التصنيفات
الغذاء والتغذية

فوائد الانزيم المساعد coenzyme q10 في الحفاظ على جهاز المناعة

العامل الذي يمد الجسم بالطاقة، ويضاد الأكسدة، ويحافظ على المتقدرات (الميتوكندريات mitochondria)، بمعنى آخر المتميز في كل شيء. هذا هو باختصار الانزيم المساعد Q10. وبناء عليه، لن يثير دهشتنا إذا امتدت كل تلك الصفات المتميزة إلى الجهاز المناعي. هذا الجهاز العجيب الذي يدافع عن الجسم.

يقول الأطباء إن الانزيم المساعد Q10 يدعم مقاومة الجسم ضد الأمراض، وبالتالي تقل الإصابة بنزلات البرد (الجريب)، والالتهابات التنفسية، وهي إذا حدثت تكون خفيفة الوطء. وإذا ما أصيب الفرد بعدوى فيروسية تكون الإصابة غالباً معتدلة. من ناحية أخرى، قد يمثل الانزيم المساعد Q10 خط الدفاع الطبيعي الأول ضد اضطرابات خطيرة مثل مرض الإيدز والسرطان.

بالرغم من أن الأبحاث التي أُجريت على الانزيم المساعد Q10 في مجال علم المناعة لا ترقى إلى حجم الأبحاث التي أجريت عليه في مجال الطاقة الحيوية الخلوية، أو أمراض القلب، فإن ما توفر من معطيات يشير إلى أن آمالاً عراضاً معقودة على الانزيم المساعد Q10 في مجال المناعة.

أضداد قوية وخلايا مناعية مفعلة

تُظهر الدراسات، على سبيل المثال، أن الانزيم المساعد Q10 يحسن من مستوى الأضداد في الدم – في إحدى الدراسات الإيطالية، أَخذت مجموعة من المتطوعين إما 90 أو 180 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً لمدة أسبوعين، قبل التطعيم ضد فيروس التهاب الكبد B. واستمروا في أخذ الانزيم المساعد Q10 لمدة 90 يوماً بعد التطعيم.

قاس الباحثون مستوى الأضداد في دم هؤلاء المتطوعين، وقارنوه بمجموعة أخرى مطعمة ضد فيروس التهاب الكبد B ولكن لم تأخذ الانزيم المساعد Q10. وجد أن الاستجابة المناعية أفضل عند من أخذوا الانزيم المساعد Q10 (سواء الجرعة 90 أو 180 مغ)، ولكن من أخذو الجرعة الكبيرة كانت الاستجابة لديهم أقوى بمقدار 57٪.

في دراسة أخرى، شملت ثمانية مرضى لديهم حالات مرضية مزمنة، وأعطى لكل واحد منهم 60 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً لمدة بلغت ثلاثة أشهر، وُجد تحسن ملحوظ في مستويات الغلوبيولنيات المناعية من النمط (G) (IgG)، وهو أكثر الأضداد شيوعاً في الدم.

الأضداد Antibodies

جزيئات بروتينية متخصصة تنتجها خلايا في الجهاز المناعي تسمى الخلايا اللمفاوية. تسير الأضداد في الدم وفي السائل اللمفاوي، حيث تتحد مع “الأجسام الغازية الغريبة” (مثل الجراثيم والفيروسات، والمواد السامة)، التي تدخل إلى الجسم. هذا الاتحاد يُبطل نشاط المواد الغازية الغريبة، ويُعرِّفها بالنسبة لخلايا أخرى في الجهاز المناعي تقوم بتحطيمها. يُنتج الجسم أنواعاً مختلفة من الأضداد

أظهرت دراسات أخرى أجريت على حيوانات التجارب، أن الانزيم المساعد Q10 يساهم في دعم الخلايا البلعمية (الخلايا المناعية التي تلتهم الميكروبات) في قتل الكائنات المجهرية مثل الجراثيم والفيروسات. كما أظهرت هذه الدراسات أيضاً، أن هناك ميل نحو انحدار قدرة الجهاز المناعي مع تقدم السن، وأن تزويد الجسم بكميات دعم إضافية من الانزيم المساعد Q10 يمكن أن يعكس أو يعدِّل هذه الظاهرة، بمعنى أن الحيوانات المسنة المزودة بالانزيم المساعد Q10 تصبح أصحّ وأكثر نشاطاً.

