البازلاء، هذه النبتة الشهيرة التي يعود لها الفضل في اكتشاف قوانين علم الوراثة المعروفة بقوانين مندل (Mendel’s laws)، وفيها استدلّ العالم الأسترالي الشهير غريغور مندل بأنّ الخصائص الفيزيائية، أي تلك التي تتعلق بالشكل الظاهر، تنتقل من جيلٍ إلى جيلٍ في حبّات البازلاء كما في البشر وأنّ المولود، نباتاً كان أو بشراً، يأخذ مواصفاته من كلا والديه.
والمهم في ثمرة البازلاء ليس فقط أنّها النبتة التي ساعدت في تلك الثورة في علم الوراثة، بل إنّ احتواء البازلاء على مادةٍ كيميائية قادرة على مكافحة مرض السرطان الخطير هو ما يميّزها. هذه المادة تعرف بالكلوروفيلين (chlorophyllin)، وهي عبارة عن مادة ملوّنة موجودة في البازلاء كما في بقية أنواع الخضار، وهي المسؤولة عن إضفاء هذا اللون الأخضر اللمّاع الجميل الذي تمتاز به حبّات البازلاء اللؤلؤية.
وقد عرفت البازلاء منذ القدم كغذاءٍ مفيدٍ ولذيذ فاستفيد منها في صنع الأكلات الشهية المنوّعة والسلطات اللذيذة، ويخنة البازلاء هي أشهر من أن تعرّف حيث تقدّم كطبقٍ رئيسي إلى جانب الأرزّ، وتعتبر كاملةً من الناحية التغذوية يحبّها الكبار والصغار.
ومن الجدير ذكره أنّ حبوب البازلاء الخضراء الطازجة تقدّم في أميركا وبعض الدول الأوروبية في مطاعم (كافيتريا) المدارس والجامعات كتسليةٍ محبّبة للطلاب وللأساتذة على حدٍّ سواء.
فوائد البازلاء
• لمكافحة مرض السرطان
• لتقوية الذاكرة والإدراك
• لبناء الجسم والأنسجة
• التسالي المغذية للدماغ
• مصدر مهم للبروتين والطاقة
• مصدر مهم للحديد والزنك
المركّبات الدوائية الفعّالة
Chlorophyllin | Phosphorus |
Protein | Iron |
Vitamin B1 Thiamin | Zinc |
Vitamin B3 |
مكوّنات البازلاء
إنّ أهم ما يميّز البازلاء هو احتواؤها على الكلوروفيلين، مثيل الكلوروفيل الملون الأخضر الموجود عادةً في النباتات الورقية الخضراء والمسؤول عن تحويل أشعة الشمس إلى طعام وأوكسجين، وهي العملية المعروفة باسم التمثيل الضوئي (photosynthesis).
تشبه البازلاء الخضار المورقة نوعاً ما مع احتفاظها بخصائص ومميزات البقوليات الأخرى كالفاصوليا والحمص، فهي على خلاف باقي الخضار، مصدرٌ مهمٌّ للبروتين والطاقة، إذ أنّ الحصّة الواحدة من البازلاء الخضراء تحتوي على 7 مليغرامات تقريباً من البروتين.
لذا ينصح دائماً بالإكثار من تناول المصادر النباتية الغنية بالبروتينات كالحبوب والبقوليات وأهمها الفاصوليا والبازلاء والحمص. فهي لا تحتوي على الدهون المشبّعة الموجودة بكثرة في اللحوم والمصادر الحيوانية كافةً، والتي أثبتت الدراسات أنّها المسبّب الأول للكثير من الأمراض والعلل كارتفاع نسبة الدهون في الدم وأمراض القلب والشرايين والسرطان وغيرها.
والبازلاء أيضاً غنية بالحديد فهي تحتوي على 2.8 ملغ في الحصة الواحدة وهي نسبة تقارب نسبته في أغنى مصادره.
وتحتوي البازلاء كما الكثير من البقوليات على نسبٍ مهمة من الأملاح والمعادن الأساسية كالبوتاسيوم والفسفور والمغنيزيوم والمنغنيز والزنك.
أما بالنسبة للفيتامينات، فهي من أغنى المصادر بمجموعة الفيتامين B وخصوصاً الفيتامين B1 أو الثيامين (Thiamin) الذي تعدّ البازلاء من أغنى مصادره حيث تحتوي المئة غرام منه على 0.7 ملغ من الفيتامين B1، هذا الفيتامين الضروري لسلامة الأعصاب وتقوية الذاكرة والإدراك ومحاربة التعب والإرهاق. وهي أيضاً تحوي نسباً جيدة من الفيتامينات B3 وحمض الفوليك (folic acid)، كما تحتوي نسباً لا بأس بها من الفيتامينات A (بيتاكاروتين) و 24 ملغ C في الحصة.
