التصنيفات
صحة المرأة

التصوير بالموجات فوق الصوتية في الحمل، فحص التراساوند Ultrasound

ربما يكون الفحص بالموجات فوق الصوتية هو أكثر شيء سمعت عنه من بين اختبارات ما قبل الولادة, ويمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية للحصول على صورة لطفلك قبل ولادته وتحديد كيفية تقدم الحمل لديك؛ وتتمكنين عادة من النظر إلى الشاشة ورؤية صور الجنين في أثناء إجراء هذا الفحص؛ كما أنه يستخدم لتشخيص بعض الأنواع من العيوب الخلقية مثل شذوذ الحبل الشوكي (عيب الأنبوب العصبي) أو عيوب القلب في بعض الحالات.

يعمل هذا الفحص عن طريق توجيه أمواج صوتية ذات طبقة عالية جدا نحو الأنسجة في ناحية بطنك, ثم ترتد هذه الأمواج – التي لا تستطيعين سماعها – عن الحنايا والمتفاوتات المختلفة في جسمك، بما في ذلك الجنين الموجود داخل الرحم؛ وتترجم هذه الأمواج بصريا إلى رسم من مساحات مضيئة وأخرى مظلمة؛ وتحدث هذه الأمواج صورة للجنين على شاشة, وهذه العملية شبيهة بعملية الصياح في واد كبير، وتمكنك من سماع الأصداء العائدة إليك عندما ترتد عن المناطق المرتفعة والمنخفضة للوادي.

أنواع التصوير بالموجات ما فوق صوتية

تتوفر العديد من النماذج المختلفة لطريقة الفحص بالموجات فوق الصوتية هذا:

●   موجات فوق صوتية قياسية Standard ultrasound

يقدم هذا النوع من الموجات فوق الصوتية صورا ثنائية الأبعاد يمكنها أن تعطي معلومات عن الحمل إلى مقدم الرعاية الصحية, حيث قد يظهر العمر الحملي للجنين وكيف يتنامى والعلاقة بين جسمك والجنين, ويستمر عادة حوالى عشرين دقيقة.

●   موجات فوق صوتية متقدمة Advanced ultrasound

يدعى أيضا الموجات فوق الصوتية الهدفي, ويستخدم غالبا لاستكشاف الشذوذات المشتبه بها الموجودة على الموجات فوق الصوتية القياسي أو في الاختبار الثلاثي؛ ويعد هذا الاختبار أكثر شمولا، وربما يستخدم معدات أكثر تعقيدا, كما أنّ زمنه أطول حيث يستغرق من ثلاثين دقيقة إلى عدة ساعات؛ وعندما يرى مقدم الرعاية الصحية أن لديك حملا عالي الخطورة، فإنه قد يوصي بهذا النوع من الفحص؛ ويتصف هذا الفحص بأنه طريقة غير جارحة للجسم، وقد تضيف معلومات أعمق بحيث لا يوجد بديل عنها سوى طريقة البزل الأمنيوسي الوراثي؛ ويمكن أن يستخدم هذا النوع من الموجات فوق الصوتية في رؤية رأس الجنين وعموده الفقري بشكل مفصل, حيث أنه فعال بنسبة 95% في تشخيص عيوب الأنبوب العصبي.

●   موجات فوق صوتية عبر المهبل Transvaginal ultrasound

يكون الرحم والبوقان (قناتا البيوض) في أول الحمل أقرب إلى المهبل منهما إلى سطح البطن؛ فإذا كان لديك فحص بالموجات فوق الصوتية ستجرينه في أثناء الثلث الأول من الحمل, فربما يختار مقدم الرعاية الصحية لك أن يكون فحصا بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل, حيث أنه يعطي صورة أكثر وضوحا للجنين وما يحيط به من تراكيب وبنى, ويقوم هذا الفحص باستعمال أداة رفيعة شبيهة بالعصا، حيث يجري وضعها داخل المهبل, وترسل هذه الأداة أمواجا صوتية وتستجمع البيانات المنعكسة.

●   موجات فوق صوتية ثلاثية الأبعاد Three-dimensional (3-D) ultrasound

وهو النموذج الأحدث من الموجات فوق الصوتية, حيث يقدم أشكالا ثلاثية الأبعاد شبيهة بتلك الموجودة في الصور الفوتوغرافية, وهو يستخدم في مراكز طبية مختارة من أجل تحسين فهم الصور المأخوذة بطريقة الموجات فوق الصوتية المتقدمة.

●  موجات دوبلر فوق الصوتية Doppler ultrasound

قيس التصوير بالموجات فوق الصوتية الدوبلري تلك التغيرات الدقيقة في تواتر frequency الأمواج فوق الصوتية عندما ترتد عن أجسام متحركة كخلايا الدم مثلا؛ ويمكن لهذا الفحص أن يقيس سرعة الدم واتجاهه في أي مكان يمر فيه, وبذلك يستطيع مقدمو الرعاية الصحية أن يحددوا مقدار المقاومة الموجودة تجاه تدفق الدم في أثناء جريانه في مختلف أنسجة الجسم.

