الجوع تجربة يخشاها كثير من الناس. قد يبدو سخيفًا أن الخوف من مجاعة موجود لدى أكثر شعوب العالم إسرافًا في تناول الطعام. ولكن لا سبيل لإنكار هوسنا بالطعام وتناوله.
كثيرًا ما يستجيب الناس بخوف شديد عند التفكير في قضاء ولو فترات قصيرة من الوقت دون تناول الطعام. وتناول الطعام بصفة مستمرة لا يضر فحسب بهدفنا المعني بإنقاص الوزن، ولكنه ليس صحيًّا على الإطلاق. فتناول الأطعمة الخاطئة (منخفضة العناصر الغذائية) يؤدي إلى ما أسميه “الجوع السام” والرغبة في الإسراف في تناول سعرات حرارية. عندما لا نلبي احتياجاتنا من العناصر الغذائية الصغرى، لا نشعر بأننا بخير إلا إذا كان جهازنا الهضمي في حاجة عمل مستمر. والجوع السام يعترض الغريزة الطبيعية التي تحكم شهيتنا ويؤدي إلى زيادة هائلة في استهلاكنا للسعرات الحرارية.
لقد لاحظت أن أسلوب أي نظام غذائي غني بالمغذيات الصغرى قد يقلل الأحاسيس التي تؤدي للرغبة في تناول الطعام والإسراف في تناوله. وهذه الأحاسيس التي كانت تعتبر “جوعًا” من حيث الأعراف والعادات، بل ويتم ذكرها في النصوص الطبيعة على هذا النحو، تختفي لدى أغلب الناس بعد اتباع هذا النظام الغذائي الغني بالمغذيات الصغرى. وينشأ بدلًا من ذلك إحساس جديد أسميه “جوعًا حقيقيًّا”. وفهم العلم والفيسيولوجية الإنسانية خلف هذه التفرقة المهمة أمر مهم.
كل شخص تعرفه مدمن طعام
عندما تتأقلم أجسامنا على عامل سام أو هدام، فهذا نوع من الإدمان. والانغماس في الإدمان أمر يجلب قدرًا من السعادة، ولكننا إذا توقفنا عن تناول هذه المادة؛ كالنيكوتين أو الكافيين، نسقط فريسة للمرض لأن الجسم يجمع الفضلات الخلوية ويحاول أن يصلح التلف الذي سببه التعرض لهذه المادة؛ ويسمى ذلك بالانسحاب. إذا احتسيت أربعة أكواب من القهوة أو الصودا التي تحتوي على الكافيين كل يوم، فسوف تعاني صداعا انسحابيا عندما تحاول أن تقلع عن هذه العادة. ولتشعر بأنك أفضل، قد تتناول المزيد من الكافيين (أو غيره من العقاقير) أو تتناول الطعام بصورة أكبر، الأمر الذي قد يفيدك؛ لأن تناول الطعام وهضمه يؤخر عملية طرد السموم من الجسم أو انسحابها منه. وبالمثل، يزداد الجوع السام عند استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين والأطعمة المعالجة. ويحدث ذلك على أكثر نحو بعد توقف عملية الهضم عندما يصبح الجهاز الهضمي فارغًا، وهذا قد يجعل الفرد يشعر بإحساس قوي بعدم الراحة إذا لم يحصل على كمية من السعرات الحرارية (ليثبط عملية طرد السموم) ليشعر بالراحة من جديد.
وتزداد الحيرة لأننا عندما نأكل الأطعمة الثقيلة نفسها أو غير الصحية التي تسبب المشكلة في البداية، نشعر بأننا أفضل رغم توقف عملية طرد السموم أو تأجيلها. وهذا يجعل اكتساب الوزن أمرًا لا مفر منه؛ لأننا إذا توقفنا عن هضم الطعام حتى ولو لفترة قصيرة – تبدأ أجسامنا في الشعور بأعراض عملية طرد السموم من الجسم أو الانسحاب من نظامنا الغذائي غير الصحي. ولمقاومة ذلك، فإننا نتناول وجبات ثقيلة يحتاج هضمها لوقت طويل، أو نسرف في تناول الطعام لنبقي جهازنا الهضمي مشغولًا طوال الوقت تقريبًا، وذلك لتقليل الشعور بعدم الراحة الناجم عن أسلوبنا المرهق في تناول الطعام.
