يصاب معظم الناس بأمراض في اللثة في وقت ما من حياتهم، وإن هم لم يعيروا هذا الموضوع الأهمية اللازمة، فليُوَدِّعوا ما لديهم من أسنان. فأمراض اللثة هي أهم أسباب فقدان الأسنان.
عادة ما يقوم بعلاج أمراض اللثة اختصاصيون يجرون جراحات على اللثة، وينزعون الأسنان الفاسدة والنخرة – يطلق على هؤلاء الأطباء، اختصاصيو ما حول السن Periodontists. بعض أطباء الأسنان يستعملون طرقاً غير جراحية لمعالجة أمراض اللثة، ويتضمن ذلك أنواع عديدة من الإضافات التغذوية، وعلى رأس ما في تلك القائمة من مواد هو الانزيم المساعد Q10.
أمراض اللثة Gum diseases
تبدأ المشكلات بالتهاب في اللثة نتيجة تكوين لويحات من مواد أحدثتها الجراثيم. تلتهم الجراثيم الأنسجة الداعمة للأسنان في اللثة. يتحول التهاب اللثة غير المعالج إلى التهاب حول الأسنان Periodontitis، ويتطور الالتهاب، ويحفر جيوباُ في اللثة والأسنان، ويتطور إلى تأثر في عظام الفك، وتتخلخل الأسنان وتقع في النهاية
يعود استعمال الانزيم المساعد Q10 في ممارسة طب الأسنان إلى سنة 1970 حينما وجد باحثون في أوربا وفي اليابان عِوَزاً شائعاً ومشتركاً بين كثير من المرضى الذين يعانون من أمراض في اللثة، ومع توالي الأبحاث ظهر أن إمداد المرضى بالانزيم المساعد Q10 له مفعول دوائي ناجح.
في إحدى التجارب السريرية (مزدوجة التعمية Double blind) التي استمرت ثلاثة أسابيع، أعطيت مجموعة من المرضى الانزيم المساعد Q10 بجرعة 50 مغ يومياً، وأما مجموعة الشاهد فأعطيت حبوباً وهمية غير فعالة placebo – جميع المرضى الثمانية الذين يتعاطون الانزيم المساعد Q10 تحسنوا بشكل واضح، في حين لم تتأثر المجموعة الثانية.
تقلّ الأعراض والعلامات عند المجموعة التي تتناول الانزيم المساعد Q10، فيقل الألم، والتورم والنزف، وتخلخل الأسنان، كما يتناقص عمق الجيوب المحفورة بين اللثة والأسنان. كما يساعد الانزيم المساعد Q10 على تسريع بُرْء الآفات. يقول الباحثون إن النتائج التي شاهدوها بعد ثلاثة أسابيع من إعطاء الانزيم المساعد Q10، تستغرق في العادة ستة أشهر في المعالجة التقليدية.
استعمل ستيفن جرين (Steven Green, D.D.S) من ميامي الانزيم المساعد Q10 لعدة سنوات، ويعتبره عاملاً رائعاً في العمل ضد وهن وأذية نسيج اللثة. يقول جرين: “إن أقل ما يمكن أن يفعله الانزيم المساعد Q10 هو عدم وجود مرض اللثة الذي يمكن أن يصيب أي فرد، إذا أصابه التعب والوهن. ولكن من فوائد الانزيم المساعد Q10 أنه يحارب التعب وذلك لأنه يقدح إنتاج الطاقة داخل المتقدرات”.
في أوائل ثمانينات القرن العشرين، بدأ جرين استعمال محفظة تحوي ميلي غرام واحد من الانزيم المساعد Q10 (وهذه المحافظ كانت المقدار الوحيد المتاح والمُسوَّق في تلك الفترة)، ولكنه لم يلحظ أي فائدة سريرية. كانت الجرعة بكل بساطة قليلة جداً وغير كافية. بعد ذلك أنتجت الحبوب المحتوية على 10 مغ، وبدأ بوصف محفظتين يومياً، لعشرة من مرضاه الذين كانوا يراجعونه كل شهرين بسبب مرض متقدم في اللثة يستدعي تكرار الزيارات.
