“أنت أيضًا يمكنك أن تحدد ما تريده، فإن بإمكانك أن تحدد أهدافك وغاياتك وأغراضك ومقاصدك الرئيسية”.
أهم كلمة في الفعالية الشخصية هى كلمة الوضوح. ونقطة الانطلاق لقوة الوقت هى أن تكتسب الوضوح التام تجاه أهدافك وأغراضك. فأكثر عوامل تضييع الوقت شيوعًا وأكبر عقبة تعترض سبيل النجاح في الحياة – هى فقدان الرؤية لما تحاول إنجازه، أو نسيان ما تريد فعله. كتب المؤلف “أمبروز بيرس” يقول: “التعصب هو مضاعفة جهودك بعد أن تكون قد نسيت هدفك”. ويكدح الكثير من الناس في العمل يوميًّا، ولكن لا تكون لديهم فكرة واضحة عن أهدافهم ومقاصدهم الحقيقية.
فإدارة الوقت – أكثر من أى شىء آخر – تتطلب منك تخطيط وتنظيم وقتك على غرار الطريقة التي تنجز بها أهم أهدافك في أسرع وقت ممكن. فإن تنظيم أهدافك ومقاصدك بوضوح وحسب الأولوية – ومن ثم العمل بعقل متيقظ وحاد على أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحقيق هذه الأهداف – هو السر لاستخدام وقتك على نحو فعَّال وجيد.
انضم لنسبة الثلاثة في المائة الأفضل
كما هو الحال في الواقع، فإن أقل من 3 % من الناس لديهم أهداف واضحة ومكتوبة، وعادة ما يكونون هم الأكثر نجاحًا في كل مجال. كما أن أقل من واحد بالمائة من الناس يكتبون أهدافهم ويراجعونها على أساس منتظم. وفى مقالة كتبتها لصحيفة قومية في عام 1990، فإن الناشر أبرز عبارة: “إذا لم يكن لديك أهداف لنفسك، فإنه قد حكم عليك إلى الأبد بالعمل من أجل شخص آخر”.
وهذه العبارة صحيحة تمامًا اليوم كما كانت آنذاك.
فى حياتك المهنية، يمكنك العمل على تحقيق أهدافك الخاصة، أو يمكنك العمل على تحقيق أهداف شخص آخر أو شركة أخرى. ويحدث هذا الموقف بأفضل صوره عندما تحقق أهداف شركتك أو مؤسستك وفى نفس الوقت تحقق أهدافك الشخصية. ولكن في كل الأحوال، فإنك تعمل دائمًا على تحقيق أهداف من نوع أو آخر.
المهارة الرئيسية للنجاح
يعتبر تحديد الأهداف هو المهارة الرئيسية للنجاح. فقدرتك على وضع الأهداف الواضحة بانتظام، ووضع الخطط لإنجازها، سوف تساعدك على تحقيق النجاح والسعادة أكثر من أى مهارة أخرى يمكنك اكتسابها.
وتحديد الأهداف ليس عملية معقدة. وهى تبدأ بقطع من الورق، وقلم، وأنت شخصيًّا. ويمكن لتدوين أهدافك أن يغير حياتك، أحيانًا بطرق مثيرة وغير متوقعة. وكما يقول المحاضر التحفيزى “زيج زيجلار”: “إن الأهداف المكتوبة تحولك من التعميم المضلل إلى التحديد الهادف”.
كما أن التزامك التام بكتابة أهدافك يبرمجها في عقلك الباطن. ويتحد عقلك الباطن مع عقلك الواعى، ثم ينطلق للعمل على أهدافك طوال 24 ساعة في اليوم، حتى عندما تكون نائمًا، فتبدأ في جذب الأشخاص والظروف التي تنسجم مع أهدافك في حياتك، وتحصل على الأفكار والرؤى التي يمكنها مساعدتك، كما أنك تأتى من خلال المقالات والكتب بحلول لمشاكلك، وتبدأ في تجربة تدفق من الطاقة والإثارة يدفعك إلى الأمام.
وحتى تعتاد ممارسة عملية وضع الأهداف على أساس منتظم، فإنك قد
تكون متشككًا في قدرتها على تغيير حياتك. ولكن بعد أن تجرب الأمر، على غرار السطور التي سوف أناقشها معك هنا، ستقتنع تمامًا. وسوف تتغير حياتك بأكملها.
ضاعف معدل إنجازاتك
فى فبراير عام 2003، نشرت صحيفة “يو إس إيه توداى” مقالًا يناقش قرارات السنة الجديدة. وقبلها بعام، كانت الصحيفة قد أجرت مقابلات مع الناس عن قراراتهم، لعام 2002. وقسمت المشاركين في المقابلات إلى فئتين: هؤلاء الذين كتبوا قراراتهم، وهؤلاء الذين فكروا فيها فقط.
وبعد عام واحد فقط، كانت نسبة 4 % من الأشخاص الذين اتخذوا قرارات جديدة – ولكن لم يكتبوها – هى التي حققت تغييرات بشكل أو بآخر. لكن 46 % من الأشخاص الذين كانوا قد دونوا قراراتهم واصلو العمل عليها. وهذا الفرق الذي يمثل نسبة 1100% في معدل النجاح والإنجاز يفسره الإجراء البسيط الذي يتمثل في كتابة القرارات على قطعة من الورق.
المبادئ الأساسية لوضع الأهداف
هناك عدة مبادئ أساسية لوضع الأهداف تؤثر بشكل كبير على السرعة التي يمكنك تحقيق أهدافك بها. وهذه هى المبادئ التي يمكنك الرجوع إليها وممارستها مرارًا وتكرارًا على مدار حياتك المهنية.
المبدأ 1: احلم أحلامًا عظيمة!
إن الأحلام العظيمة فقط هى التي لديها القدرة على إلهامك وتحفيزك نحو الإنجاز بكامل إمكانايتك. والأحلام العظيمة فقط هى التي تحرر خيالك وطاقتك، وتعطيك الدافع للتغلب على العقبات والصعوبات التي سوف تواجهها طوال طريقك نحو تحقيق هدفك. والأحلام العظيمة فقط هى التي تبقيك متحمسًا وتجعلك تعمل بحماس كل يوم نحو تحقيقها.
وعند وضعك للأهداف، عليك بممارسة المثالية. تخيل أنه لا توجد قيود على ما يمكنك أن تفعله، أو تمتلكه، أو تصبح عليه. تخيل هدفك كما لو كان مثاليًّا من كل الوجوه عندما تحدده في المقام الأول، ولا تسمح لنفسك بالتفكير في جميع الأسباب التي تبرر لك أنه لن يكون من الممكن بالنسبة لك تحقيق هذا الهدف في هذا الوقت، وضع هذه الحواجز النفسية والأعذار جانبًا. حدد هدفك كما لو كان بإمكانك تحقيق أى شىء تريده، طالما كنت واضحًا تمامًا بشأن ماهيته.
المبدأ 2: اكتب أهدافك بصيغة المضارع
يجب أن تكون أهدافك مكتوبة – بزمن المضارع – كما لو كانت موجودة بالفعل. فإن عقلك الباطن لا يقبل إلا الأوامر التي يتم التلفظ بها في زمن المضارع، مثل: “إننى أزن 150 رطلًا”، أو “إننى أربح 100000 دولار سنويًّا”، أو “إننى أعيش في منزل جميل مساحته 3500 قدم مربع ورائع التصميم”. كل هذه الأهداف تبدأ بكلمة “إننى” ويتبعها فعل التصرف. وهذه هى الطريقة المباشرة والأسرع نحو تنشيط عقلك الباطن وتسخير قوة اللاوعى الفائقة لديك.
فالأهداف الإيجابية المذكورة بصيغة المضارع تبرمج عقلك الباطن وتبنى لديك الإيمان والاقتناع بأن هدفك سهل التحقيق. وكلما قرأت هدفك وكررته، زادت برمجته بعمق في عقلك، وكلما أسرعت في البدء لتصبح مقتنعًا تمامًا بأنك ستبلغ هذا الهدف، زادت دقة التوقيت المناسب لك.
