إن الأطفال المصابين برهاب المدرسة أو اضطراب قلق الانفصال لا يستريحون عندما
يبتعدون عن الأماكن المألوفة لديهم فقد يرفضون زيارة الأقارب أو المبيت عندهم، كذلك
قد لا يستطيعون ان يظلوا في غرفة بمفردهم، ويظهرون سلوكاً تعلقياً ويظلون ملتصقين
بوالديهم كظل لهم في المنزل، وهم في حاجة دائمة للطمأنة تكثر الشكاوى الجسمانية مثل
آلام المعدة والصداع والغثيان والقئ وسرعة ضربات القلب والدوخة والإغماء لدى
المراهقين، عندما يتوقع الانفصال عن والديه أو عندما يحدث هذا الانفصال.
– غالباً ما يكون لدى هؤلاء الأطفال مخاوف مرضية شديدة (رهاب) من بعض الحيوانات ومن
اللصوص من حوادث السيارات وكذلك السفر بالطائرة ويكثر انشغالهم بالموت والأمور
المتعلقة بالموت.
هؤلاء الأطفال لديهم صعوبة في الذهاب إلى النوم، وقد يصرون على ان يظل أحد الوالدين
أو الأقارب معهم حتى يناموا وعادة ما ينامون في فراش والديهم أي أنهم يشاركون
والديهم النوم في نفس الفراش حتى سن متأخرة. وتكثر لديهم الكوابيس والفزع الليلي
التي يعبر محتواها عن مخاوف الطفل.
– عدم القدرة على تحمل التغيرات المختلفة.
يظهر الأطفال المصابون بقلق الانفصال ملامح من الانسحاب الاجتماعي، التبلد وصعوبة
التركيز في الدراسة أو اللعب. – عادة ما يكون ذكاء الطفل جيداً، وأيضاً يكون الطفل
له وضع مميز في العائلة (طفل وحيد، الطفل الأول، الطفل الأخير، أو ان يكون الطفل
الوحيد بعد عدة بنات).
الأعراض المصاحبة
– الخوف من الظلام: كما تطرقنا في مقالات أخرى، بأن هناك بعض المخاوف التي تصاحب
رهاب المدرسة من ضمنها الخوف من الظلام.
– الاكتئاب: هذا واحد من المضاعفات الخطيرة لرهاب المدرسة. فالاكتئاب عند الأطفال
والمراهقين يأتي بصورة أعراض سلوكية، وليست بالضرورة اضطراب في المزاج. ونسبة
الاكتئاب بين الأطفال والمراهقين مرتفعة، وتزيد عندما يكون هناك رهاب مدرسة، حيث
يشعر الطفل أنه في مأزق بين القلق الذي يعاني منه ورغبته في ان يكون في المدرسة.
لذلك إذا لاحظ الأهل أعراض اكتئاب عند الطفل فيجب عليهم ان يعالجوه، وان يؤخذ الأمر
بجدية.
– الاعتمادية والانطوائية والحاجة لجذب الانتباه: هذه الأعراض مزعجة للوالدين حيث
يصبح الطفل معتمداً على والديه في معظم أعماله، ولا يستطيع تكوين شخصية مستقلة. أما
الانطوائية فهي تحرمه من الاستمتاع بطفولته مع الأطفال الذين هم في مثل سنه، واللعب
معهم كذلك ينعكس ذلك على سلوكه في المستقبل عند البلوغ، فيصعب عليه تكوين علاقات
اجتماعية وصداقات مع الآخرين. أما محاولته جذب الانتباه، فيبدو ذلك في ادعائه المرض
وشكواه الكثيرة من أمراض عضوية ليست حقيقية، وإنما لجذب انتباه الأهل، خاصة
الوالدين والأقارب.
– الشكوى بأن لا أحد يحبه أو يهتم به، رغم انه يحب الجميع، وهذا غير صحيح فهو يريد
جذب الانتباه وان يحبه الآخرون ويعطفوا عليه بينما هو يأخذ ولا يعطي.
المضاعفات
إذا كان الاضطراب شديداً فإنه قد يعيق الطفل عن الالتحاق بالمدرسة وينتج عن ذلك فشل
دراسي واجتماعي بالإضافة إلى ما يتعرض ل من فحوصات طبية ومعملية وكذلك علاجات بسبب
شكواه الجسدية.
الأسباب.. عوامل نفسية واجتماعية:
– الاعتمادية الشديدة للطفل على أمه يهيئه لقلق الانفصال.
– موت شخص مرتبط به الطفل (الجد مثلاً) أو سفره لفترة طويلة.
– الانتقال من مسكن لآخر في المراحل المبكرة من عمر الطفل.
– تعلم القلق من الوالدين بشكل مباشر مثلاً: خوف الوالدين من المواقف الجديدة، هذا
ينمي الخوف في نفس الطفل من هذه المواقف خاصة دخول المدرسة كبيئة جديدة.
– الحماية المفرطة من الاخطار المتوقعة بواسطة الوالدين تهيئ الطفل لقلق الانفصال.
عوامل وراثية
أظهرت الدراسات ان آباء الأطفال الذين يعانون من خوف المدرسة هم أنفسهم آباء يعانون
من القلق.
العلاج
– علاج نفسي للطفل: لفهم المعنى اللاشعوري للمشكلة وتدعيمه نفسياً لتحمل مواقف
القلق.
– العلاج السلوكي: عن طريق سلب الحساسية التدريجي للخوف من المدرسة بمصاحبة الطفل
للمدرسة من قبل أحد الوالدين في أول يوم للمدرسة لعدة دقائق، تزداد تدريجياً حتى
تصل إلى ساعة في نهاية الأسبوع وتستمر زيادة الوقت الذي يقضيه الطفل في المدرسة
وحيداً حتى يصبح الطفل يستطيع ان يقضي يوماً دراسياً كاملاً في الأسبوع الثالث.
ويصاحبه إلى المدرسة شخص آخر غير الأم، شخص يكون الطفل أقل ارتباطاً به.
مع تنمية وتشجيع الطفل باختلاطه ولعبه بالأطفال الآخرين داخل المدرسة وخارجها.
– علاج أسري: يشجع خلاله الوالدان في التعبير عن مخاوفهم وصراعاتهم حتى يستطيعوا
تجاوزها أو قبولها.
– العلاج بالأدوية: مثل مضادات الاكتئاب التي تقلل الخوف والهلع الناتج عند الأطفال