غالبا ما يكون من الضروري في الممارسة الطبية رؤية داخل الجسم بدلا من الاقتصار على سطحه فقط؛ ويسمح التصوير بأفلام الأشعة السينية للطبيب بالقيام بذلك من دون جراحة وبخطر طفيف.
مع أنك قد تربط بين الأشعة السينية وكسور العظام، غير أن هذه الأشعة تستطيع إعطاء معلومات قيمة عن قلبك ورئتيك والبنى الأخرى في صدرك. وهذا ما يساعد الطبيب بدوره على وضع التشخيص حول حالتك؛ ولقد جرى تطوير العديد من اختبارات التصوير المعقدة في العقود الحديثة، لكن ما يزال تصوير الصدر بالأشعة السينية اختبارا أساسيا وهاما في تقييم أمراض القلب واستقصائها.
ما هو التصوير بالأشعة السينية (أشعة X) للصدر؟
يمكن أن يأخذ التصوير بالأشعة السينية للصدر صورة لما بداخل صدرك: قلبك ورئتيك.
ويجري التصوير بالأشعة السينية بتوجيه الأشعة السينية إلى منطقة من جسمك (الصدر في هذه الحالة) ووضع قطعة كبيرة من فيلم فوتوغرافي على الجهة الأخرى منك؛ وتظهر الصورة بعد تحميض الفيلم كما في أية فيلم آخر؛ فأجزاء الفيلم التي تلقت قدرا كبيرا من التعرض للأشعة السينية تكون داكنة (معتمة)، أما تلك التي تلقت مقدارا أقل فتكون أفتح. وهذا ما يشبه الصورة السلبية Negative في الصورة المأخوذة بآلات التصوير (الكاميرات) العادية: تبدو أجزاء الفيلم التي تتلقى كمية كبيرة من الأشعة الضوئية (مثل حزمة الشمس المنعكسة عن سطح الماء) داكنة أو سوداء، بينما تبدو الأجزاء التي تتلقى قليلا من الضوء (مثل الظل) فاتحة.
يعتمد مقدار الأشعة السينية التي تعبر جسمك وتصل إلى الفيلم على كمية ونمط النسج الموجودة بين آلة التصوير بالأشعة السينية والفيلم؛ وبما أن قلبك العضلي المملوء بالدم يتوضع بين الرئتين المملوءتين بالهواء، لذلك تكون صورته الظلية بارزة في وسط الصدر؛ ويبدو القلب فاتحا على الفيلم، لأن الأشعة السينية القادرة على اختراق السائل أو الدم والوصول إلى الفيلم تكون قليلة؛ أما الرئتان فتبدوان داكنتين جدا لأنهما شفافتان Transparent للأشعة السينية، لذلك يتلقى الفيلم خلف الرئتين تعرضا كبيرا لهذه الأشعة.
ماذا يظهر التصوير بالأشعة السينية للصدر؟
تظهر الصورة بالأشعة السينية للصدر أنماطا كثيرة من المعلومات الهامة في تقييم الجهاز القلبي الوعائي:
• حجم القلب وشكله.
• الترسبات الكلسية.
• حالة الرئتين.
حجم القلب وشكله
يمكن تقدير حجم القلب وشكله على الصورة بالأشعة السينية للصدر، مع أن تمييز كل جزء على حدة يكون نسبيا أو جزئيا؛ فعرض القلب على هذه الصورة للصدر لا يشغل في الحالة السوية أكثر من ثلث إلى نصف عرض كامل الصدر؛ ولكن إذا شغل القلب نصف هذا الحيز أو أكثر، يرى فيه الطبيب ضخامة.
عندما يتضخم القلب، يمكن أن يتغير شكله. كما أن شكل القلب يمكن أن يعطي دليلا هو السبب في الضخامة؛ فالقلب الذي تضخم بسبب القلس التاجي (المترالي) Mitral Regurgitation مثلا، يبدو في العادة مختلفا عن ذلك الذي تضخم بسبب تضيق تاجي أو تضيق أبهري.
