التصنيفات
الغذاء والتغذية

البروتين الحيواني: زيادة المنتجات الحيوانية وخطر الإصابة بالأمراض

إننا نسمع في يوم ما أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون يسبب السرطان، وفي اليوم التالي، تظهر دراسة تفيد أن من يتبعون نظمًا غذائية منخفضة الدهون لا تنخفض معدلات إصابتهم بالسرطان. وهذا جعل العامة في حيرة من أمرهم، حتى تملكهم اليأس فأصبحوا يتناولون أي شيء، ولا تزال أعداد الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن في ازدياد مستمر.

مشروع الصين – كورنيل – أكسفورد China–Cornell–Oxford Project

لحسن الحظ، يلقي الدليل الذي أوضحته مجموعة من الدراسات العلمية بعض الضوء على سبب هذه الحيرة. فمشروع الصين – كورنيل – أوكسفورد (يعرف أيضًا بمشروع الصين) هو أكبر دراسة شاملة حول العلاقة بين النظام الغذائي والمرض في التاريخ الطبي. وقد وصفت جريدة نيويورك تايمز هذه الدراسة بأنها “الجائزة الكبرى لكل دراسات الوبائيات” و”أكبر دراسة شاملة أجريت على الإطلاق توضح العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالأمراض”.

تحت إشراف الدكتور “تي. كولين كامبل” أستاذ الكيمياء الحيوية الغذائية في جامعة كورنيل، قدمت هذه الدراسة اكتشافات قلبت المجتمع الغذائي رأسًا على عقب؛ فقد كشف مشروع الصين النقاب عن كثير مما كان يوصف بأنه حقائق غذائية وأوضح أنها خاطئة تمامًا؛ وهو الأمر الذي أدهش الكثيرين.

لقد كانت الصين الاختيار الأمثل لإجراء هذا المشروع الشامل؛ لأن الناس في إحدى المناطق في الصين يتناولون نظامًا غذائيًّا معينًا، بينما يتناول آخرون في منطقة أخرى تبعد بضع مئات من الأميال نظامًا غذائيًا مختلفًا تمامًا. على العكس من الغرب؛ حيث نتبع جميعًا نظامًا غذائيًّا متقاربًا للغاية، فإن الريف الصيني كان “معملاً حيًّا” لدراسة العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي والمرض.

كان مشروع الصين صحيحًا لأنه درس شعوبًا تتبع نظمًا غذائية واسعة النطاق؛ من النظم الغذائية النباتية المحضة، وحتى النظم التي تتضمن قدرًا كبيرًا من الأطعمة الحيوانية. وإضافة كميات صغيرة من متغير ما هو أفضل وسيلة تمكن العلماء من الكشف عن الخطر أو أهمية ممارسة غذائية ما. وهذا هو المبدأ نفسه الذي تقوم عليه مقارنة غير المدخنين بمن يدخنون نصف عبوة يوميًّا وذلك لملاحظة مخاطر التدخين على أفضل نحو. فمقارنة شخص يدخن خمس عشرة سيجارة يوميًّا، مع شخص يدخن ست سجائر يوميًّا قد لا تكشف الكثير عن التلف الأكبر الذي يسببه تدخين السجائر العشر الأخيرة.

في الصين، عاش الناس حياتهم بالكامل في القرى التي ولدوا فيها ونادرًا ما هاجروا، ومن ثم فإن الآثار الغذائية التي استعرضها الباحثون كانت قائمة طوال حياة الخاضعين للدراسة. الأكثر من ذلك، أنه نتيجة للاختلافات الإقليمية في تناول الناس للطعام، كانت هناك اختلافات هائلة في انتشار المرض من منطقة إلى أخرى. فقد اختلفت معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عشرين مرة من مكان لآخر، كما اختلفت معدلات الإصابة بأنواع معينة من السرطان أكثر من مائة مرة. أما في أمريكا، فهناك اختلاف بسيط في طريقة تناولنا للطعام، وبالتالي، فإننا لا نرى اختلافًا كبيرًا في معدلات الإصابة بالسرطان بين مدينة وأخرى.

