هل يمكنك ألا تلبي النداء المغري للحلوى؟ هل أنت مدمن شيكولاتة؟ إليك طريقة تساعدك على منع ولعك بالحلويات من تدمير خطتك لإنقاص الوزن.
الشيكولاتة أشبه بصديق حميم حقاً، إذ تكون لك رفيقاً عندما تصاب بالإحباط، وتعطيك إحساساً بالبهجة والراحة، كما أنها لن تخبرك قط بزيادة حجم أردافك حتى إذا تعذر عليك ارتداء بنطلون الجينز المفضل لديك.
إن الشعور الرائع الذي ينتاب المرء عند تناول الشيكولاتة وغيرها من الحلويات لا يمكن إنكاره. فالشيكولاتة تمنحك دفعة كيميائية عند تناولها بواسطة زيادة مستويات إفراز مادتي السيروتونين والإندورفين مما يجعلك تشعر بالهدوء والسعادة. وهناك مواد أخرى في هذه الحلويات تحفز الإثارة العاطفية للمخ تضفي عليك نضارة دافئة رائعة شبيهة بحالتك عندما تقع في الحب.
وهناك مكون تطوري في معادلة الميل إلى الحلويات. فالبشر لديهم براعم تذوق للحلويات أكثر من براعم التذوق الأخرى، وبطبيعة الحال، فإننا نفضل المذاقات الحلوة من مرحلة الطفولة وحتى الرشد. وتعتقد بعض الإحصاءات أن البشر نمى لديهم تفضيلاً للحلويات لأنها عالية السعرات الحرارية بصفة عامة، ومن ثم فهي تحتوي على مخزون عالٍ من الطاقة التي كانت ذات أهمية في المجتمعات التي تعيش على الصيد والقنص، ولكنها لم تعد ذات أهمية الآن لدرجة أن كل ما عليك هو أن تغادر الأريكة وتذهب إلى خزانة المطبخ عندما تشعر بشيء من الجوع. إذا كنا على قدر من النشاط مثل الذي كان عليه أجدادنا في عصور الصيد والقنص، وكان يتعين علينا العثور على طعامنا أثناء قتال الماموث الضخم، لكان في إمكاننا دهن وجوهنا بما لذ وطاب من الحلويات دون أن يزداد وزننا جراماً واحداً. لقد تغير الزمن، ولكننا لازلنا محتفظين ببراعم تذوقنا.
إن الشيكولاتة غنية بالدهون، التي تمثل نسبة 30% من وزنها عادة، كما أنها مليئة بالسعرات الحرارية. والحلويات الأخرى متخمة بالسكريات ومن الممكن أن تشتمل على 375 سعراً حرارياً لكل 100 جم. ستمنحك الحلويات ارتفاعاً مؤقتاً في سكر الدم، وشعوراً بالشبع، ولكن جسدك سيملي على مخك أنه لم يمده بكل المواد الغذائية التي يريدها. تتم استثارة جوعك، وإذا واصلت تناول الحلويات، تعيد العملية نفسها. فحالات التأرجح ارتفاعاً وهبوطاً تأتي استجابة لطلب جسمك الحصول على المغذيات، لا السكر.
عندما نحاول إنقاص وزننا، من المفترض أن نبتعد عن الحلويات. ومن خلال أي تجربة، ثبت أن الحرمان الكلي لا يفلح لأنك كلما أمليت على نفسك أنك لا تستطيع تناول شيء ما، زادت رغبتك فيه. حسناً، إليكم الحل. احصل على مقدار بسيط مما ترغب في تناوله، ولكن بمقادير ضئيلة حقاً. وخذ وقتك في الاستمتاع بما تتناوله؛ اجلس إلى المائدة، أو على كرسي مريح بعيداً عن أية مقاطعات، وتلذذ بكل قضمة. بهذه الطريقة يمكنك أن تجعل من الاستسلام للإغراءات تجربة إيجابية، إذ تتجنب الإفراط في الأكل.
يمكنك أيضاً أن تجرب الحصول على جرعة الحلويات بطريقة مختلفة. على سبيل المثال، إذا أردت تناول شيء يحتوي على الشيكولاتة والقشدة بعض الشيء، فاصنع لنفسك مشروب مخفوق اللبن “ميلك شيك” باستخدام حليب منزوع الدسم أو مقشود، ومسحوق الشيكولاتة، أو تناول الكاكاو الذي يتكون نصفه من الحليب والنصف الآخر من الماء.
وقد يؤتي قدر صغير من القشدة المخفوقة بالشيكولاتة منخفضة الدسم ثماره أيضاً. أما إذا كنت تود أن تمضغ أي شيء وحسب، فجرب أن تتناول ذرات ضئيلة من الشيكولاتة على قطعة خبز، أو البسكويت الرقيق المقرمش، أو كعكات الأرز. والكعكة الصغيرة المحلاة ببعض الفواكه ومزيج من الزبادي منخفض الدهون، والجبن، أو الكريم المخفوق تشبع رغبتك في تناول بودينج دون الكميات الزائدة من الدهون والسعرات الحرارية. عود نفسك على قراءة الملصقات الموجودة على البسكويت، والكعك، والحلويات المفضلة لديك. فبالمقارنة، ستكتشف أن بعض الحلوى أكثر ملاءمة لإنقاص الوزن من غيرها. كان من الممكن أن تصبح الحياة أسهل بكثير إذا اشتاق المرء إلى القنبيط فحسب، أليس كذلك؟
نصيحة: جرب احتساء كوب من شاي أعشاب الشمر بعد أن تتناول مقداراً ضئيلاً من الحلوى التي تعشقها. فهذا كفيل بكبح جماح شهيتك، ويضمن لك ألا تواصل التهام الحلوى.
هل يمكنني تناول العسل أو السكر البني لإشباع ولعي بالحلويات؟
نعم، إذا كنت تفضل مذاقهما، ولكن تذكر أن كون ما تتناوله ليس أبيض اللون أو حبيبي الشكل فهذا لا يعني أنه ليس من السكريات. فكر في عدد السعرات الحرارية التي تتناولها.
لقد قرأت أن الشيكولاتة تحتوي على بعض المعادن المفيدة، ومن ثم فهي مفيدة للجسم. هل هذا صحيح؟
نعم، فهي تحتوي على البوتاسيوم. والشيكولاتة الخام تحتوي أيضاً على الحديد والمغنسيوم، ولكن لا تنسَ أن هذه المواد الغذائية تأتي مغلفة في شكل هدية متخمة بالدهون والسعرات الحرارية. يمكنك الحصول على هذه المعادن من مصادر أخرى للطعام تمثل تهديداً أقل لقوامك.
ألا تعتقد أنني إن استسلمت للإغراءات وتناولت قضمة صغيرة من شيء حلو وظريف فلن يمكنني أن أتوقف؟
يجب أن تتوقف عن الأكل وتشرع في عمل شيء آخر. يمكنك على سبيل المثال الخروج للتمشية، أو الذهاب للسينما، أو مطالعة كتاب، أو الانتساب لأحد الفصول الدراسية الليلية، أو أخذ حمام طويل، أو تعلم العزف على آلة موسيقية. إنك في حاجة إلى تشتيت انتباهك والاستغراق أيضاً في شيء آخر مختلف تماماً أكثر إثارة من الأكل (أو على الأقل على نفس درجة الإثارة).