ترسبات الكالسيوم
الكالسيوم هو المادة الأساسية في عظامك، ولا يسمح للكثير من الأشعة السينية بالعبور من خلاله، لذلك تبدو العظام فاتحة جدا على أفلام الأشعة السينية؛ ويمكن أن يتوضع أو يترسب الكالسيوم أحيانا في النسج المريضة أو المتأذية، كما قد يترسب الكالسيوم في القلب أحيانا، حيث يوجد في الصمامات المتأذية أو الشرايين الإكليلية (التاجية) المصابة بالتصلب العصيدي أو العضل القلبي التالف أو التامور (الكيس الذي يحيط بالقلب).
بما أن ترسبات الكالسيوم ضمن القلب تظهر بشكل مناطق فاتحة على صورة الأشعة السينية، لذلك يمكن تمييزها عن النسج الرخوة الأخرى على هذه الصورة. وقد يكون وجودها في القلب العلامة الأولى الدالة على مشكلة تتطلب المزيد من الاستقصاء.
حالة الرئتين
يمكن أن تكشف الصورة بأشعة إكس تغيرات في رئتيك ذات صلة باضطرابات في عمل قلبك؛ فضعف الضخ القلبي – على سبيل المثال – يؤدي إلى ضغط رجوعي في الأوعية الدموية في رئتيك، مما يقود إلى تورمهما وتسرب السوائل إلى حويصلاتهما الهوائية، وتدعى هذه الحالة الوذمة الرئوية Pulmonary Edema؛ ويمكن لصورة الصدر بالأشعة السينية (أشعة إكس) أن تكشف هذا التورم في أوردة الرئتين. والسبب في ذلك هو أن الأشعة السينية لا تعبر السائل بالسهولة نفسها التي تعبر بها الهواء، لذا يستطيع الأطباء رؤية السائل المتسرب إلى النسيج الرئوي.
كيف يجرى التصوير بالأشعة السينية للصدر؟
يقصد بإجراء أشعة سينية صدرية التقاط صورة لقلبك، وهو إجراء بسيط وغير مؤلم.
قبل إجراء الصورة، يمكن أن تخلع ملابسك وأية جواهر من المعصم وترتدي ثوب المستشفى. فالجواهر والسحابات Zippers وغير ذلك من الأشياء تظهر على الصورة بالأشعة السينية، ويمكن أن تشوش على بعض أجزاء الصورة.
يطلب منك في معظم الحالات أن تقف مقابل لوحة تضم فيلم الأشعة السينية، وتدفع كتفيك إلى الأمام، وتبقي ذراعيك إلى الأعلى أو الجانبين بحيث لا يتداخلان مع الصورة؛ ثم يطلب منك اختصاصي الأشعة أو المساعد الفني أخذ نفس عميق وحبسه خلال التقاط الصورة. فحبس النفس يملأ رئتيك بالهواء. وهذا ما يساعد على إظهار القلب والرئتين بوضوح أكثر على فيلم الأشعة السينية، كما يساعدك على التوقف عن الحركة.
ومن المفيد أيضا الحصول على صورة جانبية للصدر. والأغلب أن تؤخذ الصورة الثانية بعد أن تدور إلى أحد الجانبين مقابل لوحة الأشعة السينية.
هل هناك أخطار؟
رغم التعرض لمقدار صغير من الإشعاع خلال التصوير بالأشعة السينية، يبدو خطر الضرر الناجم عن الأشعة السينية منخفضا جدا ولا يتناسب أبدا مع الفوائد التي تقدمها الصورة بالأشعة السينية؛ ويوجد اهتمام كبير باستعمال أقل جرعة ممكنة من الإشعاع للحصول على أفضل صورة ممكنة. ولا يبقى شيء من الإشعاع بعد الانتهاء من التصوير.
يمكن أخذ خطر الأشعة السينية بعين الاعتبار إذا عرفت أن الأشعة السينية الطبية من كافة الأنماط مسؤولة عن أقل بقليل من %10 من التعرض الإجمالي للإشعاع بالنسبة إلى سكان الولايات المتحدة، حيث تشتمل المصادر الأخرى للإشعاع على الرادون Radon والفضاء الخارجي والصخور والتربة. ويعادل مقدار الإشعاع الناجم عن الصورة بالأشعة السينية للصدر ما تتعرض له خلال رحلة جوية بالطيارة الممتدة عبر قارة.