تمر أجسامنا بفترات من استيعاب الهضم (مرحلة الابتناء) واستخدام السعرات الحرارية المخزونة (مرحلة التقويض)، التي تبدأ عندما تنتهي عملية الهضم. وخلال عملية الابتناء، يتم تخزين الجلوكوز الممتص في الكبد والأنسجة العضلية على هيئة جليكوجين، ليتم تكسيرها واستخدامها في وقت لاحق عندما لا نأكل الطعام أو نهضمه. وخلال عملية التقويض، فإننا “نعيش على” العناصر الغذائية المخزونة في مرحلة الابتناء. وتكسير الجليكوجين المخزون يسمى تحللًا سكريًّا، وخلال هذه العملية تعود أجسامنا إلى عملية طرد السموم من الجسم.
عندما نكسر الدهون الموجودة في أجسامنا ومخزوننا من الجليكوجين، يتعرض الجسم لقدر أكبر من السموم التي تفرزها الخلايا، وبالتالي تزداد عملية إخراج وطرد السموم من الجسم وفقًا لذلك. وعملية طرد السموم تلك قد تسبب شعورًا بعدم الراحة، خاصة عندما تعاني أنسجتنا عبئًا زائدًا من السموم. وهذه الأعراض غير المريحة لا تسبب “انخفاض سكر الدم”، رغم أن الأعراض تحدث في وقت واحد مع انخفاض سكر الدم. وعندما تنخفض نسبة المركبات الكيميائية النباتية في نظامنا الغذائي وغيرها من المغذيات الصغرى، تتراكم في خلايانا مزيد من منتجات الفضلات. ومن المتفق عليه في الأوساط العلمية أن بعض السموم مثل الجذور الحرة، والمنتجات النهائية للتحلل السكري المتقدم (AGEs) وشحم A2E تتراكم في أنسجة الجسم عند اتباع نظم غذائية تنخفض فيها مضادات الأكسدة وغيرها من المغذيات الصغرى؛ وهو ما يجعل هذه المواد تسهم في الإصابة بالأمراض.
ويلاحظ أن من يعانون زيادة في الوزن يشعرون بقدر أكبر من الإجهاد التأكسدي (نتيجة للتلف الذي تسببه الجذور الحرة) عند تناولهم وجبات تنخفض فيها المغذيات الصغرى مقارنة بالأشخاص متوسطي الوزن. كما كانت زيادة نسب البيروكسيدات والألدهيدات المشتقة من شحوم وبروتينات تالفة واضحة للغاية في البول. ويشير ذلك إلى أن الأشخاص الذين يميلون للسمنة أكثر يشعرون بقدر أكبر من أعراض الانسحاب، ما يدفعهم لتناول مزيد من السعرات الحرارية. إنها دائرة شرسة تعزز المشكلة وتحول دون حلها. أما الأشخاص الذين يتبعون نظمًا غذائية صحية أكثر، لا تتراكم بداخلهم مؤشرات الالتهابات تلك. وعندما نسرف في تناول البروتين الحيواني (الذي يؤدي لزيادة الفضلات النيتروجينية) ولا نتناول القدر الكافي من الخضراوات الغنية بالمركبات الكيميائية النباتية، فإننا نفاقم تراكم منتجات فضلات عملية التمثيل الغذائي في أجسامنا.
