يعاني العديد من الأشخاص من الكآبة بين الحين والآخر، في فترة تتراوح بين أيام عدة أو أسبوع تكون فيها في حالة قلق شديد. يختفي هذا الشعور عادة، وتتمكن من استعادة موقفك الطبيعي من الحياة.
إلا أن المعاندة من الكآبة ليست مماثلة للمعاناة من الاكتئاب، فالكآبة مؤقتة، بينما الاكتئاب ليس شيئا يمكنك الخروج منه ببساطة.
الاكتئاب مرض مزمن قد يؤدي إلى مجموعة منوعة من المشاكل العاطفية والجسدية الخطيرة. إنه يستلزم مبدئياً علاجا طويل الأمد، ينطوي على أدوية ومشورة نفسية.
إذا كنت مكتئبا، فقد تجد متعة بسيطة في الحياة، أو لا شيء منها على الإطلاق. قد لا تملك أي طاقة، وتشعر بأنك لا تساوي شيئا، أو تشعر بالذنب من دون سبب، وتجد صعوبة في التركيز، وتصبح عصبيا. قد تستيقظ بعد ساعات قليلة من النوم، أو تشهد تغيرات في شهيتك، تتناول القليل جداً من الطعام أو الكثير جدا. قد تشعر بالعجز والقلق العميق، وقد تشعر حتى أن الحياة لا تستحق أن تعيشها.
علامات الاكتئاب
• فقدان مستمر للطاقة.
• حزن دائم.
• عصبية وتقلبات في المزاج.
• إحساس متكرر بالعجز.
• نظرة سلبية مستمرة الى العالم والى الآخرين.
• افراط في الأكل أو فقدان للشهية.
• إحساس بعدم القيمة أو بالذنب.
• عدم القدرة على التركيز.
• استيقاظ متكرر في الصباح الباكر، أو تغيرات اخرى في انماط النوم.
• عدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات الممتعة.
• الإحساس كما لو انه من الأفضل لو كنت ميتا.
علامات الكآبة
• الإحساس بالإحباط لأيام عدة، ولكنك تستمر في انجاز النشاطات اليومية بطريقة طبيعية.
• فقدان عرضي للطاقة، او تغير بسيط في انماط النوم.
• القدرة على الاستمتاع ببعض النشاطات الترفيهية.
• وزن ثابت.
• إحساس بالعجز لفترة قصيرة.
علاج الاكتئاب في المنزل
للمساعدة على التخفيف من الاكتئاب، جرب هذه النصائح:
● التقرب إلى الله عز وجل، فيرتاح قلبك ويزول همك.
● شارك مشاعرك: تحدث إلى صديق موثوق، أو شريك، أو فرد من العائلة، أو مستشار نفسي. فهو يستطيع أن يقدم لك الدعم والنصائح.
● أمضى الوقت مع الآخرين: فالتفاعل الاجتماعي جيد عموما. لكن، تأكد من تمضيتك وقتك مع أشخاص إيجابيين، وليس مع الذين يجعلون أعراضك أسوأ.
● افعل الأشياء التي تستمتع بها: انخرط في نشاطات كانت تهمك في الماضي، ولكن لا تخف أيضا من تجربة أشياء جديدة.
● مارس التمارين بانتظام: فالنشاط الجسدي قد يخفف أعراض الاكتئاب. جرب المشي أو الركض أو السباحة، أو الاعتناء بالحديقة، أو القيام بمشروعات تحبها.
● تجنب الكحول والعقاقير غير المشروعة: قد يبدو للوهلة الأولى أن الكحول أو المخدرات تخفف أعراض الاكتئاب، لكنها تجعلها أسوأ عموما على المدى الطويل، وتجعل علاجك أصعب.
● احصل على قدر كاف من النوم: فالنوم الجيد خلال الليل مهم جداً حين تكون مكتئبا. إذا كنت تواجه مشاكل في النوم، فتحدث إلى طبيبك بشأن ما يمكنك فعله.
● لا تتحمل الكثير من المسؤوليات دفعة واحدة: إذا كانت لديك مهام كبيرة، فقسمها إلى مهام أصغر. حدد أهدافاً بسيطة يمكنك إنجازها.
