التدخين
يموت قبل سن الخامسة والستين واحد من كل خمسة أشخاص يدخنون عشرين سيجارة أو أكثر في
اليوم، وتمثل هذه النسبة ضعف ما يوازيها لدى غير المدخنين، إن تدخين السجائر يسبب
حوالي 50 ألف حادثة وفاة مبكرة في بريطانيا وحدها في كل عام، فإذا كنت تدخن
بانتظام فمن المحتمل أن تفقد حوالي خمس دقائق، ونصف من حياتك المتوقعة مع كل
سيجارة تدخنها، مع ذلك وبالرغم من الإثباتات الطبية الواسعة التي تدعم هذه
الإحصائيات، وبالرغم من الحملات الإعلامية المستخدمة ؛ لإيصال هذه المعلومات إلى
الجميع، فإن معظم المدخنين المسرفين في تدخين السجائر يستمرون في التدخين، ويبدأ
آلاف المراهقين في كل عام بالتدخين من وقت لآخر مفترضين بأن ذلك أمر طبيعي عند
الجميع، ولقد دلت الأبحاث أن حوالي 85 بالمائة من هؤلاء المدخنين العرضيين يتحولون
فيما بعد إلى مدخنين مواظبين.
المشاكل الصحية التي ترافق التدخين، وتبحث موضوع المواد الخطرة الموجودة في التبغ
، وتقدم اقتراحات للتغلب على هذه العادة.
مدى تأثير التدخين على صحتك
ما هو مدى تأثير التدخين على صحتك ؟ إن التدخين مضر بأشكاله جميعا، ولكن مدى الضرر
الذي يلحقه التبغ بصحتك يستند إلى عدة عوامل، ومنها: نوع التدخين، أو الغليون أم
السيجار أم السجائر فضلا عن كمية الدخان التي تدخل بصورة منتظمة إلى رئتيك،
والفترة الزمنية التي مرت عليك وأنت مواظب على التدخين، يعكس التحديد العددي
المخصص لكل إجابة، بـ (نعم) للأسئلة الواردة في الاستبيان أدناه الخطر الصحي
الذي يمثله ذلك الشكل المعين من التدخين.
إذا كنت مدخنا في السابق وتوقفت الآن عن التدخين، فإن احتمالات إصابتك بمرض مرتبط
بالتبغ تنخفض مع كل سنة تلي تاريخ توقفك عن التدخين، ارجع إلى موضوع (كيف تتحسن
فرص نجاتك) ص 43 ؛ لمعرفة موقعك في هذا الشأن.
مكونات التبغ
يحتوي دخان التبغ على ثلاث مواد كيميائية خطرة هي القطران، والنيكوتين، وأول
أكسيد الكربون، القطران مزيج من عدة مواد تتكثف ؛ لتكون مادة لزجة تشبه المشروب
المركز في الرئتين، والنيكوتين مخدر يولد الإدمان، ويتم امتصاصه من الرئتين ويؤثر
بصورة رئيسية على الجهاز العصبي في الإنسان، أما أول أوكسيد الكربون فيخفض قدرة
الكريات الحمراء في الدم على نقل الأوكسجين إلى أقسام الجسم كافة. وإذا قارنا بين
المدخن المعتدل، أي الذي يدخن ما بين 15 و 20 سيجارة في اليوم، وبين غير المدخن
وجدنا أن احتمال وفاة الأول بسبب سرطان الرئة أو الحنجرة أو الفم تتضاعف مقدار 14
مرة عن الثاني، وتتضاعف احتمالات وفاته ؛ بسبب سرطان المريء 4 مرات، وتتضاعف
مرتين احتمالات وفاته ؛ بسبب سرطان المثانة أو الذبحة القلبية، ومن ذلك تعتبر
السجائر سببا رئيسيا للالتهاب الشعبي المزمن ولانتفاخ الرئتين، والداء الرئوي
المزمن بحد ذاته يزيد أخطار الإصابة لمرض ذات الرئة وإخفاق القلب، كما يزيد
التدخين الأخطار الصحية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم.
