التصنيفات
الصحة العامة

التدليك والعطور والزيوت العطرية واليوجا والتاي تشي والشياتسو: برنامج الجسم للتخلص من السموم ج2

يعتبر التدليك، إلى جانب العلاج بالعطور، واحداً من أقدم أشكال العلاج التكميلي المعروفة. وكما في العلاج بالعطور، يمكن عمل التدليك على منطقة محددة من الجسم (على سبيل المثال، تدليك الوجه أو تدليك القدمين)، أو على الجسم بأكمله (تدليك شامل لكل أجزاء الجسم، بما فيها منطقة البطن).

ويعمل التدليك التقليدي عن طريق تنشيط الدورة الدموية، وهذا يساعد بدوره على التدفق الفعال للسائل الليمفاوي. ولهذا تأثير إيجابي على الجهاز المناعي، كما يحافظ على الجسم متوازناً وسليماً. وأثناء برنامج التخلص الكامل من السموم، فإن أي علاج يعزز هذه الوظائف يجب تشجيعه والاستمتاع به بأكبر صورة ممكنة. ويمكن أن تستفيد حالات اعتلال العضلات، بما فيها حالات الألم والشد، من العلاج بالتدليك، وهذا لأن زيادة تدفق الدم والمعالجة باليد سوف يساعدان على إطالة أو مد العضلات وتقويتها. وهناك الكثير من الفوائد الأخرى للتدليك (مثلاً، تحسين شكل الجلد، هدوء العقل، تقليل معدل النبض، إلخ).

وغالباً ما يوصف التدليك بأنه أسلوب “سويدي” أو “علاجي” أو “شامل”. وفي الواقع ليس هناك فرق كبير بين هذه التسميات؛ فكل ضربات التدليك مأخوذة من ثلاثة أساليب “سويدية” أصلية: الإفلوراج effleurage، والبتريساج pettrissage، والتابوتمنت tapotement. ويستخدم الإفلوراج (دفع اللحم باليدين المستويتين من أسفل الجسم إلى أعلى في اتجاه الرأس، ثم نزولاً إلى أسفل الجسم مرة أخرى) لتدفئة العضلات واللحم، ولتنشيط الدورة الدموية قبل العمل الأكثر عمقاً. ويستخدم البتريساج (تدليك وعصر وشد العضلات، بحيث يتم الضغط على اللحم في اتجاه العظم من أجل زيادة الاحتكاك) لتقوية العضلات واللحم، وللتغلب على حالات الشد أو التقلص في العضلات. أما التابوتمنت فيتضمن ضربات سريعة قوية، مثل الهاكنج hacking (حيث يستخدم جانب اليد في “ضرب” اللحم)، أو الكابنج cupping (حيث تضم اليد على شكل كوب وتوضع في حركات سريعة متتابعة فوق اللحم من أجل “سحب” الدم إلى السطح)، أو الباملنج pummelling (حيث يتم تحريك قبضة اليد في تتابع سريع فوق اللحم من أجل إحداث تأثير أعمق على العضلات، وتنشيط الدورة الدموية).

وهناك أنواع أخرى كثيرة من التدليك أو المساج، بما فيها التدليك العلاجي، والرياضات البدنية، والتاي، إلخ. وكل هذه الأشكال مفيدة للغاية، ولكن فيما يتعلق بعملية التخلص من السموم، فالأفضل هو العلاج التقليدي بالعطور وأساليب المساج التقليدية.

وأثناء المساج أو التدليك، يتمدد الشخص فوق أريكة، إما عارياً وإما بملابس تحتية، ويغطى بمناشف أو بطانية، ويجب أن تكون الغرفة دافئة وهادئة. ويجب أن تكون كل ضربات أو حركات المساج موجهة نحو القلب؛ فهذا يساعد على إتمام سريان الدم في جميع أجزاء الجسم، كما يعمل على تنشيط دوران الدم والسائل الليمفاوي.

ويجب أن تكون الضربات الأولى رقيقة وناعمة وباعثة على الاسترخاء والدفء، وألا تسبب أي ألم. ربما يكون هناك شعور بقدر من عدم الارتياح، ولكن لا يجب أن يكون هناك ألم حقيقي. ويجب أن تتم الضربات بشكل متزامن مع تنفسك، وأن تتبع إيقاعاً منتظماً. ومع تقدم العلاج وشعور العضلات بالدفء، يمكن أن تصبح الضربات أكثر قوة وأوسع انتشاراً؛ حيث يقوم الشخص المعالج “بتصفية” العضلات من أي سموم، وتخليص الجسم من أي فضلات.

وبمجرد أن يتم تدفئة منطقة معينة من الجسم، يصبح في الإمكان العمل عليها بشكل محدد وعميق. ربما يؤدي هذا إلى الشعور بعدم الارتياح، ولكنه سيساعد على معالجة المشكلات العميقة أو العضلات المشدودة.

وأياً كان الهدف من المساج، فيجب أن يمنحك شعوراً عاماً بالهدوء والاسترخاء والصحة. وإذا ما تم عمل المساج بصورة صحيحة، فربما تشعر بأنك قد تعرضت “للضرب” إن جاز التعبير، ولكن بدون أن تشعر بالتعب أو الإنهاك أو الألم، وبدون التعرض لأي رضوض أو كدمات، وإنما على العكس ستشعر بالقوة والنشاط والحيوية.

ويعتبر التدليك أمراً رائعاً أثناء عملية التخلص من السموم؛ فالضربات الخفيفة سوف تشعرك بالاسترخاء والدفء، بينما تعمل الضربات الأعمق على تخليص العضلات من السموم وتنشيط الدورة الدموية لتسهيل عملية التنظيف الداخلية، فيما تعمل الضربات القوية على تنبيهك، وإعطائك شعوراً حقيقياً بالحيوية والنشاط. ولعل التدليك هو خياري المفضل في العلاج المتخصص.

ويستخدم المعالجون بالمساج زيوتاً مثل الزيوت الأساسية أو الناقلة المستخدمة في العلاج بالعطور، أو مزيجاً من الزيوت الناقلة وبعض الزيوت العطرية الأساسية.