تم التوصل لنتائج مذهلة في هذه الدراسة، فقد أظهرت البيانات اختلافات هائلة في معدلات الإصابة بالأمراض بناءً على كمية الأطعمة النباتية المستهلكة، وإتاحة المنتجات الحيوانية. وقد وجد الباحثون أنه عند زيادة كمية الأطعمة الحيوانية في النظام الغذائي، حتى ولو زيادة بسيطة، ترتفع حالات الإصابة بالأمراض السرطانية التي أصبحت شائعة في الغرب. وقد حدثت الأمراض السرطانية بنسب مباشرة وفقًا لكمية الأطعمة الحيوانية المستهلكة.

بعبارة أخرى، مع اقتراب معدلات استهلاك الأطعمة الحيوانية إلى الصفر، تنخفض معدلات الإصابة بالسرطان. فالمناطق التي انخفضت فيها معدلات استهلاك الأطعمة الحيوانية خلت من نوبات القلب والسرطان. وبتحليل بيانات الوفاة في 65 دولة و130 قرية أظهرت علاقة وثيقة بين تناول البروتين الحيواني (حتى ولو بنسب بسيطة نسبية) ونوبات القلب، مع وجود دليل وقائي قوي من تناول الخضراوات الخضراء.

تنخفض (أو لا تتواجد من الأساس) نسبة العناصر الغذائية في جميع المنتجات الحيوانية التي تحمينا من الأمراض السرطانية والنوبات القلبية؛ كالألياف ومضادات الأكسدة والمركبات الكيميائية النباتية، والفولات وفيتامين إي والبروتينات النباتية. ولكنها غنية بمواد أظهرت الأبحاث العلمية ارتباطها بالأمراض السرطانية وأمراض القلب: كالدهون المشبعة، والكوليسترول، وحمض الأراكيدونيك. كما ترتبط النظم الغذائية الغنية بالبروتين الحيواني بارتفاع نسبة هرمون IGF -1 في الدم؛ المعروف بأنه عامل خطر للعديد من الأمراض السرطانية.

أظهر مشروع الصين وجود علاقة وثيقة بين السرطان وكمية البروتين الحيواني المستهلكة؛ وليس فقط الدهون الحيوانية. وأظهر استهلاك اللحوم الحمراء خالية الدسم والدواجن علاقة وطيدة مع ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان. وهذه النتائج تشير إلى أن الأطعمة الحيوانية حتى إن كانت منخفضة الدهون، مثل لحوم الدواجن منزوعة الجلد، تؤدي لأنواع معينة من السرطان.

صحة القلب: المسألة أكبر من الدهون والكوليسترول

كانت هناك أيضًا علاقة بين البروتين الحيواني وأمراض القلب. على سبيل المثال، نجد بلازما  Apolipoprotein B مرتبط بتناول البروتين الحيواني، وعلى العكس نجده مرتبطًا بـ (انخفاض) تناول البروتين النباتي (من البقوليات والخضار). ويرتبط ارتفاع نسب Apolipoprotein B بقوة بالإصابة بأمراض القلب. ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن البروتين الحيواني له تأثير كبير على رفع نسب الكوليسترول أيضًا، في حين أن البروتين النباتي يقلله.

تقدم الدراسات العلمية دليلًا على أن أثر البروتين الحيواني على كوليسترول الدم قد يكون خطيرًا. وهذا أحد الأسباب التي تجعل من يتحولون إلى اتباع نظام غذائي منخفض الدهون لا يشعرون بانخفاض الكوليسترول الذي يتوقعونه إلا إذا ابتعدوا أيضًا عن تناول المنتجات الحيوانية منخفضة الدهون. الأمر المدهش لأغلب الناس هو أن منتجات الألبان منخفضة الدسم ولحوم الدواجن البيضاء منزوعة الجلد أيضًا ترفع الكوليسترول. أنا أرى هذا الأمر دومًا في عيادتي. وكثير من الأفراد لا يرون الانخفاض الكبير في مستويات الكوليسترول إلا إذا خاضوا الطريق لآخره وتوقفوا عن تناول البروتين الحيواني تمامًا من نظامهم الغذائي.