امراض التدخين
المريء: يميل معظم المدخنين إلى بلع كمية معينة من الدخان، وبذلك يتعرض الجهاز
الهضمي وبالأخص المريء إلى خطر الإصابة بالسرطان.
الرئتان: تتم إزالة المواد الغريبة من أنسجة الرئتين بواسطة الشعيرات الدقيقة (
الأهداب) التي تكسو المنافذ الهوائية، والتي تتخلص باستمرار من الجسيمات بإبعادها
عن الرئتين على شكل مواد مخاطية مفرزة (البلغم)، وعلاوة على تعرض الرئتين
للإصابة بالسرطان.
بإمكان المواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ أن تتلف بصورة تدريجية بعض هذه
الشعيرات، وهي تدفع بالقوة الإفراز المتزايد للبلغم، فتصاب الرئتان بالتالي
بالتهاب مزمن وتصبحان معرضتين للعدوى بأمراض، منها: الالتهاب الشعبي، ويعود (
سعال المدخن) إلى عجز في كفاءة آلية تنظيف الرئتين، مما يسبب بالتالي زيادة حجم
البلغم المفرز.
سرطان المثانة و الرئة
المثانة: من الجائز أن تصاب المثانة بالسرطان نتيجة لكون المواد الكيميائية
المسرطنة، ومنها القطران تمتص في مجرى الدم وتفرز مع البول. وغالبا ما تزداد
الأخطار الطفيفة الناتجة عن تناول أقراص منع الحمل عند النساء المدخنات، ويزداد
مرتين احتمال إجهاض المرأة الحامل التي تدخن ما بين 15 و 20 سيجارة في اليوم عن
المرأة التي لا تدخن ؛ وبالتالي يزداد احتمال ولادة المرأة المدخنة لطفل قبل أوانه
ضعيف البنية.
وقد سجل معدل وفيات الأطفال الحديثي الولادة لأمهات مدخنات نسبة تزيد عن 30 % أكثر
من معدل وفيات الأطفال الحديثي الولادة لأمهات غير مدخنات، وبالإضافة إلى ذلك
أظهرت الدراسات الحديثة أن (التدخين السلبي) أي: استنشاق الهواء الملوث بدخان
التبغ الذي يدخنه أشخاص آخرون، يزيد احتمالات خطر الإصابة بسرطان الرئة عند غير
المدخنين.
وتحتوي بعض أصناف السجائر على كمية أقل من القطران والنيكوتين من سائر الأصناف،
ولكن لم توجد بعد السيجارة (الآمنة) تماما، كما أن التحول إلى تدخين السجائر
الخفيفة قد لا تكون له فائدة ملموسة دائما خصوصا أن المدخنين الذين يتحولون إليها
كثيرا ما يعرضون عن هذا التحول بتدخين عدد أكبر من السجائر، أو بأخذ نفس أطول خلال
عملية التدخين.
الفم، الحنجرة، القلب و الشرايين
الفم والحنجرة: مما لا شك فيه أن في دخان السجائر (وبالأخص القطران الذي يحتويه)
مواد تستطيع أن تولد السرطان في الأنسجة التي تتصل بها، وهكذا يتعرض المدخنون
لأخطار الإصابة بالسرطان في أي موقع من الجهاز التنفسي، بما في ذلك الفم والحنجرة
.
القلب والشرايين: بإمكان مادة النيكوتين أن تسبب ارتفاعا في معدل نبضات القلب،
وأن تزيد تأثيرات ضغط الدم المرتفع، يبدو أن دخان السجائر وربما ما يحتويه من أول
أكسيد الكربون تحديدا يشجع تراكم التعصد في الشرايين، وهذا عامل يساهم في حدوث
العديد من أمراض القلب، ومن الملاحظ أن الذبحات القلبية تؤدي إلى الموت عند
المدخنين المسرفين بنسبة أكبر مما تؤدي إليه عند غير المدخنين.