التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

الانصمام الرئوي | صمة رئوية pulmonary embolus | امراض الاوردة – ج23

في بعض حالات الخثار أو التهاب الوريد الخثاري في وريد عميق، ينفصل جزء من الخثرة ويسير عبر الأوردة إلى الجهة اليمنى من القلب، ثم يضخّ إلى الدوران الرئوي، حيث يسد أحد الشرايين الرئوية؛ ويدعى ذلك الانصمام الرئوي Pulmonary Embolism؛ وهي حالة خطيرة تتطلّب دخول المستشفى.

أعراض الانصمام الرئوي

استنادا إلى حجمها، يمكن أن تؤدي الصمة الرئوية إلى ألم صدري أو تنفّس مؤلم (التهاب الجنبة Pleuristy) أو ضيق التنفّس أو السعال (الذي قد يؤدي إلى قشع «بصاق» مدمّى) أو حمى؛ وقد يحدث فقد الوعي أو حتى الموت المفاجئ في الحالات الشديدة جدا.

لا يأخذ الأطباء الانصمام الرئوي دائما بعين الاعتبار عند تقييم هذه الأعراض، لا سيّما إذا كان المريض قد أصيب حديثا بمرض قلبي أو رئوي؛ ولكن التشخيص السريع ضروري، لأن نحو %10 من المصابين بالانصمام الرئوي يموتون خلال الساعة الأولى.

يحدث الانصمام الرئوي عندما تتجزّأ جلطة دموية (خثرة) في الوريد وتتحرّك نحو الجهة اليمنى من القلب، إلى أن تنحشر في نهاية المطاف في أحد الشرايين الرئوية؛ ويؤدي ذلك إلى توقف الجريان الدموي إلى الجزء الرئوي المصاب، وقد يقود ذلك إلى ألم أو ضيق التنفّس بسبب نقص أكسجة الدم وإلى نقص الجريان الدموي الكلي وضغط الدم، وحتى إلى الموت.

 

من يصاب بالانصمام الرئوي؟

يزداد خطر إصابتك بالصمة الرئوية إذا بقيت بلا حركة أو مقيدا لفترات طويلة؛ وبكلمة أخرى، فإن الحالات نفسها التي قد تؤدي إلى خثار الأوردة العميقة أو التهاب الوريد الخثاري يمكن أن تقود إلى الانصمام الرئوي. ومن الأرجح أن يحدث الانصمام الرئوي بعد الجراحة أو السكتة أو النوبة القلبية أو كسور الورك أو الساق أو الراحة الطويلة المدى في السرير أو عدم الحركة (كالجلوس لفترة طويلة في الطائرة أو السيارة)؛ كما يزداد الخطر إذا كنت مصابا بزيادة الوزن أو بميل زائد لتجلّط الدم.

ما مدى خطورة الانصمام الرئوي؟

تكون النتائج المتوقعة جيدة بالتشخيص والمعالجة المناسبة لدى الأفراد الذين يبقون على قيد الحياة بعد الحدث المباشر؛ ويمكن أن تمنع مميّعات الدم (الأدوية المضادة للتخثّر) الخثرة الوريدية من زيادة حجمها وتشكّل خثرات أخرى في الأوردة الأخرى؛ وقد تكون الجراحة الهادفة إلى حلّ الخثرات أو الصمات الخثرية (الأدوية الحالّة للخثرة Thrombolytic Drugs) ضرورية في الانصمام الرئوي الجسيم (الكتلي) أحيانا.

إذا لم تكن تعاني من مشاكل أخرى، عندئذ سوف تعود إلى حالتك الصحية السابقة (السوية) خلال بضعة أسابيع؛ وتعالج عادة بمضاد تخثّر فموي (الوارفرين Warfarin) لنحو ستة شهور بعد مغادرة المستشفى؛ وينبغي عند مرحلة معيّنة أن تكون نشيطا ما أمكن، مع تجنّب الجلوس لفترات طويلة من دون حركة؛ كما يساعد رفع ساقيك وارتداء جوارب داعمة خاصة على الوقاية من تجمّع الدم (ركوده) وتجلّطه في ساقيك. ويمكن أن توصف مضادات التخثّر بشكل دائم، لا سيّما بالنسبة إلى أولئك الذين يكونون في خطر مرتفع من الإصابة بالانصمام الرئوي الراجع أو الناكس.