واللحوم الحمراء ليست المشكلة الوحيدة، فتناول الدواجن والأسماك مرتبط أيضًا بالإصابة بسرطان القولون، فقد استعرضت دراسة كبيرة عادات تناول الطعام لـ 32000 شخص بالغ على مدار ست سنوات ثم تابعوا حالات الإصابة بالسرطان لديهم على مدار السنوات الست التالية. بالنسبة لمن تجنبوا اللحوم الحمراء وتناولوا اللحوم البيضاء بصفة منتظمة ارتفعت نسبة إصابتهم 300% مقارنة بمن امتنعوا عن تناول اللحوم البيضاء تمامًا بسرطان القولون. وأظهرت الدراسة نفسها أن تناول الفول والبازلاء والعدس مرتين على الأقل أسبوعيًّا مرتبط بانخفاض خطر الإصابة حوالي 50% مقارنة بمن لا يتناولون هذه الأطعمة أبدًا.

ويحتوي الدجاج على الكمية نفسها تقريبًا من نسبة الكوليسترول الموجودة في اللحم البقري، وإنتاج هذه المركبات التي ترفع احتمالات الإصابة بالسرطان بقوة، والتي تسمى الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs) يتركز أكثر في الدجاج المشوي عنه في اللحم البقري. وأثبتت دراسة أخرى من نيوزيلاندا – بحثت في الأمينات الحلقية غير المتجانسة التي تنتج عن تناول اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن – أن المساهم الأكبر في خلق الأمينات الحلقية غير المتجانسة التي ترفع احتمالات الإصابة بالسرطان هو الدواجن. وبالمثل، تشير الدراسات إلى أن الدواجن لا تقل ضررًا عن اللحوم الحمراء بالنسبة للقلب. وفيما يتعلق بالكوليسترول، ليست هناك فائدة من تناول اللحوم البيضاء منزوعة الدسم بدلًا من اللحوم الحمراء منزوعة الدسم.

أهم وسيلة للتمتع بصحة جيدة هي هو أن تقلل من تناولك اللحوم بمختلف أنواعها سواء الحمراء أو البيضاء لحد كبير أو تمتنع عنها تمامًا. ويشرح دكتور “كامبل” وجهة نظرة بقوله إن البروتين الحيواني (بالإضافة إلى الدهون الحيوانية) معقد في تسبيبه الأمراض.

أنا أؤمن حقًّا بأن البروتين الغذائي – بصرف النظر عن نوعه أو كميته – هو أكثر ضررًا على نسب الكوليسترول من الدهون المشبعة. بالطبع هذا أهم بكثير من نسبة الكوليسترول الموجودة في النظام الغذائي. ونحن نعرف أن البروتين الحيواني له تأثير سريع وكبير على الإنزيمات المتضمنة في عملية التمثيل الغذائي للكوليسترول. فالجهاز المناعي، ومختلف أجهزة الإنزيمات، وامتصاص الخلايا للمواد المسرطنة، والنشاط الهرموني، جميعها تتضرر بشكل عام من تناول البروتين الحيواني.

قد يكون من المستحيل أن تحدد المكونات الموجودة في الأطعمة الحيوانية التي تسبب الضرر الأكبر. ولكن من الواضح أنه بينما يتصارع الأمريكيون دون جدوى لتقليل كمية الدهون الموجودة في نظامهم الغذائي ولو بشكل قليل، فإنهم لا يزالون يتناولون كميات كبيرة من المنتجات الحيوانية، وكمية قليلة للغاية من المنتجات غير المعدلة.

تذكر أن قرى ومدن الصين التي انخفضت فيها معدلات الإصابة بالأمراض المنتشرة في الغرب لحد كبير لم تصل لذلك لمجرد أن نظمهم الغذائية كانت منخفضة الدهون، ولكن السبب هو أن نظمهم الغذائية كانت غنية بالمنتجات النباتية غير المعدلة؛ فهم لا يتناولون كعك الجبن خالي الدسم ورقائق البطاطس.