وغالباً ما يعتقد الناس بطريق الخطأ أن العلاج بالعطور والتدليك هما شيء واحد. والحقيقة هي أن الهدف من العلاج بالمساج أو التدليك باستخدام العطور هو تسهيل الامتصاص الأمثل للزيوت العطرية. فالعلاج بهذه الطريقة يعمل على تدفئة اللحم، وهذا يعمل بدوره على تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي يستطيع الجسم أن يمتص الزيوت تماماً. إن الزيوت هنا هي التي تحدث تأثيرات داخل الجسم، وليست المعالجة الجسدية في حد ذاتها. أما علاجات التدليك أو المساج فالهدف منها هو تحسين الدورة الدموية وتحسين تدفق السائل الليمفاوي وتقوية الجهاز المناعي بشكل عام، وهذا من خلال استخدام ضربات جسدية مختلفة السرعة والطول والضغط. وهذا هو السبب في أنك ستشعر بقدر أكبر من “الإرهاق” بعد جلسة المساج، مما يفترض أن تشعر به بعد جلسة العلاج بالعطور. وكلتا الطريقتين مفيدة في حد ذاتها، ويجب أن تكون على دراية بما بينهما من اختلافات، وذلك حتى تقرر الطريقة التي تناسبك بشكل أفضل.

العلاج بالعطور

ويستخدم العلاج بالعطور الزيوت العطرية المستخلصة من النباتات. ويعتقد الكثيرون خطأ أن العلاج بالعطور هو مجرد مساج يتم في أجواء معطرة، ولكن الحقيقة هي أنه أكبر من ذلك بكثير. والعلاج بالعطور يمكن أن يصبح جزءاً أساسياً من حياتك اليومية، وبشكل أكثر دقة، يمكن أن يصبح جزءاً أساسياً من أي برنامج للتخلص من السموم.

ويمتص الجسم الزيوت العطرية من خلال الجلد أو الجهاز الشمي (الاستنشاق). والجلد غشاء شبه منفذ، وانتقال جزيئات الزيت العطري من خلال الجلد إلى تيار الدم يعني أن تأثيراته يمكن أن تبدأ بمجرد وضع الزيوت على الجلد. وسوف تستمر هذه التأثيرات طالما ظلت الزيوت على سطح الجلد. وبمجرد أن تصل جزيئات الزيت العطري إلى مجرى الدم، فإنها سوف تنتقل إلى المخ، وتقوم بتنبيه الوظائف الضرورية المناسبة للزيت العطري المحدد المستخدم. (كانت هناك شكوك بشأن إمكانية امتصاص المواد خلال الجلد، ولكن هذه الشكوك قد تبددت الآن مع ظهور “اللصوقات” واستخدامها في كثير من الحالات الطبية).

وعندما نستنشق أريج الزيت العطري، تتحرك الجزيئات داخل فتحة الأنف، وتصل منها إلى المخ عن طريق الأغشية الرقيقة في الممرات الأنفية والجهاز الشمي. ويعتبر استنشاق الزيوت العطرية أسرع طريقة للاستفادة منها.

وأثناء العلاج بالتدليك باستخدام العطور، يتمدد الشخص على أريكة مساج، إما عارياً وإما بملابس تحتية، ويغطى بمناشف أو ببطانية. ويجب أن تكون الغرفة دافئة، ويجب أن يكون أسلوب المعالج هادئاً وباعثاً على الاسترخاء. وعادة ما تستمر جلسة العلاج لمدة ساعة تقريباً. وربما تشعر بالنعاس بعد الجلسة مباشرة، ولكن هذا الشعور سيزول بمجرد أن تتناول كوباً من الماء.

عند الاضطلاع بمهمة التخلص من السموم، يجب أن تستخدم كل ما يمكنك الحصول عليه من دعم ومساندة.

ويعتبر العلاج بالعطور والزيوت العطرية إحدى الطرق التي يمكنك بها أن تحظى بهذا الدعم في كل الأوقات، والدليل الوحيد على أنك تستخدم العلاج بالعطور والزيوت العطرية هو أنه ستفوح منك رائحة طيبة!

ويرجع تاريخ استخدام العلاج بالعطور والزيوت العطرية إلى سنة 3000 قبل الميلاد. وقد استخدم المصريون القدماء الزيوت لأغراض طبية وتجميلية، واستخدموها كذلك في التحنيط. كما استخدمها الإغريقيون والرومانيون في الطب، وهناك وثائق من القرون الوسطى تتضمن إشارات كثيرة إلى الزيوت العطرة.

وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وجدت إشارات إلى أن مواد معينة مثل المورفين والكافيين والكينين هي عناصر تم الحصول عليها من نباتات طبية. وفي يومنا هذا، مازلنا نستخدم المستخلصات النباتية (مثل اللافندر والنعناع الفلفلي) في تحضير الكثير من العقاقير والأدوية الشائعة.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن بعض أخطر الأدوية والعقاقير المتاحة اليوم لازالت هي تلك المستخرجة من العائلة النباتية، ومن أمثلتها الهيروين والحشيش والزرنيخ والقمعية.

ومن هنا، فلا يجب التعامل مع الزيوت المستخدمة في العلاج بالعطور باستخفاف؛ فمن الممكن أن تكون خطرة، إذا ما استخدمت بشكل غير صحيح، أو بكميات غير مناسبة. إنها ليست مجرد زيوت طيبة الرائحة، كما يعتقد بعض الناس، ولكنها عقاقير قوية وفعالة، يمكن أن يكون لها تأثيرات بسيطة أو كبيرة على الجسم والعقل والمشاعر. ومن الواجب دائماً أن تستخدم هذه الزيوت بحذر، وأن تتم المعالجة بها تحت إشراف متخصص في العلاج بالعطور، أو باتباع إرشادات محددة مقدمة في كتاب أو كراسة تعليمات. ولا يجب أبداً أن تختار زيتاً عطرياً معيناً لمجرد أن رائحته طيبة؛ فربما تكون له آثار جانبية ضارة أو خطيرة، أو تكون هناك موانع لاستعماله.

وهناك مئات من الزيوت العطرية المتاحة. والكثير منها يجب أن يتم استخدامه بمعرفة الأخصائيين المحترفين، ولكن هناك القليل منها يمكنك أن تستخدمها في البيت من أجل برنامجك للتخلص من السموم. تأكد من اتباع التعليمات حول كيفية استخدام الزيوت العطرية في البيت عند الاستحمام أو كيفية استنشاقها أو إجراء تدليك ذاتي بها. وتذكر من فضلك أن هذه الزيوت قوية بشكل مذهل، ويجب دائماً أن تستخدم مخففة، إلا إذا كان استخدامها بناءً على مشورة أو تحت إشراف متخصص.