أعد كتابة أهدافك يوميًا
إن طريقتى المفضلة لبرمجة أهدافى بعمق في عقلى الباطن هى أننى أعيد كتابتها في زمن المضارع يوميًّا في مفكرة لولبية. لقد تعلمت هذه التقنية منذ سنوات عديدة، وقد ذهلت تمامًا من السرعة التي بدأت بها حياتى في التحسن عندما بدأت في إعادة كتابة أهدافى كل يوم.
وأفضل وقت لكتابة أهدافك هو أن تكون أول شىء في الصباح، قبل أن تبدأ يومك. ولا تستغرق هذه العملية سوى خمس دقائق فقط، ولكن كتابة أهدافك تنشط جميع قواك الذهنية بحيث تكون طوال اليوم أكثر حساسية وإدراكًا للإمكانيات والفرص التي تلوح لك لتحقيق تلك الأهداف.
أكد على أهدافك بانتظام
هناك تقنية رائعة لتحقيق أى هدف تسمى “تقنية المعيار الثابت”. ولاستخدام هذا الأسلوب، يتعين عليك اقتناء ملصقة بها بطاقات فهرسة مقاسها ثلاث في خمس بوصات وأن تكتب أهدافك في زمن المضارع، بحيث تضع هدفًا واحدًا بكل بطاقة، وبحروف ضخمة.
وكل يوم – وعلى مدار اليوم – أخرج بطاقات الأهداف الخاصة بك وراجعها، بواقع هدف واحد في كل مرة. وبينما تقرأ كل هدف، ركز على الكلمات الموجودة على البطاقة كما لو كنت تحاول التقاط صورة لها بعدسات عينيك، وفكر في شىء واحد أو أكثر من الأمور التي يمكنك فعلها لتحقيق هذا الهدف، ثم انتقل إلى البطاقة التالية.
عندما تجمع بين الطريقتين – كتابة الأهداف وإعادة كتابتها يوميًا في مفكرة، ومراجعتها بانتظام على بطاقات الفهرسة – فإنك ستبدأ في الاعتقاد بأن هذه الأهداف قابلة للتحقيق. وفى النهاية ستقنع نفسك على مستوى اللاوعى العميق لديك بأن تحقيق هذه الأهداف أمر حتمى. وبينما تصبح أكثر وأكثر ثقة بأن أهدافك سوف تصبح واقعية قريبًا، فإنك ستبدأ في التحرك نحوها بشكل أسرع، وفى المقابل ستبدأ هى الأخرى في التحرك نحوك بشكل أسرع. وهكذا تنشط المزيد والمزيد من قدراتك العقلية. وعندما تمارس إحدى الطريقتين أو كلتيهما لمدة ثلاثين يومًا، فسوف تذهل من التغييرات التي ستحدث في حياتك.
المبدأ 3: حافظ على أهدافك متوازنة
يجب أن تكون أهدافك متوازنة وتغطى أهم ثلاثة جوانب في حياتك. ويجب أن تكون في تواؤم مع بعضها، وألا تكون متناقضة. وتمامًا مثلما يجب أن تكون أى عجلة متوازنة لتدور على نحو سلس، يجب أن تكون حياتك متوازنة لتشعر بالسعادة والفعالية.
ما الذي تريده حقًّا؟
أول أنواع الأهداف التي تحتاج إليها هى الأهداف العملية والمهنية والمالية. وهذه هى الأشياء المادية والملموسة التي يمكن قياسها، والتى يجب أن تحققها نتيجة لجهودك في العمل. وهذه الأهداف هى “ما” يجب أن تنجزه في الحياة. وبالنسبة لهذه الأهداف الملموسة، يجب أن تكون واضحًا تمامًا حول مقدار ما ترغب في ربحه، والفترة الزمنية التي تريد الحصول عليه خلالها. ويجب أن تكون واضحًا بشأن مقدار الأموال التي تريد توفيرها، واستثمارها، وتجميعها، والوقت الذي تريد فيه الحصول على هذه الأموال. تذكر أنك لا تستطيع إصابة هدف لا تستطيع رؤيته.
لماذ تريد تحقيق أهدافك؟
الأنواع الثانية من الأهداف التي تحتاج إليها هى الأهداف الشخصية، والعائلية، والصحية. وفى الواقع، فهذه هى أهم الأهداف جميعها في تحديد سعادتك ورفاهيتك. وهذه يطلق عليها الأهداف “السببية” لأنها الأسباب التي تريد من أجلها تحقيق أهدافك العملية والمهنية والمالية؛ فهى هدفك وغايتك الحقيقية في الحياة.
وينخرط الكثير من الناس في أهدافهم العملية والمهنية والمالية لدرجة أنهم يغفلون أسباب رغبتهم في تحقيق النجاح المالى في المقام الأول. فينتهى بهم الحال إلى اختلاط أولوياتهم. ونتيجة لذلك، تخرج حياتهم عن التوازن. ويبدأون في الشعور بالتوتر والضغط. وأحيانًا يصبحون غاضبين ومحبطين. ومهما كان العمل الشاق الذي يبذلونه لتحقيق الأهداف العملية والمالية، فلا يبدو أنهم يستمتعون بالمزيد من السلام والسعادة والرضا في الحياة، لأنه يجب عليهم إعادة أهدافهم مرة أخرى إلى الترتيب الصحيح للأولويات، ويدركون أن تحقيق الأهداف العملية والمالية ما هو إلا وسيلة للغاية التي تتمثل في الاستمتاع بالأهداف العائلية والاجتماعية – أى أنها ليست غايات في حد ذاتها.
كيف تحقق أهدافك؟
الأنواع الثالثة من الأهداف التي تنشدها هى أهداف التطور الشخصى والمهنى والتنموى، وهذه هى الأهداف “الكيفية”. فإن تعلم وممارسة مهارات وسلوكيات جديدة هى “الكيفية” التي يمكنك من خلالها تحقيق “ما” تريده من أجل الاستمتاع بالأهداف “السببية”. ومن خلال العمل على ذاتك، فإنك تصبح شخصًا قادرًا على تحقيق أهدافك العملية، والمهنية، والمالية. ونتيجة لذلك، يمكنك تحقيق أهدافك الشخصية والعائلية والصحية والاستمتاع بها بشكل أسرع وأسهل. ومن خلال العمل على جميع الأنواع الثلاثة من الأهداف في نفس الوقت، فإنك تحتفظ بحياتك في حالة توازن وتواصل التحرك قدمًا في طريقك.
المبدأ 4: اعرف هدفك الرئيسى المطلق
يجب أن تحدد “هدفك الرئيسى المطلق” – الهدف الوحيد في حياتك الذي يعد أهم من أى هدف آخر. وهذا هو الهدف الوحيد، والذى إن تم إنجازه فسوف يمكنك من تحقيق المزيد من أهدافك الأخرى.
ويعد اختيار هدفك الرئيسى المطلق في حياتك هو نقطة الانطلاق نحو النجاح الرائع. فهذا القرار يمكنك من التركيز وتركيز طاقاتك العقلية والجسدية على هدف واحد، وهو الهدف الذي يمكن أن يكون له الأثر الإيجابى الأكبر على حياتك الخاصة في هذا الوقت. ويعتبر تحديد هدفك الرئيسى المطلق، في كل مرحلة من مراحل حياتك، هو أحد المسئوليات الرئيسية لسن الرشد.
كيفية تحديد ما تريده حقًّا
هناك العديد من الأسئلة التي يمكنك أن تطرحها على نفسك لمساعدتك على تحديد هدفك الرئيسى المطلق. وهذه الأسئلة تجبرك على التفكير في شخصيتك وما تريد أن تفعله حقًّا بحياتك.
