كل إنسان منا يبحث عن توأم روحه. فكل منا يرغب في أن تكون له علاقة حب مثالية تشبع أحلامه، ونتساءل دوماً كيف لنا أن نجد شريك الحياة المناسب.
يتيح لنا التأمل أن نتعرف على أنفسنا أولاً. إذا كنت جربت بعض تدريبات التأمل السابقة، فإنك بلا شك تعرفت ولو قليلاً على عقلك وكيفية عمله. وقد وجدت تدريبات التأمل التي تشعرك بالراحة والاسترخاء، وربما أنك قد وجدت كذلك بعض التدريبات التي لا ترغب حتى في تجربتها. لقد بدأت رحلة استكشاف الذات.
ولأن العثور على شريك الحياة هو أحد أهدافك الرئيسية، فمن المنطقي أن تعتقد أن التأمل يمكن أن يساعدك في ذلك. يعرفك هذا الفصل على بعض الطرق التي يمكن استخدام التأمل فيها لكي تتعرف على شريك حياتك، وتفتح نفسك لارتباطك به. في أثناء ذلك، ستتعرف على نقاط القوة والضعف الموجودة فيك.
التفكير في توأم الروح المثالي
1. ابدأ التأمل كالمعتاد.
2. أثناء تنفسك بعمق واسترخاء، أمسك بفكرة شريك الحياة في ذهنك.
3. ما الأفكار التي ترد إلى ذهنك أثناء تركيزك على هذه الفكرة؟
4. اتبع أفكارك لعدة دقائق.
5. فكر في أي شيء يخطر على بالك، حتى إذا بدا أنه لا يمت بصلة لتوأم روحك بأي شكل من الأشكال.
6. استمر في هذا لعدة دقائق.
7. الآن توقف ودون بعض الملاحظات حول ما مررت به الآن. اكتب الرموز والألوان والمشاعر وأي شيء مررت به. لا تقلق إذا بدا لك أن ما كتبته ليس له معنى.
إن ملاحظاتك تمثل المعلومات التي حصلت عليها من داخل أعماقك. ولأنك تركز على توأم الروح المثالي، فإن أي شيء شعرت به أو فكرت فيه له علاقة بطريقة ما بتوأم روحك. بعض ما مررت به سيكون له معنى واضح الآن، وبعضه لن يكون له معنى واضح حتى تقابل شريك حياتك، وبعضه لن يكون له معنى واضح أبداً. ومع هذا، فإنك كتبت ما كتبت كجزء من هذه التجربة، ويمكنك الاحتفاظ بملاحظاتك لكي ترجع إليها مستقبلاً.
ربما أنك تريد الحصول على معلومات محددة للغاية حول توأم روحك. ما شكله/شكلها؟ ما عمله/عملها؟ أين يسكن/تسكن؟ فكر فيما ورد على ذهنك أثناء التأمل وحاول أن تربطه بكل واحد من تلك الأسئلة. ربما تبدأ بعض التفاصيل في الوضوح الآن.
افتح قلبك لتوأم روحك
الفائدة الثانية للتأمل أنه يجعلك أكثر تفتحاً للحب. فأنت تستكشف عقلك وذاتك وتبدأ في التعرف على قيودك وقبول ذاتك. وبعد أن تطور هذه النظرة الإيجابية حول ذاتك، فإنك ستشعر بازدياد محبتك وتعاطفك مع الآخرين من حولك. ومن الممكن للآخرين أن يشعروا بهذه المحبة من طرفك. بهذا الشكل، ستصل رسالة إلى من حولك أنك متفتح للحب.
عبّر عن رغباتك
1. ابدأ التأمل كالمعتاد.
2. أثناء استرخائك، ركز على رغباتك. ربما تشعر بأنك ترغب في هرش قدمك أو تغيير موضعك. استمر في التركيز على رغباتك. ابقَ متفتحاً لكل ما يخطر على بالك.
3. أكمل تأملك.
ربما أنك تعرف بالفعل الكثير عن رغباتك وبالتالي لا يمثل ما ستجده هنا دهشة بالنسبة لك. بعض رغباتك يمكن تحقيقها وحدك، مثل تناول طعام فاخر أو قطعة غنية من الشيكولاتة، والبعض الآخر يتطلب شريك حياة تشعر معه بالحب والألفة. إن مثل تلك الاستكشافات عن نفسك هي التي تتيح لك معرفة شريك الحياة المناسب لك.
خذ ما تتعلمه عن نفسك هنا إلى العالم الخارجي. وراقب الآخرين أثناء تصرفهم في حياتهم العادية. ستجد أن بعض الأشخاص قريبون جداً من مفهومك عن شريك الحياة، وبعضهم لا يقترب من ذلك بأي صورة. أنت الآن تتعلم كيفية التعرف على الناس القريبين من صورة شريك حياتك الموجودة في ذهنك، وتتعرف أيضاً على أولئك البعيدين عن تلك الصورة تماماً. وبدلاً من اعتمادك على الآخرين ليقنعوك بأنك على صواب، فإنك تبحث عن ذلك “الصواب” داخلك. وستكون النتائج رائعة.
