بعد البدء بالدعم الإضافي من الانزيم المساعد Q10، استطاع طفل في الثامنة من العمر، وقعيد على كرسي متحرك أن يسير دون مساعدة – واستطاعت سيدة في العشرين من عمرها أن تخرج للمرة الأولى وتعمل خارج منزلها.
لقد ذكر قصص الشفاء المثيرة هذه، طبيب العصبية سلفاتور دي مورو Salvator Di Mouro, M.D، وهو باحث في جامعة كولومبيا في نيويورك. ونشرها في المجلة الطبية طب الأعصاب في سنة 2001.
وصف دي مورو حالة مريضين لديهما رنح وراثي، وهو اضطراب وراثي لا شفاء منه، يؤدي إلى عطب في خلايا المخيخ، وهو جزء المخ الذي يتحكم في تناسق الحركات. إن المصاب بهذا المرض لا يستطيع التحكم في التوازن، أو تناسق حركات الأيدي والأرجل – والمقدرة على النطق السليم، وقد يحدث لديهم نوبات صرعية. اكتشف الدكتور دي مور أن هذين المريضين وأربعة آخرين لديهم نفس الأعراض، مستوى الانزيم المساعد Q10 في دمهم أقل بنسبة٪ 70 من المستوى السوي. من أجل ذلك بدأ يوصف الانزيم المساعد Q10 لهم بمقدار يتراوح بين 3000-300 مغ يومياً.
تحسن مرضى الرنح الوراثي HEREDITARY ATAXIAS
جاء في تقرير الدكتور دي مورو: “لقد تحسنت حالة جميع المرضى، وشعروا بأنهم استعادوا قوة أكبر، وتحسن الرنح لديهم، وتوقفت النوبات الصرعية أو قل تواترها، كان المرضى الخمسة لا يستطيعون السير قبل تناولهم الانزيم المساعد Q10، ولكن بعد عام من استعماله استطاع الجميع السير، أحياناً بمساعدة مثل استعمال عكاز.
علق دي مورو على ذلك: “إن المعطيات التي حصلنا عليها جعلتنا نعتقد أن نقص الانزيم المساعد Q10، قد يلعب دوراً هاماً في حدوث بعض أنواع الرنح العائلي، ولابد من التفكير في هذا السبب حينما نضع التشخيص لهذه الحالات، وإذا ظهر نقص في مستوى الانزيم المساعد Q10 لدى إحدى الحالات، فلابد من تعويض هذا النقص بشكل هجومي (أي جرعات عالية)، وأن يكون البدء مبكراً قدر الإمكان.
إن أبحاث الدكتور دي مورو هي جزء من موجة عارمة من الاهتمام الطبي بالانزيم المساعد Q10، واحتمالات فائدته في علاج اضطرابات الدماغ، والجهاز العصبي العضلي. وقد ازدادت الأبحاث وانطلقت بسرعة الصاروخ في السنوات الخمسة الأخيرة.
نمو المجالات البحثية بالنسبة للعامل كيو Q10
الدكتور كارل فولكرز والدكتور جيان باولو ليتارو، وهما من الباحثين الأوائل، اللذين بدؤوا دراسة الانزيم المساعد Q10، وعلاقته ومدى تأثيره على مرض يسمى الحثل العضلي، وذلك منذ عشرين سنة مضت – استطاع الممثل الهزلي المشهور جيري لويس أن يُعرِّف الجماهير بمرض الحثل العضلي (ضمور النسيج العضلي) Muscular dystrophy MD عن طريق برنامجه المذاع على التلفاز والذي حاول من خلاله حث الناس على التبرع من أجل هذا المرض. الحثل العضلي متلازمة تضم تحتها مجموعة من الأمراض الوراثية التي تضعف من قوة العضلات المتحكمة في الحركات وتخربها تدريجياً. وبعض أنواع هذا المرض يطال تأثيره العضلة القلبية أيضاً، وكذلك العضلات اللا إرادية.
أظهرت الأبحاث المبكرة على الانزيم المساعد Q10 أنه يمكن أن يساعد تحسين الوظيفة القلبية في هذه الحالات، ولكن حديثاً، امتدت قدرات الانزيم المساعد Q10 امتداداً عظيماً لتشمل داء الزهيمر، والرنح، وداء هنتنجتون، وداء باركنسون، وبعض الحالات المعروفة باعتلال العضلات من مصدر المتقدرات (الميتوكندريات mitochondria).
