التصنيفات
الغذاء والتغذية

فوائد الانزيم المساعد Coenzyme Q10 كمركب مانح للطاقة

لابد أنك صادفت أحد الأصدقاء أو الأقرباء الذين ينهون يوم عملهم، وفي المساء يجلسون في مقعد هزاز أمام التلفاز، وفي أيديهم كيس بذر أو رقائق بطاطس. يتسلون بتناولها، يقضي في هذا الاسترخاء مدّة ساعتين، قبل أن يداعب جفونه النوم. إنني أعرف أحد أقربائي الذي ينطبق عليه هذا الوصف، فهو نظام حياته قبل أن يأخذ الانزيم المساعد Q10.

يقول هذا الشخص: “الآن، بعد استعمال الانزيم المساعد Q10. أخرج بتواتر أكبر مع زوجتي إلى الخارج، وأشارك الآن في نشاطات كثيرة مختلفة، ولم أعد أحس بتلك الآلام العظمية التي كنت أشعر بها من قبل. إن طاقاتي تحسنت بشكل ملموس وأشعر أنني أكثر شباباً”.

إن قريبي هذا، بعد أن صار عمره اثنين وخمسين عاماً، أصبح أكثر تعلقاً بمعرفة كل ما يخص وظيفته، وأصبح يبدي اهتماماً أكثر بمسألة النسيان التي تنتابه من حين إلى آخر، بل صار قلقاً أن يكون على أبواب الإصابة بداء الزاهيمر.

لكن يقول الآن “منذ أن واظبت على تناول الانزيم المساعد Q10، وجدت أنني عدت مرة أخرى إلى التركيز، وازدادت قابليتي للمعرفة والتَعلُّم تماماً كما كنت أفعل في شبابي – في الحقيقة إنني أعتقد أن هذا الانزيم المساعد Q10 قد منحني كثيراً من الطاقة البدنية والعقلية”.

مثل تلك التعليقات كثيراً ما نسمعها من هؤلاء الأشخاص الذين يواظبون على استعمال الانزيم المساعد Q10، وأيضاً من جميع الأطباء الذين يصفون هذا المركب.

يعتمد مستوى الطاقة التي تحصل عليها على خلاياك

أنت تأكل، وتشرب، وتتنفس. وهناك على مستوى المتقدرات الموجودة في كل خلية من خلاياك، تتعامل مع مكونات الغذاء وتستخرج منها الطاقة التي يستخدمها الجسم في وظائفه المتعددة بدءً من التفكير، وتقلص العضلات، وإفراز المواد الهامة من الغدد، والمسارات الكهربائية في الأعصاب الخ.

المتقدرات أو الميتوكوندريا Mitochondria
هي مصانع مجهرية لإنتاج الطاقة، حيث تقوم بإنتاج ما يسميه العلماء (بالطاقة الحيوية Bioenergetics)، التي تستمر الخلايا في إنتاجها بلا توقف على مدى عمر الفرد.

في داخل مولدات الطاقة تلك – الدينامو – التي تأخذ شكل العصيات أو الشكل الكروي، يوجد غشاء متموج نحو الداخل، حيث تتم عليه سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقدة التي تستلزم وجود إنزيمات، ويشارك فيها بروتونات، وإلكترونات، ودفعات كهربائية.

الإنزيمات Enzymes
هي جزيئات بروتينية متخصصة تقوم بتحفيز تفاعلات الكيمياء الحيوية وإتمامها. بدون الإنزيمات لا يستطيع الجسم أن يقوم بالعمليات الكيميائية، وبالتالي تستحيل الحياة، وجميع أسماء الإنزيمات تنتهي بالمقطع (ASE).

من أجل التبسيط، يجب النظر إلى الخلايا، وهي تقوم بتجميع الأكسجين والسكاكر، والحموض الدسمة من المواد الغذائية، وتسلمها إلى المتقدرات التي تقوم بمعاملة هذه المواد الأولية بوساطة الكثير من الإنزيمات، ينتج عن هذه المعاملات مادة تسمى الأدينوزين ثلاثي الفسفات واختصارها الإنجليزي (ATP).. في واقع الأمر يمكن تشبيه (ATP) بالأكتان عالي الطاقة. حيث يقوم بتزويد جميع خلايا الجسم بالطاقة اللازمة لها.

تستغل الإلكترونات التي تستخلص من عناصر الطعام في عمل (ATP). يقوم الانزيم المساعد Q10 بوظيفة رائعة في هذه العملية، حيث يقوم بنقل الإلكترونات جيئة وذهاباً بين الإنزيمات. وبحسب ما يقوله كارل فولكرز، هذه هي الوظيفة الأولية (للعامل كيو) في داخل الجسم.

