التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

التسنين | ما أعراض وعلاج ألم التسنين في المنزل

استشارة طبية: ” كيف يمكنني تحديد ما إذا كانت طفلتي بصدد التسنين؟ إنها تعض على يديها كثيرا، ولكنني لا أرى أي شيء على اللثة”.

عندما تقوم جنيّة التسنين بزيارتها للطفل، لا يكون هناك شيء يمكنه أن يخبرك كم من الوقت ستمتد إقامتها أو إلى أي مدى ستكون الزيارة غير سارة. فقد تكون زيارة طويلة ومؤلمة بالنسبة للطفل، وقد تمر بسلام وكأنها لمسة من عصا سحرية في منتصف ليلة مريحة هادئة بالنسبة لطفل آخر. في بعض الأحيان تظهر كتلة أو حرف في اللثة لأسابيع أو شهور؛ و في أحيان أخرى قد لا تظهر أي علامة تماما حتى ظهور السن ذاتها.

وتظهر السن الأولى في المعتاد خلال الشهر السابع، وإن كان يمكن أن يبرز رأسها الأبيض اللؤلؤي في الشهر الثالث، أو في الشهر الثاني عشر، أو حتى قبل أو بعد ذلك في حالات نادرة. وعادة ما يتبع ظهور السنة أنماطا وراثية، ومن ثم فإذا كان أحد الأبوين قد ظهرت أسنانه مبكرا أو متأخرة، فقد يتبع طفلهما نفس النمط. غير أن أعراض التسنين عادة ما تسبق ظهور السن ذاتها بشهرين أو ثلاثة أشهر. وتختلف هذه الأعراض من طفل إلى آخر، كما تختلف الآراء بشأن ماهية هذه الأعراض بالتحديد وإلى أي مدى يكون التسنين مؤلما من طبيب إلى آخر.

مخطط التسنين

مخطط التسنين

يوضح هذا الرسم أكثر أنماط الأسنان شيوعاً. فبينما تتبين الأسنان لدى معظم الأطفال ، حسب النمط المألوف ، تتبين الأسنان لدى البعض حسب إيقاع مختلف، حيث يبدأون بأسنانهم العلوية بدلاً من أسنانهم السفلية على سبيل المثال . وفي حالات نادرة جدا تكون هناك سن (أو أكثر) لا تظهر تماماً، وهي الحالة التي يحتمل فيها أن يقوم الطبيب بتحويل طفلك إلى إخصائي في طب أسنان الأطفال أو طبيب أسنان عام يعالج الكثير من الأطفال. وإذا كانت أسنان طفلك تظهر في سن مبكرة أو متأخرة عن السن العادية الآن فمن المحتمل أن ينطبق نفس الشيء على المجموعة التالية من الأسنان.

أعراض التسنين

قد يتعرض الطفل أثناء التسنين لأيّ أو كلّ مما يلي:

● سيلان اللعاب

يبدأ سيلان اللعاب لدى العديد من الأطفال في أي وقت فيما بين الأسبوع الرابع إلى الشهر الثالث أو الرابع من العمر. ويعمل التسنين على تحفيز سيلان اللعاب لدى بعض الأطفال أكثر من البعض الآخر.

● الطفح الجلدي على الذقن أو الوجه

من الأمور المألوفة لدى الطفل كثير اللعاب أن تصاب بشرته الجافة بطفح جلدي أو تشقق على الذقن وحول الفم بسبب التهيج الناجم عن الاحتكاك المستمر باللعاب، وللمساعدة على وقاية طفلتك من ذلك، امسحي اللعاب برفق بشكل دوري. أثناء فترة النهار. وفي حالة ظهور رقعة جافة على البشرة احرصي على ترطيبها جيدا بواسطة كريم تخفيف البشرة (اطلبي من طبيبك ترشيح نوع مناسب).