مع مضي الساعات دون أن نتناول الطعام، نستخدم مخزوننا من الجليكوجين لاستمداد الطاقة منه (التحلل السكري). ويحدث التحلل السكري بعد توقف عملية الهضم، وهي حالة مريحة تمامًا لا تصاحبها أية أعراض بالنسبة للأفراد الأصحاء الذين يتبعون نظمًا غذائية صحية. وعندما نستمر في حرق مخزوننا من الجليكوجين، نصل لمرحلة الجوع الحقيقي، ودورة تخليق الجلوكوز هي تكسر أنسجة العضلات التي تحدث لتمد الجسم بالجلوكوز بعد نفاد الجليكوجين. ولا يمكن للجسم تخليق الجلوكوز الذي يحتاج إليه من الأحماض الأمينية المشتقة من أنسجة العضلات. وبالتالي فإن الجوع الحقيقي يحمي كتلتنا العضلية، ويعطينا إشارة واضحة بأن نتناول الطعام قبل بدء دورة تخليق الجلوكوز.
الجوع الحقيقي أم الجوع السام؟
أعراض الجوع السام
• صداع
• إرهاق
• غثيان
• ضعف
• اضطراب ذهني وضيق
• تشنجات في البطن والمريء
• هياج ومغض في المعدة
أعراض الجوع الحقيقي
• قوة الإحساس بنكهات الطعام
• زيادة اللعاب
• إحساس بوخز في الحلق
ما لاحظته وتوصلت إليه مع آلاف الأشخاص هو أن الرغبة في الإسراف في الحصول على سعرات حرارية تضعف عند اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات الصغرى.
والأعراض التي نعتقد أنها نقص في سكر الدم أو حتى جوع التي تحدث بمجرد بدء عملية التحلل السكري تختفي ببساطة بعد اتباع نظام غذائي صحي لبضعة أشهر. وبعد فترة الشهرين إلى أربعة تلك، بعدما تكون المغذيات الصغرى تراكمت في أنسجة الجسم، تزول أعراض الإرهاق والصداع والضيق وتشنجات المعدة، ويعود الناس للتواصل مع إحساس الجوع الحقيقي، الذي يتم استشعاره في الأساس في الحنجرة. والجوع الحقيقي يجعل تناول المزيد من الطعام ممتعًا، وهذا الإحساس يقودنا إلى الحصول على كمية مناسبة من السعرات الحرارية التي تحتاج إليها أجسامنا بشكل أفضل.
في بيئة الأطعمة السامة الحالية، فقد كثير من الناس القدرة على التواصل مع الإشارات التي ترسلها أجسامهم، والتي تخبرنا بكمية الطعام التي نحتاج إليها بحق. فقد منحت الطبيعة أجسامنا القدرة المتناغمة الجميلة على إرسال إشارات دقيقة توضح كمية الطعام التي نحتاج إليها لنحافظ على وزن مثالي ونتمتع بالصحة على المدى الطويل. لقد وثقت هذه العملية، وبرهنت على أن هذه الظاهرة لم تلق دراسة جيدة حقيقية. وقد أدى ذلك لإنقاص آلاف الأشخاص كميات كبيرة للغاية من الوزن. فقد أنقص مئات الأشخاص أكثر من 45 كيلو جرامًا، وأنقص البعض أكثر من 136 كيلوجرامًا دون أي تدخلات جراحية، دون أن يستعيدوه مرة أخرى. إن تناول أطعمة صحية أكثر فاعلية من تقليل كمية الطعام من أجل إنقاص الوزن على المدى الطويل؛ فهو يخفف ويقلل أحاسيس الجوع السام، مما يمكن الأفراد الذين يعانون زيادة في الوزن من الشعور بقدر أكبر من الراحة عند تناول قدر أقل من السعرات الحرارية.
يرسل الجوع الحقيقي إشاراته عندما تحتاج أجسامنا لسعرات حرارية لكي نحافظ على كتلة أجسامنا النحيفة. فإذا تناولت طعامًا فقط عندما تشعر بجوع حقيقي، لا يمكن أن تعاني زيادة في الوزن من البداية. وإذا كانت لديك طبقة كبيرة من الدهون حول منطقة الخصر، فهذا يعني أنك استهلكت الطعام استجابة لجوع سام أو لأنك كنت تتناول الطعام للتسلية، فالجسم لا يخزن كميات كبيرة من الدهون عندما يتغذى على نظام غذائي طبيعي كامل ويأخذ كفايته فقط من الطعام الذي يحدده الجوع الحقيقي.
