استشارة طبية: “في البداية كنا نشعر بالامتنان ؛ لأن طفلنا كان ينام أثناء الليل ولكن مع استيقاظه بانتظام في الخامسة من كل صباح، أصبحنا نتمنى لو أنه استيقظ في منتصف الليل بدلاً من ذلك”.
حين يكون الطفل من نوعية الأطفال الذين يستيقظون ليلا، يكون هناك على الأقل أمل في بضع ساعات أخرى من النوم بمجرد أن يعود الطفل إلى النوم مرة أخرى ولكن مع طفل يستقبل والديه منتبها ومفعما بالحيوية، جاهزا ومتلهفا لبدء كل يوم حين لاتزال حتى الديوك الصغيرة تغط في نومها، يتلاشى الأمل في الحصول على أي قدر إضافي من الراحة إلى أن يحل الليل مرة أخرى. وهذا النوع المزعج من الاستيقاظ يواجهه عدد لا حصر له من الآباء والأمهات يوميا.
قد لا يكون من الواقع في شيء أن تتوقعي أن ينام طفلك الذي اعتاد الاستيقاظ مبكرا بعد الساعة السادسة أو السابعة (على الأقل ليس قبل أن يصل لمرحلة المراهقة، وهي المرحلة التي سوف تضطرين فيها على الأرجح السحبه من فراشه كل صباح ليصل إلى المدرسة في الموعد). ولكن قد يكون من الممكن أن تعيدي ضبط منبهك الصغير ولو الوقت متأخر قليلا على الأقل:
تجنبي ضوء الفجر الأول
يتميز بعض الأطفال (شأن بعض الكبار) بحساسية خاصة للضوء حين يكونون نائمين. وإبقاء غرفة الطفل مظلمة، خاصة حين يكون النهار أطول من الليل، يمكن أن يمنح الجميع قدرا أكثر قليلا من النوم.
اشتري أغطية مظلمة للغرفة أو ستائر مبطنة لمنع ضوء الفجر الأول من إيقاظ الطفل.
تجنبي الضوضاء المرورية
إذا كانت نافذة غرفة طفلك تطل على شارع يزدحم مروريا في ساعات الصباح الأولى، فإن الضوضاء قد توقظه مبكرا. لذا حاولى إبقاء النافذة مغلقة، أو تعليق بطانية أو ستائر ثقيلة على النافذة للمساعدة على كتم الصوت، أو إلى غرفة بعيدة عن الشارع إن أمكن، أو استخدمي مروحة أو آلة تصدر ضوضاء بيضاء للتغطية على ضوضاء الشارع.
أبقى الطفل مستيقظا لوقت متأخر أثناء الليل
إن النوم المبكر عادة ما يعني استيقاظا مبكرا. لذا حاولى تأخير وضع طفلك في فراشه بمقدار عشر دقائق كل ليلة إلى أن تؤجلى موعد نومه لساعة أو أكثر. ولتفعيل هذا الإجراء، قد يفيدك تقديم مواعيد غفواته النهارية ووجباته بشكل متزامن وبنفس الخطی.
أبقي الطفل مستيقظا لوقت متأخر أثناء النهار. بعض الأطفال الذين ينهضون مبكرا يكونون على استعداد للعودة إلى النوم خلال ساعة أو ساعتين. والغفوات المبكرة تؤدي إلى موعدنوم مبكر، مما يعمل حتما على استمرار دائرة الاستيقاظ المبكر. ولكسر هذه الدائرة، أرجئي عودة طفلك إلى السرير بمقدار عشر دقائق إضافية كل صباح إلى أن تتأخر غفواته لمدة ساعة أو نحو ذلك، مما قد يساعده في النهاية على تمديد فترة نومه الليلي.
قللي فترة النوم أثناء النهار
إن الطفل لا يحتاج سوى إلى فترة نوم إجمالية كبيرة تبلغ في المتوسط أربع عشرة ساعة ونصف ساعة في هذه السن، مع اختلافات واسعة باختلاف الأطفال عن بعضهم. وربما يكون طفلك يحصل على قدر أكبر من اللازم من النوم أثناء النهار ومن ثم يحتاج لقدر أقل أثناء الليل، قللي غفوات النهار، مع تقصير إحداها أو كلها. ولكن لا تقللي فترة النوم النهاري بشكل أكبر من اللازم لدرجة تجعل طفلك في حالة من الإرهاق المفرط (وتقلل من فرصته في النوم بشكل جيد) مع حلول موعد النوم ليلا. اجعليه ينتظر. لا تهرع إليه عند أول نداء له من السرير. انتظري خمس دقائق أولا. فإذا كنت محظوظة، فقد يستكين ويعود إلى النوم، أو على الأقل يسلي نفسه بينما تلحقين ببضع لحظات إضافية من الراحة.
جهزي وسيلة للتسلية
إذا كان إظلام الغرفة غير مجد، فحاولى السماح بتسرب قليل من الضوء الخافت إلى غرفته حتى يمكنه اللعب بينما ينتظرك. إن ألعابا منوعة و / أو مرآة سرير يمكن أن تشغله لبضع دقائق. وإذا تركت أي لعب في سريره، فتأكدي من أنها آمنة بحيث يمكن تركه معها وحده (أي أن تكون خالية من نسيج البلش، والحواف الحادة، والقطع الصغيرة).
اجعليه ينتظر الإفطار
إذا كان طفلك معتادا على تناول الطعام في الخامسة والنصف صباحا، فإن الجوع سوف يصدر نداءه في هذا الموعد دائما. لذا لا تطعميه في الحال إذا كنت تستيقظين معه في هذه الساعة. وقومي بإرجاء الإفطار تدريجيا، حتى تقل احتمالات استيقاظه مبكراً من أجله.
لسوء الحظ أن كل هذه الجهود قد تكون بلا جدوى
فبعض الأطفال يحتاجون قدراً أقل من النوم الإجمالي ؛ والبعض يعتادون الاستيقاظ في الصباح الباكر منذ سن مبكرة. فإذا اتضح أن طفلك من هؤلاء، فقد لا يكون لديك خيار سوى النهوض مبكرا إلى أن يصل إلى سن كافية يتمكن فيها من النهوض وإعداد إفطاره بنفسه، وحتى هذا الحين فإن النوم مبكرا من جانبك، والمشاركة في تحمل عبء ما قبل الفجر بالاستيقاظ مع طفلك بالتناوب (ولن يجدي ذلك إلا إذا كان وجود الأم ليس مطلوبا للرضاعة) قد يكون الأسلوب الأمثل لك للتغلب على المشكلة.