كيف يحمي الانزيم المساعد Q10 الخلايا العصبية
توجد الخلايا العصبية في المخ والجهاز العصبي، ومثلها مثل باقي خلايا الجسم تحصل الخلايا العصبية على طاقتها من المتقدرات. ويعتقد الباحثون أن التخريب في المتقدرات وكذلك حدوث طفرات بها، وما ينتج عن ذلك من انخفاض واضح من الناتج من الطاقة يساهم فيما يطلق عليه اضطرابات تنكس الخلايا العصبية، وبمعنى بسيط الحالات التي تُحدث اضطراب وموت الخلايا العصبية.
يمكن أن تؤدي أي تغيرات حتى ولو طفيفة في تلك الأجزاء الدقيقة الأساسية التي يمكن اعتبارها دينامو الخلية (مولد طاقة)، إلى تغيرات مرضية حثيثة في الخلايا العصبية، وبالتالي فلا داهي إلى التعجب حين نرى الباحثين وهم يبدؤون النظر بعمق إلى الانزيم المساعد Q10.
يبرز السؤال هنا، ما القدرات لهذا المركب؟ إن أكثر النتائج إثارة حتى الآن حدثت عند المرضى الذين كان عندهم نقص في الانزيم المساعد Q10 بسبب عيب وراثي، حالة تدعى (عِوز الانزيم المساعد Q10 الأولي).
لكن النتائج التي حصل العلماء عليها من حالات أخرى غير أولية كانت واعدة جداً، وشجعت الباحثين على الاستمرار في إزاحة اللثام عن الحقائق، ويقول هؤلاء الباحثون إن العلاجات الداعمة للطاقة الحيوية Bioenergetic therapies قد تفيد في مسار الأمراض العصبية التي تضطرب فيها وظيفة المتقدرات، ويوجد حالة شِدّة من الأكسدة وتخريب الأنسجة.
داء هنتنجتون
داء هنتنجتون Huntington’s disease HD مرض مدمر، يحدث فيه تنكس في النسجي الدماغي، ولا يوجد له علاج شافٍ. يقلل هذا المرض ببطء المقدرة على التكلم أو التفكير أو الجدل المنطقي، أو المسير المنتظم، وفي النهاية يصبح المصاب معتمداً كلياً على الآخرين للعناية بحاجاته الشخصية. يمثل هذا المرض أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً. أكثر من ربع مليون أمريكي يعاني من المرض أو على الأقل لديه خطورة وراثية للإصابة به.
في دراسة كبيرة أُجريت في مراكز عدة، تم اختيار 347 مصاب في باكورة المرض، وقسموا بشكل عشوائي إلى مجموعتين، إحداهما أُعطيت الدواء الخاص مع 300 مغ من الانزيم المساعد Q10 مرتين يومياً. والأخرى الدواء الخاص مع مادة وهمية غير فعالة placebo للمقارنة.
أظهرت النتائج التي نشرت في المجلة الطبية Neurology في سنة 2001 أنه لم ينجح أي من البرنامجين العلاجيين بشكل واضح في إيقاف التدهور الحادث في الكفاءة الوظيفية، على مدى فترة العلاج البالغة ثلاثين شهراً. ورغم ذلك فقد جاء في تقرير الباحثين “وجد مَيْل نحو إبطاء التدهور ضمن المجموعة التي كانت تتناول الانزيم المساعد Q10، وكان هناك اتجاه نحو تحسن القياسات الثانوية”.
قيل إن الانزيم المساعد Q10 مثلاً أهَّل المرضى أن يكون لديهم قُدرة أكبر على التعامل مع مسؤولياتهم اليومية مثل بعض الأعمال المنزلية الاعتيادية والاقتصادية، واستطاعة أفضل للتركيز، واكتئاب أو نزق أقل.
أول الطريق الحقيقي
لم تكن التغيرات كافية إلى الحد الذي يجعل الباحثين يوصون باستعمال الانزيم المساعد Q10 في معالجة داء هنتنجتون – ورغم ذلك. فإن البروفسور كارل كيبورتز أستاذ الأمراض العصبية في المركز الطبي لجامعة روشيستر، وصف النتائج بأنها مثيرة وربما نكون في أول الطريق للتعامل مع مرض ليس له في الوقت الحالي وسيلة أخرى لإبطاء تطوره – وقد يكون ذلك مسوغاً لإجراء دراسة أكبر وأشمل.
