يتكون حوالي 2 كجم من وزنك من بكتريا، فالإنسان العادي يعول نحو 400 صنف من البكتريا النافعة بصورة أو بأخرى، تقيم بشكل رئيسي بالمجرى الهضمي، متكاثرة على الدوام وإلى ما لانهاية. وهذه الأعداد من البكتريا النافعة هي خط الدفاع الأول تجاه البكتريا الضارة أو المسببة للأمراض خلاف الكائنات الدقيقة الأخرى مثل الفيروسات والفطريات. وللبكتريا النافعة قدراتها الإضافية على تصنيع بعض الفيتامينات وهضم الألياف الصعبة، ممهدة الطريقة نحو الحصول على أكبر كم ممكن من العناصر الغذائية مما نتناول من طعام.
وربما تندهش إذا ما عرفت مدى التشابه بين خلايا جسدك وخلايا البكتريا؛ فعلماء الأحياء يعتقدون أن مصانع الطاقة داخل الخلايا الحية والمسماة بالميتوكوندريا أساسها الأول هو البكتريا، بل ويعتقدون أن الخلايا المعقدة المكونة لأجسادنا ما هي إلا نتيجة تطور جماعات مختلفة من الكائنات الدقيقة تعمل معاً في انسجام وتناسق. وبمرور الوقت، اتحدت جميعاً لتكوّن هذه الخلايا.
أما المضادات الحيوية، فيمكننا تشبيهها بالمبيدات الحشرية. فغايتها الأولى هي القتل، والذي لا يفرق في مساره ما بين البكتريا الضارة والنافعة. وكلما اتسع مدى نطاق المضاد الحيوي، زادت الأعداد الهالكة من البكتريا النافعة. فإكمال الجرعة الزمنية من المضاد الحيوي لمرة واحدة كافٍ لإبادة أعداد من البكتريا النافعة لأكثر من 6 أشهر. ومن هنا، نفهم مقولة الباحث د.جيوفري كانون: “عندما تتناول المضاد الحيوي، فأنت تعرض جسدك تماماً لما يعرض له الفلاح أرضه عندما يغطيها بالمبيدات الحشرية”.
مضار المضادات الحيوية ومنافعها
حسبما يقوله د.رتشارد لاسي أستاذ علم الكائنات الدقيقة، فانتشار استخدام المضادات الحيوية بصورة مفرطة هو السبب الرئيسي للتغيرات الملحوظة في العقد الماضي في التوازن الحيوي للبكتريا بالقناة الهضمية. فالإفراط في استخدام المضادات الحيوية، خاصة الأمبيسلين والحلقيات الرباعية (التتراسيكلينات Tetracyclines)، نتج عنه تطور سلالات جديدة من البكتريا الفائقة الجرثومية والمقاومة لكافة العقاقير المصنعة للتغلب عليها. كما يقول د.سيتوارت ليفي الباحث في جامعة تافتس ببوسطن أن هذه التغيرات غير مسبوقة على الإطلاق في التاريخ الطبي المدوّن. ومدى خطورة المشكلة يتضح لنا إذا عرفنا أن هناك أنماطاً مقاومة للعقاقير المعتادة تم استحداثها في كافة الأمراض الناتجة عن العدوى بالبكتريا. فالدرن المقاوم للعقاقير نسبته تصل إلى واحد في كل 7 حالات.
أما عن الأعراض الجانبية المؤقتة للمضادات الحيوية فتندرج من الحساسية البسيطة إلى الإسهال والاضطرابات المعوية. لكن ما قد يثير القلق هو ما لهذه الأدوية من آثار طويلة المدى. فأي شخص يستخدم المضادات الحيوية واسعة النطاق باستمرار لمدة سنوات يصبح معرضاً بشدة للإصابة بالعدوى من سلالات بكتيرية أخرى خلاف الفيروسات والفطريات. وكما يقول د.جيوفري كانون، فالمضادات الحيوية أضحت هي المسئولة عن ظهور أمراض جديدة مصحوبة بكائنات بكتيرية لم نعتد تواجدها بالجسم الإنساني، فالكائنات البكتيرية الناشئة مع أجسادنا والمتوائمة معها هي دفاعاتنا المناعية الخارجية. ولهذا فعند إفسادك للتوازن الدقيق والمعقد للبيئة الداخلية من الكائنات الدقيقة، فأنت تفتح الباب على مصراعيه للمزيد من الأمراض التي قد تجهل كنهها. ولهذا فهو مقتنع تماماً بعدم حكمة استخدام المضادات الحيوية إلا في حالات محددة من العدوى الثابتة ببكتريا لها خطرها على حياة المرء أو مضاعفاتها الخطيرة المحتملة في حالة عدم علاجها.