ملحوظة مهمة

لا يجب على المرأة الحامل أو الراغبة في الحمل أن تستخدم الزيوت العطرية أبداً، إلا إذا كان ذلك بمشورة أخصائي في العلاج بالعطور. كما يجب ألا يتم تناولها داخلياً أبداً.

العلاج بالعطور/الزيوت العطرية والاستحمام

كما قلنا، لا يجب أن تستخدم الزيوت العطرية في الاستحمام أو المساج أبداً بدون تخفيفها أولاً في زيوت أساسية أو زيوت ناقلة، أو إذابتها في مادة تقوم بتكسيرها.

ومثل هذه المواد المذيبة يمكن أن تتوافر لديك في البيت، وهناك نوعان هما الأسهل توافراً وهما اللبن والكحول. وهذان المنتجان سوف يكسران الزيت العطري إلى قطرات أصغر بكثير، مما يعني أن الزيت سينتشر في الماء بانتظام أكثر، ومن ثم يقل احتمال أن يسبب تهيجاً للجلد.

وتخفيف الزيت العطري بزيت أساسي أو ناقل سوف يجعل البانيو أكثر احتواءً على الزيت. وهذا أمر رائع عندما يمكنك أن تدهن بشرتك برواسب الزيت وتقوم بتدليك جسمك به بعد الاستحمام. ولكن إذا كنت تبدأ يومك في الصباح بأخذ حمام، أو إذا كنت تحتاج إلى ارتداء ملابسك على الفور بعد الحمام، تصبح المادة المذيبة عملية أكثر هنا، حيث إن جلدك سيتشربها على الفور بعد الاستحمام، بدون ترك أي آثار زيتية.

وعند الاستحمام في الزيوت، لا يجب أن تحاول استخدام أي صابون أو جِل لكي تغسل جسمك؛ لأن هذا سوف يقضي على تأثيرات الزيوت الطبيعية. تخير وقتاً لا تحتاج فيه إلى أن تغسل جسمك (مثلاً قبل النوم مباشرة، أو بعد أن تأخذ دشاً سريعاً). املأ البانيو بماء ساخن لدرجة تجعله يبقى دافئاً لمدة 15-20 دقيقة، ولكن ليس ساخناً جداً لدرجة تجعل التمدد فيه أمراً غير مريح.

قرر إما أن تخفف الزيت العطري وإما أن تذيبه، وهذا حتى تصنع المزيج الذي ستستخدمه. كل ما تحتاج إليه هو ملء ملعقة كبيرة من المادة المذيبة أو الزيت الناقل، ثم تضيف إلى هذا 2-4 قطرات من الزيت العطري.

حمام الزيت العطري

عندما يمتلئ البانيو، اترك الماء حتى يسكن. بعد ذلك، انثر فوقه ملء ملعقة من المزيج الذي أعددته.
أغلق كل النوافذ حتى لا يتسرب شيء من البخار. وربما ترغب أيضاً في أن تشعل بعض الشموع لتخلق تجربة حسية حقيقية تساعدك على الاسترخاء. ادخل إلى البانيو ببطء، وبمجرد أن تصبح بداخله، ركز على أن تتنفس ببطء وعمق، مستنشقاً بخار الزيت تماماً. اسمح لجلدك بأن يمتص ويتشرب كل الزيوت. يجب أن تكون قادراً على الاسترخاء والسكون تماماً. حاول أن تخلص عقلك من السموم بشكل صحي!
بمجرد أن تنهي حمامك، اخرج من البانيو ببطء. إذا كنت قد استخدمت زيتاً ناقلاً، فحاول أن تجمع كل الزيت من على سطح الماء لتضعه على جلدك. جفف جسمك بعد ذلك، تاركاً أكبر قدر ممكن من الزيت ليبقى فوق جلدك، وهذا سيعمل كمرطب طبيعي لبشرتك، كما سيسمح لجلدك بالاستمرار في امتصاص أي زيت متبقٍ. وحتى إذا كنت قد استخدمت مادة مذيبة، فسيظل هناك قدر صغير من الزيت يمكن أن تدلك جسمك به. وإذا كنت مضطراً إلى ارتداء ملابسك بعد أن تنهي حمامك على الفور، يجب أن تكون قادراً على ترك الزيت ليتشرب، كما كنت ستفعل في حالة استخدام كريم للجسم أو مرطب.
الوضع المثالي هو أن تسترخي الآن، أو تذهب للنوم مباشرة.

العلاج بالعطور/الزيوت العطرية والاستنشاق

يعد استنشاق الزيوت العطرية طريقة ممتازة وبالغة السرعة للاستفادة منها.

وعندما تستنشق البخار المنبعث من الزيوت العطرية، فإن هذا البخار يدخل الجهاز الشمي على الفور، ولذلك يجب أن تنتبه بشدة لكمية الزيت المستخدمة. وكما الحال مع الكثير من العلاجات الطبيعية، فمع أن الجرعة الصحيحة سوف تحل المشكلة، فإن تجاوز الجرعة غالباً ما يجعل نفس المشكلة تسوء.

وكأي وصفة علاجية تقليدية، فستحتاج هنا إلى غلي قدر من الماء، ثم تصبه في صحن كبير. أضف إلى هذا الماء 2-3 قطرات من الزيت العطري الذي اخترته -ولا داعي هنا إلى استخدام مواد مذيبة أو زيوت ناقلة؛ فالزيت العطري لن يمس جلدك مساً مباشراً- ثم اخفض رأسك فوق الصحن، بعد تغطيتها بمنشفة أو ملاءة. وبينما تستنشق البخار ببطء عن طريق أنفك، وتخرج الزفير عن طريق فمك، يمكنك أن تخفض وجهك أكثر نحو الماء بينما تعتاد على البخار. واستنشاق الزيوت العطرية بهذه الكيفية يعد طريقة ممتازة لعلاج حالات البرد والكحة؛ حيث إن التأثيرات تكون فورية، ويحدث التحسن سريعاً. استنشق بهذه الطريقة لمدة 5 دقائق تقريباً، أو حتى تشعر بأنك قد نلت كفايتك. بعد ذلك قم بإزالة الغطاء من فوق رأسك، ثم تنفس الهواء البارد.