يجب أن تخبر كافة النساء الطبيب قبل إجراء صورة بالأشعة السينية إذا كان هناك أدنى شك بوجود حمل؛ فمع أن خطر أذية المولود بسبب الأشعة السينية قليل للغاية، لكن الأطباء يتخذون احتياطات خاصة للحد من تعرض الجنين للأشعة السينية.
التصوير النووي
لقد أضافت طرائق التصوير النووي Nuclear Scanning بعدا جديدا إلى تقييم القلب والدوران لديك؛ ففي حين تبدي الصورة الشعاعية البسيطة للصدر بعضا من بنية قلبك، فإن الصور Scans النووية تظهر ملامح الوظيفة القلبية والجريان الدموي لديك.
ما هو التصوير النووي؟
عند خضوعك للتصوير بالأشعة السينية، يمر الإشعاع من خلال جسمك لإنتاج الصورة؛ أما خلال إجراءات التصوير النووي، فيجري إدخال مقدار بسيط من الإشعاع إلى جسمك، ويؤدي ذلك إلى ظهور الصور عندما ينتشر الإشعاع إلى الخارج.
ونعرض هنا باختصار كيفية القيام بالتصوير النووي. تحقن كميات زهيدة من مادة مشعة Radioactive Material (تدعى النويدات المشعة Radionuclides) في المجرى الدموي، وتعطي مواد الاقتفاء هذه «Tracers» مقادير صغيرة من الطاقة (الإشعاع) الذي يكتشف بكاميرات خاصة تشبه عدادات جيجر.Geiger Counters
تعالج «كميات» الإشعاع بالحاسوب، وتنتج صورة مبدية توزع المادة في جسمك؛ واستنادا إلى المادة المشعة الاستشفافية والنمط النوعي للتصوير، يمكن أن تخبر هذه الإجراءات طبيبك بالكثير عن عضلة قلبك والجريان الدموي لديك.
ماذا يبدي التصوير النووي؟
هناك أنماط مختلفة كثيرة من التصوير النووي. جميعها يمكن أن تعطي قدرا كبيرا من المعلومات حول قلبك، بما في ذلك:
• حجم حجرات القلب.
• قدرة الضخ البطيني.
• الجريان الدموي إلى العضلة القلبية.
• الجريان الدموي في رئتيك.
وغالبا ما يمكن الحصول على معلومات إضافية من التصوير النووي بإجرائه مع تمرين اختبار الجهد بالتمرين.
حجم حجرات القلب
القلب الضعيف يتضخم، لذلك يكون القياس الدقيق لحجم حجرات الضخ (البطينين) مؤشرا هاما على قوة العضلة القلبية لديك؛ ويستطيع نمط من التصوير النووي – يدعى تصوير البطينين بالنويدات المشعة Radionuclide Ventriculography – أن يقدم معلومات موثوقة.
توجد طريقتان لتصوير البطينين بالنويدات المشعة، إحداها تدعى التصوير بالاكتساب المتعدد البوابات «MUGA» (MultiGated Acquisition) Scanning، بينما يكون للأخرى اسم غير مشوق نوعا ما، حيث تدعى ببساطة «دراسة العبور الأول First-pass Study».
وفي كلا الاختبارين، يحقن العنصر الاستشفافي المشع في مجرى الدم، ويجري تصويره وهو يعبر قلبك؛ فبالنسبة إلى تصوير الاكتساب المتعدد البوابات MUGA، يبقى العنصر الاستشفافي المشع في مجرى الدم عدة ساعات؛ أما بالنسبة إلى دراسة العبور الأول، فإنه يبقى في مجرى الدم بما يكفي ليعبر القلب مرة قبل أن يزال؛ وتقوم كاميرا تصويرية خاصة – في كلا الاختبارين – بكشف الإشعاع الناجم عن المادة المشعة الاستشفافية عندما تعبر قلبك.
ثم يستعمل حاسوب هذه المعلومات لحساب حجم البطينين وشكلهما استنادا إلى مقدار الإشعاع الصادر منهما وتوزعه. وتنتج صورة يمكن دراستها من قبل طبيبك؛ كما يمكن القيام بقياسات عددية لكمية الدم الموجودة في البطينين.
