ليس هناك أمر طبيعي أكثر من رعاية رضيع صغير! حسنًا، ليس دومًا، على الأقل ليس بشكل مباشر. يولد الأطفال للرضاعة، لكن ليس من الضروري أن يولدوا وهم يعرفون كيفية الرضاعة، وكذلك بالنسبة للأمهات؛ فالأثداء تمثل مشكلة أساسية وتُملأ بكثير من الحليب تلقائيًّا، لكن معرفة طريقة وضعها في فم الطفل بشكل فعال، حسنًا، فن مكتسب.
الحقيقة هي أنه في حين أن الرضاعة عملية طبيعية، فهذا لا يعني بالضرورة أن تحدث بشكل طبيعي – أو سريع – بالنسبة لجميع الأمهات والأطفال. أحيانًا ما تكون هناك عوامل جسدية تحبط هذه المحاولات القليلة الأولى، وأوقات أخرى يكون الأمر مجرد نقص خبرة من كل المشتركات. لكن أيًّا ما كان الذي قد يفصل بين ثدييك وبين طفلك، فعلى الأرجح أنه لن يمر وقت طويل دون أن يكون كلاكما في توافق تام. تبدأ بعض أكثر العلاقات إرضاءً بين الطفل والثدي بأيام عديدة – أو حتى أسابيع – من التخبط والجهود الخرقاء وانهمار الدموع من كلا الطرفين.
يمكن أن تساعد القراءة عن الرضاعة (أو حتى حضور صف تعليمي عنها) قبل وصول الطفل، على تسريع هذا التكيف المتبادل؛ لكن ليس هناك بديل لتعلم المهمة – إرضاع الطفل. الغرض من الأساسيات التالية هو أن تجعلك تبدئين هذه المهمة.
طريقة البدء في الرضاعة بشكل جيد
ابدئي مبكراً
يزداد انتباه الأطفال في الساعة الأولى بعد الولادة، التي تجعل الوقت ملائمًا للغاية للترابط والرضاعة المبكرة؛ لذا دعي طبيبك الممارس يعلم أنك تودين البدء في الرضاعة بعد الولادة مباشرة (حتى إن كانت الولادة قيصرية)، على افتراض أن الطفل لا يحتاج إلى رعاية طبية فورية.
أدرجي المساعدة
اسألي عما إن كان هناك استشاري رضاعة طبيعية أو ممرضة خبيرة في الرضاعة يمكن أن تراقب أسلوبك في الرضاعة وتمدك بتعليمات مباشرة، وتعيد توجيهك إن لم تكوني أنت وطفلك على المسار الصحيح. إن تركتِ المستشفى أو مركز الولادة قبل الحصول على المساعدة التي تحتاجين إليها – أو إذا احتجتِ للمساعدة بمجرد وصولك إلى المنزل – اعثري على استشاري رضاعة طبيعية خارجي أو ممرضة منزلية كي تقيم أسلوبك وتمدك بالإرشادات اللازمة. بعض أطباء الأطفال لديهم استشاريو رضاعة معتمدون (أو ممرضات متمرسات للغاية) ضمن طاقم العمل – اسألي عما إن كان طبيب طفلك لديه واحد منهم.
