لندن: «الشرق الأوسط»
راقب البروفيسور جيمس ج. غالووي اطفالا من عمر شهرين لفترة طويلة وتوصل الى ان
الرضع يتعلمون تحريك اقدامهم نحو الاشياء المحددة قبل ان يتعلموا مد اليد اليها.
من المعروف ان الاطفال الرضع يتعلمون مد اليد والابتسام والجلوس والمشي بسرعة
مختلفة ولكن حسب نفس سلسلة التطور النمطية الشائعة. ويتعلم الطفل في الاشهر الثلاثة
الاولى كيف يرفع رأسه والتحكم بحركة يده نحو الاشياء مع بداية الشهر الثالث
والسيطرة على عضلات اطرافه السفلى مع مرور سنته الاولى. الا ان الدراسة الحديثة
التي يطرحها غالووي تقول ان الطفل يتعلم التحكم بقدمه قبل التحكم بيده.
وضع غالووي ألعابا جذابة بالقرب من ايدي اطفال من عمر 8 اسابيع وراقبهم لفترة طويلة
فلم يحركوا اي يد باتجاه هذه الالعاب، الا انهم، ولدهشة الباحث، حركوا اقدامهم
باتجاه هذه الالعاب بعد دقائق قليلة من وضعها قرب ارجلهم. ولاحظ الباحث الفيسيولوجي
انفعالات مثيرة أخرى للأطفال من هذه السن، اذ ان الرضع انخرطوا في البكاء حينما
وضعت الالعاب في ايديهم (ربما تعبيرا عن خيبة الأمل) ولكن «تصرفوا» بفرح ظاهر حينما
وضعت الالعاب على اقدامهم. وهذا يكشف، حسب رأيه، اي عضو من اطرافه يفضل الطفل
استخدامه في هذه السن ويطرح ايضا امكانية العلاج المبكر للاطفال الذين يعانون من
اضطراب عضلي (موتوري).
وبعيدا عن حركة القدمين والرجلين كانت اللغة موضع بحث العلماء من جامعة اريزونا
فتوصلوا الى ان الاطفال من سن 6 اشهر قادرون على تعلم شيء من قواعد الف باء اللغات
الاجنبية خلال دقيقتين. واستخدمت البروفيسورة لوآن غيركن مجموعات من الكلمات
الروسية الشائعة امام الاطفال ولاحظت لاحقا انهم استجابوا لاول مرة عن طريق اطلاق
سلسلة من الكلمات التي لم يسبق لهم ان اطلقوها. وبين الكلمات التي اطلقها الاطفال
كانت كلمات خاطئة من ناحية القواعد كما هو الحال مع الخلط بين المذكر والمؤنث
ولكنها تتطابق موسيقيا وتشكيليا مع اللغة الروسية. وترى البرفيسورة غيركن ان
الاطفال تعلموا درس اللغة خلال دقيقتين واستطاعوا الكلام بكلمات اجنبية صحيحة وان
كانت بشيء من الخطأ.
ويخطئ من يعتقد ان الاطفال يحبذون الطعم الحلو دائما لأن دراسة من جامعة هارفارد
الطبية ترى ان بعض الاطفال يفضلون الملح منذ ايام حياتهم الثلاثة الاولى، اذ ثبت من
التجارب ان بعض الرضع يتذوقون الملح في حين يبعد بعضهم الآخر بوجوههم بعيدا عن هذا
الطعم. ويعتقد الباحثون ان الاطفال الذين يحبون الملح في هذه السن يحملون معهم
احتمال المعاناة من ارتفاع ضغط الدم مستقبلا، كما ثبت من خلال الاسئلة ان احد ذوي
الطفل المحب للملح في الاقل يعاني من ارتفاع ضغطه. ويدفع هذا الاكتشاف الباحثين
للاعتقاد بوجود علاقة بين حب الملح المبكر ومخاطر ضغط الدم في المستقبل، الامر الذي
يعني امكانية استخدام فحص «الملح الطفولي» لكشف مخاطر التعرض لارتفاع ضغط الدم
مستقبلا عند النضج