التصنيفات
صحة المرأة

البطان الرحمي، الترحم، التغمد الرحمي، شذوذ نمو بطانة الرحم Endometriosis

المقدمة والتعريف

في الحالات الطبيعية بعد البلوغ ينمو الغشاء المبطن للرحم تحت تاثير هرمون الإستروجين المفرز من خلايا حويصلة البويضة، ثم يستمر هذا النمو ويتطور تحت تأثير هرموني الاستروجين والبروجستيرون المفرزين من الجسم الأصفر بعد التبويض.

وعند ضمور الجسم الاصفر (في الايام القليلة قبل بدء نزول دم الطمث) تقل هرموناته مسببة سقوط الجدار المبطن للرحم مع دم الطمث.

إذا وجد غشاء مماثل للغشاء المبطن للرحم خارج تجويف الرحم فإن هذا يسمى بـ البطان الرحمي او الترحم او التغمد الرحمي أو شذوذ نمو بطانة الرحم، وتستجيب خلاياه لهرمونات المبيض بنفس طريقة الغشاء المبطن للرحم وتسقط أثناء الدورة مع نزول دم الطمث بنفس الطريقة ولكن لا تجد لها مخرجآ مسببة أكياسآ دموية بالمنطقة الموجودة بها أينما وجدت، وتسمى هذه الاكياس ايضآ أكياس شيكولاتية Chocolate Cysts بسبب لونها الناتج عن تراكم السائل الداكن (المكون من دم الحيض وبقايا الخلايا) داخل التكيسات، وقد توجد هذه الاكياس الشيكولاتية في الأماكن التالية:

– الغشاء البريتوني بالحوض.
– انايبب المبيض.
– اربطة الرحم.
– جدار الرحم العضلي أو الغشاء البريتوني المغطى له.
– المهبل، وفي حالات نادرة في العنق.
– في المثانة والمستقيم والأمعاء الدقيقة.
– في جدار البطن، مكان الجزء الذي فتح لإجراء عملية بالرحم حيث تنمو خلايا الجدار المبطن للرحم والتي تصل إلى هذا المكان عن طريق الأايدي أو الالات.

تزداد نسبة حدوث البطان الرحمي او الترحم او التغمد الرحمي للسيدات غير المنجبات، حيث تحصل إلى 20% من الحالات (10 أضعاف المعدل العام الذي يصل إلى 2%).

إذا نستطيع تعريف هذه الحالة بأنها حالة مزمنة تنمو فيها خلايا من بطانة الرحم ايضآ على انسجة وأعضاء تقع خارج الرحم، وأكثر المواقع التي تنمو عليها تلك الخلايا هي المبيضان والسطح الخارجي للرحم والاربطة التي تدعم الرحم والاغشية البريتونية المبطنة لتجويف الحوض والفراغ الفاصل بين الرحم والمستقيم، وفي بعض الحالات ينمو نسيج بطانة الرحم على الأمعاء أو القناة البولية، وذلك النسيج الشاذ قد ينمو ايضآ داخل التكيسات التي على المبيضين.

ويعتقد ان البطان الرحمي مسؤول عن 25% من جميع حالات العقم.

كيفية حدوث البطان الرحمي او الترحم او التغمد الرحمي

السبب غير معروف على وجه الدقة، وهناك عدة إحتمالات:

  • رجوع دم الطمث في اتجاه عكسي إلى انابيب المبيض ثم إلى المبيض والغشاء البريتوني المبطن للحوض.
  • وجود النسيج خلقيآ منذ الولادة بالأماكن المختلفة.
  • تغير خلوي بالأماكن التي يحدث بها المرض إلى غشاء مماثل للشغاء المبطن للرحم.
  • انتقال بعض الغشاء المبطن للرحم عن طريق الأوعية الليمفاوية والأوردة.
  • نمو الغشاء المبطن للرحم بعمق في الجدار المبطن للرحم ثم انفصال هذا الجزء العميق عن باقي الغشاء المبطن للرحم.
  • انتقال بعض النسيج المبطن للرحم لجدار البطن أثناء إجراء عملية جراحية في الرحم.
  • قد يلعب جهاز المناعة دورآ في ذلك.

وفي النهاية يتكون نسيج ندبي (تليفي) ناتج عن الالتهاب المزمن، وهذا قد يؤدي إلى تكون أغشية ليفية تسمى التصاقات Adhesions
وهذه بدورها يمكن أن تتصيد بعض الأعضا ءالداخلية مسببة انسدادات بها ومؤدية إلى آلام بطنية شديدة.