يمكنك كذلك أن تستنشق الزيوت العطرية بأن تضع 2-3 قطرات منها فوق منديل قديم (ربما تسبب الزيوت العطرية بقعة على الأقمشة). أمسك المنديل قريباً من أنفك أو فمك، وعندئذ يمكنك أن تستنشق الزيت بنفس الطريقة. لا تجعل المنديل يلامس جلدك مباشرة، فربما تحدث الزيوت العطرية تهيجاً في الجلد.

العلاج بالعطور/الزيوت العطرية والكمادات

هناك بعض الأوقات التي لا يكون مطلوباً فيها أي شيء أكثر من زجاجة مملوءة بالماء الساخن، من أجل تخفيف الأوجاع أو الآلام، أو ببساطة من أجل إعطاء الدفء والشعور بالراحة. واستخدام الكمادة هو الحل الذي يقدمه العلاج بالعطور في مثل هذه الأوقات.

املأ صحناً كبيراً بماء دافئ في مثل درجة حرارة الجسم، ثم أضف إليه 2-3 قطرات من الزيت العطري الذي اخترته، ثم انقع في هذا الماء قطعة قماش قطنية كبيرة لعدة دقائق. بعد ذلك أخرج قطعة القماش من الماء وقم بعصرها، ثم بثنيها على هيئة كمادة تكفي لتغطية منطقة الألم (يمكن أن تجعلها مثلاً على شكل مربع طول ضلعه 15 سم أو 6 بوصات تقريباً). أضف قطرتين إضافيتين من الزيت العطري فوق الكمادة مباشرة (سوف ينتشر هذا الزيت داخل قطعة القماش القطنية التي نقعت في الماء، وهكذا يتم تخفيفه)، ثم ضع هذه الكمادة فوق منطقة الألم، ويمكن أن تتركها هكذا إلى أن تبرد، ويمكنك أن تكرر هذه العملية إذا رغبت في ذلك.

وتعد كمادة الزيوت العطرية مثالية لتخفيف آلام الطمث والحمى وحالات الصداع، حيث يمكن وضع كمادة الزيت مباشرة بطريقة ملطفة ومهدئة، رغم أنه يمكنك بالطبع أن تستخدم الكمادة لأي حالة أو لأي سبب. على سبيل المثال، إذا أتيحت لك الفرصة للجلوس والاسترخاء لخمس دقائق فقط، فإن استخدام كمادة اللافندر والأيلنج اللطيفة (وهما من الزيوت المفيدة للاسترخاء وتجديد النشاط) سوف يجعلك تشعر في تلك الدقائق باسترخاء أكثر!

العلاج بالعطور/الزيوت العطرية والفواحات

يعتبر استخدام فواحات الزيوت طريقة ممتازة لنشر الزيوت العطرية في الجو، وبالتالي تستطيع الاستفادة من خواصها العلاجية، بينما تمارس حياتك اليومية العادية. ملحوظة: لا يجب استخدام الزيوت عندما يكون في الحجرة أو في البيت أطفال تحت سن الخامسة.

ويعتبر اختيار الفواحة شيئاً مهماً جداً؛ فهناك أنواع كثيرة من الفواحات متاحة في السوق وتبدو رائعة، ولكنها ليست عملية في الحقيقة. وعند اختيار الفواحة، فاحرص على أن تختار واحدة ذات صحن تكفي لاحتواء 120 مل من الماء. فإذا كان صحن الفواحة يسع كمية أكبر من هذه بكثير، فسيحتاج وقتاً طويلاً ليقوم بتسخين الماء، ولو أنه كان أصغر بكثير، فسيحترق ويجف ماؤه، معطياً رائحة زنخة، قبل أن تنطفئ الشمعة. املأ الفواحة بالماء، ثم أشعل الشمعة تحتها، ثم أسقط 4-5 قطرات من الزيت الذي اخترته فوق سطح الماء. ومن غير المحتمل أن تستخدم قدراً كبيراً من الزيت في الفواحة، حيث إن البخار سينتشر في جميع أنحاء المبنى بأكمله. ولكن إذا بدأت تشعر بصداع خفيف، فقم ببساطة بإضافة مزيد من الماء إلى الفواحة، أو بإطفاء الشمعة.

والبديل هو أن تستخدم الفواحات الجافة؛ كالأطباق الفخارية التي يتم تسخينها فوق مصابيح كهربائية، أو أطباق الخزف الصيني التي يتم تسخينها كهربياً. وهذه تعمل بوضع قطرات قليلة من الزيت الذي تختاره فوق السطح الذي يتم تسخينه، فتعمل الحرارة على إطلاق البخار من الزيت. ويمكن التحكم في هذه الفواحات عن طريق قطع الطاقة عنها، أو بإزالة الفواحة بأكملها، في حالة فواحات الأطباق الفخارية.

العلاج بالعطور/الزيوت العطرية والأمزجة الجاهزة

أصبح في مقدورنا الآن الحصول على كل شيء بطريقة “سريعة”، والأمزجة الجاهزة هي الحل الذي يقدمه العلاج التكميلي لاستخدام الزيوت العطرية بطريقة سريعة، ورخيصة نسبياً، وآمنة.

إن أحداً إذا قرر أن يستخدم الزيوت العطرية في البيت بعد قراءة كتاب قصير عنها، فإنه يخاطر بالتعرض لكثير من المشكلات. إن من الطبيعة الإنسانية أن تقحم تفسيرك الشخصي على أي شيء تقرؤه، ولكن عند استخدام الزيوت العطرية، فإن أي تفسير أو ابتكار يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر. ولو أنك تعد كعكة، فربما تقرر أن تضيف قدراً من نكهة البرتقال أكبر مما تحدده الوصفة لكي تحسن نكهة ولون الكعكة، ومن المحتمل أن يحقق تصرفك هذا الغاية التي تريدها بنجاح، وبالتالي يمكن حتى أن يجعل الكعكة لذيذة أكثر. ولكن إذا طبقت نفس الطريقة في ابتكار مزيج من الزيوت العطرية -ربما بأن تضيف مزيداً من الريحان لأنك تحب رائحته- فمن الممكن أن يتخذ المزيج الذي تحضره خاصية مختلفة تماماً، وربما أيضاً يجعل المشكلة أسوأ مما كانت بدلاً من حلها. إن الزيوت العطرية تميل إلى العمل بنفس المبدأ الذي يعمل به الكثير من العلاجات الطبيعية: “القليل يُشفي والكثير يضر”.