• ما الذي قد تفعله بشكل مختلف، أو كيف يمكن أن تتغير حياتك، إذا ربحت مليون دولار في جائزة اليانصيب غدًا؟ إذا أصبحت مليونيرًا على الفور، ومعفيًّا من الضرائب، ما الذي قد تفعله بشكل مختلف في حياتك عما تفعله اليوم؟ وما الذي قد تبدأ في فعله ولا تفعله الآن؟ وما الذي ستتوقف عن فعله؟ وما الذي ستفعله بشكل أكثر أو أقل؟ وأين قد تذهب؟ وما الذي قد تود أن تراه؟ وما أول شىء قد تفعله لو حصلت على مليون دولار نقدًا بين يديك الآن؟
إن طرح هذا السؤال على نفسك يساعدك على توضيح ما تريده حقًّا في الحياة. معظم الناس يعوقون أنفسهم وسرعان ما يبيعون أنفسهم لأنهم يشعرون بأنهم عاجزون أو محصورون ماليًّا. وبسبب هذا الشعور بالقصور، فإنهم لا يجلسون أبدًا ويفكرون فيما يريدونه حقًّا، فيطورون معتقدات معوقة للذات، ويبدأون في رؤية أنفسهم كضحايا. وطبقًا للدكتور “مارتن سليجمان” من جامعة ولاية بنسلفانيا، فإنهم يطورون لديهم “العجز المكتسب”؛ فيشعرون بأنهم عاجزون وغير قادرين على تغيير أوضاعهم بسبب عوزهم للمال.
ولكن عندما تسأل نفسك عما قد تفعله لو كان لديك مليون دولار، فإنك في الواقع تسأل عما كنت قد تفعله لو لم يكن لديك أى مخاوف من الفشل. فإنك تجبر نفسك على أن تقرر الطريقة التي قد تعيش بها حياتك لو كان لديك كل المال الذي تريده حقًّا. وبتخيلك لنفسك وأنت خال من الهموم المالية، فإن عقلك يصفو وترى ما تريد أن تصبح عليه حقًّا، أو تمتلكه، أو تفعله في الشهور والسنوات المقبلة.
• لو أمكنك كتابة سيرتك الذاتية، فما الذي قد تقوله؟ تصوَّر نفسك وقد وصلت إلى نهاية حياتك، وتخيل أنك تكتب سيرتك الذاتية. فلو كان بإمكانك تصميم حياتك مسبقًا، وكتابة قصتك الخاصة، فما الذي كنت ستود أن يحدث في حياتك؟ وما نوعية الشخصية التي تريد أن تصبح عليها؟ وما نوعية الأشياء التي تريد إنجازها؟ تخيل أنك تستطيع أن تكتب سيناريو حياتك الخاصة، وإذا لم تكن سعيدًا بهذا السيناريو، فبإمكانك تمزيقه وكتابة سيناريو جديد.
وتخيل أنك تستطيع أن تكتب مديح تأبينك، لتتم قراءته لأصدقائك وأقاربك في جنازتك. فما الذي قد تود قوله؟ وما الذي تريد من الناس أن يتذكروك به بعد أن تموت؟ وكيف تريد أن يتذكرك أهم الأشخاص في حياتك؟
عندما تطرح هذه الأسئلة، وتتخيل كتابة قصة حياتك، أو نعيك الخاص، فإنك تحرر عقلك لرؤية ما هو مهم حقًّا بالنسبة لك، فتطور “منظورًا طويل المدى” وتصبح واضحًا بشأن ما تريد إنجازه حقًّا في حياتك.
• ما الهدف الرائع الوحيد الذي سوف تجرؤ على وضعه لنفسك إذا عرفت أنك لا يمكن أن تفشل؟ لو كنت تضمن النجاح بشكل مطلق في أى هدف، سواء على المدى القصير أو الطويل، وسواء كان هدفًا كبيرًا أم صغيرًا، فما الهدف الوحيد الذي قد تلزم نفسك بتحقيقه؟
إن عقلك مذهل. وهناك شىء مدهش يحدث بين رأسك ويديك. فحقيقة أنك تستطيع كتابة أى هدف بوضوح على ورقة تعنى أن لديك القدرة على تحقيقه بطريقة أو بأخرى؛ فرغبتك الخاصة هى الحد الحقيقى الوحيد لإمكانياتك. والسؤال الوحيد الذي يجب أن تطرحه هو: “ما مدى شدة رغبتك في ذلك؟”.
إن قدرتك على تحديد هدف واحد عظيم قد تجرؤ على إلزام نفسك بتحقيقه لو كان النجاح مضمونًا بالنسبة لك، غالبًا ما تكون أفضل مؤشر لهدفك الرئيسى المطلق. وهذا هو الهدف الوحيد الذي تصمم على تحقيقه والذى من الممكن أن يكون له أكبر تأثير إيجابى على حياتك.
• ما الذي تحب فعله حقًّا، سواء في المنزل أو في العمل؟ ما الذي يمنحك أعظم شعور بالأهمية؟ وما الإنجازات التي تعطيك أعظم إحساس بالإنجاز والإشباع؟ ولو كان بإمكانك فعل شىء واحد فقط طوال اليوم، فما المهمة الوحيدة أو النشاط الوحيد الذي قد يمثل هذا الشىء؟
لقد اكتشف علماء النفس أن الأنشطة التي تمنحك أعظم مشاعر احترام الذات هى في العادة المهام أو الأنشطة التي تناسبك بشكل مثالى كعمل في الحياة. فسوف تحب دائمًا فعل الأشياء التي – على الأرجح – لديك مواهب وقدرات طبيعية تمكنك من القيام بها بشكل جيد للغاية. ويعد تنظيم حياتك والأنشطة التي تدور حولها مواهبك وقدراتك الخاصة هو السر في تحقيق قمة الأداء والإنجاز العالى. وعندما تعثر على العمل أو الوظيفة التي تلبى من خلالها مهاراتك الخاصة احتياجات الموقف، فإنك سوف تحقق المزيد من التقدم في العامين المقبلين عما حققته في عشر سنوات من العمل في أى شىء آخر.
• ما أهم ثلاثة أهداف في حياتك حتى الآن؟ استخدم أسلوب القائمة السريعة. خذ قلمًا وامنح نفسك ثلاثين ثانية لتكتب بسرعة إجابتك عن هذا السؤال. فعندما تكتب أهم ثلاثة أهداف لديك بهذا الأسلوب، ستكون إجابتك دقيقة كما لو كانت لديك ثلاثون دقيقة أو ثلاث ساعات؛ حيث يطرح عقلك الباطن جميع الأهداف الثانوية، وسوف تطفو أهدافك أو غاياتك المهمة إلى سطح عقلك وتظهر على الورقة التي أمامك.
وعندئذ يمكنك أن تسأل: “ما أهم ثلاثة مخاوف أو قلاقل في حياتى الآن؟”، وامنح نفسك ثلاثين ثانية لتدون إجابتك.
وبمجرد أن تجيب عن كلا السؤالين، ستكون لديك صورة لحياتك الحالية؛ فهذه الإجابات سوف تخبرك بالكثير عن نفسك. أولًا: ستكون أهم ثلاثة أهداف لديك تقريبًا دائمًا هدفًا ماليًّا، وهدفًا صحيًّا، وهدفًا في العلاقات الاجتماعية. ثانيًا: ستكون أهدافك الثلاثة تقريبًا دائمًا حلولًا للمخاوف والقلاقل الثلاثة الخاصة بك. وفى معظم الحالات، ستكون أهدافك الثلاثة هى الوجه الآخر للعملة من مخاوفك الثلاثة – ويمكنك حل مشكلاتك من خلال تحقيق أهدافك.
حلل حياتك
حاول تجربة هذا التدريب للقائمة السريعة في كل مجال رئيسى من حياتك. اكتب بسرعة أهم ثلاثة أهداف لك في العمل، والحياة العائلية، والصحة، والمال. يمكنك أن تعطى هذا التدريب لأفراد عائلتك أو زملائك في العمل على حد سواء، وامنحهم ثلاثين ثانية لكتابة أهم ثلاثة أهداف في حياتهم.