لا تنس أبدًا أنه من الممكن تجنب أمراض شرايين القلب التي تؤدي في النهاية إلى نوبات القلب؛ والتي تعد القاتل الأول لكل رجال ونساء أمريكا بنسبة 100%. فمن مراجعة معدلات الوفيات في الأمم التي جمعتها منظمة الصحة العالمية، وجدت أن أغلب الدول الفقيرة؛ التي تتناول كميات صغيرة من المنتجات الحيوانية، تقل فيها معدلات الوفيات جراء الإصابة بنوبات قلبية بالنسبة للبالغين عن 5%. كما أكد مشروع الصين أنه لم تكن هناك تقريبًا نوبات قلبية في الشعوب التي تتبع نظامًا غذائيًّا شبه نباتي مدى الحياة، ولم تحدث أية نوبات قلبية على الإطلاق في الشعوب التي تتبع نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالأطعمة النباتية الطبيعية، وتتلقى أقل من 10% من سعراتها الحرارية من أطعمة حيوانية.

وملاحظتي عن البيانات العالمية تدعمها الدراسات التي أجريت على أشخاص نباتيين وغير نباتيين. وتظهر هذه الدراسات أن عوامل الخطر الأكبر المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب وهي التدخين، وعدم ممارسة نشاط بدني، وتناول أطعمة معالجة، ومنتجات حيوانية أمور من الممكن تجنبها؛ فكل حالة وفاة تحدث بسبب نوبة قلبية هي مأساة كبيرة، لأنه كانت هناك فرصة لتجنبها من الأساس.

فهم دراسات السرطان المتضاربة والمحيرة

تساعدنا البيانات المأخوذة عن مشروع الصين العظيم في شرح النتائج التي توصلت إليها دراسة صحة الممرضات في بوسطن، والتي أظهرت أن النساء الأمريكيات اللاتي قللن من تناول الدهون لم ينخفض خطر إصابتهن بسرطان الثدي، الأمر الذي كان مثيرًا للدهشة. قبل كل شيء، يستمد من يتبعون نظمًا غذائية منخفضة الدهون 29% من سعراتهم الحرارية من الدهون. ويبقى هذا النظام الغذائي غنيًّا بالدهون (وفقًا لمعاييري)، بل إنها أعلى من المجموعة التي حصلت على أعلى نسبة من الدهون في الصين. الأمر أشبه بتقليل تدخين السجائر من ثلاث عبوات كل يوم إلى اثنتين، وتوقع انخفاض خطر إصابتك بسرطان الرئة لحد كبير. بالمناسبة، فإن المجموعة التي حصلت على أقل نسبة من الدهون في الصين، التي اعتمد نظامها الغذائي بالكامل على النباتات، كانت تستمد 6% من سعراتها الحرارية من الدهون، واستمدت المجموعة التي حصلت على أعلى نسبة من الدهون في الصين حوالي 24% من سعراتها الحرارية من الدهون.

ثانيًا، نجد السيدات اللاتي أبلغن عن تناولهن كمية أقل من الدهون في دراسة صحة الممرضات حصلن على القدر نفسه من السعرات الحرارية أو أكثر من البروتين الحيواني مقارنة بمن كن يتبعن نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالدهون، ولم ترتفع كمية الأطعمة النباتية غير المعدلة. لم تكن المجموعة التي تتناول كمية منخفضة من الدهون تتناول ولو حتى القدر الأقل من الأطعمة المعالجة مثلما نفعل في أمريكا. وكانت معدلات إصابتهم بالسرطان منخفضة للغاية ليس لأن نظامهم الغذائي كان يحتوي على نسب منخفضة من الدهون والبروتين الحيواني فحسب، ولكن أيضًا لأنهم أكثروا من تناول الخضراوات؛ على العكس منا.

