
يطلق على مجموعة البثور الصغيرة الباعثة على الشعور بالحكة الشديدة، التي توجد على مساحة من الجلد الأحمر اللامع اسم مرض «السماق الجحالي»، وخاصة إذا ظهر خلال الشهور الدافئة على أجزاء الجسم المكشوفة. يبدو الطفح الجلدي لهذا المرض مثل القوباء، وأحيانا ما يخدش الطفل الجلد فيساعد على دخول البكتريا؛ فيترتب على ذلك الإصابة بطفح السماق الجحالي مع القوباء.
عليك بغسل المنطقة المصابة جيدا وتنظيف يدي طفلك وخاصة أطراف الأصابع. يعد السماق الجحالي رد فعل تحسسي تجاه عصارة النبات، بل ويمكن حتى لقدر ضئيل من هذه العصارة أن تنقل رد الفعل التحسسي إلى أجزاء أخرى من الجسم. استخدمي كريم هيدروكورتيزون، ويمكن إعطاء الطفل دواء الدايفنهيدرامين بالفم (البينادريل) للتغلب على الشعور بالحكة، وتحدثي إلى طبيب للتعرف على ما إذا كان رد الفعل التحسسي سيمتد على نطاق أوسع أم لا.
الجرب
عبارة عن نوع آخر من أنواع الطفح الجلدي المليء بالنتوءات والباعث على الشعور بالحكة؛ بسبب رد الفعل التحسسي تجاه العث. والعث عبارة عن كائنات صغيرة جدا تحفر في الجلد. يبدو الجرب وكأنه عبارة عن مجموعات أو خطوط من البثور التي تعلوها قشور محاطة بالكثير من آثار الهرش والخدوش بالجلد، وهو باعث على الشعور بالحكة بشكل كبير. عادة ما يظهر الجرب في المناطق التي يتكرر لمسها مثل ظهر اليدين والمعصمين والعانة والبطن (وليس على الظهر). وعلى الرغم من عدم خطورة الجرب، فإنه شديد العدوى. يقضي الغسول الذي يصفه الطبيب على العث، أما الشعور بالحكة فيمكن أن يستمر لأسابيع.
القوباء الحلقية (الثعلبة)
عبارة عن مرض جلدي تسببه العدوى بفطر (يرتبط بمرض سعفة القدم أو القدم الرياضية) ليصيب طبقات الجلد العليا. ومن أعراضه وجود بقعة أو أكثر بيضاوية الشكل يقترب حجمها من حجم عملة معدنية حوافها منتفخة ومحمرة قليلا، ويتكون الإطار الخارجي لها من نتوءات صغيرة أو من قشور تشبه قشر السمك. يتسع حجم الطفح الجلدي ببطء مع مرور الوقت تاركا المنطقة في المنتصف نظيفة، ومكونا حلقة دائرية. يكون هذا المرض باعثا على الشعور بالحكة قليلا، وهو معد بشكل طفيف، ويتم علاجه بالكريم الذي يصفه الطبيب.
يسبب مرض الثعلبة أو القوباء الحلقية الذي يصيب فروة الرأس حدوث تقشر وفقدان للشعر. وأحيانا ما يكون مصحوبا بتورم طري كبير بالإضافة إلى تورم الغدد الليمفاوية الموجودة خلف الرأس وبالعنق. لن تكون للكريمات المضادة للفطريات أي فاعلية في المناطق المكسوة بالشعر؛ حيث سيتطلب علاجها تناول أدوية بالفم يوميا لمدة أسابيع.
الثآليل
يمكن أن تكون الثآليل مسطحة ومتكتلة أو طويلة ورفيعة، يتمثل النوع الشائع لها في تلك الكتل الصلبة الخشنة الملمس التي تنمو على الجلد وتكون في حجم أحرف الكتابة تقريبا. عادة ما تكون الثآليل غير مؤلمة، ولكن يمكن أن تكون مؤلمة عند وجودها في باطن القدم. من أنواع الثآليل المتنوعة ذلك النوع المعروف باسم المليساء المعدية؛ حيث يسبب نتوءات دائرية الشكل بيضاء أو وردية اللون في حجم رأس الدبوس، يوجد بها دمل في المنتصف، ربما تتضاعف أعدادها وتزداد في الحجم أو تظل كما هي. وتعتبر الفيروسات هي سبب الإصابة بالثآليل، وغالبا ما يتصدى الجسم لها في نهاية الأمر للقضاء عليها. ولكن يمكن أن تسرع أدوية الثآليل المتاحة دون وصفات طبية من عملية الشفاء؛ بل ويمكن علاجها بوضع شريط لاصق (بلاستر) على مكان الإصابة يوميا. إذا لم تنجح هذه العلاجات، فيمكن لطبيب الأمراض الجلدية تبريد هذه الثآليل أو إزالتها؛ وهي خدمة يقدمها بعض أطباء مراكز الرعاية الصحية الأولية أيضا.