ومن هنا فالأمزجة الجاهزة تعد طريقة ممتازة تبدأ بها في التعرف على عالم العلاج بالعطور، بدون تعريض نفسك للخطر. ومع ذلك، فهناك بعض الإرشادات القليلة التي يجب أن تتبعها لكي تحصل على أفضل نتيجة من الزيوت العطرية.

الزيوت الملونة

حوالي 99 في المائة من الزيوت العطرية ذات لون أصفر فاتح شفاف. بعضها قد يصل إلى اللون البرتقالي الداكن (مثل النيرولي والمندرين)، وبعضها فاتح جداً، ويكاد يكون عديم اللون (مثل اللافندر). والقليل جداً منها، وهي بالطبع زيوت غير شائعة، هي ما يمكن أن نقول إنها ملونة (فالكاموميل الأزرق ذو لون أزرق داكن بشكل مدهش، تقريباً كلون الحبر). ومن هنا يحق أن نقول إن معظم الزيوت التي ستصادفها للاستخدام اليومي هي ذات لون أصفر فاتح. ونفس الشيء ينطبق على الزيوت الناقلة أو الأساسية؛ فهي جميعاً ذات درجات لونية مختلفة من الأصفر إلى البني الخفيف. ويعتبر زيت بذرة العنب أكثر اخضراراً قليلاً، بينما تعتبر زيوت المكسرات ذات لون بني داكن، إلا أنها جميعاً تعتبر ذات ألوان محايدة.

لذا، إذا ألقيت نظرة على المنتجات المتاحة في المحلات، فسيخبرك لونها إلى أي مدى تعد هذه المنتجات طبيعية، وبمقدار ما تحتويه من الزيت العطري بالفعل. فمثلاً، إذا اخترت مزيجاً للتدليك يحتوي على اللافندر وغيره من الزيوت المساعدة على الاسترخاء، يجب أن يكون هذا المزيج ذا لون محايد، وليس أزرق فاتحاً أو أخضر داكناً. وإذا كنت تريد زيتاً منعشاً للاستحمام، فالزيت ذو اللون القرنفلي الفاتح أو البرتقالي مثلاً من المرجح فقط أن ينعشك إذا ما نظرت إليه، وليس إذا ما استخدمته في الاستحمام! وليس معنى هذا أنه ليس هناك مجال للاستفادة من مثل هذه المنتجات. إن من الرائع أنه يتم توعية الناس أكثر بخواص الزيوت المستخدمة في العلاج بالعطور، وهذه الزيوت تشكل هبات رائعة. فإن شجعتك هذه الزيوت على أن تأخذ حماماً، أو على أن تقوم بعملية تدليك لنفسك، فإن لهذا فوائد كثيرة في حد ذاته. ولكن، إذا كنت ترغب في استخدام الزيوت العطرية من أجل خواصها العلاجية المميزة، إذن فأنت بحاجة حقاً إلى أن تستخدم الزيت العطري النقي في زيت أساسي أو ناقل.

زيوت مفيدة أثناء التخلص من السموم

هناك الكثير جداً من الزيوت العطرية المتاحة في السوق اليوم. وتضم القائمة التالية زيوتاً مفيدة على وجه الخصوص عند التخلص من السموم.

•    العرعر هو زيت قابض للأنسجة ومطهر ويساعد على التخلص من السموم. وغالباً ما يستخدم كزيت مقوٍ؛ حيث إنه من الممكن أن يساعد على تنشيط الدورة الدموية البطيئة، كما ينشط إخراج الفضلات من الجسم. وهو أيضاً مدر للبول، وبالتالي فهو سيزيد من طرد السموم والفضلات مع البول. وهو سيعمل على تسريع معدل الأيض، مما يسرع معدل التخلص من السموم. وباعتباره زيتاً “مطهراً”، فهو يعمل على المستويين الجسدي والعاطفي، مخلصاً العقل والجسم من السموم.

•    الشمار مفيد جداً للهضم، ويعمل على تقوية التمعج (تقلص أو انقباض عضلات الأمعاء). وهو مدر للبول أيضاً، مما يساعد على منع احتباس الماء. وهو مطهر يعمل في الجهاز البولي والكليتين، ويقوم بحمايتها من الجراثيم، ويوفر بيئة مناسبة أثناء التخلص من السموم. والشمار مقوٍ عام، ولهذا فهو يساعد على تنشيط الدورة الدموية، والتخلص من الفضلات والسموم.

•    إكليل الجبل هو أحد أفضل الزيوت العطرية عموماً. فهو يساعد على تحسين الحالة المزاجية والمظهر الجسدي. كما أن له تأثيراً منبهاً رائعاً على الجهاز العصبي المركزي وباقي أجزاء الجسم، وهو أحد أفضل الزيوت التي تستخدم كمقوٍ طبيعي؛ فهو مقوٍ للقلب والبشرة والكليتين والطحال والدم؛ حيث إنه ينبه الدورة الدموية، ويرفع ضغط الدم المنخفض. ملحوظة: لا يجب أن يستخدم زيت “إكليل الجبل” في حالات الصرع.

•    حشيشة الليمون زيت مطهر ومنعش. وكزيت لاذع وحريف، فهو ينبه عملية الهضم، ويخفف حالات التوتر المعدي. وهو يعزز عملية إزالة السموم من الجسم، كما أنه مطهر وقاتل للجراثيم.

•    النعناع الفلفلي يستخدم كعلاج لمشكلات الهضم، كما يفيد المعدة والكبد والأمعاء. وسيعمل النعناع الفلفلي على تخفيف أي إجهاد تتعرض له المعدة والأمعاء أثناء التخلص من السموم، كما سيقلل من حدوث الانتفاخ. ويمكن أيضاً أن يستخدم النعناع الفلفلي لتنبيه الذهن! وهو زيت ملطف ومنعش ومرخٍ، وغالباً ما يستخدم في صناعة أدوية للمعدة، ومراهم ملطفة للساق والقدم.

•    الصنوبر أفضل استخدام له يكون عن طريق استنشاقه أو وضعه في الفواحات، فهو زيت قوي جداً. وهو منعش ويساعد على تحسين المعنويات. كما أن له تأثيراً منبهاً للدورة الدموية، ويساعد على طرد البلغم والمخاط اللذين قد ينتجان عن عملية التخلص من السموم.