يتذكر جرين ذلك ويقول: “كان وضعهم حرجاً للغاية، لدرجة أنني في كل مرة أراهم فيها أقول لهم إنه آن الأوان أن يتحاملوا على أنفسهم ويحاولوا العلاج الجراحي. فقد كان لديهم جميع الأعراض والعلامات التي تستدعي علاجاً أكثر هجومية مثل الجيوب العميقة، والنزف بسهولة من اللثة، وتكوين اللويحات بسرعة. ورغم كل ذلك كانوا يرفضون الجراحة، ويفضلون التداوي بالطرق التقليدية. وبالرغم من أنني استطعت مساعدتهم قدر الإمكان، إلا أن حالتهم لم تتحسن كما هو مطلوب.
تحسن صاعق
“بعد المعالجة بالانزيم المساعد Q10، راجعني هؤلاء المرضى لتقويم النتائج – ستة من بين المرضى العشرة، كان التحسن رائعاً، حيث تراجعت الجيوب بمقدار 3-2 مم. ولقد تعجبت كثيراً لأنني لم أر أثراً كهذا من قبل، وبهذه السرعة – كما انخفضت بشكل واضح النزوف اللثوية. “.
لم يغير هؤلاء المرضى الستة أي شيء في علاجهم، غير إضافة الانزيم المساعد Q10 – أما الأربعة الآخرون الذين تعاطوا أيضاً الانزيم المساعد Q10، فلم يظهروا نفس هذا التحسن. وبالرغم من ذلك فقد اعتبر الدكتور جرين أن هذه النتيجة مشجعة للاستمرار في وصف الانزيم المساعد Q10 بشكل نظامي.
يقول كريج زونكا (Craig Zunka D.D.S) وهو طبيب أسنان في فرجينيا، إنه غالباً ما يحتفظ بالانزيم المساعد Q10 (كالطلقة الأخيرة) في الحالات المعندة على العلاج، وهو يقول في ذلك: “لأن الانزيم المساعد Q10 غالي الثمن، أميل إلى أن أستعمل مركبات إضافية أخرى في البداية مثل مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج (C)، وفيتامين ه (E)، وألجأ إلى استعمال الانزيم المساعد Q10 حينما لا أحصل على النتائج المرغوب فيها. “.
إنقاص حدوث الجيوب الالتهابية والنزف اللثوي
من مشاهدات الدكتور زونكا، وجد أن الانزيم المساعد Q10 يساعد في الإقلال من النزوف اللثوية، ويحسن من قوام وصحة النسج اللثوية – تصف بولي هوفرتر Polly Hoverter وهي مساعدة في مكتب الدكتور زنكا مختصة في صحة اللثة – مدى ما يفعله الانزيم المساعد Q10 من المساعدة في علاج مريض كانت حالته بين المتوسطة والشديدة، تقول بولي: “لقد راجعت تلك السيدة، وفي لثتها جيوب بعمق 6-5 مم، وبعد ثلاثة أشهر من المعالجة بالانزيم المساعد Q10 تراجعت جميع الجيوب وأصبح عمقها 3 مم، وبعد ثلاثة أشهر أخرى تراجعت أكثر إلى 2 مم. كانت اللثة قبل العلاج تنزف دائماً، وكان مظهرها غير صحي. وأصبحت بعد العلاج ذات لون قرمزي، وأكثر حيوية وصحة. ويبدو لي أن الانزيم المساعد Q10 حوّل لثة هذه المريضة إلى الحالة السوية من الداخل إلى الخارج.
نظف الجيوب المرضية أولاً ثم استعمل الانزيم المساعد Q10
اعتماداً على ما تظهره فحوص كيمياء الدم والفحوص الأخرى، يقسم أطباء الأسنان الشموليين المواد الموصوفة بشكل دقيق لكل شخص على حدة بحسب نوع ودرجة المرض اللثوي. هذه الوصفات تلعب دوراً أساسياً في علاج أمراض اللثة.