الجوع الحقيقي إحساس يبدأ في الحلق والرقبة والفم، وليس في المعدة أو الرأس. ومن المريح أن تشعر بالجوع الحقيقي، فهذا يجعل مذاق الطعام مستساغًا أكثر عندما تأكله، ويجعل تناول الطعام ممتعًا أكثر بكثير. وليس هناك شيء محير أو مخيف في ذلك، كما أنه ليس مؤلمًا، وأنت تعرف عندما تشعر بذلك أنها استجابة طبيعية ترسل إشارة بحاجتك للطعام. يخبرك ذلك بأن جسمك مستعد فسيولوجيًّا مستعد لهضم الطعام، وأن الغدد الهضمية استعادت قدرتها على إفراز الإنزيمات الهاضمة على نحو ملائم. والنتيجة هي أنك تشعر بأنك أفضل، ولا تسرف في تناول الطعام.
لا يحتاج الجوع الحقيقي لطعام معين لإشباعه؛ فهو يسكن بمجرد أن تطعمه أي شيء تقريبًا. ولا يمكنك أن تتوق لطعام معين وتسمي ذلك جوعًا، فالتوق لطعام معين في معناه دافعه الإدمان، لا شيئًا يستشعره شخص ليس مدمنًا. تذكر أن كل الأمريكيين تقريبًا مدمنون على عاداتهم السامة. وأي نظام غذائي يسبب المرض هو إدمان. وأي نظام غذائي يعزز الصحة ليس كذلك. ليس عليك أن تحمل معك آلة حاسبة وميزانًا لتحدد كمية الطعام التي تتناولها، فالجسم السليم سوف يخبرك بالإشارات الصحيحة. ولكي تصل إلى وزن مثالي وتستهلك كمية السعرات الحرارية التي تحتاج إليها لتحافظ على جسد رشيق يطيل حياتك، يجب أن تعود على اتصال مع الجوع الحقيقي. كل عندما تشعر بالجوع، ولا تأكل عندما لا تكون جائعًا.
وقد وجد أن الإكثار من عدد مرات تناول الطعام يؤدي إلى استهلاك قدر أكبر من السعرات الحرارية بنهاية الأسبوع. كما أن الدراسات العلمية أثبتت أن تقليل عدد مرات تناول الوجبات يؤدي لزيادة العمر الافتراضي لدى القوارض والقردة، حتى عند استهلاك القدر نفسه من السعرات الحرارية كل أسبوع في المجموعة التي تناولت عددًا أكبر من الوجبات والمجموعة التي تناولت عددًا أقل منها. ويحتاج الجسم لوقت بين الوجبات لينهي عملية الهضم؛ لأنه عند انتهاء الهضم، يمكن للجسم التخلص من السموم بكفاءة أعلى وتعزيز عملية الإصلاح الخلوي. ولتحسين الصحة والوصول بها لأعلى مستوى، من المفضل أن تحرص على مواعيد تناول الطعام وهضمه.
انتظر حتى تشعر بالجوع لكي تجرب. حاول أن تقلل تناول كميات أقل على العشاء حتى تجوع لتتناول ثلاث وجبات يوميًّا. عود جسمك على مواعيد محددة لتناول الطعام، وتناول ثلاث وجبات في اليوم، دون إسراف في أية وجبة. إذا لم تشعر بالجوع في موعد الوجبة التالية، فأجِّل ذلك أو تجاوز عنه تمامًا. في المرة التالية، تناول قدرًا أقل حتى تشعر بأنك أكثر قدرة على تناول الكميات المناسبة من الطعام في موعد الوجبة التالية. ومن المسموح به أن تتناول وجبتين يوميًّا بدلاً من ثلاث إذا لم ترغب إلا في تناول وجبتين. وبالنسبة لأغلب الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، يعد تتناول ثلاث وجبات دون أية وجبات خفيفة هو الوضع الطبيعي. فنحن في الواقع نحتاج لقدر أقل من الطعام مما يعرف أغلب الناس. وبمجرد أن نتخلص من جوعنا السام، يتمكن جهازنا العصبي المركزي من إمدادنا بالإشارات الصحيحة الدقيقة للحفاظ على وزن مثالي من خلال تناول القدر المناسب من السعرات الحرارية. وفي نهاية الأمر، سوف تنمي مهارة معرفة القدر الصحيح الذي عليك تناوله في كل وجبة؛ لأنه يسكن جوعك ويشعرك بالشبع (دون تخمة)، وتشعر بالجوع من جديد في موعد الوجبة التالية.