قدرة الضخ البطيني
يمكن أن يعطي تصوير البطينين بالنويدات المشعة أيضا معرفة دقيقة ومفيدة حول قدرة ضخ البطينين؛ وحتى ينجز ذلك، يأخذ الحاسوب المعلومات من التصوير، ثم يحسب حجم البطينين وشكلهما خلال كل من الانقباض (التقلص) والانبساط (الارتخاء)، ويشير الفارق بين حجم القلب في كلتا هاتين المرحلتين إلى مقدار العصر (الكبس) البطيني.
كما يمكن أن تحدد صورة البطينين بالنويدات المشعة ما إذا كانت كافة أجزاء الجدار البطيني تسهم بالتساوي في قدرة الضخ؛ فالأجزاء التي تتحرك بشكل ضعيف تكون قد تأذت بنوبة قلبية، أو قد يكون الجريان الدموي إلى هذه المناطق ناقصا بسبب الانسدادات الإكليلية.
الجريان الدموي إلى العضلة القلبية
عندما تجرى اختبارات التصوير النووي بالاشتراك مع التمرين أو أي شكل آخر من الجهد، يمكن أن تعطي، هذه الاختبارات معلومات هامة حول جريان الدم عبر شرايينك الإكليلية.
كما يفيد التصوير البطيني النويدات المشعة في اكتشاف هذه المعلومات؛ يجرى تصوير قلبك قبل المراحل المتزايدة للتمرين وفي أثنائها. وتفحص وظائف الضخ في كافة أجزاء البطين عند كل مستوى من مستويات التمرين. فالقلب السوي يتقلص بقوة أكثر خلال الجهد. أما عندما تنبض منطقة من القلب أو أكثر أقل من المتوقع خلال التمرين فقد لا تتلقى ما يكفي من الدم لتجاري حاجة العضلة المتزايدة للطاقة؛ وحينما يبدي التصوير منطقة ذات وظيفة ضعيفة، يستنتج طبيبك أن هناك انسدادا جزئيا على الأقل في المدد الدموي الإكليلي في ذلك الجزء من عضلة قلبك.
يعد تصوير التروية Perfusion Scanning إجراء تصويريا نوويا آخر لتقييم الجريان الدموي الإكليلي لديك، وهو يجرى عادة بالمشاركة مع التمرين؛ وخلافا للقائف (المادة المشعة الاستشفافية) المستخدم في التصوير البطيني للنويدات المشعة، لا يبقى القائف المستعمل في تصوير التروية في مجرى الدم، بل يدخل خلايا عضلتك القلبية بعد أن يحمل في الشرايين الإكليلية؛ وتؤخذ صورة للعضلة القلبية نفسها خلال التصوير، وليس للدم في البطين؛ فإذا كان جزء من العضلة القلبية يتلقى من الدم أقل مما تتلقاه بقية أجزاء القلب، يظهر مقدار أقل من المادة المشعة الاستشفافية (القائف) فيه ويبدو على التصوير بشكل منطقة أفتح، وتدعى هذه المنطقة الأفتح عيبا في التروية Perfusion Defect.
تشتمل القوائف (المواد المشعة الاستشفافية) الشائعة الاستخدام في تصوير التروية على التكنتيوم Technetium (بشكل يدعى السستاميـبي Sestamibi) والثاليوم المشع. ويفسر ذلك السبب في استعمال مصطلحي «تصوير السستاميـبي» أو «تصوير الثاليوم» غالبا كمرادف لمصطلح «تصوير التروية»؛ ويمكن أن يعطي تصوير السستاميبـي غالبا صورا أفضل من الثاليوم، لا سيما في الأشخاص الكبار الحجم.
يجرى تصوير التروية بعد التمرين، ثم بعد فترة من الراحة؛ وتسمح مقارنة كيفية جريان الدم (تروية) في العضلة القلبية تحت تأثير هاتين الحالتين بتقييم الأطباء لصحة عضلتك القلبية والشرايين التي تمدها بالدم.