الطفح الجلدي من الشهر الرابع وحتى الثاني عشر
من الحكمة أن تقومي بعرض أي طفح جلدي غير معروف لطبيب طفلك، فالطفح الجلدي من الأشياء التي يصعب وصفها بالكلمات. وعلى الرغم أن معظم أنواع الطفح الجلدي ليست خطيرة للغاية، فإن بعضها يعد من دلالات المرض التي تحتاج إلى الرعاية الطبية الفورية.
الطفح الجلدي الشائع الذي تسببه الحفاضات
يتسم معظم الأطفال بحساسية بشرتهم. وكثيرا ما تعاني منطقة ارتداء الحفاضة من الالتهابات؛ لأن البشرة فيها تظل رطبة، حتى مع استخدم الحفاضات الأكثر امتصاصا للسوائل. وهذا هو السبب وراء كون العلاج الأفضل لعلاج التهابات بسبب الحفاضة هو الاستغناء عن ارتدائها لعدة ساعات قليلة خلال اليوم. ومن الأوقات الملائمة للاستغناء عن الحفاضة، بعد التغوط مباشرة، بسبب انخفاض احتمالية التغوط مرة أخرى في الساعات القليلة اللاحقة. وفي هذه الحالة، يمكنك طي حفاضة أسفل وليدك، أو وضع وليدك نفسه فوق حافظة مرتبة كبيرة عازلة للماء (يميل الصبية إلى نثر الماء، لذا ضعي بعض المناشف الورقية في متناول يديك). وبصورة تقريبية، يصاب جميع الأطفال بالقليل من بقع الطفح الجلدي الناتج عن ارتداء الحفاضة من حين لآخر. وإن كان الطفح الجلدي خفيفا ويختفي سريعا، كما ظهر سريعا، فليس من الضروري استخدام علاج خاص بجانب السماح لبشرة الطفل بأن تجف بفعل الهواء.
لا تغسلي منطقة الحفاضة بالصابون أثناء إصابة وليدك بالطفح الجلدي؛ لأن الصابون يمكن أن يسبب الالتهاب. وبدلا من المناديل المبللة الخاصة بتغيير الحفاضات، استخدمي الماء فحسب. كما يمكنك تغطية البشرة بطبقة حماية عن طريق دهان المنطقة بطبقة كثيفة من الفازلين أو أي من المراهم الخاصة بالطفح الجلدي في منطقة الحفاضة. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم بعض الجهات التي تقدم خدمات غسيل الحفاضات منظفات خاصة في حالة الإصابة بالطفح الجلدي. أما إذا كنت تغسلين الحفاضات في المنزل، فحاولي إضافة نصف كوب من الخل الأبيض إلى الشطفة الأخيرة.
إن التهابات الحفاضة التي تسببها عدوى الخمائر (ويطلق عليها أيضا المبيضة أو الكانديدا) تصيب بشرة الطفل ببقع حمراء ساطعة متجمعة معا؛ لتشكل منطقة ذات لون أحمر، محاطة بالبقع الحمراء. ويتمثل العلاج في كريم مضاد للخمائر. أما الطفح الجلدي الذي تصاحبه البثور أو القيح (خاصة مع وجود السخونية أو حتى بدونها)، فينتج على الأرجح عن الإصابة بعدوى بكتيرية، وفي هذه الحالة ينبغي عرض الطفل المصاب على الطبيب.
الطفح الجلدي بسبب الإسهال
في بعض الأحيان، يسبب اضطراب التغوط خلال إحدى نوبات الإسهال الحادة التهابات جلدية شديدة التقرح حول فتحة الشرج، أو طفحا جلديا أحمر اللون ساطعا في منطقة الأرداف. ويكمن علاجها في تغيير الحفاضات حين تتسخ -وهو ليس بالأمر الهين- ثم تنظيف منطقة الحفاضة بالزيت، أو إن كان من المؤلم للغاية مسحها، فعليك بحمل الطفل وتنظيف المنطقة أسفل صنبور ماء دافئ، ثم تجفيفها بطريقة التربيت، ووضع طبقة كثيفة من أي مرهم حام للبشرة (العلامات التجارية كلها شبيهة لبعضها بعضا من حيث الجودة). وإن لم يفلح ذلك، يجب التخلي عن الحفاضة وتعريض المنطقة للهواء. أثناء إصابة وليدك بالإسهال، يبدو -أحيانا- أنه لا يوجد شيء يساعد في تخفيف الالتهابات، ولكن من حسن الحظ أن الطفح يختفي من تلقاء نفسه بمجرد توقف الإسهال.