التنبؤ بالأوبئة المعدية
الأمر لا يقتصر على المضادات الحيوية، بل الفكرة السائدة بتصنيع عقاقير لقتل الجراثيم، والتي ينبغي أن نضع أمامها علامة استفهام. فرغم التحسن الهائل في وسائل التنقية والعزل والتعقيم بدول العالم الغربي في القرن الماضي، ورغم ما وفرته خدمات الرعاية الطبية من بلايين للمضادات الحيوية والفيروسية والفطرية المختلفة في العشرين عاماً الماضية، وعلى عكس المتوقع، لم تنخفض حالات الوفاة الناتجة عن عدوى أو حالات التسمم الغذائي بشكل يوازي هذا الجهد.
ففي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على سبيل المثال، مازالت معدلات الإصابة بالعدوى لأسباب مختلفة في تزايد. وبإحصاء العدد الكلي للوفيات بالولايات المتحدة بين عامي 1980م و 1992م، تبين زيادة نسبة الوفيات بسبب الأمراض المعدية بمعدل 58%. وتضاعفت هذه المعدلات لستة أمثالها في الذين يتراوح أعمارهم بين 25 و 44 عاماً. ولا يمكن إعزاء كل هذه النسبة بالطبع لزيادة حالات الوفاة بمرض الإيدز. فمعدلات الوفاة من الالتهابات الرئوية زادت بنسبة 20% على سبيل المثال. ولا يختلف الأمر كثيراً في بريطانيا، فحسب ما يقوله د.سبينس جلبرت المدير السابق لمركز استقصاء الأمراض المعدية: “فإن معدلات تغير الإصابات المعدية في الإنسان تتزايد باطراد، ويمكننا القول بأن المسألة مسألة وقت ليس إلا، حتى يظهر التهديد الميكروبي التالي لجنسنا البشري بأسره”.
جراثيم الطعام – مشكلة متزايدة
وماذا عن التسمم الغذائي؟ هل يمكن إعزاؤه لإضافة المضادات الحيوية للأغذية الحيوانية تبعاً للوسائل الحديثة في تربية الماشية أم في صناعة الغذاء وتخزينه؟ يموت سنوياً أكثر من مليون مواطن على مستوى العالم بسبب التسمم الغذائي. وفي الواقع، قد تكون الأمراض بفعل ميكروبات الطعام، والتي تحتل المرتبة الثانية من حيث الانتشار بعد نزلات البرد في المجتمعات الغربية، سبباً مباشراً للاستخدام المفرط والعشوائي لأكثر من 50000 طن من المضادات الحيوية سنوياً.
ترجع المشكلة جزئياً إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة، عندما ازداد الطلب على اللحوم بصورة حادة، واللحوم هي هدف تفضله ميكروبات الطعام. وبالتالي، ازداد الطلب على اللحم الرخيص ومصدره بالطبع حيوانات تمت تربيتها في دول استوائية حيث تنتشر العدوى بين الحيوانات. ورغم أن إجراءات الفحص والحجر الصحي تكافح هذه المشكلة إلا أن خطورتها لا تزال قائمة. فالحيوانات التي تم منحها هذه الأطعمة الملوثة، أدت أيضاً إلى مزيد من التلوث البيئي عندما أصبحت نفسها وسطاً لنمو وتكاثر الميكروبات المعدية. تساهم ملايين الحيوانات على مستوى العالم في هذه المشكلة البيئية وفي استمرار هذه الدورة المعدية التي تلعب الآن دوراً بارزاً كمرض من الأمراض التي يسببها الطعام.
تضاعفت المشكلة بتطور صناعات معالجة الطعام المعاصرة. على سبيل المثال، وبسبب أن عمليات المعالجة تتم في مصانع كبيرة مركزية، يمكن لحيوان واحد أن يلوث مصدر لحوم مدينة بأكملها. وبتراجع الطبخ المنزلي وانتشار اللجوء إلى المطاعم والأطعمة السريعة والجاهزة، يزداد تفاقم تلك المشكلة. هذا، بالإضافة إلى زيادة أعداد الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي (جزئياً، نتيجة انتشار استخدام الأدوية مثل المضادات الحيوية)، وتطور المزيد من الفصائل البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، يجعل المشكلة في غاية الحساسية. الأطعمة شديدة الخطورة هي اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.