بوجه عام، السبب الذي يجعل الدليل المأخوذ من مشروع الصين العظيم مقنعًا للغاية هو أن النتائج المأخوذة من الدراسات التي أجريت على شعوب غربية ليست دقيقة تمامًا، فهم يدرسون الأشخاص البالغين بوجه عام الذين أدخلوا بعض التعديلات الغذائية البسيطة في وقت لاحق من حياتهم، وكان جميع الخاضعين للدراسات قد تجاوزا السن التي تجعل التعديلات المدخلة على النظام الغذائي لها الأثر الأكبر. وبعض الأمراض السرطانية – مثل سرطان الثدي والبروستاتا – تتأثر بقوة بكيفية تناولنا للطعام في وقت لاحق من الحياة، خاصة بعد سن البلوغ أو قبله مباشرة.

بعد دراسة العديد من الأمراض – وليس نوعًا واحدًا فقط من السرطان – خلص الباحثون المشتركون في مشروع الصين إلى أنه: “ليس هناك وقت أنسب للبدء في إثراء النظام الغذائي بأطعمة نباتية، أو التقليل من تناول المنتجات الحيوانية ولكن درجة الوقاية من الأمراض هي التي تختلف وفقًا للسن. وتقترح هذه النتائج أن حتى الاعتدال في تناول الأطعمة حيوانية المصدر مرتبط بارتفاع كبير في تركيز الكوليسترول في البلازما، الذي يرتبط بدوره بارتفاع كبير في معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض منتكسة مزمنة”. بعبارة أخرى، فإن الشعوب التي تنخفض لديها نسبة الكوليسترول لا تنخفض لديها معدلات الإصابة بأمراض القلب، ولكن أيضا الأمراض السرطانية.

إن الفكرة التي طرحها البحث بسيطة: طالما أن الأمريكيين يستمرون في إظهار لا مبالاة بالنظام الغذائي، فسوف يعانون نتائج ذلك. لا تتوقع حماية نفسك بدرجة كبيرة من خلال إدخال تعديلات بسيطة على نظامك الغذائي.

السرطان مرض ينتج عن نقص الفاكهة والخضراوات

الفاكهة والخضراوات نوعان من الأطعمة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطول العمر بالنسبة للبشر. فليس للخبز المصنوع من القمح الكامل، أو النخالة أو حتى اتباع نظام نباتي هذا الارتباط الوثيق مثل تناول كمية كبيرة من الفاكهة الطازجة والخضراوات الورقية النيئة. فقد رفع المعهد القومي للسرطان مؤخرًا تقريرًا حول 337 دراسة مختلفة أظهرت جميعًا المعلومات الأساسية نفسها:

1. الفاكهة والخضراوات تحمينا من الإصابة بكل أنواع الأمراض السرطانية عند تناولها بكميات كبيرة. وقد أكدت مئات الدراسات العلمية هذه النتيجة. وأكثر الأمراض السرطانية انتشارًا في بلادنا هي الأمراض التي تحدث بسبب نقص الأطعمة النباتية.

2. الخضراوات النيئة تتمتع بأكبر خواص مقاومة للسرطان مقارنة بجميع الأطعمة الأخرى.

3. الدراسات التي أجريت على أقراص الفيتامينات التي تقلل آثار السرطان والتي تحتوي على مختلف العناصر الغذائية (مثل الفولات، وفيتامين سي وفيتامين إي) أمدتنا بمزيج من وجهات النظر؛ فقد أظهرت في بعض الأحيان اختلافًا بسيطًا، ولكنها أغلب الوقت لم تكن لها فائدة. وأظهرت الدراسات في بعض الأحيان أن تناول عناصر غذائية منعزلة أمر مضر.

4. البقوليات بوجه عام – وليس فول الصويا تحديدًا – لها مزايا إضافية مقاومة للسرطان؛ حيث إنها تحمي الجسم من الخلايا السرطانية التي تتكاثر، مثل سرطان الثدي والبروستاتا.

