لقد تسللت إلى أفضل فندق في لندن، أجريت اتصالا هاتفيا، وعلى الفور جاء معالج التدليك. هذه الساعة من التدليك جعلتنى أشعر بالاسترخاء والراحة بل الانتعاش، وهذا الشعور استمر لعدة أيام قبل أن تبدأ عضلاتى في التعقد مرة أخرى بسبب ضغوط الحياة الحديثة. إنني لم أكن مسترخيا بشكل عام فحسب ولكنني أيضا كنت أشعر بأن بعض المواضع في جسمى والتي كانت تسبب لي مشكلات مثل عنقى وأكتافى، تخلصت تماما من الألم، وأصبحت لينة لأول مرة في حياتي.
لقد كان التدليك وسيلة جيدة لآلاف السنين في المساعدة على عملية الشفاء. ولقد كتب أبقراط العظيم قائلا: لابد أن يكون الطبيب ذا خبرة في كثير من الأشياء، ولكنه بالتأكيد لابد أن يكون ماهرا في التدليك ؛ لأن التدليك يجعل المفصل المفكك يتماسك، ويلين المفصل المتصلب. وبعد حوالي 1500 عام من مقولة أبقراط، وفى القرن الحادى عشر كتب الطبيب العربى ابن سينا أن الهدف من التدليك هو تبديد أو تشتيت مناطق الضعف، والوهن في العضلات، التي لم يتم التخلص منها بالرياضة.
إن التدليك يحسن من الشعور بالرضا والسعادة في أي عمر، ونحن كثيرا ما كنا نقول لأطفالنا: لنحاول تدليكها بطريقة أفضل. ولكننا في العقود الأخيرة من حياتنا نتلقي أقل قدر ممكن من الملامسة. إن الأطراف المتصلبة والباردة، وكذلك المفاصل يمكن تعزيزها بالتدليك البسيط، وطالما أنه لا يوجد التهاب نشط مصاحب لذلك، فحتى التهاب المفاصل يمكن تخفيفه من خلال تمديد وإطالة المفاصل إلى أقصى حد في حدود عدم الشعور بالألم.
وعلى الرغم من أنه لا شىء يحل محل النظام الغذائى الجيد، وأسلوب الحياة النشط، إلا أن التدليك يساعد على التغلب على كثير من المشكلات المصاحبة للشيخوخة، ويمكنه التقليل من ارتفاع ضغط الدم، والإسراع في الشفاء من الاكتئاب، والتخفيف من الشعور بالوحدة والوحشة وهذا عامل ينساه كثير من الناس ولكنه يؤثر على صحة الكثيرين. وهو يفيد الدورة الدموية والمفاصل أيضا بصفة خاصة، وكذلك نداوة الجلد، وقوة العضلات.
إن الشىء المحزن حقا هو أن أبسط وأقدم وسيلة عرفها الإنسان لعلاج التوتر يتم تجاهلها ألا وهى اللمسة الإنسانية، وذلك في الوقت الذي أصبحنا نعرف فيه الكثير عن جسم الإنسان أكثر من أى وقت مضى.
إن التدليك من أفضل الوسائل للاسترخاء. فبالإضافة إلى إزالة التوتر مع كل الفوائد التي يسببها ذلك يساعد التدليك كذلك المفاصل، والدورة الدموية، والجلد، ويخفف من الألم.