رغم أن التصوير بالنويدات المشعة بعد التمرين (الجهد) أكثر دقة وفائدة من تخطيط كهربائية القلب الجهدي (اختبار الجهد) بوجه عام، لكنه أكثر كلفة واستهلاكا للوقت، وهو يتطلب معدات خاصة ومساعدين فنيين. وهذا ما يفسر اقتصار مثل تلك الاختبارات بوجه عام على تلك الحالات التي لا يمكن جني المعلومات الضرورية عنها إلا بهذه الفحوص؛ فأنت – على سبيل المثال – قد تحتاج إلى الخضوع للتصوير النووي إذا لم يعط تخطيط كهربائية القلب الجهدي كافة المعلومات المرغوبة.
يمكن أن تحول المشاكل الصحية أحيانا دون إجراء اختبارات جهدية ضرورية لتقييم صحتك القلبية؛ ولكن، يمكن الحصول على معلومات مشابهة خلال تصوير التروية باستعمال دواء (مثل الديبيريدامول والأدينوزين) يقلد تأثير الجهد الفيزيائي (الجسدي) في القلب؛ ومع أن هذا الاختبار قد يكون مفيدا، لكن يبقى اختبار التمرين التقليدي الخيار الأفضل.
لا يظهر تصوير التروية ولا صورة البطينين بالنويدات المشعة الانسداد الإكليلي مباشرة؛ بل، إنهما يظهرا فقط تأثيرات الانسداد الإكليلي في العضلة القلبية.
كما أنه لا بد من المزيد من الاختبارات، مثل تصوير الأوعية الإكليلية، لمشاهدة موضع الانسداد وتوزعه وشدته فعليا.
الجريان الدموي إلى رئتيك
ينجم الانسداد في الشرايين التي تمد رئتيك بالدم عادة عن الجلطات الدموية، وهذا ما يدعى الانصمام الرئوي؛ ويمكن اكتشاف الصمة الرئوية بطريقة نووية تدعى تصوير التهوية/التروية Ventilation/Perfusion Scanning أو التصوير الرئوي.
يقيم التصوير الرئوي الدوران الدموي في رئتيك؛ وكما هي الحال في التصوير القلبي، تحقن مادة مشعة استشفافية في الأوردة، ثم يجرى تصوير الصدر. فإذا كانت هناك جلطة دموية تسد الجريان الدموي عبر فرع أو أكثر من فروع الشرايين الرئوية، لا تشاهد المادة المشعة الاستشفافية في تلك المنطقة.
تجرى التفاريس الرئوية عادة بطريقة تصوير أخرى تقوم على التنفس في غاز يحتوي على المادة المشعة الاستشفافية، ثم يجرى تصوير الرئتين ثانية؛ ويمكن مقارنة كفاية الجريان الدموي إلى كافة أجزاء الرئة مع كفاية الجريان الهوائي عبر القصبات (المسالك الهوائية Airways)؛ وتؤدي الجلطات الدموية إلى مشاكل في الجريان الدموي فقط، بينما لا يتأثر جريان الهواء نسبيا؛ وفي مثل هذه الحالة، قد يوحي ذلك باضطرابات أخرى يجب أن يركز عليها طبيبك.
تفيد التفاريس الرئوية في تقييم ما إذا كانت بعض الأعراض، مثل الألم الصدري أو ضيق التنفس)، ناجمة عن الانصمام الرئوي؛ فالتصوير الرئوية السوية مطمئنة، لأنها تعني أن حدوث انصمام رئوي يعيد الاحتمال؛ أما الأشخاص الذين لديهم اختبار إيجابي النتيجة، فقد يحتاجون إلى الخضوع إلى تصوير الأوعية الرئوية لإثبات وجود الصمة الرئوية.
وحديثا، لقد أثبت مفراس التصوير المقطعي المحوسب الفائق السرعة بالشعاع الإلكتروني Ultrafast Electron Beam Computed Tomography Scanner كفاءته في كشف الصمات الرئوية؛ ويعد هذا الإجراء هو المفضل لتشخيص هذه الحالة في بعض المراكز الطبية، وهو أكثر دقة من تصوير التهوية والتروية.
كيف يعمل التصوير النووي؟
قد تبدو التفاريس النووية مخيفة ومعقدة، لكن معظمها واضحة بالنسبة إلى المريض. ونعرض فيما يلي لما تتوقعه إذا احتجت إلى واحد منها.