أغلب الأمريكيين يفضلون تناول قرص دوائي لكي يستمروا في تناول ما اعتادوه. هل يمكنك أن تتخيل وجود دواء تصنعه شركة أدوية يمكنه أن يقلل معدلات الإصابة بالسرطان بنسبة 80% أو أكثر؟ ألن يكون هذا الدواء هو أكثر المنتجات الدوائية نجاحًا في كل العصور؟

إن خصائص الأطعمة المقاومة للسرطان والتي تقينا من الأمراض أثبتت سبب فشل مشكلة الدواء الحديث. فبعد ملايين وملايين الدولارات التي خصصت وجمعت للأبحاث السرطانية، ليس لدينا ما نقدمه للعامة. إننا نخسر الحرب ضد السرطان لأننا في بحث دائم عن علاج من المستحيل إيجاده، رغم أن التخلص من الأسباب هو الطريقة الوحيدة لكي نفوز.

يمكنك أن تغلق هذه الصفحة الآن، طالما أن بإمكانك إدخال هذا التغيير الغذائي المهم على حياتك: ألا وهو أن تتناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات الخضراء والبقوليات. هذا هو السبيل لإنقاص الوزن والتمتع بصحة أفضل.

نظام غذائي نباتي لا يضمن التمتع بصحة جيدة

إن الأشخاص الذين يستبعدون اللحوم الحمراء والدواجن ومنتجات الألبان، ويملأون بطونهم بالخبز والمكرونة والكعك بأنواعه والكعك المصنوع من الأرز والمقرمشات قد يكونون يتبعون نظامًا غذائيًّا منخفض الدهون، ولكن نظرًا لأن نظامهم الغذائي تنخفض فيه أيضًا نسبة الفيتامينات والأملاح المعدنية والمركبات الكيمائية النباتية، والأحماض الدهنية الأساسية المهمة، والألياف، فإنه يكون نظامًا غير ملائم أبدًا ولا يجب أن ينتظروا منه أن يحميهم من السرطان. كما أنه بسبب انخفاض ما تحتويه هذه الحبوب المعدلة من الألياف، فإنها لا تشعرك بالشبع التام إلا إذا تناولت منها سعرات حرارية كثيرة. بمعنى آخر، تنخفض نسبة العناصر الغذائية فيها إلى السعرات الحرارية، كما تنخفض فيها نسبة العناصر الغذائية إلى الألياف انخفاضًا شديدًا.

إن اتباع نظام غذائي نباتي صرف ليس مهمًّا مثل اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات. فشخص نباتي يقوم نظامه الغذائي أساسًا على الحبوب، وحبوب الإفطار الباردة، ومنتجات الأطعمة الصحية المعالجة، والأطعمة النباتية السريعة، والأرز الأبيض والمكرونة سيكون أسوأ مما لو تناول القليل من الدجاج أو البيض – على سبيل المثال – وأكثر من تناوله للفاكهة والخضراوات والبقوليات.

لقد أكدت الدراسات هذا الأمر، فالعديد من الدراسات أظهرت أن الأشخاص النباتيين يعيشون حياة أطول بكثير من غير النباتيين. ولكننا عندما نلقي نظرة عن كثب على البيانات، يبدو أن إحصائيات طول عمر الأشخاص الأقل صرامة كانت مذهلة طالما أنهم تناولوا كميات كبيرة ومتنوعة من الأطعمة النباتية غير المعدلة.

تذكر، أن الأشخاص النباتيين منذ فترة (النباتيين الصرف الذين لا يتناولون منتجات الألبان أو غيرها من الأطعمة حيوانية المصدر) لا تصيبهم نوبات قلب على الإطلاق تقريبًا. إذا كنت تعاني مرضًا في القلب، أو كان تاريخ عائلتك يوضح وجود أمراض في عائلتك، يجب أن تفكر في تجنب كل المنتجات حيوانية المصدر. دعوني أقتبس ما قاله صاحب سلطة له احترامه وهو الدكتور “ويليام كاستيلي” مدير دراسة فرامنجهام للقلب التي أجريت بجامعة ماساتشوستس: إننا نميل للسخرية من الأشخاص النباتيين، ولكن أداءهم أفضل بكثير من أدائنا. فالأشخاص النباتيون تنخفض مستويات الكوليسترول لديهم لدرجة كبيرة، ولا تصيبهم تقريبًا نوبات قلبية على الإطلاق. كما أن متوسط كوليسترول الدم لديهم حوالي 125، ولم نرَ أي شخص في دراسة فرامنجهام أصيب بنوبة قلبية بمستوى أقل من 150.