 

•    الريحان يعمل على تنبيه المخ ويرفع الروح المعنوية! وقد استخدم الريحان لمعالجة أمراض المعدة، ويمكن أن يكون مفيداً للجهاز الهضمي أثناء التخلص من السموم. والريحان يعزز الثقة بالنفس، ويحسن الطاقة المنخفضة. وهو يحسن الدورة الدموية، ولكنه قوي جداً، لذا يجب أن تقتصد في استخدامه.

•    وتعتبر الزيوت التالية مفيدة أيضاً عند التخلص من السموم، ولكنها مفيدة على وجه الخصوص لتخليص العقل من السموم بشكل صحي:

 

•    الورد هو واحد من أغلى الزيوت سعراً، ولكنه أيضاً واحد من أكثرها روعة وسحراً. ولزيت الورد خواص مضادة للالتهاب، كما أنه مفيد جداً لأي حالات “أنثوية”؛ مثل التوتر الذي يسبق الدورة الشهرية، وفقدان الشهية، وكراهية الذات، وتقلص المعدة. إن استخدام هذا الزيت يعد متعة حقيقية، كما أنه مفيد بشكل مذهل.

•    إبرة الراعي هذا الزيت يفيد في ضبط حالة الجسم. فإذا كنت تشعر بالاستثارة وفرط النشاط، فسيعمل على تهدئتك، وإذا كنت تشعر بالخمول والحزن، فسيعمل على تنشيطك ويرفع معنوياتك. وهو مثالي في حالات الخلل الهرموني، والاكتئاب، وتقلبات المزاج بصفة عامة.

•    الأوكالبتوس “سوف يقتل كل الجراثيم المعروفة”. لذلك، عندما تشعر بأنك في حالة سيئة، فالجأ إلى هذا الزيت، واستمتع بفوائده. وهو يعمل كمنبه ومنعش أيضاً، كما سيزيل الحكة البغيضة التي تسببها لدغات ولسعات الحشرات.

•    الكاموميل سوف يرخي العقل والجسم؛ حيث إن له تأثيراً مهدئاً جسدياً وذهنياً، وسيساعدك على النوم طوال الليل، حتى تواصل تخليص حياتك من السموم بنشاط وطاقة متجددة في اليوم التالي.

العلاج بالأحجار الساخنة “اللاستون”

العلاج بالأحجار الساخنة “اللاستون” LaStone therapy هو طريقة جديدة نسبياً، تعتمد على أسس قديمة للغاية. وهذا العلاج عبارة عن تدليك أو مساج يتم باستخدام أحجار البازلت الساخنة وأحجار المرمر الباردة. وقد ابتكرت هذه الطريقة العلاجية سيدة تدعى “ماري هانيجان”، في تكسون، أريزونا. وتجمع هذه الطريقة بين العلاج الحراري (استخدام الحرارة والبرودة)، والعمل الروحاني والطاقة، تاركة الشخص وهو يشعر بالتوازن والاستقرار والتجدد والإيجابية.

والعلاج بهذه الطريقة في حد ذاته شبيه بالمساج والعلاج بالعطور؛ حيث تتمدد على الأريكة مغطى بالمناشف، ويبدأ المعالج في عمل ضربات المساج الطويلة والقصيرة على الجسم، ولكنه في هذه الحالة سوف يمسك بيديه حجراً ساخناً أو بارداً أثناء العلاج.

ويمكن أن يتم دمج الزيوت العطرية في هذه الطريقة العلاجية، أو بدلاً من ذلك، يمكن أن يستخدم المعالج زيتاً أساسياً لتسهيل حركة الأحجار على الجسم. ويروي الأشخاص الذين تلقوا هذا العلاج أنه يبعث على الراحة والاسترخاء، كما أنه يشبه الرجوع إلى الرحم. إن الأحجار الصغيرة تبدو كزجاجات صغيرة كثيرة بها ماء ساخن، يتم الضغط بها على الجلد، كما أن الأحجار الباردة تعطي شعوراً منعشاً ومنشطاً. يستحق هذا العلاج أن تجربه إذا ما أتيحت لك الفرصة.

غسل القولون

عرف غسل القولون منذ عام 1500 قبل الميلاد، ولكنه على ما يبدو لا يزال علاجاً جديداً نسبياً وتجريبياً بالنسبة لمعظم الناس.

وغسل القولون هو عملية غسيل داخلية، تساعد على تنظيف القولون مما تراكم به من سموم وغازات وبراز ورواسب مخاطية. وهنا يقوم المعالج بضخ ماء مرشح داخل المستقيم برفق، ليبدأ هذا الماء في إزالة أي سموم وفضلات متراكمة.

وتعتبر عملية غسل القولون فعالة جداً أثناء أي برنامج للتخلص من السموم. فمع أنك أثناء تطبيق البرنامج ستجعل نظامك الغذائي خالياً من كافة السموم، إلا أنه ستكون هناك بعض السموم التي تراكمت داخل جسمك مما قبل البرنامج، ولكن أطعمة مثل الأرز البني والمكسرات والقطاني سوف تعمل جميعاً على تفتيت هذه السموم. وعملية غسل القولون سوف تسرع من عملية تفتيت السموم، كما ستعمل على التخلص الفعال من أي فضلات.

سوف يطلب منك المعالج هنا أن تتمدد على أريكة أو طاولة، مع تغطية الجزء الأسفل من جسمك بمنشفة أو ملاءة. وبعد ضبط دقيق لدرجة حرارة الماء المرشح، يتم ضخه داخل القولون من خلال المستقيم. وسوف يستخدم المعالج المساج لمساعدة الماء على غسل وتنظيف القولون من البراز والفضلات الأخرى، والتي سيتم التخلص منها مع الماء الخارج. وستتم عملية غسل القولون في مراحل؛ وفي كل مرة يتم دفع الماء إلى داخل القولون ثم خروجه، إلى أن يتم تنظيف المنطقة بأكملها. وسوف تستغرق العملية بأكملها أقل من ساعة، مع الانتباه التام من المعالج إلى أن الشخص ربما يشعر بالحرج والاستحياء، وإدراكه أنه يضعه في موقف “غير معتاد”. ومن المألوف أن يعطي المعالج النصيحة حول عدد مرات العلاج المطلوبة، والإضافات الضرورية لكي تحل محل الألياف والجراثيم المعوية الطبيعية.