تصوير التروية بالتمرين Exercise Perfusion Scan
بينما تقوم أنت بالتمرين على بساط متحرك أو دراجة ثابتة، تحقن جرعة صغيرة من المادة المشعة الاستشفافية في أحد أوردة ذراعك؛ وللتقليل من احتمال الغثيان الناجم عن التمرين بعد الوجبة، يمكن أن يطلب منك الامتناع عن الأكل أو الشرب قبل التصوير بعدة ساعات؛ كما قد تحتاج إلى التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل الاختبار، لأن بعض الأدوية يمكن أن تخل بدقة الاختبار.
بما أنك تقوم بجهد كبير خلال التمرين الاختباري، ارتد ثيابا مريحة وحذاء مناسبا للتمرين السريع؛ وقد يطلب منك أيضا ارتداء رداء المستشفى؛ ويجرى قبل الاختبار وصل جهاز تخطيط كهربائية القلب بجسمك، ويدخل قثطار وريدي في أحد أوردة ذراعك.
تقوم بالتمرين عادة على بساط متحرك أو دراجة ثابتة، كما هو الأمر خلال تخطيط كهربائية القلب الجهدي، وتراقب سرعة القلب وضغط الدم خلال ذلك، ومن الطبيعي أن يزدادا خلال التمرين؛ فإذا كانت لديك أية أعراض – مثل ألم الصدر أو الذراع أو ضيق التنفس أو الدوخة – أخبر المساعد الفني، حيث يمكن إجراء تعديل على اختبار الجهد حسب ما لديك من أعراض واعتمادا على ضغط الدم ومخطط كهربائية القلب ودرجة التعب، لأن ذلك يزيد من دقة الاختبار.
بعد أن يصل التمرين إلى حدوده لديك، تحقن المادة المشعة الاستشفافية وتحمل إلى قلبك مع الدم. ثم تستمر بالتمرين مدة 90-60 ثانية بعد الحقن.
بعد ذلك، تستلقي تحت كاميرا تلتقط صورة لقلبك من عدة زوايا، حيث تكشف الكاميرا الإشعاع الصادر عن المادة المشعة (القائف المشع)، وتقوم ببناء صورة حاسوبية له؛ ومن المهم التوقف تماما عن الحركة ما أمكن خلال التقاط الصور. وقد يدوم هذا الجزء من الاختبار زهاء 25دقيقة.
بعد القيام بالتصوير، يمكنك أن تسترخي لعدة ساعات (4 ساعات عادة) وتغادر مركز الاختبارات؛ وعندما تعود، تخضع للتصوير ثانية، لكن من دون أن تقوم بالتمرين من جديد. ثم تقارن هذا التصوير مع الأولى؛ وبما أن حجم الوجبة المتناولة قبل المجموعة الثانية من الصور يمكن أن تؤثر في جودة الصور، لذلك اطلب من طبيبك إرشادك إلى ما يسمح به من الطعام خلال الراحة؛ وقد يرغب الطبيب في بعض الحالات بمجموعة ثالثة من الصور في اليوم التالي.
يتم الحصول على تصوير قلبي نووي بكاميرا منفصلة تكشف الإشعاع الصادر عن المادة المشعة الاستشفافية المحقونة في جسمك والمحولة إلى قلبك؛ وتتحرك الكاميرا خلال التصوير بزوايا مختلفة مع بقائك من دون حركة؛ وتستعمل الإشارات من قبل الحاسوب لبناء صورة لقلبك والجريان الدموي ضمنه.
تصوير البطينين بالنويدات المشعة
يمكن القيام بهذا التصوير خلال الراحة للحصول على تقييم سريع ودقيق لحجم قلبك ووظيفته، أو يمكن إجراء ذلك قبل التمرين المتزايد شدة وفي أثنائه؛ فبالنسبة إلى تصوير MUGA، يجرى التمرين عادة خلال اضطجاعك على ظهرك وقيامك بتحريك دولاب دراجة؛ أما في دراسة العبور الأول، فتقوم بالتمرين وأنت واقف أو منتصب.
