من المبادئ الأساسية لتربية أفضل، الاهتمام بالجانب الروحي. فالأساليب التربوية تحمل في مضمونها القيم والمثل العليا التي يؤمن بها الآباء والأمهات ويرغبون في نقلها لأبنائهم، ومعظم تلك القيم مستمدة من ديننا الإسلامي. ومن أمثلة تلك القيم، الحب والتسامح والشكر والتواضع والنظام والتعاون والاحترام والصدق والأمانة والرحمة والصبر..
يتم نقل القيم إلى الأبناء عن طريق الأساليب التربوية، أي بوضع حدود لسلوكياتهم السيئة والثناء على سلوكياتهم الجيدة، وكذلك بالحديث معهم. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن القيم تنتقل للأبناء بالقدوة.
القدوة هي أن يراك أبناؤك وأنت تتصرف (لا أن تتحدث فقط) بطريقة أخلاقية، وبطريقة تعبر فيها عن تلك القيم والروحانيات، فأطفالك يقلدونك. القدوة هي من أنجح الوسائل المؤثرة في تربية الطفل أخلاقياً، وفي تكوينه النفسي الاجتماعي.
الطفل شديد الحساسية لحركات الوالدين ومشاعرهم، يلتقطها بسرعة ودقة لتؤثر فيه ويقلدها، فأنت مثله الأعلى. فعندما تكون صادقاً وكريماً ومحترماً ورحيماً وقارئاً، أو خجولاً وعنيفاً وقاسياً.. يتعلم أبناءك تلك الصفات منك. إنك تفقد مصداقيتك عندما تعاقب ابنك على سلوكيات سيئة وأنت تفعلها، تمنعه من ضرب أخيه وأنت تضربه أو تعنف والدته، أو تمنعه من الصراخ وأنت تستعمله كوسيلة لتأديبه، وتعده ولا تفي بوعدك..
من الأمور المهمة أيضاً من أجل تربية إيجابية، تعليم الطفل الخوف من الله باتباع ما أمرنا به، والابتعاد عن ما نهى عنه، والإيمان به. فالإيمان بالله يساعد الطفل خلال مسيرة حياته على النظر إلى ما وراء الأشياء الظاهرة سريعة الزوال، المتعة والثروة، وإلى البعد عن ما يغضب الله، والإحسان والتعاون مع الآخرين، وحب الخير والشكر..
تأليف: د. فاطمة الكتاني