التصنيفات
جهاز التنفس

الإنفلونزا: وسائل طبيعية للعلاج

يؤكد بيتر هوليك، دكتور في الطب، أنه لم يصب يوما بإنفلونزا دامت طوال الليل. فماذا لو لم تكن مضطرا لتحمل تلك الفيروسات المزعجة التي تسبب الألم والحرارة والتعب العام لمدة 24 ساعة (أو أكثر). تبدو الصورة خيالية.

“أعتقد أن العلاجات البيتية البديلة تتغلب على الإنفلونزا في أقل من 24 ساعة”، برأي د. هوليك، مدير عيادة Contemporary Health Clinic في سيباستيان، فلوريدا. وسبب فاعلية الطب الطبيعي هو أن هذه العلاجات تساعد على تعزيز الجهاز المناعي متيحة له القضاء على الإنتان بسرعة وسهولة.

ولا شك بأن كثيرا من الأطباء يعتقدون بضرورة أخذ لقاح سنوي ضد الإنفلونزا إن كنت قد تجاوزت الخامسة والستين من العمر، أو إن كنت تعاني من داء السكر أو من اعتلال القلب أو الرئتين أو الكلى (أو تعيش مع شخص بهذه الحالة، لكي لا تتسبب بنقل العدوى إليه). والواقع أن الإنفلونزا تصبح أكثر خطورة على الأشخاص المصابين بأمراض أساسية، ولذلك فإنك لن ترغب بالتالي بالمخاطرة.

ولكن إن كنت تعاني أصلا من الإنفلونزا، إليك بضع طرق للتخلص منها بسرعة.

دليل العناية الطبية

تزول الإنفلونزا عادة من دون أية مضاعفات، ولكن الإنتان ينتقل أحيانا إلى الرئتين مسببا ذات الرئة البكتيرية أو الفيروسية. لهذا السبب، من الأهمية بمكان وضع حد للإنفلونزا بأسرع ما يمكن، برأي بيتر هوليك، مدير عيادة Contemporary Health Clinic في سيباستيان، فلوريدا.

فإن دامت الأعراض لأكثر من 5 أيام أو رافق الزكام ارتفاع حاد في الحرارة (104º فهرنهايت) 40 درجة مئوية (سنتيغراد) أو أعلى، ألم في الصدر، دم في المخاط الأنفي، بلغم بني، أخضر، أو مختلط بالدم، اقصد الطبيب على الفور. ولكن د. هوليك يفضل عدم محاولة خفض الحرارة إن بلغت (99 أو 100 درجة فهرنهايت)، 37 أو 38 درجة مئوية، لأن الارتفاع الطفيف في الحرارة يدفع الجهاز المناعي على مضاعفة نشاطه ويساعده على محاربة الزكام بفاعلية أكبر.

والواقع أن الأطباء التقليديين لا يمكنهم فعل الكثير لإيقاف الإنفلونزا، ولكن الأطباء البديلين لديهم مجموعة من التقنيات الفعالة. ويقول جون م. سوليفان، دكتور في الطب، طبيب في ميكانيكسبيرغ، بينسلفانيا: “إن كانت الإنفلونزا حادة، فإنني أستعمل تقنية إبطال الفيروس، وذلك بحقن المريض بسلسلة من الجرعات المخففة جدا من لقاح الإنفلونزا. ويتمكن الناس عادة من العودة إلى أعمالهم في غضون 24 ساعة بفضل هذا العلاج”.

كما أن إعطاء جرعات عبر الوريد من الفيتامين ج وبيروكسيد الهيدروجين المكافح للفيروس تقصّر من مدة الإصابة، برأي غيليرمو آسيس، دكتور في الطب، مدير Path to Health في برلينغتون، ماساشوستس.

كوكتيل مضاد للإنفلونزا من تحضير د. هوليك: كوب من القوة

يتوفر عدد كبير من الأعشاب والأطعمة التي تساعد على مكافحة الإنفلونزا، ويمكنك مزج بعض منها لتحضير كوكتيل مضاد للإنفلونزا. ويوصي د. هوليك باستعماله مرتين في اليوم أثناء الإصابة بالإنفلونزا. وإليك ما يشتمل عليه:

•    حص أو حصان من الثوم. فالثوم هو مضاد قوي للفيروسات، يحث الخلايا المقاتلة الطبيعية وغيرها من العوامل المناعية على العمل. قطع الحص قطعا رقيقة جدا قبل وضعها في الخلاطة لكي تساعد على تحرير مركباتها الفعالة.

•    ثلاث قطارات من صباغ ردبكية مخروطية الزهر. يضاعف هذا العلاج العشبي الكلاسيكي المستعمل للجهاز التنفسي الأعلى من إنتاج الكريات البيضاء والخلايا اللمفاوية والخلايا البلعمية الكبيرة، وهي من عوامل الجهاز المناعي المحاربة لفيروس الإنفلونزا.

•    ثلاث قطارات من صباغ نبات بقون الأصفر. فهو يساعد على تخفيف التهيج والالتهاب في بطانة القناة التنفسية، مهدئا السعال أو ألم الحلق.