يمكن أن يطلب منك الطبيب التوقف عن تناول أية أدوية قلبية مدة يوم أو يومين قبل الاختبار. لكن لا تتوقف عن تناولها ما لم يطلب منك ذلك بوضوح؛ كما قد تنصح بتجنب تناول وجبة كبيرة من الطعام قبل عدة ساعات من الاختبار.
بالنسبة إلى تصوير MUGA، يسحب مقدار صغير من الدم إلى محقن يحتوي على التكنتيوم، حيث يرتبط التكنتيوم بالكريات الحمر الموجودة في المحقن. ويضمن هذا الارتباط بقاء التكنتيوم في مجرى الدم دون أن يدخل في أي نسيج آخر من جسمك.
بعد نحو 10 دقائق، يعاد حقن الدم المحتوي على المادة المشعة الاستشفافية (القائف) ويؤخذ التصوير الأول وأنت في حالة الراحة؛ ففي دراسات العبور الأول، تحقن المادة المشعة الاستشفافية (القائف) مباشرة في الوريد. ثم تقوم بتحريك الدراجة مدة 3 دقائق. ويؤخذ تصوير أخر خلال آخر دقيقتين.
بعد ذلك، يجعل التمرين أكثر شدة بزيادة المقاومة على الدواستين.Pedals وتقوم بالتمرين على هذه الهيئة مدة 3 دقائق أخرى من جديد ويؤخذ تصوير ثان خلال ذلك، دون أن تكون هناك استراحة بين مراحل التمرين. ويستمر الاختبار إلى أن تعود غير قادر على التمرين؛ وخلال التصوير، يسجل مخطط كهربائية القلب وضغط الدم في كل مرحلة. ولا ضرورة لرعاية أو احتياطات خاصة بعد الانتهاء من الاختبار.
هل هناك مخاطر؟
يمكن أن يكون حقن المادة المشعة في جسمك مثيرا للقلق، لكن كمية الإشعاع التي تتعرض لها خلال الاختبار قليلة جدا ومأمونة تماما؛ وفي الحقيقة، يماثل التعرض للإشعاع الذي تتلقاه خلال تصوير القلب بالنويدات المشعة ما ينجم عن صورة بالأشعة السينية للأمعاء بعد التصوير بابتلاع الباريوم. وتتعدى فوائد هذه الاختبارات أخطار التعرض للإشعاع بكثير، وتكون الجرعات المستخدمة مأمونة. لكن التصوير بالنويدات المشعة بالنسبة إلى الحوامل أو المرضعات من الثدي ممنوع ما لم تكن المعلومات هامة جدا، ولا يمكن الحصول عليها بوسائل أخرى.
قد تحدث تفاعلات جانبية للثاليوم (العامل المشع الاستشفافي (القائف) المستخدم في التصوير)، لكنها نادرة جدا؛ كما قد يعاني نحو ثلث الذي يتلقون الديبيريدامول (الدواء المستخدم لتقليد تأثير الجهد الفيزيائي في القلب) من الصداع أو الغثيان أو احمرار الوجه Flushing أو الدوخة. كما قد يؤدي هذا الدواء إلى ألم صدري وتغيرات في مخطط كهربائية القلب.ECG لكن خطر النوبة القلبية خلال استعمال الديبيريدامول منخفض جدا. مع ذلك، يجب ألا تأخذ الديبيريدامول إذا كنت مصابا بالربو. كما يمكن إعطاء الأمينوفيللين Aminophylline لإبطال الأعراض، لكن ذلك غير ضروري عادة لأن التأثيرات الجانبية غالبا ما تزول بعد انتهاء التصوير؛ ويؤدي الأدينوزين إلى تأثيرات جانبية مماثلة في معظم المرضى، لكن هذه التأثيرات أقل ديمومة من تلك الناجمة عن الديبيريدامول.
تشمل أجزاء التمرين في هذه الاختبارات الاحتياطات نفسها التي تطبق في تخطيط كهربائية القلب الجهدي، ويكون خطر النوبة القلبي أو اضطرابات النظم صغيرا. ويكون الأطباء وفريق المستشفى المجهزين بالأدوات اللازمة للتعامل مع الطوارئ مستعدين للعمل دائما.