إن تنظيم تلك العمليات داخل المتقدرات يشبه إلى حد كبير خط إنتاج في أحد المصانع، حيث تدخل المواد الأولية في أول الخط، وتتكون جزيئات (ATP) في النهاية الأخرى.

العمل مثل محرك السيارة

يمكن أيضاً النظر إلى هذه العملية وكأنها محرك سيارة. يختلط الأكسجين مع البترول، وعن طريق شرارة، يشتعل البنزين ليصدر طاقة كافية لتحريك ذراع المكبس (pistons)، وهذا بدوره يحرك ذراع التدوير (crank shaft)، وهذا يقوم بتحريك العجلات لتتحرك السيارة.

كما يمكن للمشكلات التي تطرأ على المحرك أن تسبب أعطالاً في أداء السيارة، كذلك إذا وجدت بعض المشكلات في المتقدرات، يمكن عندها أن تسبب أضراراً واضطراباً للجسم ككل.

كل خلية من خلايا الجسم تحتوي ما بين خمسمائة وألفين من المتقدرات. فإذا لم تعمل بشكل جيد ومثالي، تكوَّن لدينا ما يمكن أن نطلق عليه (أزمة في الطاقة energy crisis). إن تداعي عملية إنتاج الطاقة في الخلايا يبدأ شلالاً من الاضطرابات المتتالية التي تؤدي إلى عدم كفاءة الوظائف الخلوية. وإذا استمر هذا الوضع من شح الطاقة ستمتد الأذية إلى الأنسجة، ومنها إلى الأعضاء.

يمثل المخ والقلب والعضلات أكثر الأعضاء استهلاكاً للطاقة، وبالتالي فهي أول الأعضاء التي تقاسى من شُحّ الطاقة. وتضطرب وظائفها ويفشل كل منها في أداء وظائفه الأساسية – وحينما يصل الأمر إلى فقد حيوية ووظيفة خلايا هذه الأعضاء – فربما يؤدي ذلك إلى انتحار تلك الخلايا – وتبدأ الأنسجة من بالتنكس والضمور.

نقص الانزيم المساعد Q10 يؤدي إلى مشكلة

لو أمعنا التفكير في هذا الموضوع. سنجد أن الخلايا تحتاج إلى الطاقة من أجل أداء جميع الوظائف المتخصصة في كل نوع منها، مثل إنتاج الإنزيمات، وتصنيع الهرمونات. وتأمين الطاقة اللازمة لتحريك العضلات، وتكوين الدفعات العصبية. كذلك محاربة الجراثيم والفيروسات. أو هضم الطعام. كما تقوم الخلايا أيضاً ببعض الوظائف الخاصة بها مثل الاستقلاب اللازم لها، وطرح نفايات الاستقلاب خارجها. وأخيراً وليس آخراً، الانقسام الخلوي المتتابع لتكوين أنسجة جديدة، أو أنسجة تحل محل ما تأذى منها، وهذه العملية مستمرة منذ بدأ الإنسان من بويضة واحدة ملقحة – وكل ما سبق يحتاج إلى طاقة –

لقد لخص طبيب القلب ستيفن سيناترا كل ذلك في القول التالي: “بدون كمية كافية ومناسبة من الطاقة، ستتدنى الكفاءة الوظيفية للخلايا، وتفقد بريقها وحيوتها، وتصبح في مهب الريح أمام المرض أو تراكم المواد السامة، أو بمعنى آخر، حينما ينقص الانزيم المساعد Q10، يحدث سوء استعمال داخلي للمحرك، ومع مرور الزمن تفشل الخلايا تماماً، وربما تموت. إن نقص الطاقة الحيوية لقلب يعاني من القصور، أو لجهاز مناعي لا يعمل، سيؤدي حتماً في النهاية إلى إضعاف جميع قوى الدفاع الطبيعية ضد المرض، وحدوث الشيخوخة المبكرة.

هكذا يمكن القول بحيوية الانزيم المساعد Q10 وأهميته لخلاياك، وفي النهاية لك ككل. وربما يكون هذا هو السبب في أن إضافته إلى الطعام أو تناوله يمكن أن يمثل فرقاً شاسعاً للطاقة التي يمكن أن يمنحها للكثيرين من الناس. وتذكر دائماً أن قدرة الجسم على تصنيع الانزيم المساعد Q10 تتدنى مع تقدم العمر، وبالتالي لا تجعل ذلك يفوتك.