وتمثل مشاكلك أو مخاوفك الثلاثة الماضى أو المكان الذي أتيت منه أو ما كنت تبتعد عنه. وتمثل أهدافك الثلاثة مستقبلك أو المكان الذي تتحرك نحوه، سواء بوعى أو بدون وعى. وعندما تطرح على نفسك هذه الأسئلة بانتظام، فسوف تستمتع بوضوح أكبر من أى وقت مضى حول شخصيتك وما تريده حقًّا، وسوف تحصل على المزيد والمزيد من الأفكار لتحقيق أهدافك وحل مشاكلك.
• ما الخطوات المحددة التي سيجب عليك اتخاذها لتحقيق أهم أهدافك؟ إن الهدف الذي لا يقترن بقائمة مفصلة ومنظمة بالإجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيقه يشبه وكأنك تحاول بناء منزل بدون خطة. وكلما زادت الخطط التفصيلية للعمل، زادت إمكانية تحقيقك لأهدافك، وفى فترة زمنية أقصر.
تخيل عدم وجود أية قيود
إليك تدريبًا بسيطًا ولكنه فعال لتحديد أهدافك وتنظيم حياتك: أخرج قطعة من الورق، واكتب كل شىء ترغب في تحقيقه في حياتك الشخصية والمهنية على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتخيل أنه لا توجد لديك أية قيود في الوقت أو المال، أو المواهب، أو الأشخاص، أو الموارد، أو القدرات. وعند كتابة أهدافك، تخيل أن كل ما تدونه هو أمر ممكن بالنسبة لك، ما دام الهدف واضحًا.
ويمكنك إجراء هذا التدريب كجلسة عصف ذهنى مع أفراد طاقم العمل لديك أو مع أشخاص رئيسيين آخرين. وفى شركتك، يمكنك كتابة كل ما ترغب في تحقيقه على مدى السنوات الخمس القادمة فيما يتعلق بالمبيعات والنمو والربحية، والأشخاص والمنتجات والخدمات، والعمليات، والحصة السوقية.
كما يمكنك إجراء هذا التدريب مع زوجك بالمنزل: اجلسا معًا واكتبا كل ما تريدان أن تصبحا عليه أو تمتلكاه أو تفعلاه في حياتكما معًا على مدى السنوات الخمس المقبلة، أو لفترة أطول.
هناك حكمة تقول: “دع الضوء ينفذ”. فكلما قضيت المزيد من الوقت في كتابة كل هدف من الممكن أن ترغب في تحقيقه في وقت ما في المستقبل، زاد الضوء الذي تحصل عليه في حياتك. وستصبح أكثر دراية ووعيًا بما تريد إنجازه حقًّا في الشهور والسنوات المقبلة.
وبينما تكتب أهدافك، فكر في الأشياء التي لطالما كنت تريد دائمًا فعلها في الماضى ولكنك تخليت عنها بسبب ضيق الوقت، أو قلة المال، أو بسبب الزواج، أو غيرها من العوامل. وعندما تكتب، اسمح لخيالك بالتدفق بحرية. ركز على كتابة العديد من الأهداف قدر الإمكان، دون القلق بشأن ما إذا كانت قابلة للتحقيق، أو منطقية أو معقولة أم لا. عليك فقط بتدوينها على قطعة من الورق.
نظم أهدافك حسب الأولوية
بمجرد أن تنتهى من كتابة قائمة بالأهداف المتوقعة في المستقبل، عد إلى القائمة مرة أخرى ونظمها حسب الأولوية. وضع حرف “أ” أو “ب” أو “ج” أمام كل هدف من الأهداف. فالهدف الذي يمثله حرف “أ” هو شىء مهم بشكل خاص بالنسبة لك. وهو هدف تود إنجازه حقًّا، وسيجعلك سعيدًا للغاية لو تمكنت من تحقيقه.
والهدف الذي يمثله حرف “ب” هو شىء ترغب في تحقيقه وسوف تستمتع باكتسابه لو كان ناجحًا. وهو مهم بالنسبة لك، ولكن ليس مهمًّا تمامًا كأهمية الهدف “أ”.
أما الهدف الذي يرمز له بحرف “ج” فهو شىء من الجيد أن تنجزه، أو من اللطيف أن تمتلكه أو تفعله، ولكنه ليس على نفس أهمية الهدفين “أ” أو “ب”.
وعندما تدون أهدافك وتقارنها ببعضها، سوف تكتسب وضوحًا مطلقًا بشأن أهميتها النسبية لك.
حدد أهم أهدافك
انقل جميع أهدافك من الفئة “أ” إلى قطعة منفصلة من الورق. واستعرض هذه الأهداف ونظمها من خلال كتابة “أ-1″، و “أ-2” “أ-3″، وهكذا بجانبها.
اختر من أهم الأهداف لديك بالقائمة “أ” الهدف الوحيد الذي يمكن أن يكون له أكبر تأثير إيجابى على حياتك لو تمكنت من تحقيقه. واسأل نفسك: “لو كنت سأتمكن من تحقيق أى هدف من هذه القائمة، فما الهدف الوحيد الذي قد يمنحنى المزيد من السعادة، والإشباع، والمكافآت أكثر من أى هدف آخر؟”، ويصبح هذا هو هدفك “أ-1”.
واصل العمل من خلال القائمة “أ” بأن تطرح على نفسك هذا السؤال: “لو كان بإمكانى تحقيق هدف واحد آخر من هذه القائمة، فأى هدف يكون؟”، ويصبح هذا هو هدفك “أ-2”. ثم اطرح هذا السؤال مرارًا وتكرارًا، حتى يصبح لديك جميع أهداف الفئة “أ” منظمة حسب الأولوية.
وأخيرًا، خذ الهدف أ-1، وهو أهم أهدافك على الإطلاق، ودونه على قمة صفحة جديدة. ويصبح هذا الهدف هو هدفك الرئيسى المطلق في المستقبل.
ضع خططًا عملية مفصلة
الخطوة التالية هى أن تضع قائمة بأى إجراء تعتقد أنك تستطيع اتخاذه لتحقيق أهم هدف لديك. وينبغى أن تأتى على الأقل بعشرة أشياء أو عشرين شيئًا مختلفًا يمكنك القيام بها لتحقيق هذا الهدف. وعندما تكون قد دونت كل ما يمكن أن يخطر ببالك، عليك حينئذ أن تنظم هذه القائمة من الأنشطة من خلال كتابة “أ” أو “ب” أو “ج” أمام كل نشاط منها. واسأل نفسك: “لو كان بإمكانى فعل شىء واحد فقط من هذه القائمة، فأى واحد منها من شأنه أن يساعدنى على تحقيق هذا الهدف أكثر من أى شىء آخر؟”، وأخيرًا، عد مرة أخرى واكتب أ-1، أ-2، أ-3، حتى تصبح لديك قائمة من الأنشطة المنظمة في خطة العمل، من البداية للنهاية.
ويمكنك تكرار هذا التدريب في كل من أهداف الفئة “أ” الخاصة بك. اكتب الهدف في زمن المضارع في أعلى قطعة من الورق ثم اضبط نفسك على وضع ما بين عشرة إجراءات إلى عشرين إجراء ملموسًا ومحددًا، يمكنك اتخاذها لتحقيق هذا الهدف. ونظم كل قائمة من هذه القوائم حسب الأولوية، وذلك باستخدام طريقة أ – ب – ج. ولن يستغرق هذا التدريب بأكمله سوى ساعة أو ساعتين، وربما تؤديه في ظهيرة عطلة نهاية الأسبوع. ولكن بمجرد أن تنجزه، سوف تكون لديك قائمة من الأهداف الواضحة، منظمة حسب الأولويات، ومقترنة بسلسلة من خطوات العمل المنظمة أيضًا حسب الأولوية.