يقول زونكا: “نحتاج أولاً إلى تنظيف الجيوب العميقة بين اللثة والأسنان، وإلى أبعد ما يمكن أن تصل إليه فرشاة وأدوات التنظيف – تعتبر هذه الخطوة من تخليص هذه الجيوب من الجراثيم الكامنة حجر الزاوية في العلاج، ثم نروي أعماق هذه الجيوب، باستعمال طيف واسع من مستخلصات الحشائش، والمحاليل المغذية، ومن ثم ندرب مرضانا على كيفية غسل وإرواء هذه الأماكن بالأدوات المناسبة، حتى يقوموا بذلك في بيوتهم بأنفسهم، وبالتالي يشاركون في آلية بُرْء أنفسهم “.
يضيف الدكتور زونكا قائلاً: “بعض الناس ليسوا في حاجة إلى إضافات دعم غذائي أو دوائي في علاجهم، بل كل ما يحتاجون إليه هو تنظيف اللثة والأسنان من الجراثيم والقلح، وبعد ذلك سيقوم الجسم نفسه بالباقي من ناحية أخرى يحتاج بعض المرضى الآخرين أن إلى تنشيط جهازهم المناعي، وأجهزة الطاقة، وذلك بأن تؤمن لهم الإضافات الغذائية التي يمكن وصفها لهم “.
يعتبر الانزيم المساعد Q10 جزءً من المقاربة الغذائية الهجومية
الدكتور سلفاتور سكاوتريتو وهو اختصاصي في أمراض اللثة في مانشستر، كونيكتيكت – يستعمل الانزيم المساعد Q10 كجزء من مقاربة غذائية هجومية من أجل تحسين صحة اللثة عند مرضاه.
يقول الدكتور سلفاتور، من أجل الحصول على بُرْء وشفاء جيد، يجب على المرضى اتباع نظام غذائي جيد، ويتضمن 6-5 حبات فواكه وبعض الخضروات كل يوم، ويشربون على الأقل اثني عشر كوباً من الماء، ويحتاجون إلى التقليل من مدخولهم من السكريات، والمياه الغازية والكحول. وبسبب الطرق المتبعة في الزراعة هذه الأيام، قد يحتاج الأمر إلى إمداد الجسم بكميات إضافية من المواد الأساسية “.
كان سكواتريتو يوصي مرضاه بأخذ كمية إضافية من الانزيم المساعد Q10، على مدى العشرة أعوام الأخيرة من ممارسته، ويعلق على ذلك: “إن المرضى الملتزمين بهذه التوصية يعانون من مشكلات أقل بكثير من المرضى الذين لم يستعملوا هذا المركب في الماضي، قبل أن أصف الانزيم المساعد Q10، حيث أصبحت النزوف أقل، والصحة العامة للثة وما حولها كانت أفضل “.
الانزيم المساعد Q10 فعال بشكل خاص في الحالات المتقدمة
يعتبر الانزيم المساعد Q10 نافعاً بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من المرض العصيّ على العلاج. أي هؤلاء المرضى ذوي الحالات المتقدمة التي لا تستجيب بشكل جيد للعلاج. ويميز هذه المجموعة من المرضى وجود جيوب كبيرة وعميقة، ووجود صديد، وضعف وراثي في نسيج اللثة.
يقول سكواتريتو: “تشير هذه العوامل إلى نقص مقاومة الجسم، وإني أصف الانزيم المساعد Q10 لهؤلاء المرضى بجانب صاد حيوي في محاولة لإزالة الخمج الجرثومي ثم أستفسر عن نوع وطريقة الغذاء التي غالباً ما تظهر بعض العوز في بعض العناصر الأساسية، ومن أجل ذلك أوصي بإمداد المريض بطيف جيد من الإضافات التغذوية حتى أساعد في بناء المقاومة. إننا نهتم جداً بالنظر بدقة في مسألة الغذاء، ونطلب مساعدة استشاريي التغذية في بعض الحالات من أجل الوصول إلى أفضل النتائج “.