الشعور بالألفة
أولاً، ارجع إلى الفصل 15 وأعد قراءة الجزء الخاص بتأمل الكي. هل تتذكر التدريب الذي تدخل فيه إلى أعماق نفسك ثم تخرج منها إلى الفضاء الخارجي؟ ثم تعود داخل نفسك ثم تخرج منها مرة أخرى؟ إن القدرة على الدخول إلى نفسك والخروج منها بهذا الشكل ستساعدك على تطوير الإدراك التمييزي، فأنت ستتمكن من نقل تركيزك من داخل نفسك إلى التركيز على الأشياء الخارجية. وهذه القدرة من الأمور الأساسية في العلاقات الجيدة.
1. ابدأ التأمل.
2. أثناء تنفسك، ابدأ عملية تأمل الكي.
3. في أثناء تنقلك من داخل نفسك، خذ إحساسك بما أنت عليه معك.
4. عندما يتسع إدراكك، لاحظ الناس الذين يدخلون في إدراكك. قد يكونون أناساً تعرفهم بالفعل، أو قد يكونون أناساً لم تقابلهم بعد.
5. أثناء تنقلك داخل وخارج نفسك، لاحظ الناس الذين تدركهم. لاحظ مظهرهم الجسدي، وتصرفاتهم الاجتماعية، ولاحظ النبرة العاطفية التي تشعر بها عندما تكون بالقرب منهم.
6. عندما تعود إلى داخل نفسك، خذ أحد هؤلاء الناس معك. لاحظ كيف سيكون شعورك عندما يكون هذا الشخص بقربك. إذا كان هناك أشخاص آخرون في ذهنك، فجرب هذه الخطوة مع كل واحد منهم.
7. أكمل تأملك.
من أهداف هذا التدريب أن تتعرف على استجاباتك تجاه الآخرين. إذا أخذت شخصاً لا تحبه إلى داخلك، فقد تشعر بالضيق والانقباض. وإذا أخذت شخصاً تحبه، فقد تشعر بالراحة والدفء. ومع توأم الروح، ستشعر بالأمان والدف والثقة. عندها سترى ألواناً غنية وزاهية. وستتذوق أشياء مألوفة لك وتشعر برائحتها. وأي أصوات سترن بعمق داخلك. ستشعر بأنك على قدر كبير من الحيوية.
وعندما تفتح نفسك لخبرة التأمل بهذا الشكل، فإنك تتدرب على فتح قلبك وعقلك لمن حولك. وعندما تتقابل مع الناس، يمكنك أن تختار أن تتفتح قليلاً لكي تتعرف على شعورك حيالهم. سيساعدك التأمل على تجربة الإحساس “بالراحة” للشخص المناسب والإحساس بغير ذلك مع الشخص غير المناسب. بهذا الشكل، فإنك ستتمكن من إقامة علاقات أفضل مع الأشخاص المناسبين لك.
وعندما تقابل الإنسان المناسب لك، فإنك ستشعر بتدفق المشاعر بينكما، ولن تشعر بأي شكوك أو تردد. وقد يشعر كل منكما بالدهشة والسرور لهذا التدفق في المشاعر. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لكي تندمجا معاً، ولكنك ستعرف أنك قابلت توأم روحك وشريك حياتك المناسب لك.
ملخص
كل علاقة ستقيمها مع أي شخص آخر ستستفيد بشكل أو بآخر من الانفتاح والتفتح الذي تكتسبه من التأمل. وحتى إذا لم تعثر على توأم روحك أبداً، فإن كل شخص تقابله سيزداد حيوية وإثارة بالنسبة لك. وسيشعر الآخرون بحضورك أكثر أيضاً. وعن طريق زيادة تفتحك وإحساسك بالآخرين، فإنك ستبدأ في رؤية الناس تحت ضوء أكثر إيجابية.
كلمة ختامية: المساحة والوضوح
لقد بدأت في قراءة فصول موضوع التأمل ولديك فكرة ما عما يمكن أن تستفيده من التأمل. وأنا آمل أنك قد جربت بعض التدريبات الواردة بالكتاب ووجدت الكثير منها مفيداً لك. لقد قمت بتأسيس ممارسة التأمل، وخصصت عدة دقائق كل يوم (تقريباً) لكي تقضيها مع نفسك، من أجل نفسك. وقد اكتسبت فهماً أفضل للتأمل، وتعلمت الكثير عن نفسك.
إنك بحاجة إلى مساحة لكي يزداد الأمر وضوحاً في ذهنك.
تخيل مثلاً شبكة الصيد وهي مثنية ومطبقة فوق بعضها. قد لا يتمكن المرء من معرفة ما هي. تخيل أنك تبحث عن ثغرة في هذه الشبكة حتى تتمكن من إصلاحها. يجب عليك أن تفرد هذه الشبكة وتقوم بفحصها بعناية. عندها ستتمكن من العثور على الفجوات الموجودة بها وإصلاحها. وبينما تفعل ذلك، ستجد أي نقاط ضعف في الشبكة كذلك. وستقوم بتعزيز هذه النقاط قبل أن تنقطع وتتحول إلى فجوات. بعدها ستصبح مستعداً لاستخدام الشبكة في الصيد الكبير الذي ترجوه.
وعملية التأمل تسير بنمط مشابه لذلك. يجب عليك أن تخصص لنفسك مساحة لكي تفحص كيانك الجسدي والذهني والعاطفي والروحي. فأنت تفحص ذهنك. وتتصادق مع نفسك. وتجري تغييرات في رؤيتك لنفسك. وبعد ذلك، يمكنك أن تغير ما حولك بطرق لم تكن لتتخيلها من قبل.