البازلاء: والكلوروفيلين المضاد للسرطان
دائماً ما كان اللون الأخضر يبعث الارتياح والسكينة في النفس البشرية، ولعل في ذلك حدسٌ ما إلى أنّ هذا اللون فيه ما فيه من فوائد جمّة للإنسان.
حالياً، وبعد ثورة الاكتشافات الطبية والدوائية ثبت علمياً بأن المادة المسمّاة الكلوروفيل (Chlorophyll) وقريبتها الكلوروفيلين الموجودتين في النباتات الخضراء والمسؤولتين عن اللون الأخضر في هذه النباتات، لهما دورٌ مهم في محاربة مرض السرطان والوقاية منه.
والكلوروفيلين، الملوّن الطبيعي الموجود في البازلاء، والذي يضفي على حبّات البازلاء الشبيهة باللؤلؤ هذا اللون الأخضر المشعّ، لديه قدرةٌ كبيرة على الاتحاد مع المواد المسرطنة في الجهاز الهضمي ما يمنع من جذب هذه المواد إلى داخل الجسم.
حتى الآن، لم يتوصل الباحثون إلى: كم من البازلاء يجب أن يأكل المرء حتى يحصّل هذه الفائدة؟
إلا أنّ الواضح هو أنّه من المفيد دوماً إدخال البازلاء إلى النظام الغذائي اليومي إضافةً إلى باقي الخضروات التي كلّما كانت خضراء أكثر كلّما كان محتواها من الكلوروفيلين أكثر، وفي المحصّلة فائدتها أكبر.
البازلاء: مصدرٌ مهم للبروتين
من المغالطات الشائعة في الأوساط الطبية والشعبية أنّ المصادر الحيوانية هي فقط الحاوية للبروتين الكامل؛ والمقصود بالبروتين الكامل، هو ذاك الذي يحتوي على كل الأحماض الأمينية الأساسية (Essential amino) وبنسبةٍ مثاليةٍ لاحتياجات الجسم البشري، وهذا صحيح، إلا أنّ ما لا يعرفه غالبية الناس أن مزج البروتينات النباتية في خلطاتٍ ثنائيةٍ وثلاثيةٍ ينتج عنه بروتين كامل جداً بل وأكمل من اللحوم نفسها.
وحالياً، يتم قياس جودة البروتين الموجود في الأغذية ومدى قدرة الجسم على الاستفادة من الأحماض الأمينية الموجودة فيه، وليس فقط قياس نسبة الأحماض الأمينية في المادة الغذائية من الناحية الكمّية كما كان متّبعاً في السابق. وبهذه الطريقة تبلغ كفاءة (مدى جودة) البيض 95٪، 67٪ واللحم فقط، في حين تبلغ كفاءة منتجات فول الصويا 65٪، أما كفاءة بعض خلطات الأغذية النباتية فهي ترتفع لتقترب من 100٪.
من هنا ينصح دائماً بالاستفادة من المصادر النباتية المنوّعة الغنية بالبروتين، والبازلاء هي من أغنى المصادر هذه وألذّها. وتحتوي الحصّة الواحدة من البازلاء على ما يقارب 7 مليغرامات من البروتين، وهي نسبة تقارب أغنى مصادر البروتين الحيوانية أي اللحوم والحليب ومشتقاته، وبرأيي مع أفضلية المصادر النباتية كالبقوليات (البازلاء، الفاصوليا، الحمّص) والمكسرات؛ فهي على خلاف اللحوم والألبان، مليئة بالعناصر الضرورية الأخرى كالأملاح والمعادن والفيتامينات والألياف، ولا ننسى الـ (phytochemical) وهي المواد الكيميائية الدوائية الشافية الموجودة في النباتات فقط.
كل هذا بل وأكثر فالبازلاء فقيرة بالدهون والكوليسترول على خلاف المصادر الحيوانية التي إن زادت نسبة أمراض القلب والشرايين في السنوات الأخيرة فبسببها وبسبب الانحراف الكبير الذي أصاب ميول الناس من العادات الغذائية السليمة التي كانت تعتمد على المصادر النباتية بشكل أساس إلى الوجبات السريعة (fast food) المليئة بالدهون، وكلها لحومٌ في لحوم حتى لكأن بطن الإنسان أصبح مقبرةً، فليس العجب هنا أن يمرض الإنسان بل العجب كلّ العجب من ألاّ يمرض.