“إن طبيعة المرض لدى هؤلاء المصابين تحتاج إلى جهد أكبر، وعناية أشد من المرضى أنفسهم، من أجل التغلب على المرض. ليس الانزيم المساعد Q10 إكسير العلاج، فيشفي كل داء. عليك أولاً أن تحد من البيئة العدائية، بمعنى يجب أن تعالج الجيوب الالتهابية أولاً، ويجب أيضاً أن ترفع مستوى صحة المريض العامة. وعندئذ تقل احتمالات عودة المرض. أما إذا تركت تلك الجيوب العميقة بما فيها من جراثيم، وأشبعت جسم المريض بالانزيم المساعد Q10، واعتقدت أن كل شيء قد أصبح بخير. في الحقيقة لن تصل إلى مرادك “.
خطورة امتداد الخمج
يقول سكواتريتو أن متابعة المريض وعمل مخططات تفصيلية عن الأسنان واللثة حولها وتتبع عمق الجيوب يعتبر أمراً ضرورياً. ويجب معالجة هذه الجيوب إذا ازداد عمقها عن 5-4 مم بشكل مهني جيد. وإن لم تعالج ستتراكم بها الجراثيم المعادية، ويتطور الخمج في اللثة حول الأسنان.
يقول سكواتريتو: “ليست الخطورة في فقد الأسنان فقط، فقد تتسرب الجراثيم من هذه البؤر إلى الدم، وتستهلك طاقة الجسم، بل أحياناً قد تهاجم القلب نفسه”. ويوصي الدكتور سكواتريتو بفحص الدم لقياس مستوى الانزيم المساعد Q10، حتى ولو لم تغطِّ شركات التأمين تكلفة هذا الفحص، ومن خبرته، إذا كان المستوى أقل من 2.5 ميكروغرام / مل من الانزيم المساعد Q10، فاحتمال مرض اللثة حول الأسنان قائم وإن رجعة المرض بعد العلاج تكون أكبر.. يقول الدكتور سكواتريتو: “أحاول أن أعطي كمية من الانزيم المساعد Q10 كافية لجعل مستوى الدم في الحدود ما بين 3-2،5 ميكروغرام / مل هذا ما يمكنه أن يعطي نتيجة علاجية جيدة، وحتى يحدث ذلك أبدأ بإعطاء المريض 60 مغ صباحاً، و 60 مغ عند المساء، ثم أُراقب أي نوع من الاستجابة يمكن الحصول عليها. حينما أعيد فحصهم وأجد أن السائل اللثوي عكر، عندها أعلم أن المريض في حاجة إلى رفع جرعة الانزيم المساعد Q10 -. وربما يحتاج بجانب ذلك إلى بعض الصادات الحيوية قد أصل إلى المرحلة التي أشعر فيها أنني وصلت إلى النتيجة التي يكفي فيها أن يراجعني المريض كل ستة أشهر، أو حتى سنة. وربما لا يحتاج أي مساعدة حينما أراه، وبكل تأكيد فإن ذلك أفضل من المريض الذي كان يراجع مرة كل شهرين، ويحتاج إلى تداخلات على اللثة “.:
المريض الذي يستفيد رغماً عن نفسه
إن الشيء الجيد بالنسبة للعامل كيو هو أنه يعمل أشياء جيدة كثيرة في الجسم. على سبيل المثال يذكر سكواتريتو مريضاً كان لا يُلقي أي اهتمام لحالة أسنانه ولثته، ولكن قبل العلاج بالانزيم المساعد Q10 لم يكن يستطيع الصعود أو النزول على السلم بدون مساعدة العكازين. وأخذ الانزيم المساعد Q10 من أجل ذلك فقط، ولكنه ساعد في علاج اللثة سواء كان المريض مهتماً بذلك أم غير مهتم
أطباء الأسنان الذين اطلعوا على فوائد الانزيم المساعد Q10 غالباً ما يوصون بتناوله بجرعة وقائية تتراوح بين 60-30 مغ يومياً.