● السعال البسيط

إن زيادة اللعاب يمكن أن تجعل طفلتك تختنق أو تسعل بين حين وآخر. وليس في هذا ما يدعو إلى القلق طالما بدت طفلتك مصابة بنزلة برد أو أنفلونزا أو أعراض حساسية. إذ عادة ما سيواصل الأطفال السعال كوسيلة لجذب الانتباه، أو لأنهم يجدونه فيه إضافة مثيرة لذخيرتهم اللفظية.

● العض

إن العض الخفيف في هذه الحالة لا يعد دلالة عدائية. فالطفلة التي بصدد التسنين سوف تعض على أي شيء يمكنها الإطباق عليه بفمها. بدءا من يدها الصغيرة إلى الثدي الذي يرضعها، إلى إبهام شخص غريب لا يتوقع منها ذلك. فالضغط العكسي سوف يعمل على تخفيف الضغط النابع من أسفل اللثتين.

● الألم

يعتبر الالتهاب هو الاستجابة الواقية التي يصدرها نسيج اللثة الرقيق لحماية السن وشيكة الظهور التي يعتبرها دخيلا يجب صده ويؤدي الالتهاب إلى ألم غير محتمل على ما يبدو لدى بعض الأطفال، ولكنه لا يسبب أي ألم تقريبا لدى البعض الآخر. وعادة ما يصل عدم الارتياح إلى أقصى درجات السوء مع ظهور السن الأولى (والواضح أن معظم الأطفال يعتادون الأحاسيس المرتبطة بالتسنين ويتعلمون التعايش معها) ومع ظهور الضروس (التي تبدو أكثر إيلاما نظرا لكبر حجمها عن حجم الأسنان، ولكن لحسن الحظ أنك لن تضطري للتفكير فيها حتى وقت ما قبل أو بعد إتمام العام الأول).

● الانفعال

مع زيادة الالتهاب واقتراب السن الصغيرة الحادة من السطح مهددة بالانفجار، قد يصبح ألم اللثة لدى الطفلة أكثر استمرارا. وكما هو الحال بالنسبة لأي شخص مصاب بألم مزمن، فقد تتقلقل، وتضطرب مزاجيا، وتصبح شخصية أخرى خلاف شخصيتها. ونكرر مرة أخرى، إن بعض الأطفال (وأبويهم) سوف يعانون أكثر من غيرهم مع استمرار الانفعال الأسابيع لا لأيام أو ساعات.

● رفض الطعام

إن الطفلة التي بصدد التسنين قد تبدو متقلبة حين يتعلق الأمر بالرضاعة. فبينما تتوق إلى الراحة التي تتولد لديها من وجود شيء في فمها. وقد يبدو وكأنها ترغب في الرضاعة طوال الوقت. فإنها بمجرد أن تبدأ في الرضاعة، ويؤدي المص إلى زيادة ضيقها وعدم ارتياحها، قد ترفض الثدي أو زجاجة الإرضاع اللذين كانت ترغبهما بشدة منذ لحظات فقط. ومع كل إعادة لهذا السيناريو (علما بأن بعض الأطفال يكررونه طوال اليوم عند ظهور الأسنان)، تصبح هي (وأمها) أكثر إحباطا وتعاسة. أما الطفل الذي يكون قد بدأ في تناول الأطعمة الصلبة، فقد يفقد اهتمامه بها أثناء التسنين؛ وليس في هذا ما يدعو للقلق؛ إذ ستظل طفلتك تحصل على كل التغذية الضرورية والسوائل اللازمة لها من لبن (حليب) الثدي أو اللبن الصناعي، وسوف تبدأ شهيتها من النقطة التي توقفت عندها بمجرد ظهور السنة، وبالطبع إذا رفضت طفلتك أكثر من وجبتين أو أصبحت تأكل كمية قليلة جدا لعدة أيام، فمن الضروري إجراء مكالمة للطبيب.