يقول كيبورتز: “قد تكون هذه الدراسة هي أول الطريق من بين عشرات الدراسات التي أُجريت على داء هنتنجتون، ويجب ألا نتجاهل النتائج، فقد حصلنا على شيء يجب أن نتتبعه.
اعتلال العضلات بسبب في المتقدرات Mitochondria
لقد وُصفت مئات الأنواع من هذا الداء، وتشمل الأعراض درجات مختلفة من الصمم، والداء السكري، ومشكلات قلبية، وعجزاً في القدرة على التعلم، وضعف عضلياً وأحياناً تقلصات، وشلل في عضلات العين، ونوبات صرعية – وأخيراً نوبات تشبه السكتات الدماغية.
يبدو أن تزويد المريض بكميات إضافية من الانزيم المساعد Q10 يفيد مرضى الاعتلال العضلي الذين ليس لهم أي خيار آخر – فلا شفاء من المرض، ولكن أظهرت الأبحاث أن الانزيم المساعد Q10 يساعد هذه الحالات التي انخفضت فيها الطاقة الحيوية في داخل الخلايا، وبذلك يساعد العضلات في أداء حركة أفضل.
يقول العالم الباحث في الانزيم المساعد Q10، الدكتور جيان باولو ليتارو: “في مثل مرضى الاعتلال العضلي، إن أي تحسن مهما كان طفيفاً بمقاييسنا نحن الأصحاء، يعتبر كسباً ذا قيمة كبيرة بالنسبة لهؤلاء المرضى” ويضيف الدكتور ليتارو “لقد شاهدت بأم عيني الفرحة الآسرة التي تملكت بعض هؤلاء المرضى لمجرد مقدرتهم على السير عدة خطوات بشكل أفضل، أو صعودهم درجات ثلاث طوابق بعد عجزهم عن صعود درجات طابق واحد قبل العلاج”.
انسمام الدماغ
أظهرت الأبحاث التي قام بها الدكتور فلنت بيل Flint Beal, M.D، وهو اختصاصي في الأمراض العصبية في المستشفى العام في ماسوشوست، أن الانزيم المساعد Q10 يساعد على حماية نسيج المخ من العديد من السموم العصبية.
في التجارب المختبرية، أحدثت هذه السموم تخريباً أقل بكثير في حيوانات التجارب إذا كانت تلك الحيوانات تأخذ كميات إضافية من الانزيم المساعد Q10.
أوضح بيل مع زملائه الباحثين الإيطاليين أن الانزيم المساعد Q10 يحمي خلايا المخ من الانسمام الخلوي، وتحدث هذه الحالة حينما تنخفض مستويات الطاقة في الخلايا العصبية، مؤدية إلى تخربها وموتها.
داء باركنسون
من منا لم يشاهد هذا المنظر الذي يحطم القلب لبطل العالم السابق في الملاكمة محمد علي كلاي على التلفاز، ويداه ترتعشان، وكلماته تتلعثم خارجة بصعوبة من بين شفتيه هذا البطل العظيم، ومليون فرد غيره من الأمريكيين يعانون من داء باركنسون، وهو مرض يخرب تدريجياً الجهاز العصبي المركزي. يسبب المرض أيضاً صلابة في حركات العضلات، وبطئاً في حركتها.
يعتقد أن داء باركنسون يسببه مجموعة من أخطاء في الكيمياء الحيوية، ومن ضمنها التخريب الناجم عن الجذور الحرة، وطفرات تحدث في DNA المتقدرات تحدث في خلايا جزء من الدماغ يسمي المادة السوداء Substantia Nigra فيخربها. هذا الجزء من الدماغ هو الذي يفرز مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية تمكن الفرد من تحريك عضلاته بشكل طبيعي وسلس. في داء باركنسون هناك نقص شديد في إفراز الدوبامين.
يعرف العلماء أن نسيج المخ شديد الحساسية وسريع العطب للتخريب الناجم عن الجذور الحرة، ويعرفون أيضاً أن المادة السوداء تظهر أعلى مستوى للطفرات في DNA المتقدرات في المخ. هذه الحدثيات تتآزر على استنفاد الطاقة التي تنتجها الخلايا. كما يعرف العلماء الآن أن استهلاك الطاقة يلعب دوراً هاماً في تطور المرض.
الدراسات على الانزيم المساعد Q10 مبشرة بالخير
قدّم بيل وزملاؤه الباحثون في المستشفى العام في ماساشوست مجموعة من الدراسات الباعثة على الإعجاب لتوضح العلاقة بين الانزيم المساعد Q10 وداء باركنسون، ووجدوا أن النقص في الطاقة الحيويَّة لدى المرضى يترافق مع انخفاض مستويات الانزيم المساعد Q10 في الدم.