● ابحث عن الفرص لتكون مفيدا: فتشعر بالرضى عن نفسك عندما تستطيع مساعدة الآخرين، حتى لو كانت مساعدتك ضئيلة.
● SAMe أو Sammy موجودة طبيعيا في الجسم البشري، وثمة شكل اصطناعي من المركب بات مكملاً غذائياً شائعاً جداً في الولايات المتحدة. تشير الدراسات إلى أن SAMe قد تكون فعالة في معالجة الاكتئاب عند بعض الأفراد.
● أحماض أوميغا 3 الدهنية Omega-3 fatty acids: إن تناول الغذاء الغني بأحماض أوميجا 3، أو تناول مكملات أوميغا 3 قد يساعد على تخفيف الاكتئاب، مع توفير فوائد صحية أخرى. والواقع أن هذه الدهون الصحية موجودة في أطعمة معينة، مثل سمك المياه الباردة، وبذر الكتان، وزيت الكتان، والجوز.
● علاجات الاسترخاء: ثمة عدد من تقنيات الاسترخاء قد يساعد على تخفيف بعض أعراض الاكتئاب عبر مساعدتك على مواجهة التوتر والقلق، وهما حالتان تزيدان من الاكتئاب. هذه العلاجات تشمل التدليك، واليوغا، والتأمل، والتنفس المسترخي.
متى يجب زيارة الطبيب
إذا استمرت أعراض الاكتئاب لأكثر من بضعة أسابيع، أو إذا كنت تشعر بالعجز أو تفكر في الانتحار، فمن المهم طلب المساعدة. بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، يتمثل العلاج الأكثر فاعلية في مجموعة من العلاجات.
اتصل بطبيب ليستطيع مساعدتك على معرفة ما إذ ا كان مرض طبي يسهم في أعراضك. إذا كانت أعراضك خفيفة ولكن مستمرة، فقد يكون المعالج النفسي مفيدا. يتخصص المعالجون النفسيون في العلاج النفسي الفعال في معالجة الاكتئاب والقلق على حد سواء.
نصائح وتوصيات في علاج الاكتئاب
● أصبح الاكتئاب من بين المظاهر الشائعة الآن في مجتمعنا، حتی أصبح الكثير من الناس يتقبلونه باعتباره أحد جوانب الحياة البشرية الطبيعية، ولكن من الضروري في هذا الصدد أن نفرق بين الاكتئاب الناجم عن موقف معين، أي الذي يكون بمثابة رد فعل طبیعی لبعض الأحداث الخارجية، والاكتئاب الباطني الذي ينبع من الداخل، ولا يرتبط بموقف معين. يجب أن تسعى لعلاج النوع الأخير بمساعدة الإخصائي النفسي، أو الاستشاري النفسي بدلا من أن تسعى لتكتم الأمر. إن الاكتئاب الباطني قد يتطلب بعض أنواع العلاج.
● إن كنت تقرأ إعلانات الشركات الدوائية في الجرائد والصحف الخاصة بالصحة النفسية فقد تخيل إليك أن الاكتئاب وغيره من أشكال المرض الذهني قد تم القضاء عليها، ولكن بالرغم من كل الوعود؛ فإن الحقيقة ليست وردية بهذا الشكل. إن العقاقير المضادة للاكتئاب ببساطة ليست في نفس درجة الفاعلية التي يروج لها الأطباء النفسيون وشركات الأدوية، كما أنها يمكن أن تكون سامة. ومع ذلك فإن الجيل الجديد من مضادات الاكتئاب أصبح أكثر فاعلية وأقل سمية، ولكنني أشك كثيرا في الجهود التسويقية التي تريد أن تصور هذه العقاقير على أنها تریاق شاف آمن. إن مروجي هذه الأدوية يريدوننا أن نؤمن بأننا لن نحقق الحد الأقصى من إمكاناتنا البشرية إلا إن تعاطينا هذه الأدوية.