اعرف عدوك
إن أفضل طريقة لمكافحة العدوى هي أن يتمتع الجسم بمناعة قوية واتزان صحيح يتعلق ببكتريا الأمعاء النافعة. ومن ثم إذا حاول ميكروب ما العبور إليك، فمن الأرجح أن تتصدى له دفاعاتك الطبيعية فلا يسبب لك أذى. ولكن ماذا إذا أصبت بالعدوى فعلياً؟
على عكس الاعتقاد السائد، أغلب الأمراض ليست معدية وأغلب الأمراض المعدية لا تعالج باستخدام المضادات الحيوية. الأمراض الفيروسية مثل البرد والأنفلونزا لا تستجيب للمضادات الحيوية. كما لا يستجيب التهاب الحلق لها أيضاً، حسب دراسة نشرت في British Medical Journal، حيث تم تقسيم أكثر من 700 مريض بالتهاب الحلق إلى ثلاث مجموعات. تم إعطاء إحداها مضاداً حيوياً لمدة 10 أيام، والأخرى مضاداً حيوياً بعد 3 أيام إذا لم تتراجع الأعراض، والمجموعة الثالثة لم يتم إعطاؤها أي مضاد حيوي. لم يلاحظ أي فارق بين الثلاث مجموعات في عدد المرضى الذين شعروا بتحسن بعد 3 أيام ولا في الفترة الزمنية الكلية للمرض.
حالات عديدة من عدوى الأمعاء مثل الالتهاب المَعِدِي المعوي والإسهال قد تزداد سوءاً مع العلاج بالمضادات الحيوية. ذلك أن المضادات الحيوية قد تقتل أيضاً البكتريا النافعة. يجب أيضاً ألا تستخدم المضادات الحيوية لمنع حدوث العدوى، كما في حالات حب الشباب على سبيل المثال، كي لا تضعف مناعة الجسم وتجعله عرضة لأمراض أخرى. ويوصي أ.د.ريتشارد لاسي بأن يقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان الشخص المريض يعاني من عدوى بكتيرية، ومن ثم يجب تحديد نوعها ووصف المضاد الحيوي المناسب لها ولفترة قصيرة قدر الإمكان كما يجب عليه أن ينصح المريض بإيقاف استخدام المضاد الحيوي بمجرد زوال أعراض العدوى.
التطورات الحديثة في الاختبارات التحليلية جعلت من اليسير أخذ عينة من اللعاب أو البراز والتعرف على الميكروب المسبب للمرض. كما أصبح بالإمكان معرفة إذا ما كان الشخص يعاني نقصاً في تلك البكتريا النافعة والتي تشكل حائطاً دفاعياً طبيعياً.
مكافحة العدوى بطرق طبيعية
أدت هذه التطورات الحديثة إلى استخدام ما يسمى بالبروبيوتكس Probiotics (البكتريا النافعة) كعلاج بدلاً من المضادات الحيوية. فبدلاً من وصف عقار طبي يدمر العدو، يتم إعطاء المريض بعض أنواع البكتريا النافعة لتزيد من مناعة الجسم الطبيعية. على سبيل المثال، فإن إعطاء الأطفال للبكتريا النافعة أدى إلى انخفاض فترة الشفاء من نوبة الإسهال بمقدار النصف.
تشمل العائلات الرئيسية من البكتريا النافعة عائلة اللاكتوباسيلس Lactobacillus أو عُصَيَّة اللبن وعائلة البيفيدس باكتريا Bifidus Bacteria أو البكتريا ذات الشق. بتناول تلك البكتريا تتراجع فرصة بقاء البكتريا المرضية. هناك أنواع عديدة من البكتريا النافعة بعضها يعيش بالفعل في الأمعاء والآخر يعبرها فقط. وإليك بعض أنواعها المختلفة:
الأطفال | البالغين | |
المقيمة بالأمعاء |
|
|
العابرة |
|
|
اختصارات
بي. = بيفيدو باكتريا إل. = لاكتوباسيلس إس. ستريبتوكوكس (المكورات السبحية)
إن البكتريا التي توجد بصفة مستديمة في جسم الإنسان من البكتريا النافعة هي الأكثر قدرة على محاربة العدوى. والأخرى العابرة توجد في الأطعمة المختمرة مثل الزبادي. ومتاجر الأطعمة الصحية يوجد بها كبسولات تحتوي على البكتريا النافعة، فسل عما يناسبك منها حسب حالتك. بشكل عام، تحتاج إلى تناول كبسولة واحدة إلى اثنتين أو ملء ملعقة صغيرة يومياً. تحتوي الكبسولة أو ملء ملعقة صغيرة على بلايين البكتريا. ومن الأفضل أخذها مع الطعام إذا كانت البكتريا محاطة بغشاء يقيها الأثر الحامضي لعصارة المعدة؛ فإن لم تكن، يجب أخذها بعيداً عن الوجبات كي لا تتحطم بأثر الحامض المعدي.