وبهذه المجموعة من الأهداف والخطط، تكون قد نقلت نفسك إلى نسبة الثلاثة في المائة من أصحاب القمة في مجتمعنا. وستكون قد امتلكت السيطرة على مستقبلك. وستكون قد أحكمت قبضتك على عجلة القيادة لحياتك الخاصة، ووجهتها في اتجاه مختلف تمامًا. وسوف يدهشك تمامًا ما سيحدث لك نتيجة لهذا التدريب – جربه وسوف ترى.
اشحن قدرتك على تحقيق الأهداف
هناك خمس تقنيات يمكنك ممارستها لزيادة السرعة التي يمكنك بها تحقيق أهدافك. هذه التقنيات سوف “تشحن” طاقاتك وقدراتك الخاصة وتمكنك من إنجاز المزيد في فترة زمنية أقصر مما قد تعتقد على الإطلاق. وهذه التقنيات هى:
1. تصور هدفك كأمر واقع
2. أكد على هدفك بشكل إيجابى كما لو كنت قد أنجزته بالفعل
3. تقبل المسئولية الكاملة عن النتائج
4. تحرك بإيمان
5. افعل شيئًا ما يوميًّا
تصور هدفك كأمر واقع
كون صورة ذهنية واضحة لهدفك كما لو كان قد تحقق بالفعل، وتخيل هدفك كما لو كنت تستمتع بالفعل بالنتيجة النهائية، وأغمض عينيك وفكر فيما قد يبدو عليه هدفك، وفكر في نوعية الشخص الذي ستصبح عليه لو كنت قد حققت الهدف، وتخيل مدى استمتاعك بتحقيق ذلك الهدف أو الغرض؛ فهذه القدرة على التخيل هى إحدى أعظم قوى العقل البشرى، لأن عقلك الباطن يجعل عالمك الخارجى متناغمًا مع عالمك الداخلى. ولتفعيل هذه القوة، يجب عليك فقط تكوين “عقلية معادلة” لما تريد أن تراه في حياتك الخارجية. وسوف يقوم عقلك الباطن بالباقى.
فعِّل قانون الجذب
كما هو الحال عندما تشغل جهاز عرض الأفلام، يجب أن تشغل وتعيد هذه الصورة على شاشة عقلك باستمرار. فهذه الصورة سوف تنشط عقلك الباطن وتفعِّل قانون الجذب. ويقول هذا القانون إنك عبارة عن “مغناطيس حى” وإنك حتمًا تجذب لحياتك الأفكار، والأشخاص، والموارد التي تحتاج إليها لتحقيق أهدافك التي ترغب فيها بشدة.
غير معتقداتك
يقول قانون الاعتقاد: مهما كان ما تعتقده، باقتناع تام، فإنه يصبح واقعك الخاص. فأنت لا تؤمن بما تراه، ولكنك ترى ما تؤمن به بالفعل؛ فهناك علاقة ثنائية بين مدى قوة اعتقادك بإمكانية تحقيق أهدافك ومدى السرعة التي تظهر بها في حياتك. وكما يقول “ويليام جيمس”، الفيلسوف والبروفيسور الشهير بجامعة هارفارد: “الإيمان يخلق الواقع الفعلى”.
ويقول قانون العقل: إن الأفكار تجسد نفسها. فعندما تعيد تشغيل صورة هدفك مرارًا وتكرارًا في عقلك الباطن، فإنك تبدأ في الاعتقاد بقوة متزايدة بأن هدفك قابل للتحقيق. وبينما ينمو إيمانك، يبدأ هدفك في التجسد إلى شكل مادى في عالمك الخارجى أسرع مما تتخيل في بعض الأحيان.
أكد على هدفك بشكل إيجابى كما لو كنت قد أنجزته بالفعل
ابتكر تصريحًا أو جملة تعزيزية لهدفك كما لو كان قد تحقق بالفعل. وكرر هذه الجملة لنفسك بحماس. وأسبغ على هذه الجملة العاطفة، والاقتناع، والتأكيد. فعندما تكرر هذا التأكيد الإيجابى، فإنك تطبع هذا الأمر الخاص بتحقيق الهدف بشكل أعمق وأعمق في عقلك الباطن. استخدم ضمير المتكلم، مثل: “إننى أربح 75000 دولار في السنة!”، أو “إننى أزن 175 رطلًا”، أو “إننى مندوب مبيعات بارز”؛ فباستخدام الجمل التعزيزية، يمكنك إعادة برمجة تفكيرك تمامًا تجاه نفسك وأهدافك، وباستخدام الجمل التعزيزية، تصبح إمكانياتك غير محدودة.
تقبل المسئولية الكاملة عن النتائج
تقبل نسبة 100 % من المسئولية عن فعل كل شىء ضرورى لتحقيق هدفك، وكرر ذلك لنفسك قائلاً: “لو كان لأحد أن يتحمل المسئولية، فالأمر عائد إلىَّ”. وارفض إبداء أية أعذار لعدم إحرازك لأى تقدم، وارفض تبرير أو تفسير عدم نجاحك، وارفض تبرير أسباب مشاكلك والعقبات التي تعترضك. بدلًا من ذلك، تقبل المسئولية الكاملة عن تحقيق هدفك، واعتمد على نفسك تمامًا.
وإليك اكتشافًا مثيرًا: عندما تتقبل المسئولية كاملة عن تحقيق هدفك، فسوف يظهر الناس لمساعدتك وإرشادك طوال طريقك نحو النجاح. ولكن عندما تتذرع بالأعذار، وتلوم الآخرين، وتتوقع منهم مساعدتك، فإنهم سيتجاهلونك ويتجنبونك. وعندما تنظر إلى نفسك أولاً، فإنك على الأرجح لن تكون أكثر نجاحًا فقط، ولكنك ستجذب لحياتك الدعم الذي تحتاج إليه من الناس. ولكن إذا كنت تتطلع إلى الآخرين لمساعدتك على تحقيق أهدافك، فإنك تقريبًا ستصاب دائمًا بالإحباط.
تحرك بإيمان
عندما تكون واضحًا بشأن ما تريده، فإن الخطوة التالية هى أن تتصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل.
وكما قال “ثورو”: “تحرك بثقة في اتجاه أحلامك الخاصة”. تصرف كما لو كان تحقيق الهدف أمرًا حتميًّا تمامًا. واحمل نفسك في الأنشطة اليومية مع الآخرين، في كل ما تقوله وتفعله، بالضبط كما لو كان تحقيق هدفك أمرًا مضمونًا بقوة عظمى من نوع ما.
افعل شيئًا ما يوميًّا
افعل شيئًا ما كل يوم يحركك نحو هدفك أو أهدافك الرئيسية. وخير العمل أدومه وإن قل. فعندما تفعل كل يوم شيئًا واحدًا يقربك من هدفك، فإنك في النهاية تكتسب إيمانًا لا يتزعزع ويقينًا قويًّا بأن هدفك في النهاية لابد وأن يتحقق.
وفى التحليل النهائى، لا بد من تقليل كل تدريب خاص بتحديد الأهداف إلى خطوات محددة وإجراءات ملموسة يمكن أن تتخذها لتحقيق هذا الهدف. ولو فعلت شيئًا واحدًا فقط كل يوم، بغض النظر عن مدى ضخامة الهدف أو بعده عنك، فهذا الشىء الواحد سيبقيك متحفزًا ومركزًا، وسيبقى عقلك الباطن متحفزًا ونشيطًا. فإن تحركك اليومى نحو هدفك سوف ينشطك ويزيد من ثقتك.
تحقيق الأهداف المالية والمهنية
إليك خمس أفكار رئيسية لتحديد أهدافك المالية والمهنية:
1. ركز على رضا العملاء. يكسب كل واحد منا قوته من خلال خدمة شخص آخر. ومهما كان ما تفعله من أجل لقمة العيش، فإنك دائمًا في مجال يتطلب رضا العملاء. ووظيفتك هى أن تحدد أهم عملائك، داخل وخارج شركتك، ومن ثم تكرس نفسك لخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.