•    ثلاث قطارات من صباغ مخلب القط (cat’s claw) الذي هو نبات شائك. استعملت هذه العشبة لقرون من الزمن من قبل أشخاص في الأنديز، وهي معروفة بين مزاولي الطب البديل كمعزز فعال للجهاز المناعي.

•    رشة من الفلفل الحريف. فهو يساعد على ترقيق البلغم ويحسن الدورة الدموية.

•    عصير ½ ليمونة. فعصير الليمون يساعد على تنظيف الكبد لكي يتخلص بفاعلية أكبر من السموم التي يفرزها الجسم أثناء مكافحته للإنفلونزا.

•    6 إلى 8 أونصات (170.5 إلى 227 سم3) من عصير الطماطم أو الخضار العضوية، وهو أساس الشراب الذي تحضره.

بعد تجهيز كل المكونات، ضعها في خلاطة مع مكعبين من الثلج لتجعل الخليط أكثر قابلية للشرب. اشربه بعد ذلك ببطء، على بضع دقائق. تناول هذا المزيج مرتين في اليوم طيلة فترة الإنفلونزا، الذي لن يطول بفضل هذا الكوكتيل، كما يؤكد د. هوليك.

الماء: أكثر منه

إن مكافحة الإنفلونزا تضاعف سرعة الأيض، مما يدفع الجسم إلى فقدان كميات هائلة من المياه، كما يشير د. هوليك. وعليك تعويض تلك الكمية من الماء لأن الجسم يحتاج إليها للتخلص من السموم الناتجة عن تدمير الجهاز المناعي للفيروس.

وللتأكد من حصولك على ما يكفي من الماء، ينصح رشيد علي بطار، دكتور في طب العظم، طبيب عظم يزاول طب الطوارئ والطب الوقائي في شارلوت، شمال كارولينا، بشرب كمية من الماء (بال سم3) تعادل ثلثي وزن الجسد يوميا. أما الكمية الأدنى لدعم الجسم فتعادل نصف وزن الجسد تقريبا. بالتالي، إن كنت تزن 150 باوندا (68 كلغ)، مثلا، عليك أن تشرب 100 أونصة (2840 سم3) من الماء أثناء المرض و75 أونصة (2130 سم3) للصيانة.

العلاج بالمياه: مفيد للدورة الدموية

ليس من الضروري شرب المياه للحصول على فائدتها. إذ إن وضع الماء على الجسد من الخارج، وهي تقنية تسمى العلاج بالمياه، يحسن الدورة الدموية ويخفف الاحتقان كما يضاعف عدد الكريات البيضاء المكافحة للإنفلونزا، كما يقول مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. وإليك كيفية ذلك.

•    خذ حماما ساخنا بدرجة مريحة لمدة 5 دقائق.

•    اخرج وجفف نفسك بسرعة.

•    بلل منشفة في الماء البارد ثم اعصرها ولفها على جسدك من الإبطين وحتى الأربيّة. اتركها لمدة 20 دقيقة أو إلى أن تصبح دافئة. وفي هذا الوقت غطّ نفسك ببطانية صوفية منعا للشعور بالبرد.

واستعمال العلاج بالمياه مرة أو مرتين في اليوم يساعد على تخفيف كثير من أسوأ أعراض الإنفلونزا ويشعرك بتحسن كبير، كما يؤكد د. ستانغلر.

الطعام: انقطع عن مستخرجات الألبان إلى أن تتحسن

تزيد مستخرجات الألبان من إنتاج البلغم، مما يجعل احتقان الأنف الذي تسبّبه الإنفلونزا أسوأ، كما يشير د. ستانغلر. أيضا وبما أن كثيرا من الناس يعانون من الحساسية تجاه مستخرجات الألبان، سينشغل الجهاز المناعي حينها في حماية الجسد من الطعام عوضا عن مكافحة الفيروس، كما يشرح. تجنب بالتالي مستخرجات الألبان إلى أن تزول الإنفلونزا.

الزنجبيل: مفيد في مكافحة المرض

يكافح شاي الزنجبيل الإنفلونزا على عدة جبهات، كما يرى د. ستانغلر. فهو يساعد على إزالة احتقان الأنف، كما يحسن من جريان الدم عبر العضلات وباقي أنحاء الجسد، مساهما في منع رعشات البرد وألم العضلات ومتيحا لخلايا الجهاز المناعي بالتجول بفاعلية أكبر. حتى إنه يساعد على تخفيف ألم التهاب الحلق.

تناول كوبا كل ساعتين إلى ثلاث إلى أن تتحسن حالتك، كما ينصح د. ستانغلر. ويضيف: “حضر منه ما يكفي ليوم كامل ثم سخنه قبل تناوله”.

ويمكنك شراء الزنجبيل في أكياس شاي أو تحضيره بغلي قطعة بطول 5 إنش (12.7 سم) من الزنجبيل الطازج في كوبين من الماء لمدة 5 إلى 10 دقائق.