اعراض البطان الرحمي او الترحم او التغمد الرحمي

تشمل أعراض البطان الرحمي:

  • تقلصات حيضية شديدة.
  • ألم بطني.
  • الم اثناء الجماع.
  • وجع في الظهر.
  • تعب في المستقيم أثناء التبرز.
  • اسهال أو إمساك.
  • عقم.
  • اجهاض متكرر.

ويعتمد نوع الألم أو المشكلة على موقع النسيج الشاذ لبطانة الرحم أو الالتصاقات أكثر مما يعتمد على مدى ودرجة امتداد المرض.

وتسوء الأعراض غالبآ أثناء نفس الجزء من الدورة الحيضية في كل شهر، نظرآ لأن النسيج الشاذ يمكن أن ينمو وينزف تمامآ مثل البطانة الرحمية الطبيعية، ولهذا السبب فإن أعراض البطان الرحمي تختفي بعد دخول مرحلة اليأس من المحيض.

العوامل المساعدة على حدوث البطان الرحمي

  • طول فترة عدم الإنجاب، حيث أن هرمونات المشيمة(أثناء الحمل) تشفي المرض تمامآ.
  • انسداد أو ضيق عنق الرحم أو الميل الخلفي للرحم من الدرجة الثالثة، حيث يساعد ذلك على تسرب دم الطمث للأنابيب ثم المبيض ثم الغشاء البريتوني للحوض.
  • العمليات الجراحية التي تشمل الرحم.
  • اجراء عملية نفخ أو أشعة على الرحم بالصبغة في الأيام القليلة قبل نزول الدورة (يجب اجراء ذلك خلال 3-6 أيام بعد انتهاء الدورة الشهرية).

خيارات علاج البطان الرحمي او الترحم او التغمد الرحمي

يمكن ان يشخص الاطباء حالة البطان الرحمي أثناء جراحة منظار (مكشاف) البطن، إذ يتم إستكشاف ما بداخل التجويف البطني بعمل قطوع صغيرة في جدار البطن يتم من خلالها إدخال أنابيب رفيعة استرشادآ بكاميرا فيديو متصلة بالأنابيب، وهذا يتيح للجراحين تحديد مواقع النسيج الشاذ وأية إلتصاقات قد توجد، وعلاج المرض بإزالة النسيج المسبب لهذه المشكلات.

ويعتمد العلاج الذي يهدف لإستعادة الخصوبة على شدة المرض، فالبطان الرحمي الطفيف لا يحتاج إلى علاج و 75% من النساء المصابات به يتمكن فيما بعد من الإنجاب.

وفي الحالات الاكثر تقدمآ يمكن إزالة النسيج الشاذ والإلتصاقات بجراحة منظار البطن.

وحوالي 40% من النساء اللاتي يعالجن بهذه الطريقة يمكن ان يحملن بعد العلاج، وقد لا يكون من الضروري اللجوء إلى وسائل مساعدة على الانجاب لأولئك اللاتي لا يزلن غير قادرات على الانجاب، وبعض النساء تمر بهن فترات مؤقتة بعد الحمل يكن فيها خاليات من الأعراض.

ولتخفيف الألم توجد اختيارات تشمل الأدوية أو الجراحة، فأما الادوية فتقلل الألم بعرقلة التغيرات الهرمونية الطبيعية أثناء الدورة الحيضية، وهي تشمل حبوب منع الحمل، والهرمون الذكري الاصطناعي المسمى دانازول Danazol، وصورآ من هرمون البروجسترون، والعقاقير التي تسمى نظائر الهرمون المطلق للجونادوتروبين ((أي نظائر GnRH) مثل “ليوبروليد”) تؤثر على الغدة النخامية لإيقاف الإشارات الهرمونية الطبيعية التي تحفز المبيضين لكي تنتجا هرمونات الدورة الحيضية، وهذا يخلق حالة يأس من المحيض كاذبة مع وجود آثار جانبية مثل الفورات الساخنة والصداع والجفاف المهبلي وهشاشة العظام، ونظرآ لإحتمال حدوث فقدان لمادة العظم فإن نظائر الهرمون المطلق للجونادوتروبين لا تستخدم لفترة طويلة من الزمن.

أما الإختيارات الجراحية فتعتمد على موقع النسيج الشاذ ورغبتك في الانجاب، وأثناء اجراء الجراحة بالمنظار لتشخيص الحالة.

يمكن ازالة النسيج الشاذ والنسيج الندبي مما يؤدي أحيانآ إلى شفاء الأعراض.

ومما يذكر أن استئصال المبيضين والرحم والنسيج الشاذ والنسيج الندبي يحقق تخفيفآ للألم في 90% من النساء، ولكنه ينتهي بفقدان قدرتك على الإنجاب.