صيدلية الطبيعة غنية أيضاً بعناصر طبيعية مقاومة للعدوى، بدءاً من مستخلص بذور الجريب فروت حتى عشب الأرتيميزيا Artmesia. يمكن لكليهما المساعدة في التخلص من الميكروبات الضارة دون المساس بالبكتريا المعوية النافعة.
يوضح لك الجدول التالي أثر عناصر طبيعية وأنواع من البكتريا النافعة تجاه أنواع معينة من العدوى. باستخدام أكثر من عنصر في نفس الوقت تزداد شدة الفاعلية. قد تحتاج إلى استشارة أخصائي تغذية ليحدد لك منهجاً خاصاً تجاه عدوى أكثر خطورة. كقاعدة عامة، لو استمرت العدوى أكثر من أسبوع ولم تستجب لتلك العلاجات الطبيعية، يجب عليك استشارة الطبيب. قد يكون استخدام المضادات الحيوية ضرورياً في بعض الحالات، ولكن يجب أن تكون هي الملاذ الأخير. ولو حدث واستخدمتها، فتأكد من تناولك جرعات من البروبيوتيكس مثل اللاكتوباسيلس أسيدوفيلوس والبيفيدوس مدة شهر كي تعيد إنعاش بكتريا الأمعاء النافعة.
محاربة العدوى بصورة طبيعية
العدوى | الدواء الطبيعي/البكتريا النافعة |
عدوى المعدة، وإسهال السفر (العطلات) | بذور الجريب فروت (قصير الأجل)، الثوم، اليود (قصير الأجل)، لاكتوباسيلس أسيدوفيلوس، البكتريا ذات الشق، خلاصة الصبار |
الإسهال | بذور الجريب فروت (قصير الأجل)، لاكتوباسيلس إينفانيتس (لدى الأطفال)، تجنب اللبن بسبب البكتريا، نقص إنزيم اللاكتيز المكتسب، خالٍ من اللاكتوز |
التسمم الغذائي | لاكتوباسيلس أسيدوفيلس، الثوم، خلاصة الصبار |
التهاب الحلق، والتهاب اللوزتين، والتهاب الحنجرة | فيتامين “جـ” مع البيوفلافينويدات، فيتامين “أ”، الزنك، لاكتوباسيلس أسيدوفيلس، عكبر النحل، الثوم، خلاصة البلسان (السامبوكول)، عشب مخلب القط (قصير الأجل وليس للحوامل) |
التهاب الشعب الهوائية | فيتامين “جـ” مع البيوفلافينويدات، الزنك، فيتامين “أ”، الردبكية (قصير الأجل وليس للحوامل)، خلاصة البلسان (السامبوكول)، الأحماض الدهنية الأساسية |
التهاب الجيوب الأنفية | فيتامين “جـ”، الزنك، استنشاق أبخرة عشب شجرة الحُمَّى، غبار النحل Bee Pollen، الزنك، عشب مخلب القط (قصير الأجل وليس للحوامل) |
نزلات البرد والأنفلونزا | فيتامين “جـ” مع البيوفلافينويدات، فيتامين “أ”، خلاصة البلسان (السامبوكول)، عشب مخلب القط (قصير الأجل وليس للحوامل) |
عدوى الأذن | فيتامينات “أ” و”جـ” و”هـ”، الزنك، المنجنيز، الثوم، نقط للأذن من خلاصة بذور الجريب فروت |
عدوى العين | فيتامينا “أ” و”جـ”، الزنك، عنب الدّبّ، الدهون الأساسية |
التهاب الكانديدا (التهاب فطري) | حامض الكابريليك (ليس للحوامل)، حامض الأوليك، الأرتيميزيا، الثوم، خلاصة بذور الجريب فروت، البرباريس الأسود (قصير الأجل وليس للحوامل). |
مضادات الطفيليات | الأرتيميزيا، خلاصة بذور الجريب فروت (قصير الأجل) |
قدم الرياضي | الثوم، فيتامين “جـ”، الأسيدوفيلوس، الدهون الأساسية |
عدوى الهربس البسيطة (عدوى فيروسية) | الحامض الأميني إل-لايسين، فيتامينا “أ” و”جـ”، الزنك، إل-بالجاريكوس |
تذكر، إن كون شيء ما طبيعياً لا يعني أنه لا يمكن أن يسبب أضراراً. في الجدول السابق، وضعنا عبارة (قصير الأجل) للإشارة إلى المواد التي تنفع فقط في مكافحة العدوى الحالية أو التي قد يحمل استخدامها لفترة طويلة (أكثر من شهر) في طياته بعض المشاكل. تحتوي بعض الأعشاب على مواد شبه قلوية Alkaloids وغيرها قد تسبب أذى للأنثى الحامل في جرعاتها العالية؛ وعليه فإن المواد التي يظهر بجوارها عبارة (ليس للحوامل) يفضل ألا يتم تناولها أثناء الحمل.
