التصنيفات
تطوير الذات

البساطة المطلقة | أفكار قد تبدو مستحيلة

إستأجر ولا تملك

على مدى الخمسين عاماً الماضية غيرنا اعتقادنا بأن إمتلاك منزلنا هو الطريق الوحيد المناسب. وفى بحث حديث أجرى عن طريق الجمعية القومية للوسيط العقارى قال 87 % من الذين أجرى عليهم البحث أن امتلاك منازلهم كان أهم عنصر فى تحقيق « الحلم الأمريكى « إمتلاك منزل ذى قيمة عن الزواج السعيد، وظيفة مهمة، مرتب مرتفع، أوحتى الحصول على كمية كبيرة من المال.

ومع الوضع فى الإعتبار التكلفة المرتفعة لإمتلاك منزل فى تلك الأيام، فقد آن الآوان فى إعادة التفكير فى تلك الفلسفة. لدينا أصدقاء مثلنا، أجروا تغييرات عامة فى حياتهم. فباعوا منازلهم، تخلصوا من سياراتهم ومعظم متاعهم، تركوا وظائفهم وقضوا سنتين مسافرين حول العالم. استردوا الرهائن العقارية التى دفعوها فى منازلهم واستخدموها فى زيادة دخولهم لتساند أسلوب حياتهم الذى قل بدرجة كبيرة.

وعندما عادوا من أسفارهم وضعوا فى إعتبارهم شراء منزل أصغر. ولكنهم قرروا بدلاً من شراء المنزل أن يستأجروا شقة. إنهم لن يستطيعوا فقط إستأجار شقة مريحة أقل كثيراً فى التكلفة إذا كانوا يمتلكون نفس المساحة لكنهم أرادوا حرية عدم الإمتلاك. فهل عليهم أن يقرروا الإقلاع عن ذلك ويقوموا بسفريات أكثر، فهم لا يريدون أن يحاصروا بالسوق البطىء ولا يستطيعون البيع عندما يريدون الذهاب لكنهم دهشوا أن السبب الأكبر لعدم إمتلاك منزل يكمن فى الحرية النفسية والعاطفية التى يمنحها لهم. على النقيض مما كانوا يعتقدون تلك السنين، فإمتلاك منزل أصبح حملاً أكثر من كونه أماناً.

فإذا كان منزلك يكلفك جهداً ووقتاً ومالاً أكثر مما ترغب فى أن تدفع ففكر فى الإيجار وسوف يبسط ذلك حياتك بدرجة كبيرة

تخلصي من سيارتك

لدينا أصدقاء يعيشون فى سان فرانسيسكو. ومنذ عدة سنوات باعوا سيارتهم لأنها كانت تسبب مشاكل كثيرة. ففى مدينة مثل سان فرانسيسكو يكون دائماً إيقاف السيارات مشكلة مثل التكاليف العامة، وهم حتى لا يحتاجون سيارة واحدة، فهم يعيشوا قريبين من مكاتبهم وبذلك يمكن لكليهما أن يمشى إلى عمله.

وهم يحبون ممارسة التمارين فى الهواء الطلق. ولا يحبون إزدحام المرور فى المدن الكبيرة. ويأخذون الأتوبيس فى الطقس القاسى والآن وأفضل من الجرى عبر المدينة فهم يقومون بعمل مشترياتهم أثناء سيرهم لمسافة من منزلهم.

فإن المال المتوفر من الغاز، أماكن التوقف، التأمين، الضرائب، رسوم الحجز والإحتفاظ من الممكن استخدامه لإستأجار سيارة إذا رغبوا فى السفر فى نهاية الإسبوع، وإذا إحتاجوا سيارة لأغراض أخرى. وبعد سنوات من الإعتماد على السيارات، قد شعروا باحساس رائع بالحرية فى عدم إضطرارهم للقلق على مشكلات إمتلاك سيارة.

فهم الآن ليس لديهم وسائل راحة وكثيراً ما يقضون وقتاً أقل يجرون فى قضاء مهام غير ضرورية ومن الممكن قضاء هذا الوقت لفعل أشياء يريدون عملها.

أما إذا كنت تعيشين فى الأحياء وتعملين فى المدينة، وإذا كانت المواصلات العامة غير ملائمة أو غير موجودة، فإن الإستغناء عن سيارتك ربما لن يعطيك الاحساس بالراحة أو البساطة أو الحرية الكاملة.

لكن إذا استطعتى إعادة ترتيب حياتك فلن تحتاجى سيارة، وسوف يكون هذا خطوة عامة فى تبسيط حياتك.

تخلصي من هاتف المنزل

عندما كنت مراهقة كنت أحب الهاتف. فدائماً كان يدق عندما أتوقعه. وكبالغة نظرت إلى الهاتف كإزعاج لابد منه. وعلى أية حال، فأنا قد نميت عادة عدم الرد على الهاتف واستعمال آلة تسجيل المكالمات لمراقبة المكالمات الهاتفية. فعلى الأقل إمتلاك هاتف فى المنزل شىء يمكن احتماله. لكن لدى صديقة تنظر إلى الهاتف على أساس أنه تدخل عام فى حياتها. وقد فصلته بالكامل منذ عامين وتقول أنها لن ترجع إلى استخدامه بأي طريقة أخرى.

فهى تعمل فى المبيعات وبالتالي فهى تقضي أغلب وقتها تتحدث على الهاتف وآخر شىء تريد تأديته فى المنزل فى المساء وفى نهاية كل إسبوع هو أن تقضي وقتاً أطول على التليفون. وهى قادرة على إدارة الأعمال التى تحتاجها عن طريق التليفون الشخصي. عائلتها وأصدقاؤها يعرفون أنهم إذا أرادوا التحدث معها، فعليهم أن يطلبوها فى مكتبها. (يساعد فى ذلك أن يكون لديك عملك الخاص أو رئيس متسامح).

ومن الواضح أن ذلك النظام لن يتماشى مع كل فرد. فإذا كان لديك أطفال بالمنزل أو والدين كبيرين، والذين من المحتمل أن يحتاجوا إليك. فإن فصل الهاتف ربما يخلق مشاكل أكثر من أن يحلها، فكرى فى ذلك.

إذا كان أسلوب حياتك من هذا النوع الذى يستطيع الإستغناء عن تليفون المنزل منزلك لن يكون متعباً، وفى الحقيقة سوف يخلق مكان مقدساً للراحة والهدوء، فالتخلص من الهاتف من الممكن أن يقطع خطى واسعة تجاه تبسيط حياتك.

توقفى عن ترتيب الفراش

إذا كان جيد بما فيه الكفاية عند الخروج منه، فهو جيد بما يكفى عندما نأوى إليه.

إذا كان السرير غير المرتب جيد بما يكفى بالنسبة لرالف لويرن، فهو جيد بما فيه الكفاية بالنسبة لى.

وليس هناك شك فى أن ممارسة الأعمال المنزلية أصبحت أقل قسوة فى الأربعين عاماً الماضية. منذ عدة سنوات بدأت رالف لويرن فى عمل حالة مناشدة واسعة للسرير غير المرتب. لكل الملاءات، غيار السرير، المخدات، الألحفة، ملاءات السرير التى تكثر التشويش على الأسرة الغير مرتبة فى إعلانات مدام كليفر ـ وبدون شك والدتك وأنا ـ لن نقبل فكرة ترك السرير غير مرتب. وكانت عائلتى تنظر إلى فلسفة العمة ميرنا على أنها ضلالة. لكن الآن ومن حسن الحظ ومع تغير الزمن فمن سيهتم إذا ترك السرير بدون ترتيب ؟

ومن سوف يراه ؟ لدى صديقة تؤمن بشكل صارم فى ترك الفراش غير مرتب لديها والذى أعتقده رد رائع على أى فرد يعلق على فوضى سريرها « نحن نهوى الملاءات فقط «.

وقد تبينت هذه الفلسفة كلياً. ليس فقط لأنها أسهل، لكنى الآن عندما أنهض من السرير فى الصباح وأعرف أننى لن أكون مضطرة إلى قضاء عشر دقائق فى ترتيب الأشياء، يمنحنى ذلك شعور بالبهجة كما لو أننى أهرب بشىء صغير. إنها المتعة التى أحملها معى خلال اليوم، بالاضافة إلى ذلك، لماذا يصرف الفرد كل ذلك المال على شراء ملاءات من رجل يدعى رالف وبعد ذلك نغطيهم ؟

تخلصي من كل الإضافات

عندما بدأت الدراسة فى الكلية تخلصت من كل اللوحات القديمة والتى تمثل تبذير فى ميزانيتى كطالبة وقررت أن اختار وأشترى ملفاً مضاداً للصدأ والذى ضمنت أن يدوم طول العمر.

كنت أحب ذلك الملف الصغير وقد حملته فى المجىء والذهاب عبر البلدة وحول قارات عديدة على مدى خمسة عشر عاماً.

وذات مرة فكرت فى زيادة بعض الدخل الاختيارى، تباهيت واشتريت نصف دستة زيادة من الملفات الخالية من الطباعة.

كنت أريد واحداً فى حقيبة يدى، واحداً فى مكتبى، واحداً فى درج السيارة، الخ.

ومن الغريب أنه عندما كان عندى ملف واحد كنت دائماً أعرف مكانه. لكن بمجرد أن أصبح لدى منها العديد، فلا أستطيع أن أجد واحداً عندما أريده.

وعلى مدار السنين اكتشفت أن نفس هذه الظاهرة تطبق على أشياء عديدة.

فعلى سبيل المثال، الشخص الذى لديه ساعة واحدة يعرف الوقت، لكن الذى لديه ساعتان لن يكون متأكداً من الوقت مطلقاً. وما هو أسوء من ذلك أنه يصبح جامعاً للأشياء. والآن ليس عليه فقط أن يتعامل مع حفظهم وصيانتهم، لكن عليه أيضاً أن يعرف مكان كل منهم.

إن وجود مجموعات زائدة من الأشياء يمكن أن يتسبب فى وقت قصير للغاية فى تعقيد الأمور. فمنذ وقت طويل تخلصت من تلك الملفات، ومؤخراً جداً تخلصت من النظارات الشمسية والطبية الزائدة، الأقلام الحبر، الشمسيات، العدد الغير لازمة، ومن كل الأنواع من الأدوات الخاصة، حتى أجهزة الحاسب الآلى الزائدة.

وهذا جعل حياتى أكثر بساطة.

اجعلى دولابك بسيط جداً

إذا كنت جادة فى التبسيط فهناك اختيار آخر ربما تحتاجين التفكير فيه.

لقد عرف عن أحد خبراء المال بـ « وول ستريت « أنه يمتلك أبسط غرفة ملابس: فعنده نصف دستة من البدل المفصلة السوداء ذو الثلاث قطع المضبوطة بشكل رائع، زوج من القمصان البيضاء المماثلة، ورابطات العنق الحريرية. زوجين من الأحذية السوداء. وهذا هو كل ما يرتديه.

وتبريره هو أن لديه قرارات كافية لجعل كل يوم يمر دون الحاجة إلى القلق بشأن ما يلبسه أيضاً.

فكرى فى ذلك. فإن هذه الفكرة من الممكن أن تبسط حياتك حقيقة.