التصنيفات
الصحة العامة

الإنتانات الشائعة عند المدمن على المخدرات

البيروجينات للمواد المختلفة المحقونة يمكن أن تعطي ترفعات حرارية انعكاسية غير مترافقة بالضرورة مع إنتان. في هذه الحالة الترفع الحروري يكون ذو فترة قصيرة (<24 ساعة).

في حالة الإنتان، العلامات السريرية توجه نحو التشخيص، ولكن البحث عن العنصر المسبب يكون ضروري جداً هنا، وذلك لتعدد هذه العناصر المسببة وتعدد احتمالات الإصابة بها.

مهما كانت العلامات السريرية، فإن زرع الدم، الصورة الشعاعية للصدر وللجيوب، فحص قعر العين، وعيار الترانس أميناز، كلها ضرورية عند المدمن على المخدرات الذي يشكو من ترفع حروري.

هذا ويجب ألا ننسى احتمال الإصابة بإنتان بدئي بالـ VIH، مع المتطلبات العلاجية التي يفرضها. هذا وهناك بعض الإنتانات التي يمكن أن تكون أكثر شيوعاً من غيرها.

1. التهابات الأجربة الشعرية:

غالباً ما تكون عائدة إلى المبيضات سبيسيا، هذا ويمكن أن تترافق هذه الالتهابات بآفات عميقة (عينية، عظمية، مفصلية)، وبآفات عقدية جلدية.

2. التهاب جلدي وما تحت جلدي وخراجات في مكان الحقن:

الصفيحات الاحمرارية الناتجة عن حقن منتن، تكون كثيرة المصادفة، ويمكن أن تتطور نحو خراجات تحت جلدية ومخاطية، كما يمكن أن تختلط بالتهاب ضفيرة نخري، التهاب عضلي، أو خثرة إنتانية، الجراثيم المسببة هي المكورات العنقودية الذهبية والمكورات العقدية المقيحة، التفاعل الالتهابي الناتج عن المحلول المحقون وعن الأجسام الأجنبية يلعب دوراً مسهلاً للإنتان كما أنه يزيد من خطورته.

3. تجرثم الدم والتهاب شغاف القلب الإنتاني:

انطلاقاً من التهاب وريد خثري إنتاني لنقطة الوخز، فإن تجرثمات الدم يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهاب شغاف قلب إنتاني متوضع في نصف الحالات على الدسّام ثلاثي الشرف. ومن اختلاطاته الشائعة حدوث صمامات رئوية إنتانية متعددة معطية صورة صدر شعاعية على شكل كثافات محيطية دائرية ذات حدود غير واضحة ومتوضعة على محيط الرئة، هذه الكثافات يمكن أن تتحول فيما بعد إلى خراجات. وهكذا فمن الضروري القيام بالإصغاء الرئوي بشكل روتيني عند هؤلاء المرضى، وعدم التردد في طلب إيكوقلبي عبر المريء حوالى اليوم العاشر بعد تشخيص تجرثم الدم.

الجراثيم المسببة تكون المكورات العنقودية المذهبة في 60% من الحالات. المكورات المعوية سبيسيا والمكورات العقدية المخضرة، الخمائر، البسودوموناس والجراثيم المعوية تكون مسؤولة في 10 – 15% من الحالات. المعالجة احتمالية في البداية وذلك بانتظار نتيجة زراعات الدم (غليكوببتيد + أمينوزيد). حالما يتم تكييف المعالجة حسب نتائج فحص التحسس الجرثومي للصاد الحيوي فإن مدة المعالجة تكون:

– في حالة تجرثم الدم من دون توضع جرثومي ثانوي: 10 – 15 يوماً.

– في حالة التهاب شغاف القلب الإنتاني: 4 – 6 أسابيع.

– في حالة توضع عظمي مفصلي: 6 – 8 أسابيع.

4. الإنتانات القصبية الرئوية، إنتانات الأذن، أنف، حنجرة:

أخذ المخدرات يمكن أن يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الوعي، مسؤول بدوره عن حدوث التهابات رئوية ناتجة عن مرور الطعام خطأ في المجاري الهوائية. التهابات الجيوب المزمنة الكثيرة المصادفة عند المدمنين الذين يشمون المخدرات، تعتبر عاملاً مؤهباً للإنتانات القصبية الرئوية، وبشكل خاص العائدة للمكورات الرئوية.

معالجة هذه الأمراض الرئوية تكون مماثلة لتلك المصادفة عند الأشخاص الغير مدمنين.

أما معالجة التهابات الجيوب فهي مخيبة للآمال، وذلك مهما كانت الطريقة المتبعة: صادات حيوية طويلة الأمد، خزع الجيب…

5. التهابات الجهاز العصبي:

اضطرابات في الوعي واختلاجات ناتجة عن ترفع حروري يمكن أن تكون عائدة إلى سم محقون في الوريد. ومع ذلك فإنه يجب البحث عن علامات توضع، عن تناذر سحائي مما يشير إلى حصول إصابة إنتانية. الأسباب الأكثر شيوعاً هي: التهاب سحايا، خراج دماغي، دبيلة تحت الجافية.

بالنسبة للمرضى المصابين بالـ VIH فإنه يوجد عناصر ممرضة خاصة بهم: التوكسوبلاسموز الدماغي، الكريبتوكوك.

6. التهابات الكبد:

إن أغلب المدمنين على المخدرات عندهم زيادة في الخمائر الكبدية، عائدة إلى إصابة فيروسية (فيروس التهاب الكبد B ولا سيما فيروس التهاب الكبد C). العنصر دلتا المسبب لإنتان إضافي على التهاب الكبد يمكن أن يكون مسؤولاً عن حصول التهاب كبد صاعق. فيروسات أخرى يمكن أن تكون السبب: فيروس التهاب الكبد A، فيروس إيبشتاين بار، فيروس الاندخال الخلوي العرطل، فيروس الحلأ. عناصر أخرى وذلك خلال الإصابة بالـ VIH، تسبب ركودة صفراوية (كريبتوسبوريديس، ميكروسبوريديس، فيروس الاندخال الخلوي العرطل والجراثيم الفطرية آفيوم داخل الخلية). هذه الإصابات المختلفة يمكن أن تكون أكثر خطورة نتيجة الآفات السمية العائدة إلى المخدرات، الكحول، والأدوية. الخزعة الكبدية المأخوذة عن طريق البزل تسمح بتشخيص السبب وخطورة الإصابة الكبدية ومرحلة تطورها سواء كان بالنسبة لالتهاب الكبد B أو C وذلك لوضع خطة العناية المناسبة.