من هو عميلك؟ إن عميلك هو الشخص الذي يحدد مدى رضاه عن خدمتك ومستوى نجاحك في حياتك المهنية، وهو الشخص الذي يعتمد عليك من أجل فعل شىء ما له، وعميلك هو الشخص الذي يجب أن تسعده من أجل أن تحصل على دخل أعلى وتترقى بشكل أسرع.
وفى عالم الشركات، يعتبر رئيسك في العمل هو عميلك الرئيسى. فإذا كنت تسعد رئيسك في العمل من خلال فعل الأشياء التي يريدها هذا الشخص أو يحتاج إليها، فسوف تحظى بالنجاح. وإذا كنت تسعد الجميع في شركتك ولكنك لا تسعد رئيسك في العمل، فسوف تكون وظيفتك في خطر. فما الذي يحتاج إليه رئيسك في العمل ليصبح سعيدًا بأدائك؟
وإذا كنت مديرًا، فإن أفراد طاقم العمل لديك هم أيضًا عملاؤك. فقد عهد إليك بموظفيك لمساعدتك على تحقيق أهدافك المتمثلة في إرضاء العملاء. ولكى تتمكن من أداء وظيفتك بشكل مشبع، يجب أن يكون طاقم العمل لديك سعيدًا معك وبالطريقة التي تعاملهم بها. فأفضل المديرين هم الذين لديهم أسعد الموظفين وأفضلهم إنتاجية. فمن هم أهم الموظفين لديك؟
كما أن زملاءك ورفاقك في العمل، والذين ليس لديك عليهم أى سلطان أو تأثير مباشر، هم أيضًا عملاؤك. فإن مساعدتهم، أو عدمها، يمكن أن يكون لها تأثير هائل على قدرتك على أداء وظيفتك بشكل جيد. فمن هم الأشخاص المحيطون بك، والذين تحتاج إلى دعمهم وتعاونهم لإنجاز عملك بشكل جيد؟
والعميل الرئيسى لعملك هو الشخص الذي يشترى ويستخدم منتجك أو خدمتك. وتعتبر القدرة على تلبية احتياجات ورغبات العميل في الوقت المناسب، وبسعر معقول، وعلى مستوى مناسب من الجودة – هى السر ليس فقط لنجاحك، ولكن أيضًا لحياة شركتك بأكملها.
2. اكتشف ما يريده عملاؤك. احرص على أن تسأل نفسك دائمًا: من هو عميلى؟ وكيف يحقق لى مستوى الإشباع؟ وما القيمة التي يتوقعها منى؟ وكيف يمكننى إسعاده بأفضل شكل ممكن؟
إن أى شركة ناجحة تواظب على أن تسأل عملاءها باستمرار: “ما الذي يمكننا فعله لإسعادكم بشكل أفضل؟ وما الذي يمكننا فعله لإرضائكم بشكل أفضل في المرة القادمة؟”. وينبغى على كل فرد أيضًا أن يطرح هذه الأسئلة.
إن إحدى أكبر المشاكل في عالم العمل هى أن الناس ليسوا واضحين تمامًا حول ما يتعين عليهم القيام به لإرضاء رؤسائهم في العمل. وأحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها على أساس منتظم هو أن تذهب إلى رئيسك في العمل وتسأله: “لماذا أتقاضى راتبًا؟ ما أهم شىء أفعله هنا من وجهة نظرك؟”.
من الممكن أن تؤدى وظيفتك بشكل رائع، ولكن إذا لم يكن ما تفعله مهمًّا لرئيسك في العمل، فإنك في الواقع تخرب حياتك المهنية. ولكن إذا كنت تفعل شيئًا أو شيئين فقط من أهم الأشياء بالنسبة لرئيسك في العمل، فتلك هى الإجراءات التي تحقق أعلى مستويات “رضا العملاء” في نظره، وهذا وحده كفيل بتقدم حياتك المهنية بشكل أسرع من أى شىء آخر يمكن أن تفعله.
ولتحقيق النجاح في العمل، يجب عليك أن تسأل نفسك باستمرار: “لماذا أتقاضى راتبًا؟ وما النتائج التي تم التعاقد معى من أجل تحقيقها؟”.
3. حدد النتائج الرئيسية لمسئولياتك. عليك باستمرار أن تسأل نفسك، ورئيسك في العمل، والأشخاص المحيطين بك: “ما النتيجة الرئيسية لمسئولياتى؟”، وبعبارة أخرى، ما المتوقع أن تحققه نتيجة لعملك؟
هناك ثلاث طرق لتحديد نتيجة أية مسئولية.
الطريقة الأولى، أن تكون نتيجة المسئولية قابلة للقياس وملموسة ومحددة، ويمكن تعريفها بشكل واضح على الورق. ويمكنك إرفاق عدد ومقياس معين لأدائها. فإن نتيجة أية مسئولية هى نوعية وكمية معينة من العمل الذي يمكن تحديده وقياسه من قبل طرف موضوعى ثالث، بما في ذلك رئيسك في العمل.
على سبيل المثال: تعد عبارة “التعايش بشكل جيد مع الآخرين باستمرار” ليست نتيجة لأى مسئولية. فقد تكون نشاطًا ضروريًّا بالنسبة لك لأداء وظيفتك، ولكن لأنها ليست قابلة للقياس و غير ملموسة، فإنها ليست عاملًا رئيسيًّا حاسمًا في تحديد نجاحك أو فشلك.
الطريقة الثانية: هى أن نتيجة أى مسئولية تكون شيئًا تحت سيطرتك الخاصة، وهى شىء يمكنك القيام به من البداية للنهاية، ولا تعتمد على أى شخص آخر.
الطريقة الثالثة: وهى أن نتيجة أى مسئولية هى مهمة أو نتيجة تعمل كمورد لشخص آخر. وبعبارة أخرى، فإن كل نتيجة تحققها تعمل كمورد لشخص آخر، لأنها تصبح جزءًا من عمل شخص آخر. على سبيل المثال: إذا قمت بإجراء صفقة، فإن النتيجة تصبح موردًا لمؤسستك، والتى يجب الآن أن تنتج المنتج وتسلمه وتوفره.
وبالتالى، فإن كل منتج أو خدمة تنتجها شركتك تصبح موردًا لحياة أو عمل شخص آخر. فإذا كانت شركتك تصنع أجهزة الكمبيوتر أو آلات التصوير، فإن تلك الآلات تصبح نتائج لمؤسستك وموارد لمؤسسات أخرى، والتى تستخدمها حينئذ لتحقيق النتائج الخاصة بها.
والأسئلة التي يجب أن تطرحها هى: “من الذي لابد وأن يستخدم ما أنتجه؟ وما الذي يتطلبه الأمر من أجل إرضاء الأشخاص أو المؤسسات التي تضطر لاستخدام ما أنتجه؟ وكيف يمكننى إشباع رغبات أهم عملائى بأفضل شكل ممكن؟”، فإن أكثر الأشخاص والمؤسسات نجاحًا هم أولئك الذين يرضون أكبر عدد من عملائهم من خلال منحهم ما يريدونه، بالطريقة التي يريدونها، وبأسعار يكونون على استعداد لدفعها.
4. حدد المجالات الرئيسية للنتيجة التي تحققها. عند تحديد الأهداف العملية والمهنية، يجب عليك أن تسأل باستمرار: “ما المجالات الرئيسية للنتيجة التي أحققها؟”؛ فهذا سؤال أساسى من أجل تحقيق النجاح العملى والمهنى. ما الذي يمكن أن تفعله، وأنت فقط الذي تستطيع فعله، ولو تم فعله بشكل جيد، لأحدث فرقًا حقيقيًّا لمؤسستك أو عاد عليك بنتائج استثنائية؟
فكر في مهمة يمكنك أنت فقط القيام بها. وإذا لم تفعلها أنت، فإنه لن يتمكن أى شخص آخر من فعلها. ولكن إذا فعلتها أنت، وبشكل جيد، فإنك تستطيع أن تقدم إسهامًا حقيقيًّا لنفسك ولمؤسستك.