أبعدي زجاجات الرضاعة عن طفلك
حتي إن كنتِ تخططين لاستخدام زجاجات الرضاعة للطفل في مرحلة ما في أثناء رضاعة الطفل في المستقبل، أجلي هذا الأمر الآن – وتأكدي أن يقوم أطباء المستشفى بهذا أيضًا، إلا إن كانت الرضعات التكميلية ضرورة طبية. الرضاعة الصناعية بماء أو وصفة الجلوكوز يمكنها تدمير جهود الرضاعة الأولية بإشباع شهية المولود الجديد الواهنة ورغبته في المص. ونظرًا لأن الحلمات الاصطناعية تؤتي ثمارها بأقل مجهود، فقد تجدين طفلك ممانعًا لحلماتك الأصعب في الاستخدام بعد تعرضه كثيرًا لزجاجة الرضاعة . والأسوأ أن طفلك عندما يشبع رغبته في المص من مكان آخر، لن يتحفز ثدياك لضخ ما يكفي من اللبن؛ عندئذ تدخلين في حلقة مفرغة، حلقة تتعارض مع وضع نظام جيد للعرض والطلب. بمجرد أن تصلي للمنزل، ابتعدي عن زجاجات الرضاعة (حتى إن كنتِ ستلجئين إلى الرضاعة التكميلية دائمًا) إلى أن تنتهي من الرضاعة الطبيعية تمامًا، وعادة ما يحدث هذا في فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
الرضاعة على مدار الوقت
اهدفي إلى إرضاع طفلك طبيعيًّا كل ساعتين أو ثلاث ساعات، محددة بالوقت من بداية الرضعة الأولى إلى بداية الرضعة الثانية – بحيث يصل إجمالي الرضعات ما بين 8 إلى 12 رضعة في اليوم. لن يجعل هذا الجدول الزمني طفلك سعيدًا فحسب (فالرضع يحبون المص حتى حين لا يكونون جائعين)، لكنه سيحفز ثدييك ويقلل من الاحتقان ويعزز من ضخ اللبن. هل ينام الطفل بين يديك؟ إن مرت فترة تتراوح ما بين ساعتين إلى 3 ساعات على الرضعة الأخيرة، فقد حان الوقت كي توقظيه. فكي الغطاء عن طفلك أو ضميه إلى صدرك (فرائحة ثدييك قد تكون كافية لإيقاظ صغيرك).
اهدئي أيتها الأم
لا يثبط التوتر در اللبن فحسب (الطريقة التي يوزع بها ثدياك اللبن بمجرد تقديمهما للطفل)، لكن قد يولِّد التوتر في طفلك (فالرضع حساسون للغاية تجاه الأحوال المزاجية للأم) – ولا يمكن للطفل المتوتر الرضاعة بشكل فعال؛ لذا جربي أن تبدئي كل رضعة بأكبر قدر ممكن من الاسترخاء. مارسي بعض تمارين الاسترخاء قبل أن تبدئي، أو شغلي بعض الموسيقى الناعمة والمهدئة للأعصاب. سيساعدك الحصول على الراحة على الهدوء، لذا استخدمي وسادة الرضاعة (أو وسادة عادية) لوضع طفلك لكي لا تكون الرضاعة مجهدة أو مؤلمة. قومي بتهدئة طفلك قبل الرضاعة أيضًا، عبر القيام ببعض الهدهدة والملامسة الجسدية الهادئة والمهدئة.
أسس الرضاعة
الوضع الملائم أمر أساسي من أجل رضاعة جيدة، ولمنع تقرح الحلمة ومشكلات الرضاعة الأخرى. ابدئي بوضع الطفل على جانبه ليواجه حلمتك. وتأكدي أن جسم الطفل بالكامل يواجه ثدييك – مع استقامة أذنيه وكتفه ووركه. بمعنى آخر، تأكدي أن المناطق الحساسة للطفل تواجه (موازية) ثديك الذي لا تُرضعين منه. ولا تريدين أن يكون رأس الطفل منقلبًا على جانبه – يجب أن تكون مستقيمة مع جسمه (تخيلي مدى صعوبة شربك وابتلاعك للحليب إن كان رأسك منقلبًا). استخدمي وسادة مخصصة للرضاعة (أو وسادة عادية) لرفع الطفل إلى مستوى يجعل تحريك الطفل تجاه ثديك أسهل.
وضعيات الرضاعة
يمكنك محاولة أي من هذه الوضعيات وتجربتها لتجدي أكثرها راحة لك:
حمل الطفل بشكل تقاطعي
ضعي رأس الطفل على اليد المعاكسة للثدي الذي تُرضعين منه (إن كانت الرضاعة من الثدي الأيمن، احملي طفلك بيدك اليسرى)، أريحي معصمك بين عظام كتف طفلك، وإبهامك خلف أذن طفلك وبقية أصابعك خلف الأذن الأخرى. وباستخدام يدك الأخرى، ضمي ثديك في كفك وضعي إبهامك على حلمتك وهالتها في المنطقة التي سيلمس بها أنف طفلك ثديك. ويجب أن يكون إصبعك الأوسط في المنطقة التي سيلمس بها ذقن طفلك الثدي. اضغطي على ثديك برفق بحيث تتوجه حلمتك برفق تجاه أنف طفلك. أنت الآن مستعدة لإرضاع طفلك.