يظهر البحث أن الأشخاص الذين يتجنبون اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان تنخفض معدلات إصابتهم بأمراض القلب والسرطان وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة. والبيانات حاسمة: فالأشخاص النباتيون يعيشون حياة أطول في أمريكا، وعلى الأرجح أطول بكثير.

لأي مدى يعيش النباتيون حياة أطول؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال بدقة، فدراسات قليلة هي التي أجريت على طول حياة الأشخاص النباتيين في المدن المزودة بكهرباء، وثلاجات، وصرف صحي جيد، وتغذية كافية. والدراسات الأمريكية التي أجرتها إحدى الطوائف الدينية عام 1984 التي قدمت نصائح متعلقة بالنظام الغذائي وأسلوب المعيشة ألقت الضوء على هذه النقطة. فقد شجعت هذه الطائفة على تناول اللحوم الحمراء والدواجن والبيض، وأكدت الضرر الناتج عن تناول لحم الخنزير. ولأن تناول المنتجات الحيوانية لم يلق تشجيعًا، ولم يُمنع بالضرورة، فإنه يتم استهلاك كمية كبيرة من المنتجات الحيوانية. وبعض أفراد الأدفنتست لا يأكلون اللحوم الحمراء والبيض أبدًا، بينما يتناولها البعض الآخر بصفة يومية. وعندما نلقي نظرة فاحصة على البيانات التي قدموها، نجد الأشخاص الذين عاشوا أطول أعمار كانت المجموعة التي اتبعت نظامًا غذائيًّا نباتيًّا نصف حياتهم على الأقل، ويبدو أنهم عاشوا ما يقرب من ثلاثة عشر عامًا أطول مقارنة بنظرائهم غير المدخنين في كاليفورنيا. وأغلب المشاركين في هذه الدراسة اعتنقوا ديانة أخرى في مرحلة من حياتهم، ولم يرثوها أبًا عن جد. وليس هناك أي بيانات عن اتباعهم نظامًا غذائيًّا كهذا منذ الطفولة. إلا أن البيانات المأخوذة من هذه الدراسة كانت مقنعة، والجزء المهم بالنسبة لي على وجه الخصوص هو العلاقة بين تناول السلطة الخضراء وعيش حياة أطول. فالخضراوات الورقية الخضراء، التي تحتوي على أعلى نسبة من العناصر الغذائية في هذا الكوكب، كانت المؤشر الأكبر لعيش عمر مديد.

قد يزعم بعض خبراء التغذية أن الأشخاص النباتيين الصرف الذين يتبعون نظامًا غنيًّا بالخضراوات الطبيعية، لا الحبوب المعدلة، ترتفع أعمارهم الافتراضية، كما يشير تقييم بيانات مشروع الصين، ومئات الدراسات الأصغر المعنية بالنظم الغذائية، ولكن بالطبع، لا يزال ذلك مجرد تخمين. دعونا لا نجادل حول ما إذا كان من المناسب أن نتناول كمية صغيرة من الأطعمة الحيوانية من عدمه، ونركز على النقطة الأهمية التي لا يمكن تفنيدها أو الاختلاف معها: سواء كنت تتبع نظاما نباتيا أو تتناول كمية صغيرة من الأطعمة الحيوانية، لكي تتمتع بالصحة المثالية، يجب أن تستمد أغلب سعراتك الحرارية من أطعمة نباتية غير معدلة. فتناول كمية كبيرة من الأطعمة النباتية غير المعدلة هو ما يضمن أقصى وقاية من الإصابة بأمراض خطيرة.