البروتين هو لبنة البناء الأساسية لجميع أنسجة ووظائف الجسم تقريباً. وهو ضروري للنمو، وإنتاج الهرمونات، والمناعة، وتطور الجهاز العصبي وغير ذلك كثير. ولهذه الأسباب، من المهم جداً أن يتوافر البروتين في أغذية الأطفال. ومع القدر الهائل الذي يتناوله الأطفال هذه الأيام من البرجر والأطعمة التافهة قليلة القيمة الغذائية، نجد أن مشكلة البروتين لا تتعلق بالكم ولكن بالكيف. إذ يأكل كثير من الأطفال كميات كبيرة من اللحوم المعالجة التي لا تفيد صحتهم؛ كما أن الإضافات الكثيرة التي لا مفر منها قد تكون مدمرة لصحتهم بالفعل.
يمكننا أن نجد البروتين عالي الجودة في اللحوم الصافية الخالية من الدهن، والدواجن، والمأكولات البحرية، ويفضل أن تكون مصادره عضوية. وبطبيعة الحال، فإن طريقة الطهو أيضاً تلعب دوراً كبيراً في الخصائص الصحية لهذه الأطعمة. ومن المصادر الجيدة الأخرى التي كثيراً ما يتم تجاهلها: الفول، والبقول، والمكسرات، والبذور، والبيض، وبعض الحبوب الكاملة (مثل الكينوا والدخن).
حاولي أن تدخلي صنفاً من البروتين عالي الجودة في كل وجبة وكل وجبة خفيفة تطعمينها لأطفالك. إنه يلعب دوراً كبيراً في تحقيق التوازن لسكر الدم، مما يساعد في منع التقلبات المزاجية، ورفع مستويات التركيز والطاقة. فمثلاً، بدلاً من إعطاء الأطفال سلطة الفاكهة فقط، أضيفي إليها حفنة من البذور كمصدر إضافي للبروتين والدهون الأساسية.
السجق، وقطع اللحم البارد، واللحوم الجاهزة
رغم أن كثيراً من المستهلكين يعتبرون أن تلك المأكولات مصادر بروتينية، فإن جودتها تعتبر موضع شك كبير.
فالسجق والكثير من قطع اللحم البارد عادة ما تصنع من أردأ نوعيات اللحوم، وغيرها من الأجزاء الحيوانية، ثم يضاف إليها الكثير من الكيميائيات مثل النيتريتات والمواد الحافظة لكي تكسبها فترة صلاحية أطول.
والمنتج الناتج يكاد يكون خالياً من أي قيمة غذائية، وتكون له الكثير من الآثار الجانبية.
وللحصول على خيارات صحية أكثر من اللحوم الجاهزة، جربي تحمير الدجاج أو الديك الرومي في المنزل، وقطعي شرائح رفيعة منها لحشو الشطائر، وإعداد اللفائف، وتغطية فطائر البيتزا. ويمكن أن يستمر لحم الدجاج أو اللحم الأحمر المحمر في الثلاجة ليومين أو ثلاثة أيام إذا تمت تعبئتها جيداً.
البيض
يعتبر البيض مصدراً رائعاً للبروتين والحديد وكثير من العناصر الغذائية الأخرى. إلا أن أغلب منتجي البيض التجاري يحبسون دجاجهم في أقفاص، مما يقلل قدرتها على الحركة والتنقل، ويطعمونها بمخلفات المجازر، ويفرطون في إعطائها الأدوية والمضادات الحيوية لكي لا تصاب بالأمراض المعدية. ولهذه الأسباب، من الأفضل أن تجعلي طفلك يأكل البيض العضوي (إذا كان متوفراً)، أو بيض الدجاج الطليق. ولكن ضعي في اعتبارك أن هذا الدجاج الطليق يترك هائماً على وجهه يأكل أي شيء، وقد لا يكون غذاؤه هذا صحياً أو مفيداً بالضرورة.
إذا كانت هناك مزرعة للدواجن بالقرب من مسكنك، فاسألي صاحب المزرعة عن كيفية معالجتها ونوعية أعلافها. إن وجود مزرعة تبيع البيض العضوي أو شبه العضوي أمر يستحق الاهتمام، أو قد تجدين هذا البيض في السوبر ماركت القريب منك. ولا تقتصر ميزة البيض العضوي على احتوائه على قدر أكبر كثيراً من العناصر الغذائية، بل إنه يتميز أيضاً بأنه خالٍ من السموم وطعمه لذيذ! ابحثي عن البيض الذي يكون صفاره برتقالياً وليس أصفر فاتح اللون.
وبالنسبة للأطفال، ليكن هدفك أن تعطي الطفل أربع إلى خمس بيضات في الأسبوع كحد أقصى. ولكي يبقى البيض مثيراً لاهتمام الأطفال، نوعي طرق طهوه ما بين المسلوق، والمقلي مع التقليب، والمقلي عيوناً، والأومليت (مع خبز الحبوب الكاملة).