البازلاء: مخفّض للكوليسترول وللتريغليسريد
دائماً ما ينصح الأطباء بالإكثار من الأغذية الغنية بالألياف (Fiber) لحماية القلب وتخفيض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية التريغليسريد (Triglycerides). والبازلاء هي من المصادر الغنية بالألياف فهي تحتوي على 4.7 غرامات في الحصة الواحدة أي ما يساوي نصف كوب تقريباً.
وتعمل هذه الألياف عمل المغناطيس في أثناء عبورها الأمعاء الدقيقة (small intestine) فتجتذب إليها الصفراء (bile)، وهو السائل الهضمي الذي يفرزه الكبد، فتحبسه في داخل الأمعاء وتمنع جذبه إلى داخل الدم حابسةً ذرّات الكوليسترول المترافق معه وهذا يؤدي إلى دفعهما معاً إلى خارج الجسم والتخلّص منهما ما يعني تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم.
كما تظهر الدراسات أنّ تناول البازلاء له أثرٌ فعّال في التخلّص من الدهون الثلاثية المعروفة بالتريغليسيريد.
ففي دراسةٍ أجريت في الدانمارك، تبيّن أنّ إضافة ألياف البازلاء (Pea fibers) بمقادير صغيرة إلى النظام الغذائي المعتاد أدّى إلى انخفاض مستوى التريغليسيريد في الدم بحدود 13٪ في غضون أسبوعين فقط.
من هنا ينصح دوماً بتناول البازلاء الخضراء واعتبارها نوعاً من التسالي اليومية لكلّ من يشكو من ارتفاع مستويات الكوليسترول والتريغليسيريد، فلذلك تأثيرٌ مدهش وأكيد.
البازلاء: التسالي المغذية للدماغ
إنّ أفضل ما يمكن أن نفعله كتغيير صحّي على مستوى مجتمعنا، هو أن نستفيد من البازلاء الخضراء، كما العديد من الدول المتطورة، كتسليةٍ لذيذة في مطاعم (كافيتريا) المدارس والجامعات وكذلك المقاهي والمنتزهات، فهي علاوةً على كونها لذيذة الطعم ومحبّبة للكثيرين صغاراً وكباراً، من أنفع وأغنى المصادر الغذائية والدوائية على حدٍّ سواء!
والبازلاء – كما سبق وذكرنا – من أغنى المصادر بالفيتامين B1 الثيامين حيث تحتوي المئة غرام منها على 0.7 مليغرامٍ من هذا الفيتامين الضروري لعمل الأعصاب وتقوية الذاكرة والإدراك.
هذا مضافاً إلى غنى البازلاء بالفسفور المقوّي للدماغ (130 ملغ في الحصّة = نصف كوب) والحديد (2.8 ملغ في الحصّة) والبوتاسيوم (330 ملغ) والزنك (1.1 ملغ). إنّ البازلاء فقيرة بالسعرات الحرارية (83 وحدة حرارية في الحصّة)، لذا فمن الطبيعي أن ننصح بتناولها من حين إلى آخر أو بشكل يومي لما تحتويه من فوائد جمّة.
كيف تحصل على أفضل النتائج؟
● تناول البازلاء الطازجة
يجب، ولتحصيل الفائدة القصوى، الإكثار من تناول البازلاء الخضراء الطازجة قدر الإمكان، فالبازلاء المعلّبة تخسر الكثير من عناصرها الغذائية في أثناء عملية الحفظ والتعليب.
ومن المستحسن دوماً الاستفادة من البازلاء الخضراء في موسمها، وليس هناك أسهل من تحضير حبوب البازلاء إذ يحتاج تحضير كوب واحد إلى سبع دقائق فقط.
● اشتر البازلاء المثلّجة بدل المعلّبة
من الصعب الحصول على البازلاء الخضراء على مدار السنة فهي متوفرة فقط في موسمها، وكبديل يفضّل الاستفادة من البازلاء المثلّجة وليس المعلّبة، فهي وإن فقدت بعضاً من قرمشتها (هشاشة) وطزاجتها مقارنةً بالبازلاء الخضراء إلا أنّها تحتفظ بمعظم العناصر الغذائية ومنها الفيتامين C على عكس المعلّبة التي تخسر الكثير منها، هذا مضافاً إلى كونها ألذّ.
● اطبخ البازلاء على البخار.
من الأفضل طبعاً تناول البازلاء الخضراء نيئةً كما هي، فإذا ما أريد طبخها يستحسن أن تطبخ على البخار أو في كمية قليلة جداً من الماء لأن مقداراً كبيراً من العناصر الغذائية فيها ينحل في الماء في أثناء السلق!
لذا يجب أن يستفاد من ماء السلق وأن يقتصر الأمر على أقل كمية ممكنة من الماء في حال الحاجة لذلك.