أعراض المرض تظهر بشكل مفاجئ بخلاف نزلات البرد التي تأخذ وقتاً أطول واللقاح قد
يكون ضرورياً
الرياض: «الشرق الأوسط»
حينما يبدأ الطفل بالسعال أو ترتفع درجة حرارته أو يشتكي من صعوبة في البلع إن كان
قادراً على الإفصاح عن ذلك، يتبادر سؤال لدى كل منا هل هي نزلة برد أم هي إنفلونزا
منتشرة؟ فهناك فارق بينهما من ناحية السبب وكذلك في العلاج.
ظهور أعراض الإنفلونزا يبدأ بشكل مفاجئ بخلاف نزلات البرد التي تأخذ وقتاً أطول
نسبياً في الظهور والحرارة أعلى في حالات الإنفلونزا والطفل بشكل عام يبدو عليه
إنهاك المرض بصفة أوضح، كما أن السعال يكون جافاً وأقل مما هو في حالات البرد، لكن
ألم الحلق أشد والشكوى من الصداع أكثر وشهيته للأكل أقل ويشكو كثيراً من ألم العظام
والمفاصل، كما أن ارتفاع درجة الحرارة يحصل بصحبة رجفة أو رعدة. وهذه العلامات
الفارقة هي أمور تقريبية لكنها تميز بينهما.
الإنفلونزا مرض يصيب الكبار والصغار في جميع الأعمار وكذلك في كلا الجنسين، ومسببة
فيروس معد ينتقل من مريض الى سليم وبشكل عام فإن ما بين 10 الى 20 في المائة من
الناس يصابون سنوياً به، بعضهم يعاني منه الأمرين كما يقال والغالب هو زوال العرض
المرضي في خلال أيام. بعض الناس عرضة للإصابة بشكل يفوق غيرهم، كما أنهم عرضة
للمعاناة بصفة أشد في حالاته، فالأطفال ما بين سن ستة أشهر وأقل من سنة، وكبار السن
ممن تجاوزوا الخامسة والستين، والنساء أثناء فترة الحمل أو من يعانون من أمراض
مزمنة في أي سن كانوا هم عرضة بشكل أكبر للإصابة والتأثر.
الأعراض العامة للانفلونزا تتألف من مجموعة من الأمور التي تطال أماكن متفرقة في
الجسم وإن كانت تتركز في الجهاز التنفسي العلوي. فارتفاع درجة حرارة الجسم والسعال
وألم الحلق وسيلان الأنف إضافة الى آلام العضلات والمفاصل مع الشعور بالإنهاك
والتعب والصداع وقلة شهية الأكل كلها أو بعضها قد تصاحب حالة الإنفلونزا.
لقاح الإنفلونزا
* تجنب الإصابة، له طريق واحد شبه مضمون، وهو أخذ اللقاح الخاص بالانفلونزا، سواء
ما كان عبر بخاخ الأنف أو الإبرة تحت الجلد وذلك قبل بدء موسم الأنفلونزا. ويعمل
اللقاح ببساطة على تحفيز جهاز مناعة الجسم لإنتاج الجسم المضاد الذي يسري في الدم
ليقاوم محاولات دخول الفيروس الى الجسم، وهو لقاح مأمون بشكل عام للأطفال الصغار
والنساء الحوامل أو المرضعات وكذلك للمتقدمين في العمر. الحالات التي يتجنب المرء
أخذ اللقاح فيها محدودة جداً مثل من لديهم حساسية من البيض أو سبق أن أبدوا عند أخذ
اللقاح تفاعلاً من الحساسية أو أعراض مرضية أخرى. لكن اللقاح ببخاخ الأنف والذي
يختلف عن الإبرة من ناحية أن تركيبته هو «فيروس مُضعّف» بخلاف الإبرة التي تحتوى
فيروساً ميتاً، مما يفرض الحذر من تناول لقاح البخاخ عند بعض الناس، فالأطفال ما
دون سن الخامسة والبالغون ممن تجاوزوا الخمسين ومن يعانون من مشاكل صحية مزمنة ومن
لديهم ضعف في مناعة الجسم والحوامل فإنه يجب عليهم أخذ الإبرة دون البخاخ.
ومما يهم ذكره أن التطعيم لا يعني الحماية بنسبة 100%. والسبب أن فيروسات
الانفلونزا عديدة جداً واللقاح يتغير سنوياً بحسب ما تدل الدراسات والفحوصات
السنوية على أي نوع منها، أي ما هي الأنواع التي انتشرت في العام الماضي، فتحتوي
الجرعة الواحدة من اللقاح على ثلاثة لقاحات لثلاثة أنواع من فيروسات الأنفلونزا
التي من المحتمل انتشارها في هذا العام مثلاً.
لذا فإن الدراسات تشير الى أن اللقاح ناجح بنسبة تتراوح ما بين 70 الى 90% في وقاية
من هم دون سن 65 سنة، لكن النسبة تقل لدى من هم أكبر. لكن الملاحظ أن الانفلونزا لو
أصابت الإنسان وهو قد تلقى اللقاح فإنها ستكون أخف علية وطأة وأقل عرضة للمضاعفات.
والعلاج هو الراحة التامة والإكثار من تناول السوائل وتناول الأدوية الخافضة
للحرارة، غير الأسبرين خاصة في الأطفال دون سن الثانية عشرة. ملاحظة المضاعفات خاصة
الإلتهابات البكتيرية مهم حتى يتم وصف المضاد الحيوي المناسب إن وجدت، أو استمرار
الأعراض خاصة الحرارة لعدة أيام دونما زوال أو غيرها