حمل الطفل على طريقة كرة الرجبي
يطلق على هذه الوضعية أيضًا القبضة المحكمة، وهي مفيدة للغاية إن خضعت لجراحة قيصرية وتريدين تجنب وضع طفلك تجاه بطنك، أو إن كان ثدياك كبيرين أو إن كان طفلك صغير الحجم أو مولودًا قبل أوانه. ضعي طفلك إلى جانبك وفي اتجاهك وضعي رجله تحت ذراعك (ذراعك اليمنى إن كنت ترضعينه من الثدي الأيمن). أسندي رأس طفلك بيدك اليمنى وضمي ثديك في كفك كما فعلتِ في الوضعية السابقة.
حمل الطفل على طريقة المهد
ضعي طفلك بحيث يرتاح رأسه الصغير اللطيف على ثنية مرفقك واستخدمي ما تبقى من ذراعك لإسناد جسم الطفل. وباستخدام يدك الحرة، ضمي ثديك بكفك كما فعلتِ في وضعية حمل الطفل بشكل تقاطعي .
وضعية الاستلقاء (الرضاعة البيولوجية)
ميلي برأسك على السرير أو الأريكة، وأسنديه جيدًا بالوسادات، بحيث عندما تضعين بطن طفلك مقابل بطنك وتجاه جسدك، ورأسه بالقرب من ثديك، تبقيه الجاذبية منكبًّا عليك. يمكن لطفلك الاستناد إليك في أي اتجاه، طالما كانت جبهته بالكامل مقابلة لجبهتك ويمكنه الوصول إلى ثديك. يمكن لطفلك الرضاعة بشكل طبيعي في هذه الوضعية، أو يمكنك المساعدة بتوجيه حلمتك تجاه فمه – لكن بخلاف هذا، لست مضطرة إلى القيام بالكثير في وضعية الاستلقاء بجانب الاسترخاء والاستمتاع.
وضعية الاستلقاء جانبًا
في هذه الوضعية، تستلقين أنت وطفلك على جانبيكما، والبطن مقابل البطن. استخدمي يد الجانب الذي لا تستلقين عليه لضم ثديك بكفك عند الحاجة. هذه الوضعية هي خيار جيد حين ترضعين في منتصف الليل.
نصائح في الرضاعة
الآن بعد أن اتخذ الطفل وضعه، يمكنك أن ترضعيه من ثديك باستخدام النصائح التالية:
• داعبي شفتي طفلك برفق بحلمتك إلى أن يفتح فمه بشكل متسع للغاية كأنه يتثاءب. يقترح بعض استشاريي الرضاعة توجيه حلمتك تجاه أنف الطفل ثم توجيهها إلى الشفة العليا لتجعلي الطفل يفتح فمه بشكل متسع للغاية، وهذا سيمنع الشفة السفلى من الانحشار في أثناء الرضاعة. إن أبعد طفلك رأسه، فالمسي برفق وجنته في الجانب الأقرب لكِ. وهذا الفعل المنعكس سيجعل طفلك يحرك رأسه تجاه ثديك.
• بمجرد أن يفتح هذا الفم الصغير على مصراعيه، قربي الطفل منك أكثر. لا تحركي ثديك تجاه الطفل. تحدث الكثير من مشكلات الرضاعة لأن الأم تنحني على الطفل وتحاول دس ثديها في فمه. بدلًا من ذلك، أبقي ظهرك مستقيمًا ووجهي طفلك تجاه ثديك. تذكري أيضًا ألا تحشري حلمتك في فم غير راغب فيها – بدلًا من هذا، دعي طفلك يأخذ المبادرة. قد يتطلب الأمر أكثر من محاولة قبل أن يفتح طفلك فمه بالكامل وبالقدر الكافي الذي يسمح له بالرضاعة بشكل جيد.
• تأكدي أن طفلك يرضع من كلتا الحلمتين ومن هالتيهما؛ فمص الحلمة فقط لا يضغط على غدد الحليب وقد يسبب تقرحها وتشققها.