● من بين كل فروع الطب اليوم؛ بقى الطب النفسي متهماً بالانحياز للجانب المادي؛ فهو يرى أن كل المشاكل الذهنية تنبع من خلل في الكيمياء الحيوية للمخ، وهو ما يعني الالتزام الكامل باستخدام العقاقير. وأنا أرى بالمثل أنه من المنطقي تماما أن تتسبب الاضطرابات المزاجية، واضطرابات التفكير في إحداث توتر، واضطراب في الكيمياء الحيوية للمخ، كما أنني أميل إلى البحث عن طرق أخرى لعلاج الاكتئاب.
● يرى علم النفس البوذي أن الاكتئاب نتيجة ضرورية تنشأ نتيجة للبحث عن حافز. تحثنا هذه النظرة على البحث عن التوازن في حياتنا العاطفية بدلا من أن نلهث وراء الحالات التي تكون فيها معنوياتنا مرتفعة، ونشكو عند انخفاض المعنويات الذي يلي دائما فترة الازدهار. وبناء على ذلك أصبح العلاج الأساسي هو الممارسة اليومية للتأمل، وأنا أميل إلى الموافقة على أن هذه الطريقة هي الأفضل للتوصل إلى جذور الاكتئاب والعمل على تغييرها، إلا أن هذا يتطلب التزاما طويل المدى.
● للعلاج السريع لمظاهر الاكتئاب؛ لا أعرف طريقة أفضل من ممارسة تمرينات الأيروبكس بالمدة المعتادة، أي ثلاثين دقيقة من النشاط المتواصل خمس مرات على الأقل أسبوعيا. إن كنت مصابا بالاكتئاب؛ فإن ممارسة الرياضة قد تكون آخر ما تريد أن تقوم به، ولكن يجب أن تحمل نفسك على ممارستها. إن النتائج لن تكون مباشرة، وإنما سوف تكون ملحوظة في غضون بضعة أسابيع قليلة.
● اتبع نظاما غذائيا، قليل البروتين، قليل الدهون؛ مرتفع الكربوهيدرات. يجب أيضا أن تسعى لتناول الأحماض الأمينية والفيتامينات. فور استيقاظك في الصباح، وقبل ساعة على الأقل من تناول الإفطار؛ تناول 1500 ملجم من الدي إلى فينيل ألانين، و100 ملجم من فيتامين (ب 6 – B6 )، و500 ملجم من فيتامين (ج – C)، وثمرة فاكهة، أو كوبا صغيرا من العصير. (إن كنت مصابة بارتفاع في ضغط الدم؛ اقرأ التحذير الخاص با دی – إل – فينيل ألانين).
● احرص على عدم تناول أي عقاقير تصرف بدون استشارة طبية، والتي يمكن أن تسهم في الإصابة بالاكتئاب. تشمل هذه الأدوية مضادات الهيستامين، والمهدئات، والحبوب المنومة، والمخدرات. ابتعد عن هذه الأدوية إن كنت تميل إلى الاكتئاب.
● يجب أن تحترس أيضا من العقاقير الترويحية إن کنت مصابا بالاكتئاب، وخاصة الكحول، والكوكايين، والأمفيتامین، والمخدرات، والماريجوانا. قد تمنحك هذه العقاقير شعور مؤقت بالارتياح؛ ولكن مع الاستخدام المنتظم سوف تعمل على الأرجح على تفاقم الاكتئاب؛ لكي يصل إلى مستويات خطيرة. إن إدمان القهوة وغيرها من أشكال الكافيين يمكن أيضا أن يتداخل مع المزاج الطبيعي، ويزيد الاكتئاب سوءا.
● هناك نصيحة أخيرة أود أن أوجهها بشأن الاكتئاب، وهي أنه حالة من الطاقة المرتفعة التي توجه إلى الداخل بشكل سلبي. كما يجب أن تعرف أيضا أنك لن تصل إلى حد في الاكتئاب إن أصررت على تجاهل الأمر، وتكتمه، وقمعه. إن طريق التحرر العاطفي هو أن تقر بما تعانيه من اكتئاب، وتقدره، وتحيله إلى حالة أخرى. سوف تكون عندها قادرا على استخدام كل الطاقة المحررة.