يبدو أن المناسبات الخاصة تظهر على حين غرة فتعرض حميتك للخطر. إليك بعض الحيل التي تساعدك على ألا تحيد عن مسارك.
الزفاف، وأعياد الميلاد، والأعياد السنوية، والحصول على وظيفة أو منزل جديد كلها أعذار وجيهة لإقامة الحفلات، ومن الممكن أن تجرك إلى الاستسلام للإغراءات والتراجع قبل استكمال المشوار.
من الصعب أن يقاوم المرء المشروبات والوجبات عالية السعرات الحرارية، ودعوات تناول الطعام في الأجواء المرحة الصاخبة. يا لسهولة التهام حفنة الفول السوداني هذه. هل تود تناول المزيد من العصائر؟ تناول قطعة من الكعك. تذوق هذا الجبن. وقبل أن تدري بالكارثة، تكون قد أفرطت في تناول الطعام وضربت بحميتك عرض الحائط.
وما أن يأتي صباح اليوم التالي إلا وتستيقظ شاعراً بالتخمة والدوار البسيط، والغضب، والإحباط من ذاتك. وقد تأتي ردة فعلك عنيفة فتتراجع عن حميتك، أو تصاب بالهوس بشأن دقة عدد السعرات الحرارية والدهون التي تتناولها. من المهم ألا تدع الفرصة لهذه المشاعر السلبية للسيطرة عليك والتمكن منك. أولاً، من المستبعد أن يؤدي إفراطك في تناول الطعام مرة واحدة إلى زيادة وزنك. فالمرء في حاجة إلى الإفراط في تناول الطعام بما يوازي 3500 سعر حراري لكي يزداد وزنه بمقدار نصف كيلوجرام (ما يعادل رطلاً واحداً) من الدهون. وأي شعور بالتخمة قد ينتابك من الأرجح أنه نابع من الاحتفاظ بالماء بعد تناول مقادير كبيرة من الأطعمة المالحة مثل رقائق البطاطس، والجوز، والشطائر، والبيتزا، وما إلى ذلك. خذ وقتك للتفكير في حقيقة مشاعرك ثم أعد صياغة أفكارك بشكل إيجابي. فبدلاً من أن تعكف على التأمل في فكرة أنك دمرت حميتك تماماً نتيجة انغماسك في ملذات الطعام ولا بأس من التراجع عن الحمية، على سبيل المثال، قل لنفسك: “إنني أفقد وزني بشكل ثابت، وبعد فترة التوقف البارحة، لازلت واثقاً بأنني أستطيع استعادة عاداتي الصحية اليوم”. وبدلاً من أن تعتقد أنك لن تستطيع الذهاب إلى حفل آخر لأنك تلتهم كميات ضخمة من الطعام، حاول أن تتعلم من التجربة التي مررت بها. ما الأطعمة التي أسرفت فيها بصفة خاصة؟ هل كانت الحلويات؟ هل واصلت تناول الطعام بعد أن شعرت بالشبع؟ إن تحديد مواطن الضعف من شأنه وضع استراتيجية للتعامل مع الموقف في الحفل القادم الذي تحضره. على سبيل المثال، إذا احتسيت شربة أو تناولت سلطة، أو ثمرة فاكهة قبل الذهاب للحفل، فستشعر بالشبع بعض الشيء، ومن ثم ستكون أقدر على تجنب الوجبات عالية السعرات الحرارية. ويمكنك أيضاً أن تجرب تناول كوب كبير من الماء بين كل شيء تتناوله. وربما أمكنك الاندماج مع ضيوف الحفل في مكان بعيد عن الطعام لتجنب التهام الطعام دون شعور منك. ومن الممكن أن تمثل المحادثة وسيلة إلهاء أخرى. فمن الفظاظة أن يتحدث المرء أثناء الأكل على كل حال.
أما بالنسبة لشعورك بالإرهاق في الصباح التالي لليلة الحفل، فأنت في حاجة إلى بعض الحيل التي تساعدك على الحد من الأضرار الواقعة. فالأرجح أنك ستشتهي الكربوهيدرات لدعم مستويات الطاقة لديك، وإذا كنت تعاني من الدوار، فستحتاج أيضاً إلى بعض الأطعمة الدهنية. ولكن خطة الطعام الصحية من شأنها إعادتك إلى مسارك السليم مرة أخرى. ابدأ يومك بتناول كوب ضخم من الماء للحيلولة دون شعورك بالجفاف، ثم تناول إفطاراً يمدك بدفعات بطيئة من الطاقة بحيث لا تنتابك رغبة في تناول وجبات خفيفة فترة منتصف النهار. جرب تناول شيء مثل العصيدة، أو شريحة من الخبز المحمص المصنوع من القمح الكامل مغطاة بطبقة رقيقة من الزبد أو جبن قليل الدسم والمربى، أو فول بالصلصة منخفض السكريات، أو مشروب دسم (قم بخلط ثمن جالون من الحليب منزوع الدسم في قدر من الزبادي منخفض الدهون وبعض الفاكهة التي تفضلها). اشرب كوبين من الماء أثناء النهار، وإذا شعرت بالحاجة إلى تناول وجبات خفيفة فعليك بالفاكهة، والبسكويت الرقيق، والمربى، وكعكة الفواكه المسطحة أو كعكة الأرز المغطاة بطبقة رقيقة من زبدة الفول السوداني. ومن المفترض أن يشعرك طبق ضخم من السلطة بجانب مصدر من مصادر البروتين منخفض الدهون بالشبع. إذا أضفت الجرجير إلى السلطة، يمكنك مكافحة الشعور بالتخمة لأنه مدر للبول بطبيعته. تناول وجبة عشاء خفيفة مبكراً قوامها سمك أو لحم مشوي بجانب كميات كبيرة من الخضراوات. إذا استبدلت الأطعمة النشوية، مثل المكرونة، والأرز، والبطاطس، بهذه الوجبة، فستوفر على نفسك السعرات الحرارية مما يساعد على تحقيق التوازن الذي أخل به حفل أمس. إن وجبة العشاء المبكرة ستضمن لك أن تبدو رائعاً في اليوم التالي!