● الإسهال

إن تحديد ما إذا كان هذا العرض مرتبطا بالتسنين أم لا يعتمد على الشخص الذي تسألينه. فبعض الآباء والأمهات يصرون على أن أطفالهم يصابون بإسهال في كل مرة تظهر لديهم أسنان. ويعتقد بعض الأطباء أنه يبدو أن هناك صلة ربما لأن اللعاب الزائد الذي يبتلع يعمل على تفكيك البراز في حين يرفض أطباء آخرون الاعتراف بوجود علاقة، على الأقل لقيدها بسجلات الأطفال الطبية – ربما ليس لأنهم واثقون تماما من عدم وجودها، ولكن لخوفهم أن يؤدي تشريع النظرية إلى إغفال الأعراض المعدية المعوية المهمة من جانب الآباء والأمهات، وإرجاعها إلى التسنين. لذا فعلى الرغم من أن براز طفلتك ربما سيكون أكثر تفككا مع التسنين، فلابد أن تبلغي طبيبها بالإسهال الحقيقي الذي يستمر لأكثر من مرتين كلما حدث ذلك.

● الحمى الطفيفة

إن الحمي من الأعراض التي يتردد الأطباء في ربطها بالتسنين وشأنها شأن الإسهال. ويقول الخبراء إنه أحيانا ما تكون الحمی مصاحبة للتسنين عن طريق المصادفة، فالسن الأولى غالبا ما تظهر في الشهر السادس تقريبا، وهو نفس الوقت الذي يفقد فيه الأطفال مناعتهم التي تمنحها لهم أمهاتهم مما يجعلهم أكثر عرضة للحمى والعدوى بأنواعها، غير أن البعض يعترفون بأن الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة (أقل من 38.2 درجة مئوية / 101 درجة فهرنهايت) يمكن أن يصاحب التسنين بين حين وآخر نتيجة للاتهاب اللثة، وللبقاء في الجانب الآمن، عالجي الحمى المصاحبة للتسنين مثلما تعالجين الحمى الطفيفة في أي وقت آخر، مع الاتصال بالطبيب إذا استمرت لمدة ثلاثة أيام.

● الأرق

إن الأطفال لا تنبت أسنانهم في ساعات النهار فقط. فعدم الارتياح الذي يجعل طفلتك تتهيج أثناء النهار يمكن أن يجعلها تبقى مستيقظة أثناء الليل. وحتى الطفل الذي كان ينام خلال فترة الليل قد يبدأ فجأة في الاستيقاظ ليلا مرة أخرى. ولتجنب العودة مرة أخرى إلى عادات قديمة (سوف تستمر طويلا بعد انتهاء ألم التسنين)، لا تهرعي إليها من أول صيحة تطلقها. بدلا من ذلك انظري ما إذا كان بإمكانها تهدئة نفسها والعودة إلى النوم سريعا. فإذا لم تستطع، جربي بعض وسائل التهدئة التي لا تشمل الرضاعة (فبعض الأغنيات الرقيقة والتربيت قد يفيان بالغرض) و يشيع الاستيقاظ الليلي أكثر مع السن الأولى والضروس شأنه شأن العديد من مشاكل التسنين الأخرى.

● ورم اللثة الدموي

يبدأ التسنين ببعض النزيف أسفل اللثة بين الحين والآخر، قد يظهر في شكل كتلة ضاربة إلى الزرقة. ومثل هذه الأورام الدموية لا تدعو للقلق، وينصح بعض الأطباء بالسماح لها بالانحلال من تلقاء نفسها بدون تدخل طبي. وقد تعمل الكمادات الباردة على تخفيف الضيق والإسراع بانحلال أورام اللثة الدموية.