• بمجرد أن يرضع الطفل بشكل جيد، تحققي مما إن كان ثديك يعوق أنف طفلك. إن كان كذلك، فخفضي ضغط الثدي قليلًا بأصبعك. قد يساعد رفع الطفل قليلًا أيضًا على إفساح المجال قليلًا للتنفس؛ لكن بينما تحاولين إرضاع طفلك، تأكدي من عدم إرخاء قبضة الطفل من فوق الهالة
• هل أنت غير متأكدة من مص الطفل لثديك؟ تفقدي هاتين الوجنتين اللطيفتين – يجب أن تري حركة إيقاعية ثابتة وقوية. هذا يعني أن رضيعك الصغير يرضع – يمص ويبلع بنجاح.
استشارات طبية
الآن، بعد أن بدأت الرضاعة، ما المدة التي يجب أن تستغرقها؟
إن انتهى طفلك من المص لكنه لا يزال يمسك بثديك، فإن سحبه على نحو مفاجئ قد يلحق الضرر بحلمتك. بدلًا من هذا، أوقفي المص أولًا بفك ضغط ثديك أو بوضع إصبعك في جانب فم الطفل لتسمحي بمرور بعض الهواء.
احتقان الثديين
تدفق حليبي للتو، وثدياي متضخمان ومتصلبان ويؤلمانني بشدة لدرجة أنني لا أستطيع ارتداء صدرية
لقد ظننتِ أن ثدييك لن يصبحا أكبر حجمًا، ولكنهما أصبحا كذلك بالفعل. وجاء أول تدفق حليبي، جاعلًا ثدييك متورمين وحساسين بشكل مؤلم ومتصلبين كالجرانيت – وأحيانًا ما يكونان متضخمين بشكل كبير ومخيف. ولتكون الأمور مزعجة وغير ملائمة أكثر، فإن هذا الاحتقان (الذي قد يمتد إلى الإبط) قد يجعل الرضاعة أمرًا مؤلمًا لك، إن كانت حلمتاك مفلطحتين بفعل التورم، ومحبطًا للطفل. كلما زادت المدة التي تستغرقينها أنت وطفلك لنجاح جلسات رضاعته الأولى، ازداد الاحتقان سوءًا على الأرجح.
ورغم ذلك، فإنه لن يدوم كثيرًا لحسن الحظ؛ حيث يخف الاحتقان، وجميع آثاره المزرية، تدريجيًّا بمجرد وضع نظام عرض وطلب جيد التنسيق للحليب، وهذا يحدث في العادة خلال أيام. يقل تقرح الحلمات، أيضًا – الذي عادة ما يصل إلى ذروته في المرة العشرين من الرضاعة، إن كنتِ تواصلين العد – بسرعة بينما تزداد صلابة. ومع الرعاية الملائمة، يقل أيضًا نزيف وتشقق الحلمات الذي تصاب به بعض النساء أحيانًا.
قد لا تصاب النساء اللاتي بدأن في الرضاعة بسهولة (خاصة الحوامل للمرة الثانية) بالاحتقان الشديد على الإطلاق، وما دام الطفل يحصل على هذه الإمدادات من الحليب، فهذا أمر طبيعي أيضًا.
الاحتقان في حالة عدم الرضاعة
أنا أرضع طفلي، وسمعت أن تجفيف الحليب قد يكون مؤلمًا
إن ثدييك مجهزان للامتلاء بالحليب في اليوم الثالث أو الرابع في فترة ما بعد الولادة، وسواء خططت لاستخدام الحليب في إطعام طفلك أم لا، فإن هذا الاحتقان قد يكون مزعجًا بل ومؤلمًا – لكنه مؤقت فقط.
يضخ ثدياك الحليب عند الحاجة فحسب. إن لم يتم استخدام الحليب، فإن الضخ يتوقف. ورغم أن التسريب المتقطع قد يستمر لعدة أيام، أو حتى أسابيع، فإن الاحتقان الحاد لا يدوم أكثر من نصف يوم أو يوم كامل. وخلال هذه الفترة، فإن أكياس الثلج ومسكنات الألم الخفيفة، وحمالة الصدر الداعمة، قد تكون مفيدة. تجنبي تحفيز الحلمات أو ضخ اللبن أو الاستحمام بالماء الساخن، فكل هذه الأمور تحفز ضخ الحليب وتجعل الألم يدوم أطول.