كيف تحقق حالة الجوع الحقيقي
1. لا تأكل وأنت لست جائعاً
2. لا تتناول وجبات خفيفة إلا إذا كنت متأكداً من أن الجوع الذي تستشعره حقيقي
3. لا تسرف في تناول الطعام. لا تأكل حتى تشعر بالشبع أو التخمة
4. لا تأكل وجبة عشاء دسمة
5. لا تأكل بعد العشاء. بدلاً من ذلك، نظف المطبخ واغسل أسنانك وتمضمض، وابتعد عن الطعام، وانظر كيف ستجد الطعام لذيذاً صباح اليوم التالي عندما تشعر بالجوع مرة أخرى
6. توقف عن الكافيين والملح والشراب والمحليات والزبد والجبن والأطعمة المعالجة والمشروبات الغازية والتدخين والعقاقير (إلا إذا كان ذلك آمناً) أو قللها بشكل تدريجي.
قد تشعر بالوهن في البداية
حاول أن تمنع مدمن سكر من تناول الحلوى أو شرب الكولا، أو أن تمنع مدمن وجبات سريعة من تناول البيتزا أو البرجر، وسوف تجده يشعر بالتعب بشكل غريب؛ ويسمى ذلك بالانسحاب. عندما نتوقف عن عمل شيء مضر لنا، نشعر بالتوعك لأن أجسامنا تحاول أن تصلح التلف الذي يسببه التعرض لمواد مضرة على المدى الطويل، وتقلل احتماله، وتحرك الفضلات الخلوية، وتتعامل مع مواقع استقبال فارغة. فإذا أقلعت عن التدخين، حتى عندما لا يتبقى أي جزيء من النيكوتين في جسمك، قد تظل تشعر بالتعب لأن جسمك ينخرط بقوة في إصلاح التلف الذي سببته المواد الضارة الموجودة في التبغ. وعلى نحو مفاجئ يجد المدخن الذي اعتاد التدخين لفترات طويلة أنه يشعر بأنه بحالة أسوأ بسبب توقفه عن التدخين، ليس بحالة أفضل. قد يزول النيكوتين من جسمه، ولكنه يبدأ في مزيد من الكحة وإخراج المخاط. وعندما يستعيد جزءًا من صحته، يصبح الجسم أقل احتمالاً للمواد المضرة غير الطبيعية التي تراكمت مع الوقت؛ ونظرًا لاستعادة الجسم قدرته على إصلاح الخلايا التالية، قد تزيد الالتهابات بصورة مؤقتة؛ حيث تزداد استجابة الخلايا لمنتجات الفضلات التي تم الإبقاء عليها فيها. وتؤدي الالتهابات وظيفة تصحيحية هنا؛ حيث يستجيب الجهاز المناعي للجسم بصورة وقائية لكي يطرد المواد المضرة وتستعيد الخلايا وظائفها.
تعمل الأطعمة السامة بالطريقة نفسها. فبعد التحول لنظام غذائي صحي بحق، تثير الآليات التي يستخدمها الجسم لإصلاح نفسه بعض الأعراض، بل إنه في بعض الأحيان قد يعاني نزلات حمى بسيطة، وعدم ثبات عاطفي، وإرهاقًا وصداعًا. لا تقلق إذا راودتك مشاعر أسوأ خلال أول أسبوع أو اثنين من تناول أطعمة صحية، ورغبتك في استخدام الطعام في إخفاء شعورك بعدم الراحة تزداد. وعادة ما يتم تجاوز هذه المشاعر خلال الأيام الأربعة الأولى.