ضرر الصمامات الوريدية نتيجة التهاب الوريد الخثاري (القصور الوريدي المزمن)

من المضاعفات الأخرى لالتهاب الوريد الخثاري حدوث ضرر في صمامات الأوردة المصابة، لا سيّما في الأوردة العميقة للساقين؛ وتحول هذه الصمامات دون عودة الدم بشكل عكسي في الأوردة عندما تكون واقفا؛ وبما أن الأوردة لا تحتوي على عضل في جدرها لتساعدها على ضخ الدم العائد إلى القلب، لذلك فهي تتأثّر بالجاذبية وتستفيد من العصر الناجم عن العضلات الهيكلية المحيطة بها؛ ولتحسين عودة الدم إلى القلب، تحتوي الأوردة على صمامات؛ وتعمل هذه الصمامات مثل أسنان عجلات الأمان في قطارات الجبال، والتي تمنعها من التقهقر إلى الخلف عندما تنقص طاقتها خلال صعود المنحدرات الجبلية؛ وتقوم الصمامات في الأوردة – على نحو مشابه كثيرا – بمنع الدم من العودة خلال دفعه التدريجي نحو القلب.

عندما لا تعمل الصمامات الوريدية بشكل صحيح، يمكن أن تحدث عدة مشاكل؛ حيث إن تجمّع الدم يمكن أن يؤدي إلى توسّع الأوردة، مما يقود إلى الدوالي الوريدية؛ وقد يكون تراكم الدم شديدا بحيث تتورّم الساق؛ وتدعى هذه الحالة عادة باسم القصور الوريدي. ومع التورّم المزمن والزيادة المرافقة في الضغط على الجلد، قد يظهر تلوّن يدعى الاصطباغ الركودي Stasis Pigmentation لدى بعض المصابين، ويمكن أن يحدث تقرّح حقيقي في الجلد في الحالات الشديدة.

علاج الصمة الرئوية

عندما تتجزّأ الخثرة (الجلطة) الموجودة في الأوردة العميقة للساق، يحملها الدم عبر الأوردة إلى القلب ثم إلى الشرايين الرئويّة، حيث تنحشر وتسد الجريان الدموي نحو قسم من الرئتين؛ ويمكن أن تتراوح النتائج حسب حجم الانصمام الرئوي ما بين غياب الأعراض وحتّى الألم الصدري وضيق التنفّس فالسكتة والوفاة.

الأدوية

في الصّمّات الرئويّة التي لا تشكّل تهديدا مباشرا للبقاء على قيد الحياة، يصف الأطبّاء مميّعات الدم للوقاية من تفاقم الانصمام؛ وينبغي أن تدخل المستشفى وتعطى الهيبارين، ثم تعالج بالوارفرين مدة 6 شهور وحتّى سنة.

أمّا في الانصمام الرئوي الواسع أكثر، فقد بيّنت الأدوية التي تحلّ الجلطة أنّها تحسّن الجريان الدموي.

المعالجة الجراحية

بالنسبة إلى الصمّات الرئوية المهدّدة للحياة بشكل خاص، يمكن أن تكون الجراحة الإسعافية ضرورية لاستئصال الجلطة الدموية من الشرايين الرئوية؛ وفي المصابين بصمّات ناكسة أو هم في خطر من النّكس، يوضع جهاز يدعى المرشح ضمن الوريد الأجوف عند نهاية قثطار، حيث يقوم بدور مرشّح يمنع الجلطات الدمويّة من الإفلات نحو القلب.