عزز دفاعاتك
هناك كثير يمكنك عمله لتعزيز قدرات جسدك الدفاعية ومن ثم تمنع حدوث العدوى من الأساس. أول ما يلزم هو أن تتأكد من أنك تأكل الطعام الصحيح. أفضل العناصر الغذائية لشحذ جهازك المناعي فيتامينات “أ”، “جـ”، “ب6″، ومعادن مثل الزنك والمنجنيز. لا يتمكن أغلب الناس من الحصول على الجرعات الموصى بها يومياً من هذه العناصر من خلال غذائهم اليومي، فما بالك إذا كان الحديث عن الجرعات المثالية. لذا فإن استخدام فيتامينات متعددة عالية التركيز يساعد على شحذ قدراتك المناعية. وفي إحدى الدراسات، قلت معدلات الإصابة بالعدوى لدى المسنين ممن تناولوا فيتامينات متعددة بمقدار النصف وتم قياس تحسن في قوة جهازهم المناعي.
يكافح فيتامين “جـ” العدوى الفيروسية وقد أثبت فاعليته تجاه كل ما تم اختباره عليه من فيروسات، بدءاً من فيروس الإيدز وصولاً إلى فيروس البرد. معدن الزنك في جرعة مقدارها 100 مجم يومياً، أثبت هو أيضاً فاعليته كمضاد للفيروسات وهو متاح في مستحضرات لعلاج الكحة ونزلات البرد. هذا المستوى للاستخدام المؤقت فقط.
وإليك بعض النصائح يمكنك من خلالها شحذ أداء جهازك المناعي:
• تناول خمسة أطباق من الفاكهة والخضراوات يومياً، إذ تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة التي تعمل على شحذ الجهاز المناعي بجانب محتواها من الفيتونيوترينتات Phytonutrients وهي مواد كيميائية نباتية نافعة.
• تناول كميات أقل من اللحوم والبيض ومنتجات الألبان وسل عن مصادرها. تأكد من أنها طازجة. فالكثير من البيض يمر عليه 4 أسابيع قبل أن يصل إليك وتتناوله. تجنب منتجات الألبان نهائياً إن كنت تشكو من فرط الإفرازات المخاطية، كما في حالات التهاب الجيوب الأنفية ونزلات البرد.
• الكحوليات، التدخين، العقاقير، القهوة، السهر، الإفراط في الطعام، الإرهاق في العمل وعدم الحصول على قدر كافٍ من النوم، كل ذلك يكاد يمحو قدرات جهازك المناعي. لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها.
• تناول حوالي 1000-2000 مجم من فيتامين “جـ” يومياً وتناول أيضاً الفيتامينات المتعددة والمعادن والتي تحتوي على 3300 مكجم من فيتامين “أ”، 10 مجم من فيتامين “ب6″، 15 مجم من الزنك، 100 مكجم من السيلينيوم على الأقل.
• عند أول بوادر العدوى الفيروسية (نزلات البرد والأنفلونزا) زد من تناولك لفيتامين “جـ” إلى 3000 مجم كل 4 ساعات. قم باستحلاب أقراص الزنك؛ اشرب كوبين من شاي عشب مخلب القط يومياً (يصنع من نقع العشب وغليه في الماء، وأضف مركز عصير التفاح أو غيره لتحسين المذاق)؛ وتناول 4 ملاعق كبيرة من خلاصة ثمرة البَلَسان يومياً.
• إذا كنت تقضي إجازتك في أماكن لا تلتزم بمستويات قياسية من الصحة والنظافة، كالشرق الأقصى على سبيل المثال، فعليك تناول البروبيوتيكس كمكمل غذائي مثل اللاكتوباسيلس أسيدوفيلس والبكتريا ذات الشق بشكل يومي كي تحتفظ بمستويات جيدة من تلك البكتريا النافعة. خذ معك أيضاً مستخلص بذور الجريب الفروت وتناول منه عشر قطرات مرتين أو ثلاث مرات يومياً في حال شعورك ببوادر أية عدوى.
• احتفظ بلياقتك البدنية، مارس الرياضة، خاصة اليوجا والتاي شي، فذلك يشحذ المناعة. لا تفرط في مزاولة الرياضة فالإفراط يثبط جهازك المناعي.