تظهر السن الأولى عند معظم الأطفال بين الشهر السادس والسابع، ولا يعني تأخّر ظهور الأسنان أي مرض. بعض الأطفال الأصحاء لا تظهر أسنانهم حتى الشهر الثامن أو التاسع.
تقلق الأمهات من تأخر ظهور الأسنان ويسارعن إلى الطبيب لأخذ المشورة، تعتقد بعضهن أن نقص الكالسيوم هو السبب، ولكن الحقيقة أن لنقص الكالسيوم أعراضاً أخرى مميّزة لا تخطؤها عين الطبيب، وفي معظم الأحوال تأخر الأسنان ليس له سبب مرضي وإنما يخضع لتأثير العوامل الوراثية.
أعراض التسنين
تشق الأسنان طريقها وتظهر عند بعض الأطفال دون أن تشعر الأم بذلك، بل تفاجأ في إحدى الأيام ببروز سن بيضاء مثل حبة اللؤلؤ تزيّن فم طفلها.
لكن الأمور لا تسير دوماً بهذا اليسر والسهولة، يعاني أكثر الأطفال من آلام التسنين، والآلام أكثر ما يشعر بها الطفل ليلاً، إذ يتعذر عليه النوم ويبدأ في الصراخ والبكاء، وإذا تحسست الأم بإصبعها لثة الطفل يمكن أن تلاحظ وجود منطقة متورمة مؤلمة وربما حمراء هي مكان خروج السن المرتقب، يصاحب ظهور الأسنان ازدياد في إفراز اللعاب، وفي كثير من الأحيان يرشح خارج الفم ليبلل صدر الطفل، يسبّب ذلك احمراراً وطفحاً جلدياً حول الفم، في حالات نادرة يترافق ظهور الأسنان مع ضعف في الشهية وعزوف عن الطعام عند بعض الأطفال، مما يدفع الأم إلى زيارة الطبيب شاكية تغيّر حال طفلها دون أن يخطر ببالها أن السبب يرجع إلى الأسنان، وعلى الأرجح يعود السبب في ضعف الشهية إلى آلام اللثة.
ما زال الجدل يدور بين الأطباء حول علاقة التسنين بالإسهال، هذا مع العلم أن الرأي الشعبـي السائد بين الأمهات هو أن التسنين يسبب الإسهال.
على كل الأحوال لم تثبت الدراسات العلمية حتى الآن بشكل قاطع علاقة سببية بين التسنين والإسهال.
يميل الطفل أثناء التسنين إلى عض الأشياء المختلفة والضغط عليها، وربما يلجأون إلى مص الإصبع في هذه المرحلة، كل ذلك لتخفيف الألم.
كيفية التصرف مع ألم التسنين
● عند حدوث نوبات الألم وشعور الأم بأن الأسنان هي السبب، يمكن إجراء مساج خفيف بإصبع اليد النظيفة في المكان المتورم.
● تتوفر في الأسواق حلقات مطاطية خاصة لهذه الغاية، يمكن إعطاؤها للطفل كي يعض عليها، يمكن وضع هذه الحلقات في الثلاجة حتى تبرد وبذلك يكون تأثيرها في تخفيف الألم أكبر، وتوجد أيضاً أنواع من البسكويت الصلب الجاف لفترة التسنين.
● تقدّم بعض الأمهات إلى أطفالهن قطعة من الجزر أو التفاح للعض عليها، في هذه الحالة يجب الحذر حتى لا يشرقها الطفل (دخولها في مجرى الهواء) ونحن لا ننصح بهذه الطريقة لخطورتها.
● عندما يكون الألم كبيراً والتورم واضحاً يمكن استخدام مراهم خاصة للتسنين حيث تدلّك اللثة بالمرهم بواسطة الإصبع بشكل جيد لعدة مرات، يحتوي المرهم على مواد مسكّنة للألم ومضادة للتورّم، لكن مع الأسف تأثيرها المسكّن قصير الأمد.
● في حالات الألم الشديد وعندما لا تجدي الخطوات السابقة، يكون الحل باستخدام الأدوية المخففة للألم والتي تؤخذ عن طريق الفم (مركبات الباراسيتامول على سبيل المثال) ولكن في هذه الحالة ننصح بعدم الإفراط في استخدامها وليكن ذلك تحت إشراف الطبيب.