معلومة
يركز جميع الناس على ما يدعى بالأطعمة الخالية من الكولستيرول، أما أنت فقد ترى أن من الأفضل الابتعاد عن الكولستيرول مطلقا، لكن العكس هو الصحيح.
في الواقع، لا يمكنك أن تعيش من دون كولستيرول، فهو أحد أنماط المواد الشبيهة بالدهون (الشحميات) في دمك. ومن وظائفه أنه يساعد على عزل الأعصاب وينتج بعض الهرمونات ويعين كبدك على تصنيع أحماض الصفراء.
لكن، قد ينتج جسمك ما يكفي من الكولستيرول اعتمادا على ذاته، وهذا ما يجعل من الضروري مراقبة مدخولك من القوت؛ فالكبد يصنع نحو %80 من الكولستيرول في دمك، ويأتي نحو %20 منه من الغذاء أو المنتجات الحيوانية أو من الأطعمة المحتوية عليها.
معلومة
يكون الأطفال أكثر عرضة للتدخين إذا كان آباؤهم من المدخنين، وكلما بكروا في التدخين زاد احتمال أن يكونوا من المدخنين المفرطين لاحقا؛ ويترافق استنشاق دخان السيجارة لاإراديا من قبل غير المدخنين بزيادة خطر المرض القلبي والسرطان والربو وذات الرئة لدى الطفل والقصور التنفسي؛ ولذلك يجب أن يكون الوالدان قدوة فلا يدخنان.
معلومة
تقييم كفاءة العمل القلبي
يقوم الأطباء بمراقبة كفاءة قلبك أيضا خلال عمله الأساسي: التقلصات العضلية التي تضخ الدم عبر جسمك؛ ويمارس البطينان (وهما حجرتا الضخ الكبيرتان في قلبك) دورا رئيسيا في كفاءة قلبك، ويمكن أن يخبر هذا التقييم الطبيب عن مدى كفاءتهما:
• الجزء القذفي (الحجم المقذوف) Ejection Fraction. هو النسبة الدموية (أو الجزء) من الدم الموجود في البطين في نهاية الانبساط (طور الارتخاء عند امتلاء البطين بالدم) والذي يضخ خلال الانقباض (تقلص البطين). ويبلغ المقدار السوي أكثر من.%50
• حجم الضربة.Stroke Volume يشير إلى مقدار الدم الذي يدفعه البطين مع كل تقلص انقباضي، ويبلغ الحد السوي نحو 90 مل (نحو 3 أونصات) (90 سم3) بالنسبة إلى البالغ المستريح العادي.
• نتاج القلب.Cardiac Outputهو كمية الدم التي يضخها جسمك في دقيقة واحدة، ويبلغ المقدار السوي نحو 5 لترات في الدقيقة لدى البالغ المستريح.
معلومة
فهم نتائج التصوير بالتروية
تصنف نتائج تصوير التروية بشكل رئيسي إلى ثلاثة أصناف، رغم أنها قد تختلف حسب توضعها في قلبك وشدتها؛ وفيما يلي ما يساعد على تفسير النتائج:
.1 لا يوجد عيب في التروية خلال الراحة أو بعد قيامك بالتمرين؛ التفسير: العضلة القلبية والشرايين الإكليلية لديك هما بحالة سوية.
.2 يوجد عيب في التروية بعد التمرين، ولكن ليس خلال الراحة؛ التفسير: يوجد موضع انسداد أو أكثر يحول دون جريان الدم بشكل كاف إلى العضلة القلبية خلال العمل؛ لكن المادة المشعة الاستشفافية تصل في نهاية المطاف إلى العضلة القلبية بعد فترة من الراحة وتدخل الخلايا، لذلك يوجد بعض الجريان الدموي على الأقل إلى المنطقة مع خلايا عضلية قلبية حية.
.3 يوجد عيب في التروية بعد التمرين وخلال الراحة؛ التفسير: يوجد نسيج ندبي في منطقة من العضلة القلبية بسبب احتشاء سابق في العضلة القلبية (نوبة قلبية). ونجم عيب التروية عن انسداد شرياني إكليلي ولعدم وجود خلايا عضلية قلبية حية في المنطقة حتى تدخلها المادة المشعة الاستشفافية.