يفقد البشر، كما الحيوانات، جزءاً من طاقتهم ومناعتهم ضد الأمراض مع التقدم في العمر، ومن أجل ذلك يجب على المسنين أن يفكروا ملياً في إضافة كميات داعمة من الانزيم المساعد Q10 في غذائهم وكذلك المواد الداعمة ضد الأمراض مثل فيتامين (A) وفيتامين (C).

الانزيم المساعد Q10 والسرطان

الأبحاث التي تبحث العلاقة بين الانزيم المساعد Q10 والسرطان محدودة جداً، ولا يوجد أي من الأبحاث المحكمة والمراقبة. إلا أن المشاهدات العامة في الممارسات السريرية، تدعو بإلحاح للنظر في منافع الانزيم المساعد Q10، وأن تدرس هذه العلاقة بجدّية.

يعتقد كارل فولكرز، وهو أحد العلماء المشاركين والمهتمين بالانزيم المساعد Q10، أنه يجب سبر مفعول هذا المركب باهتمام شديد، ومعرفة ما إذا كان يحمي الجسم من السرطان. ولكن للأسف لأن هذا المركب لم يحصل على براءة تسجيل، لذلك لا يحصل على تمويل لإجراء أبحاث واسعة من حيث عدد المشاركين. إلا أن الأبحاث القليلة في أوربا أظهرت مستويات متدنية من الانزيم المساعد Q10 في دم المصابين بالسرطان، وفي الأنسجة السرطانية.

الانزيم المساعد Q10 ومفعوله الواقي في نسيج الثدي

لاحظت مجموعة من الباحثين الأتراك في إحدى الدراسات – علاقة الجذور الحرة – وتخريبها لأغشية الخلايا، والمتقدرات، و(DNA)، وذلك أثناء عملية التحول السرطاني. وأشاروا إلى أن زيادة نشاط هذه الجذور الحرة، يمكنها أن تستنفد الانزيم المساعد Q10 من الجسم.

حين تحليل النسيج السرطاني المستأصل جراحياً من واحد وعشرين مريضاً، وجد هؤلاء الباحثون نقصاً واضحاً في كمية الانزيم المساعد Q10 في هذه الأنسجة. وخلص هؤلاء العلماء إلى أن إمداد مثل هؤلاء المرضى بكمية إضافية من الانزيم المساعد Q10 قد يضفي نوعاً من الحماية لنسيج الثدي.

تمت دراسة اسكندنافية أخرى على مستوى صغير في سنة 1994 عن علاقة الانزيم المساعد Q10، والمريضات ذوات الخطورة العالية والمصابات بسرطان الثدي، ونشرت الدراسة في المجلة الطبية Biochemical & Biophysical Research Communication. في هذه الدراسة، أُعطيت المريضات (عدد 32) خليطاً من الأدوية تشمل مجموعة من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، وبعض الحموض الدهنية بالإضافة إلى 90 مغ من الانزيم المساعد Q10. وبالطبع الأدوية الخاصة بعلاج السرطان.

تراجع مدهش في حجم الورم

أظهرت الدراسة لدى ست مريضات تراجعاً جزئياً في حجم حجم الورم. مريضة من هؤلاء الستة ثبت حجم الورم لديها عند قطر حوالي 1.5 سم ولمدة عام كامل، وعندها رفعت كمية الانزيم المساعد Q10 التي تتناولها إلى 390 مغ يومياً، ووفق ما قاله هؤلاء الباحثون، بعد شهر واحد لم يعد الورم مجسوساً، وبعد شهر آخر لم يظهر الورم حتى بالتصوير الخاص بالثدي.

عَلّق أحد المشاركين في هذا البحث أنه بعد ممارسته وعلاجه لحوالي 7000 حالة سرطان ثدي على مدى خمسة وثلاثين عاماً، لم يشاهد أبداً حالة واحدة حدث فيها تراجع تلقائي كامل لورم الثدي من نفس هذا الحجم، بل ولم يشاهد تراجعاً مشابهاً لحجم ورم باستعمال أيٍّ من أدوية السرطان التقليدية.

امرأة أخرى في نفس هذه الدراسة، أُجري لها جراحة غير جذرية لاستئصال الورم من الثدي، وتيقن الأطباء من وجود نسيج سرطاني لم يستأصل، وأعطي لهذه المريضة 300 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً. وبعد ثلاثة أشهر، قيل عن حالتها السريرية إنها ممتازة، ودون أي دليل على وجود أي نسيج سرطاني متبقٍ.

أنهى هؤلاء الباحثون مقالتهم بمناشدة من يعنيهم الأمر، بإجراء أبحاث مطولة وعميقة على مفعول الجرعات العالية من الانزيم المساعد Q10 على مرضى السرطان.