والتأثيرات التالية لعملية غسل القولون تشبه تلك الخاصة ببرنامج التخلص الكامل من السموم برمته: الإحساس بالارتياح، المرح والخفة، صفاء الذهن، زيادة الطاقة، التخلص من الشعور بالانتفاخ، الارتياح من الإمساك، ونقاء وإشراقة البشرة.

وربما لا تخطر عملية غسل القولون على بالك على الفور كعلاج تكميلي -فنحن عادة ما نفكر بدلاً من ذلك في المساج أو في العلاج بالعطور- ولكن إذا كنت قد فكرت من قبل في تجريب هذا العلاج، فقد حان الوقت لذلك الآن؛ فهو علاج غير مؤلم، ومختلف، وسيجعلك تشعر بمشاعر رائعة، كما أنه سيخلصك من السموم.

العلاج بتدليك نقاط الانعكاس

يقوم العلاج بتدليك نقاط الانعكاس Reflexology على أساس أن هناك نقاطاً أو مناطق انعكاس على القدمين، تتصل بنقاط وأعضاء وأجهزة داخل الجسم. ومن خلال العمل على هذه النقاط أو المناطق، يستطيع المعالج معالجة مناطق المرض أو الاختلال أو الضعف.

ويرجع تاريخ هذا العلاج إلى عصر قدماء المصريين، وقد قامت “يونيك إنجهام” بتوثيق هذه الممارسة في بداية القرن العشرين. كانت إنجهام معالجة طبيعية، وكانت تعتقد في أن هناك الكثير من المناطق الموزعة في الجسم، والتي تعمل على الربط بين أجزائه. وكانت تعتقد أن الوصول إلى هذه المناطق والعمل عليها يمكن أن يكون أكثر سهولة في أجزاء معينة من الجسم، وخاصة على القدمين. وكان هذا العمل هو ما تطور فيما بعد ليصبح العلاج بتدليك نقاط الانعكاس الذي نعرفه اليوم.

وأثناء جلسة العلاج بتدليك نقاط الانعكاس، يجلس الشخص أو يتمدد على أريكة، ويقوم المعالج بتتابع من حركات المعالجة باليد حول كل قدم، بحيث يغطي كل نقاط أو مناطق الانعكاس. وسوف يطلب المعالج من الشخص أن يخبره بالمناطق التي يشعر فيها بعدم الارتياح أو بالألم أثناء المعالجة، ثم بعد ذلك يستطيع المعالج “التعامل” مع المنطقة المناسبة لتحسين الحالة. ويميل المعالجون هنا إلى استخدام المساحيق، مثل الكالينديولا أو التالكوم، للمساعدة على أن تتم عملية المعالجة بنعومة وسلاسة. ويعتبر العلاج بتدليك نقاط الانعكاس أداة تشخيصية ممتازة؛ فهو يستطيع أن يظهر أي مشكلات داخل الجسم، حتى في المراحل المبكرة، ويستطيع المعالج عندئذ أن يعمل على حل هذه المشكلات، قبل أن تتطور لتصبح أكثر خطورة.

وأثناء برنامج التخلص الكامل من السموم، من المرجح أن تعمل أجهزة وأعضاء جسمك الداخلية بصورة أكبر، أو بطريقة مختلفة عن المعتاد. ويمكن أن يساعد العلاج بتدليك نقاط الانعكاس الجسم على التخلص من السموم عن طريق “تحقيق التوازن” في بعض أعضائه مثل الكلية والكبد، وتمكين الأمعاء من أداء وظيفتها في تنظيف الجسم، بدون أن تسبب أي جهد لا داعي له. ويستطيع العلاج بتدليك نقاط الانعكاس أيضاً أن يخبرك بما يحتاج إليه جسمك، أو ببساطة بما يجري بداخله. وإذا ما خضعت لجلسات العلاج أثناء عملية التخلص من السموم، فسوف تجد أن “نقاط الألم” الشائعة هي تلك الخاصة بالمثانة والكلية والجهاز الهضمي، وكلها تعمل بطاقة كبيرة. وسيقوم المعالج بالعمل على تلك النقاط المحددة للوصول بها إلى الحالة المثالية، من أجل استمرارية التنظيف.

وسيظهر العلاج بتدليك نقاط الانعكاس أيضاً أي خلل محتمل، ويستطيع المعالج العمل على مستوى وقائي. فحتى إذا كانت صحتك ممتازة، أو أصبح جسمك متوازناً تماماً بفضل عملية التخلص من السموم، فلا يزال العلاج بتدليك نقاط الانعكاس مفيداً، كإجراء وقائي، وكوقت تستمتع فيه بالاسترخاء.

وهناك بعض نقاط الانعكاس الأساسية التي يمكنك العمل عليها بنفسك كل يوم، من أجل أن تشعر بالهدوء والصحة:

•    “النقطة المهمة”، وتقع في الجزء اللحمي من اليد بين الإبهام والسبابة، يمكن استخدامها للتخلص من القلق والتوتر. باستخدام إبهام وسبابة يدك اليسرى، اعصر بخفة تلك المنطقة اللحمية في يدك اليمنى. ويجب أن تضغط ببطء، فربما يكون الضغط موجعاً، وخصوصاً إذا كنت تشعر بالصداع أو بالتوتر. استمر في الضغط، ثم قم بإزالته ببطء، وكرر هذا حتى تشعر بزوال التوتر أو الصداع. وعندما تشعر بأنك مستعد، قم بالتبديل بين اليدين، وتخلص من التوتر بالتعامل مع اليد الأخرى.

•    “النقطة المركزية”، وتقع في راحة اليد، هي تتصل بالنقطة المركزية في الضفيرة الشمسية (منطقة الصدر) والنقطة المركزية في القدم. ضع إبهامك الأيسر في وسط راحة يدك اليمنى، مدعماً وزن اليد اليمنى بأصابع اليد اليسرى. حرك إبهامك ببطء في اتجاه الأصابع، وتوقف عندما تقابل الجانب السفلي لمفاصل الأصابع، بعد مركز راحة اليد مباشرة في اتجاه الأصابع. ومرة ثانية، اضغط برفق، واستمر في الضغط إلى أن تشعر باختفاء التوتر. كرر هذا مع اليد الأخرى، وستجد أن توترك قد زال.