أين حليب الثدي؟
لقد مضت ساعات منذ ولادتي ولم يخرج أي حليب من ثدييَّ حين أعصرهما. فهل سيتضور طفلي جوعًا؟
لن يتضور طفلك جوعًا حيث إنه لم يجع بعد. لا يولد الأطفال بشهية مفتوحة أو باحتياجات غذائية فورية، وبمرور الوقت سيبدأ طفلك في التعطش إلى الثدي المليء باللبن (في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة)، وستتمكنين من إشباع رغبته بالتأكيد.
وهذا لا يعني أن ثدييك فارغان في الوقت الحالي، فحليب اللبأ، الذي يمد طفلك بالتغذية الكافية في الوقت الراهن وبالمضادات الحيوية المهمة التي لا يستطيع جسمه إنتاجها (والذي يساعد طفلك أيضًا على تفريغ جهازه الهضمي من المواد المخاطية الزائدة وأمعائه من العقي)، موجود بالتأكيد بالكميات القليلة اللازمة للطفل. فكل ما يحتاج إليه طفلك في هذه المرحلة هو مقدار ملعقة شاي أو نحو ذلك من اللبأ في الرضعة الواحدة؛ لكن إلى أن يأتي اليوم الثالث أو الرابع في فترة ما بعد الولادة، وحين يبدأ ثدياك في التورم ويبدوان ممتلئين (ما يشير إلى تدفق اللبن)، سيكون من الصعب استخدام يديك في ضخ اللبن، فالطفل البالغ عمره يوم واحد والمتلهف إلى المص، مؤهل أكثر منك لضخ الحليب الأولي.
إن لم يتدفق حليبك على الإطلاق بحلول اليوم الرابع بعد الولادة، فاتصلي بطبيبك الممارس.
ألم في البطن مع الرضاعة
أعاني آلام التشنجات في بطني، خاصة عند الرضاعة. فما السبب؟
هل ظننتِ أنكِ ستشعرين بآخر هذه الانقباضات؟ للأسف هي لا تنتهي بعد الولادة مباشرة – ولا ينتهي الانزعاج (حسنًا، الألم) الذي تسببه. تنشط آلام ما بعد الولادة من انقباضات الرحم حين ينكمش (من وزن يتراوح ما بين 1 كجم إلى 60 جرامًا تقريبًا) لكي يعود إلى مكانه الطبيعي في الحوض بعد الولادة. يمكنك متابعة تقلص حجم رحمك بالضغط الخفيف أسفل السرة. وفي نهاية الستة أسابيع، ربما لن تشعري بهذه التقلصات على الإطلاق.
قد تكون آلام ما بعد الولادة مبرحة بالتأكيد، لكنها تقوم بدور مهم. فبجانب أن هذه الانقباضات تساعد الرحم على العودة إلى حجمه ومكانه الطبيعي، فإنها تساعد على إبطاء نزيف ما بعد الولادة. وهي أكثر من مجرد آلام بالنسبة للنساء اللاتي تفتقر عضلات أرحامهن إلى القوة والمرونة بسبب عمليات الولادة المستمرة والتمدد المبالغ (كما يحدث في الحمل المتعدد). يمكن لآلام ما بعد الولادة أن تكون أكثر حدة بكثير خلال عملية الرضاعة، حين يتدفق هرمون الأوكسيتوسين المحفز للانقباضات (هذا أمر جيد بالفعل، فهو يعني أن رحمك يتقلص بشكل أسرع) أو حين تتناولين دواء البيتوسين بعد الولادة أو كليهما.
يجب أن تخف حدة الآلام بشكل طبيعي خلال فترة تتراوح ما بين 4 إلى 7 أيام. في الوقت الحالي، وبعد أن أجريت عملية الولادة، يمكنك العودة مجددًا إلى تناول دواء إيبوبروفين (أدفيل أو موترين) لأنه أكثر فاعلية على تسكين الألم، رغم أن الأسيتامينوفين ( تايلينول) قد يقوم بالأمر ذاته. إن لم تنجح مسكنات الألم، أو إن استمرت الآلام لأكثر من أسبوع، فاذهبي إلى طبيبك الممارس لاستبعاد أية مشكلات أخرى في فترة ما بعد الولادة، بما في ذلك العدوى.