الطفح الجلدي على الوجه
يتعرض الأطفال للكثير من الطفح الجلدي الطفيف في الشهور القليلة الأولى، وعلى الرغم من أن هذا الطفح شائع للغاية، فإنه ليس محددا بصورة كافية لتمييزه بأسماء. وهناك بعض الأطفال الذين يصابون بالدخينات (الميليا)؛ وهي عبارة عن بثور بيضاء صغيرة ولامعة، لا يحيط بها أي احمرار: فتبدو كاللآلئ الصغيرة على البشرة. وتنتج هذه الحالة عن عدم انفتاح الغدد الزيتية على البشرة، بعد إفرازها للزيوت التي تظل في تكتلاتها كامنة. ولكن على مدار الأسابيع أو الأشهر اللاحقة، تنفتح القنوات الزيتية وتسمح بخروج الزيت.
يصاب بعض الأطفال بمجموعة من البقع الحمراء الصغيرة أو البثور الناعمة على الوجنتين والجبهة، فتبدو كحب الشباب، وهي بالفعل حب الشباب. والسبب وراء ظهورها هو التعرض لهرمونات الأم في الرحم. وربما تستمر هذه البقع أو البثور لفترة طويلة، مما يزعج الأبوين بشدة. وفي بعض الأحيان، تختفي ثم تزداد احمرارا من جديد. ولا يبدو أن المراهم المختلفة تجدي معها، إلا أن هذه البقع دوما ما تختفي في نهاية الأمر.
تتكون الحمامى السمية من رقع حمراء مبقعة، يتراوح قطرها بين ربع ونصف البوصة، ويشتمل بعضها على رءوس بثور بيضاء صغيرة. وفي الأطفال ذوي البشرة الأغمق، يمكن أن تأخذ البقع اللون الضارب إلى الأرجواني. وهي حالة تظهر وتختفي على أجزاء مختلفة من الوجه والجسم، ولا نعرف ما يسبب هذا الطفح الجلدي الشائع، ولكن حينما يختفي فإنه لا يعود تارة أخرى. إلا أن البثور أو الحويصلات الممتلئة بالقيح يمكن أن تكون معدية، وتجب استشارة الطبيب على الفور بخصوصها.
يمكن أن يكون الطفح الجلدي المتهيج المصاحب لتقشر البشرة نوعا من الإكزيما؛ وغالبا ما يكون من سمات العائلات.
الطفح الجلدي على الجسم وفروة الرأس
طفح الحر (أو حصف الحر) يعد من أنواع الطفح الشائعة للغاية التي تظهر على منطقة الكتفين والعنق في الأطفال، عندما يبدأ الطقس الحار. ويبدو شكلها كتجمعات من البثور الوردية شديدة الصغر، محاطة بلطخ وردية اللون في الأطفال ذوي البشرة الفاتحة، وربما تكون ذات لون أحمر غامق أو أرجواني في ذوي البشرة الغامقة. كما تتكون حويصلات صغيرة على بعض البثور، وعندما تجف فإنها تعطي الطفح الجلدي لونا برونزيا خفيفا. ويبدأ طفح الحر في العادة حول الرقبة، وربما ينتشر إلى الصدر والظهر ولأعلى حول الأذنين وفي الوجه، إلا أنه نادرا ما يسبب الإزعاج للطفل. وللعلاج، يمكنك وضع محلول بيكربونات الصودا على الطفح لعدة مرات في اليوم باستخدام قطعة من القطن بطريقة التربيت (بمقدار ملعقة صغيرة بيكربونات الصودا على كوب من الماء). بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام بودرة نشا الذرة على الطفح (مع تجنب بودرة التلك؛ لأنها يمكن أن تهيج الرئتين). وأغلب أنواع طفح الحر تختفي من تلقاء نفسها من دون علاج خاص، والأهم من العلاج هو محاولة الحرص على تواجد الطفل في بيئة باردة. ولا تخشي من تخفيف ملابسه في الطقس الحار.
قبعة أو قلنسوة المهد:
هو اضطراب يسمى المث، ويظهر في صورة لطخ قشرية دهنية على فورة الرأس باللون الأصفر أو الأحمر. ويمكن أن يظهر أيضا على الوجه وفي منطقة الحفاضة، وفي كل أجزاء الجسم. ولعلاجها، حاولي دهن هذه اللطخ القشرية بالزيت؛ لتليينها، ثم غسل الرأس بشامبو لطيف مضاد للقشرة، والتخلص من القشور بتمشيطها.
ولكن لا تتركي الزيت فترة طويلة على الرأس قبل استخدام الشامبو. وهناك أيضا أنواع طبية من الشامبو والوصفات العلاجية التي تفيد في هذه الحالة. واعلمي أنه نادرا ما تستمر هذه المشكلة لما بعد الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.