خمسة أسباب للتفكير ملياًّ في مشاركة الانزيم المساعد Q10

ضمن معالجات السرطان

إنه من التعقل أن يتأمل المرء بعمق في مسألة استعمال الانزيم المساعد Q10 كجزء في استراتيجيته العلاجية للسرطان، وذلك للأسباب الخمس التالية.

1) كونه أحد مضادات الأكسدة الرئيسية، فيمكنه بذلك التغلب على نشاط الجذور الحرة التي ترتبط وتشارك في تطوير الكثير من الأمراض التنكسية، ومنها السرطان.

2) تزيد المعالجات الكيميائية للسرطان من إنتاج الجذور الحرة، وبالتالي تعرقل وتعطل عمل الجهاز المناعي. على سبيل المثال، الأدرياميسين، وهو أحد الأدوية المستعملة بكثرة في المعالجات الكيميائية، قد يساهم في تسمم العضلة القلبية، وذلك بتكوين عبء كبير من الأكسدة في خلايا العضلة القلبية، وفي نفس الوقت يثبط نشاط الانزيم المساعد Q10، ولقد أظهرت مجموعة من الدراسات الصغيرة أن إعطاء الانزيم المساعد Q10 كدعم غذائي يمكن أن يساعد في منع تسمم العضلة القلبية، دون أن يتداخل في مفعول الأدرياميسين كدواء مضاد للسرطان.

3) أوضحت الدراسات أن الانزيم المساعد Q10 يمكنه أن يُفَعِّل نشاط الجهاز المناعي ضد المرض.

4) يتناقص مستوى الانزيم المساعد Q10 في الجسم بشكل طبيعي مع التقدم في السن. والدراسات على حيوانات التجارب أوضحت أيضاً أن فعالية الجهاز المناعي تتناقص في وجود نقص في الانزيم المساعد Q10.

5) معظم الخباثات تقع في السن المتقدمة، حينما يكون هناك نقص في الاستجابة المناعية.

الدكتور جيان باولو ليتارد (Gian Paolo Littarru M.D) يقوم بأبحاثه على الانزيم المساعد Q10 منذ ثلاثين عاماً، وهو يقود الآن مجموعة من الباحثين، ينظرون في العلاقة بين الانزيم المساعد Q10 والسرطان. إنه يعمل كأستاذ للكيمياء السريرية في جامعة أنكونا بإيطاليا.

يقول الدكتور جيان: “الغرض من أبحاثنا يحمل وجهتين، أولاً نريد أن يكون لدينا معرفة أفضل للقدرة المضادة للسرطان للعامل كيو، والنظر فيما إذا كانت هذه المقدرة تدعم مفعول الأدوية التقليدية في علاج السرطان – ثانياً، نريد أن نعرف إن كان إعطاء الانزيم المساعد Q10 يقلل من الآثار الجانبية المتوقعة للأدوية المضادة للسرطان.

في السنوات الأخيرة، أصبحت المهنة الطبية أكثر فأكثر انفتاحاً للطب والمعالجات البديلة. وإذا ما أخذنا في الاعتبار الدور المركزي الذي يلعبه الانزيم المساعد Q10 في الجسم، فيبدو أن هذا المركب له من الأهمية ما يجعلنا لا نتجاهل دوره في محاربة مرض مُدمِّر مثل السرطان، وخاصة أن الأدوية التقليدية لم تفلح حتى الآن في القضاء عليه.

الانزيم المساعد Q10 ومرض الإيدز

غالباً ما يوجد عِوَزْ لكثير من العناصر الغذائية لدى مرضى الإيدز، كما يوضح ذلك الدكتور ليتارو، ونتيجة لذلك، فقد يكون هناك إنتاج أقل للعامل كيو، لأن جسم هؤلاء المرضى ينقصه بعض العناصر الأساسية لتصنيعه.

ما مرض الإيدز؟ الإيدز

متلازمة نقص المناعة المكتسبة تشير إلى مرض فيروسي معدٍ (نسبة إلى فيروس (HIV)، وهذه الإصابة تضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم غير حصين لأنواع كثيرة من الأخماج

في واقع الأمر، لقد وُجد نقص شديد في مستوى الانزيم المساعد Q10 عند مرضى الإيدز. وأول من أشار إلى ذلك الدكتور كارل فولكرز وزملاؤه سنة 1988 من معهد أبحاث الطب الحيوي بأوستى Institute of Biomedical research. حتى مرضى (المعقد المتعلق الإيدز AIDS Related Complex ARC)، وهم مرضى دخل الفيروس إلى جسمهم ولكن لم تظهر أعراض لديهم، ظهر أن الانزيم المساعد Q10 ناقص لديهم أيضاً، ولكن ليس بنفس الشدة مثل مرضى الإيدز.