كما استطاعت هذه المجموعة أيضاً أن تبين بأن تزويد دعم غذائي من الانزيم المساعد Q10 يمكن أن يقلل من مقدار التخريب في الجهاز المفرز للدوبامين لدى فئران التجارب التي عُرِّضت لبعض السموم العصبية التي تُعطي أعراضاً مشابهة لداء باركنسون.
في كلٍّ من المرضى البشر، والفئران، وجد الباحثون أن إعطاء الانزيم المساعد Q10 يساعد على استعادة الإنتاج البطيء للطاقة في المتقدرات، ووجدوا أن الجرعة الفعّالة لدى البشر هي حوالي 600 مغ يومياً.
في دراسة مستقبلية تحت إشراف معهد الاضطرابات العصبية والسكتة Institute of Neurological Disorders of Stroke، قارن الباحثون إعطاء 300 و 600 و 1200 مغ من الانزيم المساعد Q10 إلى المرضى حديثي الإصابة بداء باركنسون، الذين لم يحتاجوا بعد إلى أي تداوٍ نوعي. وستظهر نتائج هذا البحث، وستوضح مدى فعالية تحمل الجرعة من الانزيم المساعد Q10.
مرض الزهايمر Alzheimer’s disease
حتى لو أصاب المرض بعض الرؤساء السابقين، مثل الرئيس رونالد ريجان، فإن كل دفاعات الطب الحديث، وآلياته، واكتشافاته، تقف عاجزة أمام هذا المرض القاهر الذي يذهب بكل الملكات العقلية بلا رحمة، وهذا هو داء الزهيمر.
ما هو داء الزهايمر؟
يمثل داء الزهيمر أكثر أنواع الخرف وأشيعها حالياً، يؤدي المرض إلى خلل متدرج في السلوك والذاكرة، والتفكير، وفي النهاية لا تبقى للفرد حتى القدرة على العناية بنفسه
لا يوجد لهذا المرض علاج خاص، وليس منه شفاء. كما لا يوجد شرح لأي أسباب حاسمة. يصيب داء الزهيمر حوالي 10٪ من الأمريكيين الذين تعدوا 65 سنة من العمر، وحوالي٪ 50 ممن تعدوا الخامسة والثمانين. وفي الوقت الحالي يوجد حوالي 4.5 مليون أمريكي مصاب بداء الزهيمر – ومع تزايد العمر المستمر، فربما تصل نسبة المصابين في غضون عدة عقود إلى حوالي 14 مليون فرد.
لا أحد يعرف إن كان هناك سبب واحد وراء داء الزهيمر أم توجد عدة أسباب. يحاول العلماء أن يستقصوا السبب في العديد من الاتجاهات – مثل العوز الكيميائي الحيوي لبعض العناصر، والنقص في الطاقة الحيوية، والتخريب الناجم عن الجذور الحرة، وكذلك استقصاء الشذوذات الوراثية، أو خلل في وظائف الجهاز الدفاعي، وكذلك تأثير معادن مثل الألمنيوم، والرصاص، والزئبق، وأخيراً استقصاء مفعول الفيروسات. يتكلم بعض الباحثين عن شبكة ضارة من الحدثيات المختلفة، هي التي تؤدي إلى حدوث داء الزهيمر وتطوره.
يحتاج الأمر إلى أبحاث أكثر على الانزيم المساعد Q10
لا يوجد بحث مباشر عن إعطاء الانزيم المساعد Q10 وتأثيره في داء الزهيمر، فيما عدا بحث ياباني محدود نشر في أحد أعداد مجلة اللانست انسيت سنة 1992.
في هذه الدراسة أُعطي 60 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً إلى مجموعة من المرضى، بالإضافة إلى فيتامين ب (B6) والحديد. وبينت الدراسة تباطؤاً في تطور المرض.
أما الدراسات الحديثة فقد بينت ارتباطاً بين درجة العجز عند المرضى الذين يظهرون تناقصاً في إنتاج الطاقة، وكفاءة المتقدرات في خلايا المخ، وهذا في حد ذاته قد يشير إلى احتمال وجود دور للعامل كيو.