نادرًا ما يكون هناك أكثر من 5-7 مجالات رئيسية لنتائج أية وظيفة. وتعتبر قدرتك على الأداء الجيد في كل مجال من المجالات الرئيسية لنتائج وظيفتك الخاصة هى السر وراء نجاحك الشامل. ويمكنك أن تفعل الكثير من المهام الخاصة بك بطريقة ممتازة، ولكن إذا لم تكن من بين المجالات الرئيسية لنتيجتك الخاصة، فإنها في الواقع يمكن أن تكون ضارة لحياتك المهنية، كما أن الوقت الذي تنفقه فيها سيأخذك بعيدًا عن فعل الأشياء الحيوية القليلة التي يعتمد عليها نجاحك.
طبق قاعدة 80/20 على كل شىء تفعله؛ فإن نسبة 20 % فقط من الأشياء التي تفعلها سوف تحقق لك 80 % من قيمة عملك. ومن الضرورى أن تعمل على أعلى 20% من الأنشطة التي تحقق معظم النتائج الخاصة بك.
5. مارس الإدارة من خلال الأهداف. أحد أكثر أشكال تحديد الأهداف فعالية بالشركات هو “الإدارة من خلال الأهداف”. وينبغى استخدام هذه التقنية مع الأشخاص الأكفاء فقط – أى الأشخاص الذين يبرعون في وظائفهم ويعرفون ما يجب القيام به. ويتطلب هذا الأسلوب منك أن تعهد بالمهمة بأكملها لفرد معين.
وهناك أربع خطوات للإدارة من خلال الأهداف.
الخطوة الأولى: حدد الهدف أو النتيجة المنشودة بوضوح، عند التناقش مع الشخص الذي سيتولى مسئولية تحقيقها. وخذ الوقت الكافى للاتفاق تمامًا بشأن ما يتعين إنجازه.
الخطوة الثانية: ناقشا خطة التنفيذ واتفقا عليها. ما الخطوات التي سيجب اتخاذها لتحقيق الهدف؟ وكيف سيتم القيام بها؟ وكيف ستقيسان النجاح؟ وما معايير الأداء التي سوف تستخدمانها؟ وكيف ستعرفان أن المهمة قد تم إنجازها بشكل جيد؟ وعلى وجه الخصوص، ما العواقب الناتجة عن أداء هذه المهمة أو عدم أدائها بطريقة فعالة وفى الوقت المناسب؟
الخطوة الثالثة: اتفقا على وقت إنجاز المهمة، وضعا جدولًا زمنيًّا لاستعراض التقدم المحرز والمشاكل الحاصلة. ما الوقت الذي يتوقع إنجاز العمل فيه؟ يعد تحديد مواعيد نهائية وجداول زمنية واضحة جزءًا حيويًّا من الإدارة من خلال الأهداف.
الخطوة الرابعة: اترك الشخص بمفرده للقيام بهذه المهمة. بمجرد أن تنتهى من تحديد الوظيفة بوضوح مع توضيح نتائج المسئوليات ومعايير الأداء لشخص كفء، اترك هذا الشخص بمفرده للقيام بالمهمة على طريقته الخاصة.
إن سر التفويض يكمن في تفويض المهمة كاملة ورفض الرجوع فيها، وعدم التدخل مطلقًا. لكن أسدِ أية نصيحة، أو توجيه، أو دعم ضرورى للشخص المنوط به القيام بهذه المهمة، وليكن واضحًا تمامًا أن هذه المهمة سوف تقع على عاتق هذا الشخص.
وإحدى أكثر الطرق فعالية لبناء الكفاءة والثقة، والقدرة لدى الآخرين هى أن تعهد لهم بالمسئولية الكاملة من أجل تحقيق عمل مهم. فعندما يعرف الناس أنهم يتحملون المسئولية كاملة، فهذا يمنحهم شعورًا أكبر بقوة الشخصية والسيطرة، لأنه يبنى لديهم المبادرة والتصميم، كما أنه يطور لديهم المثابرة والإصرار. وهذه هى إحدى أقوى أدوات بناء الشخصية المتاحة للآباء أو المديرين، كما أنها وسيلة رائعة لتوفير الوقت.
حقق أهدافك بشكل أسرع
هناك أربع أدوات مهمة في التفكير يمكنك تطبيقها لتحقيق أى هدف. وتطبيق واستخدام هذه الأدوات يحسن بشكل كبير من كفاءتك وقدرتك على إنجاز الأهداف التي تضعها لنفسك، ولشركتك. وهذه الأهداف هى:
1. تخلص من العقبات. حدد العقبات التي تحول بينك وبين هدفك. ما الذي يعوقك عن تحقيق هدفك؟ ولماذا لم تحققه بالفعل؟ دوِّن كل عقبة أو صعوبة تعتقد أنها تحد من قدرتك على تحقيق الهدف الذي قمت بتحديده.
وهذه العقبات قد تشمل العقبات الداخلية، أو العقبات الموجودة داخل نفسك. وقد تكون عقبات خارجية، أو عقبات توجدها الظروف أو الوضع الراهن في العالم من حولك.
وبمجرد أن تحدد العقبات التي تعوقك، عرف وحدد أضخم عقبة تعوقك. ما العقبة الرئيسية التي تقف في طريق إنجازك لهذه المهمة؟ اعقد العزم على القضاء على هذه العقبة الوحيدة وركز بقوة عليها حتى تتمكن من التخلص منها.
يقول “بيتر دراكر”: “فى كل مشكلة معقدة، هناك عادة مشكلة واحدة ضخمة يجب حلها قبل أن يتمكن المرء من حل المشاكل الأخرى”، ووظيفتك هى أن تحدد أكبر مشكلة أو صعوبة تعوقك، وعندئذ تركز على حلها قبل أن تنحرف عن الطريق بفعل مشاكل وصعوبات أصغر.
2. حدد الخطوة المقيدة لك. عند إنجاز أى هدف تقريبًا (سواء كان ذلك يتمثل في زيادة دخلك، أو مضاعفة حجم مبيعاتك، أو فقدان الوزن) أو إنجاز أية وظيفة، هناك عادة خطوة واحدة هى التي تحدد مدى السرعة التي يمكنك الانتقال بها من المكان الذي تتواجد فيه الآن إلى حيث تريد أن تذهب – وهى عنق الزجاجة أو نقطة الاختناق في هذه العملية. وتعد قدرتك على تحديد عنق الزجاجة هى إحدى أهم التقنيات لتحقيق الكفاءة والفعالية التي يمكن أن تحركك نحو تحقيق هدفك بشكل أسرع من أى إجراء آخر.
وتنطبق قاعدة 80/20 على هذا المبدأ الخاص بالعوائق، أو العوامل المقيدة، بطريقة خاصة. في هذه الحالة، تقول قاعدة 80/20 إن “ثمانين في المائة من أسباب عدم تحقيقك لهدفك موجودة بداخلك، أو بداخل شركتك”، لأن نسبة عشرين في المائة فقط من العوائق التي تقيد قدرتك على تحقيق ما تريده موجودة في الظروف الخارجية أو البيئة المحيطة بك.
وتعد نقطة الانطلاق نحو الفاعلية الشخصية بالنسبة لك هى – أولًا وقبل كل شىء – أن تحدد هدفك، وثانيًا: أن تسأل نفسك: “ما الذي يوجد بداخلى ويعوقنى؟”، وعندما تنظر داخل نفسك، فإنك ستجد دائمًا تقريبًا أن الافتقار إلى مهارة أو صفة معينة، أو سلوك معين هو العائق الرئيسى لتحقيقك لأى هدف أو نتيجة. وهذا هو “ما” يجب أن تعمل عليه قبل أن تفعل أى شىء آخر.