يغمرني شعور بالكسل بعد ليلة من الإسراف في الطعام. كيف يمكنني بدء يومي بشكل أكثر إيجابية؟
اذهب للتمشية على أن تحرك ذراعيك بقوة وتتنفس بعمق. ستشعر بالحيوية، وستحرق القليل من السعرات الحرارية. وأثناء تمشيتك، فكر في الحالة التي تود أن تكون عليها اليوم. واحتفظ بهذه الحالة في ذهنك، وضع خططاً أخرى للحفاظ عليها. وما أن تصل إلى البيت، بدلاً من أن تتسكع وترتدي سترة رياضية قديمة، احرص على اختيار ملابس رائعة لكي تعطي نفسك دفعة معنوية. وإذا كنت في حاجة إلى المزيد من التشجيع، فاتصل بصديقك أو أحد أفراد عائلتك ممن توقن بقدرته على تحسين مزاجك، وإضحاكك.
البوفيه المفتوح هو العامل المدمر في الحفلات بالنسبة لي. كيف يمكنني التعامل مع الأطعمة المتراصة فوقه بأفضل وسيلة تضع في الحسبان السعرات الحرارية؟
من الصعب تجنب البوفيه المفتوح، خاصة إذا كان من السهل التردد عليه دون أن يشعر من حولك. بدلاً من أن تتناول حصة صغيرة من الطعام، فتشعر بأنه لا بأس من العودة مرة أخرى للتزود من الطعام، اقطع على نفسك عهداً بأنك لن تتردد على البوفيه سوى مرة واحدة فقط، وضع وجبتك كاملة على طبقك بحيث يمكنك أن تلاحظ بالضبط ما أنت بصدد تناوله. ومن الأطعمة التي ينصح بالاستزادة منها الخضراوات والسلطات. وينبغي أيضاً أن تحاول الالتزام بتناول اللحوم الخالية من الدهون، والأطعمة المشوية (ولكن تحقق من أنها ليست مغموسة في الزيت). وتجنب المعجنات، والكريمات، والكثير من الأطعمة الخفيفة المملحة.
استمتع بحياتك
كثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة يركزون على موضوع إنقاص الوزن لدرجة تفقدهم الاستمتاع بالحياة. الكلمة المفتاحية هنا هي التوازن والاعتدال. اسعَ لإنقاص وزنك ولكن لا تنسَ أن تعيش حياتك.
هل موضوع إنقاص الوزن يغلب على تفكيرك لدرجة أنك تشعر بأن حياتك “معطلة” في انتظار وصولك إلى الوزن الذي تريده؟ إن هذا يحدث مع أشخاص كثيرين؛ كن ذكياً ولا تجعله يحدث معك.
إن اهتمامك بموضوع الرشاقة وإنقاص الوزن شيء جيد للغاية وعليك أن تستمر فيه، ولكن من المهم أيضاً أن تظل الفكرة الرئيسية حاضرة في ذهنك وهي أنك تسعى لإنقاص وزنك من أجل أن تستمتع بحياتك، ومن أجل أن ترتدي ثيابك بحرية وتنظر لنفسك في المرآة بثقة. ولكن الإفراط في الاهتمام بفقدان الوزن يمكن أن يجعلك تنزلق إلى الدائرة الجهنمية التي يظل الكثير من الأشخاص محبوسين فيها: الاهتمام الزائد بفقدان الوزن يجعلهم يحرمون أنفسهم بشكل مبالغ فيه، وهذا الحرمان يجعلهم يفقدون السيطرة في بعض الأحيان ويفرطون في تناول الطعام، وهذا الإفراط يجعلهم يشعرون بتأنيب الضمير، وقد يؤدي بهم إلى الإحباط والتخلي عن الحمية، وهكذا.
اهتم بفقدان وزنك وفي نفس الوقت استمتع بحياتك!