ذكر العلماء تشاركَ بعض البروتينات السامة، والجذور الحرة في تخريب وموت خلايا المخ في داء الزهيمر. نتيجة نشاط هذه المركبات يتكون ناتج سام يطلق عليه العلماء (HNE)، وقد وجد بكميات كبيرة في كامل مخ مرضى الزهيمر. ولقد وُجد أن الانزيم المساعد Q10 وكذلك فيتامين ه (E)، وكلاهما من مضادات التأكسد، يُقللان من تكون (HNE) في الدورة الدموية.
يجب أن تشمل الأبحاث تأثير إمدادات تغذوية أخرى
الآن وقد وصلنا إلى هذا القدر من الحديث، لا نستطيع أن نقول شيئاً عن الانزيم المساعد Q10 وداء الزهيمر، اللهم إلا أن نؤكد أن البحث العلمي عن ذلك مبررٌ، وربما يفضل أن يشمل الانزيم المساعد Q10 وفيتامين ه (E)، لأنه وُجد أن كلا الاثنين يبطئان من تطور المرض.
ما يستحق الذكر، هو أن كثيراً من الدراسات تجد باستمرار أن الجماهير المتقدمة في العمر تعاني من سوء التغذية، وتفشل في الحصول على الكميات المناسبة من المواد المغذية، ربما يسبب تغيراً في وظيفة الجهاز المعدي المعوي، وعدم توازن الغذاء، وسوء الامتصاص، وأخيراً استعمال العديد من الأدوية – بجانب ذلك فإن المرضى الذين يعانون من الخرف ومن داء الزهيمر أولى أن يكون لديهم عوز غذائي عن المسنين الأصحاء.
من أجل ذلك لابد من دراسة واستقصاء مجموعة كاملة من إمدادات الدعم الغذائي لمعرفة مدى فعاليتها ضد داء الزهيمر، ولابد أن تشمل تلك الدراسات الجرعات الدوائية وبعض المركبات التي تزود الطاقة (منشطة Energizer) مثل الحمض الأميني L – كارنيثين. وحتى يكون العلاج مثالياً، يجب إعطاء هذه المجموعة التغذوية الشاملة أبكر ما يمكن من مراحل المرض في محاولة لإبطاء تطوره.
التصلب العضلي الجانبي أو الضموري الجانبي Lou Gehrig’s disease
هذا المرض المدمر، أنهى قبل الأوان احتراف لاعب نيويورك لكرة البيسبول المشهور، لوجيهرج، حيث يهاجم هذا المرض الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في حركات العضلات، مؤدياً إلى فقد وظيفتها، وشللها. سبب هذا المرض غير معروف تماماً، ولا يوجد علاج شافٍ له. حوالي 5000 أمريكي تشخص إصابتهم بالمرض كل عام.
بدأ الباحثون في مراكز البانور ولوجيهرج في نيويورك محاولة استقصاء أي دور علاجي محتمل للعامل كيو في هذا المرض.
دراسة رائدة على التصلب الضموري الجانبي تبشر بالخير
في دراسة رائدة محدودة أُجريت عام 2001 في المركز السابق، أعلن الباحثون أن تزويد المريض بجرعة كبيرة يومياً من الانزيم المساعد Q10 بشر بنتائج إيجابية. وهذا التطور شجع المركز على إجراء دراسة أوسع مازالت مستمرة حتى اليوم.
في الدراسة الرائدة المحدودة التي استمرت تسعة أشهر، أُعطي لمجموعة مكونة من ستة مرضى 600 مغ يومياً من الانزيم المساعد Q10 لكل واحد منهم، وفي نهاية المدة استنتج الباحثون أن إمداد المرضى بالانزيم المساعد Q10 كان مفيداً في الحفاظ على الوحدات المحركة motor units. تتكون الوحدة المحركة من خلية عصبية حركية مع الخلايا العضلية التي تتحكم فيها. يفقد المريض بالتصلب الضموري الجانبي٪ 50 من الوحدات المحركة في مدة حوالي ستة أشهر. ثلاثة من هؤلاء المرضى الذين وضعوا على الانزيم المساعد Q10 أظهروا اكتساباً طفيفاً في عدد الوحدات المحركة – في حين أظهر الثلاثة الباقون خسارة لهذه الوحدات بمقدار 16، 23، 38٪ على التوالي.
بسبب هذا العدد القليل من المرضى، امتنع الباحثون عن استنتاج أي خلاصة من هذه التجربة الأولية المحدودة، ولكنهم شعروا بميل جارف إلى أن دراسة متابعة هي في واقع الأمر شيء مبرر، وبُدئ فعلاً بدارسة أشمل في تشرين الأول سنة 2001.