•    “النقاط الوجهية”، ويمكن أن تعمل عليها عن طريق وضع الإبهامين داخل محجري العينين تماماً، في مواجهة عظمتي الحاجبين. ضع مرفقيك على مكتب أو طاولة، ثم اجعل إبهاميك يحملان وزن رأسك. مرة ثانية، ربما يجعلك هذا تشعر بالألم، وخصوصاً إذا كنت تحاول التخلص من الصداع. استمر في الضغط ثم قم بإزالته.

اليوجا

اليوجا هي الصورة الجسدية للتأمل. أنت هنا تستخدم جسمك لكي تحدث تغييراً في عقلك وجسمك، بدلاً من مجرد إحداث تغيير في تنفسك. ولكن يجب أن تنتبه، فاليوجا ليست مجرد شكل بسيط من تمرينات إطالة وتقوية العضلات؛ فبعض أساليبها المتقدمة تبدو وكأنها خارج حدود مرونة الجسم تماماً، ولكنها ممكنة بالفعل، إذا ما تدربت على أدائها تدريجياً. كما أن الاسترخاء الذهني سوف يمكن جسمك من أداء الحركات؛ فمحاولة أدائها بدون الشعور بالاسترخاء من المحتمل أن تؤدي إلى الإصابة. وبعد ممارسة اليوجا لفترة، سوف تشعر بحالة من الهدوء العاطفي والجسمي والعقلي.

وسوف تعمل اليوجا على تقوية عضلاتك. كما ستعمل أيضاً على تقوية أجهزتك وأعضائك الداخلية؛ حيث إن بعض الأوضاع تمارس ضغطاً عليها، أو تقوم بتحريرها هي والمناطق المحيطة بها. وسوف تحافظ اليوجا على ليونة مفاصلك، وعلى صحة وقوة عمودك الفقري، وعلى وظيفته المدعمة. ولكل وضع من أوضاع اليوجا غاية محددة. وسوف تؤثر كل جلسة من جلسات اليوجا على كافة جوانب الجسم بطريقة إيجابية، وبالتالي يمكنك أن تصل إلى حالة من الصفاء العقلي والجسدي. والتنفس أثناء تأدية الحركات والثبات عليها يتطلبان التركيز والاتزان. إن اليوجا لا تعتمد على السرعة أو الحدة والعنف مطلقاً. والحقيقة هي أن تنفيذ بعض الأوضاع بأمان يتطلب أداء تمارين الإطالة الخفيفة، كما يتطلب الثبات والتركيز.

وكما في التأمل، يجب دائماً أن تبدأ ممارسة اليوجا بحضور صف دراسي أو بأخذ دروس على يد معلم مؤهل ومحنك. ويتضمن الصف الدراسي هنا تمارين للاسترخاء والإحماء، متبوعة بسلسلة من الأوضاع التي قد تستغرق بعض الوقت لتنفيذها. بعد ذلك سوف تكون هناك المزيد من تمارين الاسترخاء والتوازن، وذلك قبل محاولة تنفيذ أوضاع متقدمة. ومن المرجح أنك ستحتاج إلى الكثير من البطاطين والوسائد والملابس، حيث إن التدريب ينتقل من السكون والتأمل إلى الحركات الجسدية، ثم العودة إلى تمارين الإطالة والاسترخاء، وهكذا. تحقق دائماً من الأشياء المطلوبة وأنت تسجل اسمك في صف دراسي، وتأكد من أن المعلم يعرف مستواك.

التاي تشي

يرجع تاريخ التاي تشي إلى الصين القديمة، إلى سنة 3000 قبل الميلاد. والآن فقط، أي بعد حوالي 5000 سنة، بدأ الغرب يدرك أنه قد تكون هناك فوائد محتملة منها! والتاي تشي حرفياً تعني “الطاقة الكبيرة”. وهي تتضمن إدراكنا لطاقتنا الشخصية وللطاقة المحيطة بنا، والعمل مع هذه الطاقات في انسجام وتناغم.

ولكل شيء طاقة، وتساعدنا التاي تشي على إدراكها واكتشافها. والتاي تشي هي أيضاً نوع من التمرينات، ومن خلال أداء بعض الحركات الرشيقة التي تشبه حركات الباليه، نبدأ في الإحساس بتدفق الطاقة، الداخلية والخارجية.

وككل أساليب المعالجة الشرقية، فبمجرد أن تصل إلى فهم جيد للأساسيات، يمكنك أن تمارس التاي تشي بأمان، في أي مكان ترغبه تقريباً.

وقد اكتسبت التاي تشي في الواقع شهرة كبيرة في الغرب، وهذا لأن الكثيرين أصبحوا يمارسونها في الأماكن المفتوحة. والطاقة (أو التشي) تتغير فعلياً بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً كل يوم، وسوف يخبرك المعالج المخلص أن التدرب وقت الفجر هو إحدى أفضل الطرق لممارسة التاي تشي. ومع ذلك، ربما يكون الأكثر عملية أن تبدأ ممارسة التاي تشي في بيتك أو في صالة الألعاب الرياضية، وهذا من أجل أن تشعر تجاهها بالألفة والارتياح، قبل أن تمارسها “على الملأ”.

الشياتسو

الشياتسو Shiatsu هو فن شرقي آخر، يتضمن التعامل مع الجسم من أجل تحسين الصحة.

ويستخدم الصينيون العلاج بالوخز والعلاج بالضغط، بينما يستخدم اليابانيون الشياتسو، وهي ممارسة ضغط قوي على نقاط مختلفة في الجسم، تتصل بمسارات طاقة مختلفة، أو بأعضاء محددة. ويعمل هذا الأسلوب بطريقة مماثلة إلى حد كبير للنقاط وخطوط المريديان (خطوط الطاقة) المستخدمة في العلاج بالوخز والعلاج بتدليك نقاط الانعكاس.

والضغط على نقاط محددة في الجسم، باستخدام المرفقين والركبتين والأصابع وأجزاء كثيرة أخرى من الجسم، سوف يعمل على تقوية وتنشيط المريض، كما سيعمل على إزالة أي انسدادات في مسارات الطاقة، مما يؤدي إلى اللياقة البدنية والتدفق المتوازن للطاقة.