إن أهمية الأكل بوعي تتخطى الوعي لما تأكله وما إذا كان مفيدًا لصحتك أم لا. من أجل أن تنجح في إنقاص الوزن يجب أن تنتبه إلى كمية الطعام الذي تتناوله.
حتى إذا تناولت كل الطعام الصحي الذي أوصيك به وابتعدت عن الأطعمة السريعة، فلن تخسر رطلا أو تحرق الدهون الزائدة إلا إذا قللت عدد السعرات الحرارية. إنها معادلة بسيطة: عندما تأكل سعرات حرارية أكثر مما تحرق، سوف تكتسب وزنًا. عندما تأكل سعرات حرارية أقل مما تحرق، سوف تفقد وزنًا.
المسألة لا تقتصر على “السعرات الواردة، والسعرات الخارجة”. فهناك بعض الأطعمة التي تسهم في إنقاص الوزن. على سبيل المثال، هناك بحث يقترح أنك عندما تتناول ما يعادل 100 سعر حراري من الجوز، فإن 10 أو 15 من هذه السعرات تسير في جسمك بدون أن تهضم.
ولكن، بوجه عام، الطريقة الوحيدة التي سوف تنقص بها وزنك هي تناول سعرات أقل مما كنت معتادًا عليه. لفعل ذلك، يجب أن تكون واعيا تمامًا لكمية الطعام التي تتناولها. يجب أن تكون خبيرًا في حجم حصة الطعام التي تتناولها.
لا يمكنك أن تعتمد على قياس حجم الحصة بعينيك. لسبب واحد، وهو أنه صعب للغاية أن نقدر كمية الطعام الذي نأكله. حتى إذا بدت شريحة لحم تزن ثلاث أوقيات، ربما تكون أربعًا أو خمسًا أو ستًّا أو أكثر. ونصف كوب من الآيس كريم قد يكون أقرب إلى نصف لتر. وفي الاتجاه المعاكس، قد يماثل كوبان من السلطة الخضراء كوبًا أو كوبًا ونصف الكوب.
السبب الذي أدى لتشويه حصة الطعام هو أن الطعام في العقدين الأخيرين أصبح أكبر بكثير. فعندما كنت طفلًا، كانت الأطعمة مثل الكعك، والفطائر المدورة، وشرائح البيتزا، والصودا، والبسكويت، وحتى مخروط الآيس الكريم، أصغر مما هي عليه الآن – ولست كبيرًا في السن، فأنا لا أستعيد ذكريات الكساد الكبير. فالكعك الذي يمكن أن تشتريه اليوم من مخبز أو بقالة، قد يحتوي على أربع حصص من الخبز.
انظر إلى كيس من الكعك الصغير في أي بقالة، وسوف ترى أنه بدلا من أن تكون قطعًا صغيرة يستطيع الكثير منا تناول اثنتين أو ثلاث منها، فإنها تزن حوالى أوقية كاملة؛ أي ما يماثل حصة كاملة من الخبز.
أما الفطائر المدورة فهي أسوأ. فلقد رأيت فطائر يعجز لاعبو كمال الأجسام عن رفعها؛ فهي تحتوي على سعرات ودهون أكثر من لوحين من الحلوى.
أعجبك ذلك أم لا، من أجل أن تنقص وزنك، يجب أن تكون واقعيًّا بخصوص حجم حصة الطعام. يجب أن تكون واعيًا لما يجب أن تأكله، والكمية التي تأكلها بالفعل. ولكي تفعل ذلك، عليك أن تستخدم نظامًا ما للقياس.
لا يهمني ماذا تستخدم لقياس حجم حصتك. يمكنك أن تستخدم الميزان أو كوبًا أو ملعقة. تستطيع أن تتعلم كم الطعام الذي يملأ صحن مطبخك – وهكذا، عندما يكون لديك حبوب في وعائك ذي الزهور الزرقاء، فأنت تعلم أنه يجب أن تسكب حتى تصل للصف الثالث من الورود. ويمكنك أن تستخدم يديك أو أصابعك في القياس – فمثلًا أوقية من الجبن تكاد تكون بحجم إبهامك، تفاحة أو برتقالة متوسطة قد تكون بحجم قبضتك. وحصة من الجوز قد تكون بحجم ملء يدك. كما أنك تستطيع حتى أن تعد طعامك-فمثلًا، عند شراء البازلاء، فإن حصة واحد تزن أوقية تساوي 40 حبة.
وبالتأكيد، انتبه جيدًا للملصقات المكتوبة على الطعام – فهي تخبرك بالضبط ماذا تتناول.
أيًّا كان ما تفعله، فتأكد فقط أنك صادق مع نفسك. فإذا ملأت يدك ب60 حبة وادعيت أنها 40، فإنك تحصل على 50 % سعرات أكثر؛ فالشخص الوحيد الذي تخدعه هو أنت.