3. حدد المعارف أو المهارات التي سوف تحتاج إليها. حدد المعارف أو المهارات الإضافية التي ستحتاج إليها لتحقيق هدفك. ما الذي ستحتاج أيضًا إلى تعلمه؟ وما الذي ستحتاج أيضًا إلى معرفته؟ وما المعرفة أو المهارة أو الخبرة الإضافية الأكثر أهمية التي ستحتاج إليها من أجل تحقيق الهدف الذي وضعته لنفسك؟
تقول المحاضرة المتخصصة “ليز براون”: “لكى تحقق أى شىء لم تحققه من قبل أبدًا، يجب أن تصبح شخصًا مختلفًا تمامًا عما كنت عليه من قبل”. فلكى تحقق أهدافًا أكبر وأفضل، سيكون عليك اكتساب وتطوير مهارات ومعارف جديدة. ولا يمكنك تحقيق أكثر مما تقوم به اليوم دون تطوير نفسك لمستوى أعلى.
تذكر أن المعرفة قوة، ولكن المعرفة العملية التي يمكن تطبيقها للحصول على النتائج المرجوة هى فقط القوة الحقيقية. اسأل نفسك: “ما المعرفة العملية التي يجب أن أكتسبها من أجل التحرك بشكل أسرع نحو تحقيق أهدافى وإنجاز مهامى؟”.
أحيانًا تتمثل المعرفة العملية التي تحتاج إليها في التسويق والمبيعات، وأحيانًا تكون متمثلة في مهارة إدارة الناس، وأحيانًا تكون في معرفة التخطيط الإستراتيجى أو التطوير المؤسسى. وفى كثير من الأحيان تكون المعرفة هى الشىء الذي يصعب تحديده، ولكن اكتشاف مجال المعرفة المهم الذي تحتاج إليه – وبعد ذلك الانطلاق إلى العمل على اكتسابها – يمكن أن يكون له تأثير هائل على نتائجك.
4. حدد الأشخاص الذين ستحتاج إلى مساعدتهم. حدد الأشخاص الذين سيكون كل من مساعدتهم ودعمهم وتعاونهم ضروريًّا بالنسبة لك لتحقيق أهدافك، سواء على الصعيد الشخصى أو العملى. من الذي ستحتاج إلى مساعدته؟ ومن الذي يمكنه مساعدتك للوصول إلى الهدف؟ ومن الذي يمكن أن يعوقك عن تحقيق هدفك؟ ومن الذي تحتاج إلى التعاون معه لتحقيق هدفك في وقت مناسب؟
فى كثير من الأحيان عندما تحدد هدفًا سيستغرق الكثير من وقتك، وسوف تحتاج إلى التعاون والتفاهم مع عائلتك. وإذا كنت تريد أن ترقى إلى مكانة بارزة في شركتك أو صناعتك، فإنك ستحتاج إلى التعاون مع رئيسك في العمل، وزملائك، ومرءوسيك.
فكر في الأشخاص الذين ستحتاج إلى تعاونهم. ما الذي يمكنك القيام به لحملهم على الرغبة في التعاون معك؟ وما الذي سيعود عليهم من هذا؟ وكيف سيستفيدون من مساعدتك على تحقيق أهدافك؟ ابدأ دائمًا باحتياجات ومتطلبات الآخرين، ثم عد للعمل لتحديد احتياجاتك ومتطلباتك.
اطرح على نفسك الأسئلة المناسبة
فيما يلى بعض الأسئلة النهائية التي تستطيع أن تطرحها لتبقى على نفسك واضحًا ومركزًا، وتكون على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافك وغاياتك.
أولًا: ينبغى عليك أن تسأل بانتظام: “ما الذي أحاول القيام به؟”. بالضبط، ما الذي تحاول تحقيقه نتيجة لعملك وجهودك؟ لأن الغموض وعدم الوضوح في إجابتك عن هذا السؤال يجعلان من المستحيل تقريبًا بالنسبة لك تحقيق أهدافك في الموعد المحدد.
ثانيًا: ينبغى أن تسأل: “كيف أحاول فعل ذلك؟”. هل أسلوبك الحالى يجدى؟ ما الافتراضات الخاصة بك؟ هل تفترض شيئًا ربما لا يكون صحيحًا؟ هل من الممكن أن تكون هناك طريقة أفضل من الأسلوب الذي تستخدمه حاليًّا لتحقيق هدفك؟
ثالثًا: يمكنك أن تسأل: “ما أهدافى الحقيقية؟”. كيف تؤثر هذه الأهداف على حياتى الشخصية؟ لماذا أفعل ما أفعله؟ فمن الضرورى للغاية أن تكون واضحًا بشأن الغرض الحقيقى من وراء أهدافك لو كنت تريد أن تظل متحفزًا ونشيطًا في سعيك نحو تحقيقها.
رابعًا: ولعل السؤال الأكثر أهمية هو أن تسأل: “ما هدفى في الحياة؟”. ما هدفى في عملى؟ ما هدفى مع عائلتى؟ ما الذي أريد تحقيقه نتيجة لوجودى على قيد الحياة؟ ما الذي أريد أن أفعله في حياتى حقًّا؟
هذه هى الأسئلة التي ينبغى أن تطرحها على نفسك مرارًا وتكرارًا لتستمر بنفسك على المسار الصحيح.
اكتسب الوضوح المطلق
تعد نقطة الانطلاق نحو إدارة الوقت هى بالنسبة لك أن تكتسب الوضوح المطلق فيما يتعلق بأهدافك، في كل مجال من مجالات حياتك وعلى كل مستوى من مستويات عملك. ومثل المصور، يجب أن تركز عدسة وقتك وأنشطتك باستمرار بالضبط على أهم الأمور التي تحاول إنجازها وأسباب رغبتك في تحقيقها.
وتتطلب جميع مهارات إدارة الوقت اتفاقًا واضحًا، لا لبس فيه حول الأهداف والغايات. قرر بالضبط ما تحاول تحقيقه وركز بعقل حاد على أهم أهدافك وأنشطتك؛ فهذه هى الخطوة الأولى نحو إدارة الوقت بشكل ممتاز.
“هناك صفة واحدة يجب أن يمتلكها المرء من أجل الفوز، ألا وهى وضوح الهدف، أى معرفة ما يريده المرء، ووجود رغبة ملتهبة لتحقيقه”.
تدريبات عملية
1. يعد الوضوح أمرًا أساسيًّا! ضع قائمة بعشرة أهداف للعام القادم في كل مجال من مجالات حياتك الشخصية والمهنية. اكتبها بزمن المضارع، كما لو كنت قد حققتها بالفعل.
2. راجع قائمتك واسأل: “ما الهدف الوحيد، الذي لو حققته، سيكون له أعظم تأثير إيجابى على حياتى الآن؟”، واكتب هذا الهدف في قمة صفحة جديدة.
3. ضع موعدًا نهائيًا محددًا لتحقيق هذا الهدف. وضع مواعيد نهائية فرعية، إذا لزم الأمر.
4. ضع قائمة بأى شىء يمكن أن يخطر لك القيام به لتحقيق هذا الهدف. وبينما تفكر في أنشطة جديدة، أضفها إلى القائمة. واحرص على تحديث قائمتك حتى تكتمل.
5. نظم قائمتك في خطة. وحدد الأهم. وقرر ما يجب القيام به أولًا، قبل أن يمكن القيام بأى شىء آخر.
6. حدد العقبات التي سوف يجب عليك التغلب عليها، وكذلك المعارف والمهارات الإضافية التي ستتطلبها، وأيضًا الأشخاص الذين ستحتاج إلى مساعدتهم. وكن محددًا.
7. اتخذ إجراءً بشأن أهم هدف لديك، وصمم على أن تفعل شيئًا كل يوم من شأنه أن يحركك ولو خطوة واحدة نحو تحقيقه. ولا تستسلم أبدًا!