● شد الأذن، حك الوجنة

إن ألم اللثتين قد ينتقل إلى الأذنين والوجنتين عبر مسارات عصبية يشتركون فيها، خاصة حين تبدأ الضروس في شق طريقها داخل اللثة، ولعل هذا ما يفسر إقدام الأطفال على شد إحدى الأذنين أو حك إحدى الوجنتين أو الذقن عند التسنين. ولكن ضعي في اعتبارك أيضا أن الأطفال يشدون آذانهم بقوة حين يصابون بعدوى في الأذن، فإذا تشككت في وجود عدوى بالأذن، راجعي الأمر مع الطبيب سواء كان هناك تسنين أم لا.

علاجات ألم التسنين في المنزل

قد يكون هناك العديد من العلاجات المنزلية المجربة لألم التسنين من قبل الجدات اللاتي يتمتعن بخبرة في ذلك. وبعض هذه العلاجات يجدي والبعض لا يجدي ومن بين أفضل العلاجات التي تقدمها السيدات العجائز والطب الحديث:

● شيء للعض عليه

عضاضة

إن هذا العلاج لا يوصف من أجل فوائده الغذائية، ولكن من أجل الراحة التي تنجم عن الضغط العكسي على اللثتين – والذي يعزز حين يكون هذا الشيء مثلجا مثل خبز الباجل المجمد أو فوطة أطفال نظيفة بها مكعب ثلج ملفوف ومربوط بإحكام (ولكن انتبهي للتأكد من أن مكعب الثلج ينصهر) أو جزرة باردة مع تقطيع طرفها الرفيع إلى شرائح (ولكن لا تستخدمي الجزر بمجرد ظهور السن بالفعل وتمكنها من تقطيع الأجزاء التي يمكن أن تسبب الاختناق)، أو حلقة تسنين مطاطية ذات نتوءات أو أي لعبة أخرى تساعد على التسنين، أو حتى الحاجز البلاستيكي للسرير النقال أو العربة النقالة، كل هذه الأشياء سوف توفر للطفلة مضغا صحيا. أما إذا استخدمت أي نوع من الأطعمة التي تعمل على تهدئة طفل في فترة التسنين، فاحرصي على أن تتناولها طفلتك وهي في وضع الجلوس وتحت إشراف أحد الكبار.

● شيء للاحتكاك به

يقدر العديد من الأطفال وضع أحد الكبار لإصبعه على اللثة بحيث تحتك بها بقوة. سوف يعارضا بعضهم هذا التدخل في البداية، إذ يبدو الاحتكاك مؤلما حينها، ثم يهدأون مع بدء الشعور بالراحة الناجمة عن الضغط العكسي. شيء بارد لشربه. قدمي لطفلتك زجاجة من الماء المثلج. وإذا لم تأخذ الزجاجة أو أثار المص ضيقها، قدمي لها السائل المهدئ في كوب مع إزالة أي مكعبات ثلج في البداية. إن هذا أيضا من شأنه زيادة استهلاك الطفلة من السوائل أثناء التسنين، وهو الأمر الذي يعد مهما إذا كانت تفقد سوائل خلال سيلان اللعاب و / أو الإسهال.

● شيء بارد لتناوله

بمجرد إدخال التفاح أو الخوخ المهروس أو الزبادي، فإنها قد تلقى قبولا أكثر لدى الطفل الذي بصدد التسنين عند تبريدها في المجمد عن الأطعمة التي تقدم دافئة أو على درجة حرارة الغرفة.

● شيء لتخفيف الألم

حين يعجز أي شيء آخر عن جلب الراحة لطفلتك، لابد أن يعمل عقار باراسيتامول للأطفال على الوفاء بالغرض. راجعي الأمر مع الطبيب لتبين الجرعة الصحيحة. أو يمكنك تجربة مادة مخدرة موضعية أو مسكن للألم حسب توصيات الطبيب. تجنبي إعطاءها أي عقار آخر عن طريق الفم أو حك اللثة بأي شيء ما لم يوصي الطبيب به. وهذه المحظورات تشمل أي مشروب كحولي، فالكحول، حتى إذا كان في شكل نقط يمكن أن يضر بالرضيع.