يحمي من دواء الإيدز AZT

في أحد التقارير غير الرسمية، ذكر أن حالتين للمعقد المتعلق بالإيدز (ARC) قد عولجتا بالانزيم المساعد Q10 وحده. وأن المريضين قد أبليا بلاءً حسناً لمدة خمس وست سنوات بعد بدء هذا العلاج. وأشار الدكتور فولكرز معلقاً في سنة 1991: “المريضان في صحة جيدة، ويقومان بعملهما، ويمارسان حياتهما الطبيعية، ونعتقد أن الأساس وراء هذه الاستجابة هو أن الانزيم المساعد Q10 أفاد الجهاز المناعي بشكل إيجابي.

في الأعوام الأخيرة، أظهرت بعض الأبحاث المخبرية في أوربا أن الانزيم المساعد Q10 يحمي الخلايا اللمفاوية المحاربة للمرض من الآثار القاتلة للدواء المستعمل في علاج الإيدز (AZT).

لكن على كل حال، فحتى اليوم لم تُجر أبحاث كافية لتعيين مدى قيمة الانزيم المساعد Q10 ضد مرض الإيدز. وبالرغم من ذلك فإعطاء المركب بجرعات عالية، (مع مراعاة قياس مستواه في الدم للتأكد من امتصاصه من الأمعاء)، ربما يفيد هؤلاء المرضى عند أي مرحلة من المرض.

التعب أو الوهن المزمن

من الوجهة الطبية البحتة، إعطاء كميات داعمة إضافية من الانزيم المساعد Q10 غالباً ما يُولِّد كمية زائدة من الطاقة عند المرضى الذين نفدت الطاقة لديهم لسبب أو لآخر. ويقول الأطباء الذين يستعملونه في ممارساتهم إنه يستحق أن يُعطى فرصة للتجربة.

أحد هؤلاء الأطباء الدكتور مارتن جالاجر (Martin P.Gallagher M.S, D.C) وهو خبير في التداوي الغذائي، ويمارس مهنته في بنسلفانيا. يلاحظ بشكل دائم أن الانزيم المساعد Q10 يرفع من مستوى الطاقة لدى مرضاه، ويعقب على ذلك: “إنني أشاهد كثيراً من المرضى الذين يشكون من وهن وتعب وإرهاق مزمن، حينما يتوقف تحسنهم عند مستوى معين، مهما كان البرنامج العلاجي الموصوف لهم.

تشمل تلك البرامج العلاجية، إزالة السموم من الجسم، تحسين النظام الغذائي واحتواؤه على عناصر أغنى من الفيتامينات والمعادن والحشائش – وعادة ما أحتفِظُ بالانزيم المساعد Q10 إلى أن أصل بالمريض إلى هذا المستوى الثابت – وفي غضون 6-2 أسابيع من بداية المعالجة بالانزيم المساعد Q10، يحدث تحسن ملحوظ في الطاقة والنشاط والقوة.

إن متلازمة الوهن المزمن لها أسباب متعددة. ولكن الأطباء يقولون إن الانزيم المساعد Q10 دائماً يساعد في تخفيض درجة التعب إلى حد ما، طوال الفترة التي يؤخذ فيها هذا المركب. ولكن أي اكتساب حدث للطاقة سيُفقَدُ حينما يتوقف المريض عن أخذ الانزيم المساعد Q10.

كتب ميلفن ويرباخ Meluyn Werbach M.D وهو أحد الباحثين المميزين في التغذية في جريدة الطب البديل Alternative Medicine Review: “ربما يشارك نقص الانزيم المساعد Q10، مع قائمة أخرى من المواد الأساسية، في إحداث متلازمة الوهن والتعب المزمن، وربما تجعل الشفاء في وضع حرج. ومن المواد الأساسية التي يمكن أن يسبب عوزها هذه المتلازمة مجموعة فيتامين ب (B) المركب، والحموض الدهنية الأساسية، و L – كارنيتين (حامض أميني)، والماغنزيوم، وفيتامين ج (C)، والزنك. ومن أجل ذلك يوصي الدكتور ويرباخ بإضافة هذه المركبات كدعم غذائي، إلى المرضى الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن.