البطان الرّحمي endometriosis هو مرض مهلك تنمو فيه خلايا بطانة الرحم في أجزاء أخرى من منطقة الحوض، كالمبيضين أو عنق الرحم أو الأمعاء أو المثانة.
وتتجمع هذه الخلايا الهاربة في نقاط صغيرة أو طبقات أو أكياس، وتستمر بالتجاوب مع الهرمونات. فتنزف عند كل دورة شهرية، مسببة التهابا وندوبا وحتى دمارا في الأنسجة المجاورة. وربما كونت نوعا من الصمخ يلصق الأعضاء معا، مؤديا إلى ألم مزمن في الحوض وتقلصات حيضية حادة. ومن شأنها أن تسبب العقم أيضا.
وغالبا ما يعتبر الأطباء التقليديون بأن تقلصات الحيض الحادة هي أمر “طبيعي” أو يصفون عقاقير قوية لإيقاف الحيض تسبب أيضا تقلصا في حجم الثديين وانخفاضا في الصوت وجفافا في المهبل، فضلا عن انفعالات متضاربة. وتخضع بعض النساء إلى جراحات عدة من دون أن يزول الألم.
ولكن ديبورا ميتزغر، دكتورة في الطب، دكتورة في الفلسفة، مديرة طبية لـ Helena Women’s Health في سان فرانسيسكو وبالو ألتو، كاليفورنيا، تقول إنها تنجح في علاج النساء من البطان الرّحمي “غير القابل للشفاء” بوسائل بديلة.
فهي تعتقد بأن البطان الرّحمي ناجم عن تحسس تجاه هورمونات المرأة نفسها. أضف إلى أن إجهاد الجهاز المناعي بفعل التحسس غالبا ما يسمح بفرط نمو الفطريات الشائعة، المبيضّات البيض Candida albicans، داخل الجسم.
وتقول: “بعد علاج التحسس والفطريات، تتحول مريضات البطان الرّحمي إلى نساء جديدات. إذ يتخلصن من كثير من الأعراض المزمنة، كالتعب والاكتئاب، كما يتمتعن بطاقة جديدة وبرغبة متجددة بالحياة”.
وترى د. مينزغر أن المرأة تستطيع القيام بكثير من الأشياء بمفردها لتقوية جهازها المناعي وبالتالي تخفيف أعراض البطان الرّحمي وتعجيل الشفاء.
دليل العناية الطبية
إن عانيت من أيّ من الأعراض التالية، التي تشير إلى البطان الرّحمي، عليك رؤية طبيب مختص. وتشتمل تلك الأعراض على ألم يصاحب فترات الحيض مع نزف كثيف وغير منتظم، ألم قبل العادة الشهرية وبعدها، غالبا ما يصاحبه ألم في أسفل الظهر، ألم في الحوض، إسهال، ألم عند التبرز أثناء العادة الشهرية، ألم عند الجماع، عجز عن الحمل، تعب وتراجع في الطاقة.
“يعتقد الأطباء التقليديون أن الجراحة أو العلاج بالهورمونات هما السبيل الوحيد لعلاج البطان الرّحمي”، كما تشير ديبورا ميتزغر، دكتورة في الطب، دكتورة في الفلسفة، مديرة طبية لـ Helena Women’s Health في سان فرانسيسكو وبالو ألتو، كاليفورنيا.
وفيما تعتبر الجراحة ضرورية غالبا لإزالة الأضرار أو إتلافها، ويساعد العلاج الهورموني على إيقاف تقدم الحالة، تقترح د. ميتزغر علاجات إضافية تجنبا لمعاودة الألم ولعلاج التعب المقترن بالحالة.
وبما أنها اكتشفت خلال مزاولتها للطب أن مريضات البطان الرّحمي يتحسّسن تجاه هورموناتهن، فهي تتبع علاجا مناعيا يقوم على إبطال تأثيرها، تعطي فيه نقاطا محضرة خصيصا من شكل مخفف لتلك الهرمونات تؤخذ فمويا. أيضا، وبما أن نصف مريضاتها المصابات ببطان رحمي تقريبا يعانين من فرط نمو الفطريات الشائعة، المبيضّات البيض، فإنها تصف المضاد الفطري نيستاتين (Mycostatin).
أخيرا، اكتشفت د. ميتزغر أن كثيرا من النساء المصابات بألم الحوض المزمن الناتج عن بطان رحمي يعانين أيضا من حالات أخرى لم يتم تشخيصها، كالفتوق، الاحتقان الحوضي، عقد عميقة من البطان الرّحمي، التهاب مثاني خلالي (إنتان مثانة مزمن)، وارتداد خلفي حوضي (رحم مزاحة)، وكل منها يسبب الألم بشكل مستقل. وبتصحيح هذه المشاكل غير المشخصة سابقا بواسطة الجراحة، غالبا ما يزول الألم لدى النساء اللواتي ما زلن يعانين من الألم المزمن بالرغم من خضوعهن لعدة جراحات لاستئصال البطان الرّحمي.
الطعام: تخلصي من النفايات
تخبر د. مينزغر مريضاتها أن الأنماط الغذائية المعتمدة على الأطعمة المصنعة، غنية بالمواد غير الطبيعية والمواد الحافظة التي “تسمم” الجسم وتؤدي إلى تفاقم أعراض البطان الرّحمي. وترى أن “الابتعاد عن هذه النفايات يساعد كثيرا على تخفيف حدة المرض”.
وتشتمل تلك النفايات أيضا على أطعمة تزيد من التوتر، كما تقول سوزان لارك، دكتورة في الطب، طبيبة في لوس ألتوس، كاليفورنيا. وهي تطلب من مريضاتها خفض مأخوذهم من صلصات السلطة التجارية، الكاتشاب، المشروبات غير الكحولية، القهوة والكحول، فضلا عن اللحم الأحمر ومستخرجات الألبان.
الكربوهيدرات المكررة: وفري طاقتك
تشدد كل من د. لارك ود. ميتزغر على ضرورة تجنب الكربوهيدرات المكررة، كالسكر والطحين الأبيض.
“فالسكر والطحين الأبيض يضعفان الجهاز المناعي ويسلبان الجسد طاقته”، كما تؤكد د. ميتزغر. وهي تعتقد بأن تجنب تلك المأكولات يساعد الجسد الذي يعاني من البطان الرّحمي على تأدية وظائفه على نحو أفضل.
الفيتامينات والمعادن: لتعزيز المناعة
“تزداد حاجة المرأة المصابة ببطان رحمي لبعض الفيتامينات لأنها تحتاج إلى ترميم جهازها المناعي وتعزيزه للمساعدة على محاربة المرض”، كما ترى د. ميتزغر.
فحين تستعمل المرأة المغذيات المطلوبة بالجرعات المناسبة، تتنشط الكريات البيضاء وغيرها من مكونات الجهاز المناعي. وهي توصي بتناول مكمل معدني/عديد الفيتامينات يوميا، فضلا عن المغذيات الإضافية التالية كل يوم.
• الفيتامين ج: 1.000 إلى 2.000 ملغ يوميا على ثلاث جرعات
• الفيتامين هـ: 400 إلى 800 وحدة دولية يوميا
• فيتامينات المركب – ب: مكمل يؤمن على الأقل 50 ملغ في اليوم من الفيتامينات ب الأساسية، كالثيامين والنياسين
الأحماض الدهنية: لتخفيف الألم
تساعد الأحماض الدهنية أوميغا – 3 وأوميغا – 6، الموجودة أساسا في المكسرات النيئة والبزور والأسماك الدهنية، على تكوين كيميائيات شبيهة بالهورمونات في الجسم تدعى بروستاغلندينات السلاسل – 1. وتعمل هذه المواد على ترخية العضلات والأوعية الدموية وتخفف بالتالي من حدة تقلصات الحيض، كما ترى د. ميتزغر. ومن شأنها أيضا أن تخفف من الالتهاب الناجم عن البطان الرّحمي، ومن ألم الحوض بالتالي.
وتوصي د. لارك باستعمال زيت بزر الكتان الطازج باعتباره المصدر الأفضل لأحماض أوميغا – 3 وأوميغا – 6. وتقترح تناول 3 إلى 4 ملاعق طعام منه في اليوم. ويمكنك إضافته إلى الطعام كبديل عن الزبدة، ولكن تعرضه للحرارة يدمر الأحماض الدهنية. ومن المصادر الأخرى الجيدة لأحماض أوميغا – 3 وأوميغا – 6 هو زيت بزر اليقطين.
ومن الأفضل استعمال الزيوت الطازجة، لأن أحماض أوميغا تميل إلى التحلل بعد مضي فترة من الوقت. وقد لا تحصلين عليها أيضا إلا بطلب خاص من متجر الأغذية الصحية نظرا لصعوبة إيجادها. وتشير د. لارك إلى أنها فعالة أيضا على شكل كبسولات، وأكثر توفرا أيضا.
مكافحة المبيضّات
“معظم الأطباء التقليديين لا يعتقدون بإمكانية حدوث نمو زائد نظامي للمبيضّات، ويجهلون بالتالي وجود علاجات ذاتية للمشكلة”، كما تقول د. ميتزغر.
وقد وجدت خلال مزاولتها للطب أن نصف النساء اللواتي يعانين من البطان الرّحمي، لديهن هذا النمو الفطري الزائد، وأن علاج الفطريات غالبا ما يساعد على تخفيف التعب الحاد الذي يصيب أغلب النساء المصابات بالمرض.
بالتالي، إضافة إلى ضرورة تجنب الكربوهيدرات المكررة والسكر، والتي تغذي الفطريات، إليك بعض العلاجات البيتية البديلة التي تساعد على إزالة الإنتان.
خلاصة بذر العنب: تحارب الفطريات
تشكل هذه الخلاصة مضادا قويا جدا للفطريات تساعد على قتل البكتيريا، استنادا إلى د. ميتزغر. ونظرا لقوتها، فهي تحذر النساء من استعماله بكمية تفوق الجرعات الموصى بها على الوصفة. تابعي العلاج بالكبسولات لمدة 3 إلى 6 أشهر، كما تنصح.
الثوم: يقتل المبيضّات
تعتبر كبسولات الثوم، وهي أيضا مضادة للفطريات، فعالة جدا في إبادة المبيضّات، كما تقول د. ميتزغر. تناولي 500 ملغ ثلاث أو أربع مرات في اليوم لمدة 4 إلى 6 أسابيع.
المساعدات الحيوية: تعيد التوازن النباتي إلى الأمعاء
إن استعمال مساعد حيوي يحتوي على البكتيريا المعوية “الودودة”، الملبّنة الحمضة والبكتيريا المشقوقة، قد يساعد على الحد من نمو المبيضّات، كما تقول د. ميتزغر. والمكمل الذي ستجده في الصيدلية على الأرجح يدعى L. acidophilus أي الملبّنة الحمضة، وتذكر الوصفة أيضا احتواء المكمل على B. bifidum أو البكتيريا المشقوقة.
ابحثي عن مكمل مبرد يحتوي على نوعي البكتيريا المذكورين واتبعي التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.