القتاد ASTRAGALUS: يضاعف عدد الخلايا T

تساعد هذه العشبة القوية المنشطة للجهاز المناعي والمأخوذة من الطب الصيني التقليدي على مكافحة الإنفلونزا عبر حفز إنتاج الخلايا T المكافحة للفيروس، كما تقول نيدرا داونينغ، دكتورة في طب العظم، طبيبة عظم تزاول الطب البديل في كلاركستون، ميشيغان. فتوصي بتناول ثلاث نقاط من صباغ القتاد في الماء ثلاث مرات في اليوم لمدة 10 أيام.

الفيتامين ج: يحافظ على قوة الجسد

أثناء الإصابة بالإنفلونزا، تحتاج كريات الدم البيضاء المكافحة للفيروس إلى الفيتامين ج لمضاعفة فاعليتها، كما يقول د. داونينغ. كما يدعم الفيتامين الغدد الكظرية التي تساعد الجسد على مقاومة الإجهاد الناتج عن الإنتان. وهي توصي بتناول 3.000 ملغ من الفيتامين ج في اليوم على ثلاث جرعات. ومن الأفضل استعمال الشكل المصقول لأنه أخف على المعدة برأيه. ويمكنك استعمال هذا العلاج لعدة مشهور في موسم الإنفلونزا.

لارتفاع الحرارة فوائده

غالبا ما يعتبر الطب التقليدي أن ارتفاع الحرارة خطر يجب إبعاده بسرعة بواسطة الأدوية. ولكن مزاولي الطب البديل لديهم رأي مختلف.

وهنا يقول مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو: “نحن لا نرى مشكلة في معظم حالات ارتفاع الحرارة. فالحرارة تحث الجهاز المناعي على مكافحة الفيروس. وإن سعينا إلى خفضها، تطول مدة الإصابة”.

ولكن بالرغم من الدور الذي تؤديه الحرارة، يجب أن لا تتخطى 104 درجة فهرنهايت، 40 درجة مئوية، كما يضيف د. ستانغلر الذي ينصح برؤية طبيب في هذه الحالة.

ومن أسرع الطرق لخفض الحرارة هي شرب فنجان من شاي الألفية (yarrow) كل بضع ساعات. “ويجب أن تنخفض الحرارة بعد فنجانين أو ثلاثة”، كما يشير د. ستانغلر.

ولطالما استعملت عشبتي الكافورية والبلسان (elderberry) للمساعدة على خفض الحرارة، استنادا إلى رشيد علي بطار، دكتور في طب العظم، طبيب عظم يزاول طب الطوارئ والطب الوقائي في شارلوت، شمال كارولينا. وهو يوصي بتناول 250 ملغ من الكافورية مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم على شكل حبوب أو كبسولات. وإن فضلت البلسان (elderberry)، تناول فنجانا منها على شكل شاي كل بضع ساعات.

IP-6: يقتل الفيروس

يعتقد بأن هذا المكمل، IP-6، وهو اختصار لاسم سداسي فوسفات الإنوزيتول، ينشط الخلايا الطبيعية القاتلة في الجهاز المناعي، التي تستحق اسمها، كما تشير د. داونينغ، لأنها تقتل فيروس الإنفلونزا. تناول كبسولتين مرتين في اليوم طيلة مدة المرض، كما تنصح.

خلاصة الغدة الصعترية: مساعدة أكبر لخلايا T

يعتقد بأن مكملات خلاصة الغدة الصعترية تساعد الجسم على إنتاج هورمونات تحفز تكون الخلايا T، وهي مكافح هام للفيروس. تناول 350 ملغ من الخلاصة استنادا إلى التعليمات على الوصفة وذلك لأسبوع أو اثنين، بدءا من أولى أعراض الإنفلونزا، كما ينصح كينيث أ. بوك، دكتور في الطب، مدير مساعد لـ Rhinebeck Health Center في رينبيك، نيويورك، ولـ Center for Progressive Medicine في ألباني، نيويورك. ولكن لا تستعمل هذا المكمل إلا تحت إشراف طبيب تقليدي مختص.

البخار: يطرد الفيروس

للسعال دور أساسي في حالات الإنفلونزا. ومن دونه قد يتصلب البلغم المحمل بالفيروس وينتقل إلى الرئتين، مؤديا أحيانا إلى ذات الرئة، كما يقول غيليرمو آسيس، دكتور في الطب، مدير Path to Health في برلينغتون، ماساشوستس. واستعمال مبخار أو مرطب للحفاظ على رطوبة البلغم وإخراجه من الجسم يساعد على منع هذه الحالة، كما يفسر.

ومن الأفضل بالتالي تشغيل المبخار أو المرطب طيلة الوقت في غرفة النوم إلى أن تزول الإنفلونزا. أضف 6 إلى 8 نقاط من الزيت العطري للصعتر أو الأوكالبتوس (eucalyptus) أو وردة إبرة الراعي (rose geranium) إلى الماء للمساعدة على ترطيب الأغشية المخاطية، كما يقول د. داونينغ.