وإذا كان لديك ارتفاع في ضغط الدم, فربما يفيد هذا الفحص في تقدير نقص تدفق الدم المتجه نحو الجنين أو المشيمة, مما قد يفيد مقدم الرعاية الصحية في أخذ فكرة عن تأثير الضغط المرتفع أو الشدائد الأخرى في الجنين.

●   تخطيط صدى القلب عند الجنين Fetal echocardiography

يستخدم هذا النموذج من الفحص بالأمواج فوق الصوتية من أجل تقديم صورة أكثر تفصيلا عن قلب الجنين, حيث أنه يركز على القلب من الناحيتين التشريحية والوظيفية, وتستخدم من أجل تأكيد وجود عيوب القلب الخلقية لدى الجنين أو استبعادها.

متى يجرى هذا الفحص؟

يمكن إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية في أي وقت خلال فترة الحمل, ومعظم مقدمي الرعاية الصحية يطلبونه في الفترة ما بين الأسبوع الثامن عشر إلى الأسبوع العشرين من الحمل, ففي هذه الفترة يمكن تقييم حالة الجنين حيث يكون حجمه قد وصل إلى درجة كافية لتقييمه وبالوقت نفسه لم يصل بعد إلى حجم كبير بحيث يكون فيه تقدير العمر الحملي غير دقيق, كما أن الجنين قد تقدم في النمو إلى درجة كافية بحيث يتمكن فيها من كشف المشاكل البنيوية، وكذلك يتمكن من رؤية الحجرات الأربع للقلب بشكل كامل.

في بعض الحالات – مثل الحمل العالي الخطورة – قد تطلب هذه الفحوص بشكل متكرر طوال فترة الحمل, وذلك لمراقبة صحة الأم والجنين ومن أجل تعقب نمو الجنين.

كيف يجرى هذا الفحص؟

قد يطلب منك ألا تفرغي مثانتك قبل إجراء الفحص, لا سيما عندما يجرى في بداية الحمل, فالمثانة الممتلئة تزيل الجيوب الهوائية (الموجودة بين الرحم والمثانة) التي قد تشوه الأمواج الصوتية، ومن ثم ستنتج صورة غير واضحة، في حين يكون امتلاء المثانة أمرا غير ضروري في نهاية الحمل أو عندما يجرى الفحص بواسطة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل.

توضع مادة هلامية على بطنك (ربما ترغبين بارتداء ثوب خاص مكون من قطعتين من أجل تسهيل عملية الكشف عن الناحية البطنية)، حيث تلعب هذه المادة الهلامية دور الناقل للأمواج الصوتية, كما أنها تساعد على إزالة الفقاعات الهوائية الموجودة بين الترجام Transducer والجلد؛ والترجام هو أداة بلاستيكية صغيرة ترسل الأمواج الصوتية وتسجلها عندما ترتد راجعة إليه.

ويقوم الشخص الذي يفحص بالجهاز بتحريك الترجام جيئة وذهابا على بطنك لتوجيه الأمواج الصوتية نحو الرحم, وتنعكس الأمواج عن العظام والنسج؛ وعندما يلتقط الترجام الأمواج المنعكسة، فإنه يحولها إلى صور سوداء وبيضاء ورمادية على الشاشة, حيث قد تكون هذه الصور صعبة إلى حد ما بالنسبة للناظر إليها وغير المدرب لكي يفهمها, ولذلك لا تغضبي إن لم تتمكني من رؤية الطفل, بل اطلبي من مقدم الرعاية الصحية أو من فني التصوير أن يساعدك على شرح الصور التي تظهر على الشاشة.

وبالاعتماد على وضعية الجنين، ربما تتمكنين من تمييز وجه الجنين ويديه وأصابعه الصغيرة جدا, أو الذراعين أو الساقين؛ وسوف يقوم مقدم الرعاية الصحية في أثناء الفحص بقياس رأس الجنين وبطنه وعظم الفخذ لتسجيل نموه من بين بقية تراكيب جسمه, كما قد يلتقط الفاحص بعض الصور لتوثيق التراكيب المهمة في جسم الجنين, وربما تأخذين نسخا عن بعض هذه الصور, وقد تقدم بعض العيادات لك شريطا فيديويا عن هذا الفحص.

ما هي النتائج التي يمكن الحصول عليها من هذا الاختبار؟

استنادا إلى الصور التي نحصل عيها من الموجات فوق الصوتية, فإنه يكون باستطاعة مقدم الرعاية الصحية أن يحدد عددا من الأمور التي تتعلق بحملك وبجنينك, ومن ضمن ذلك:

●   إثبات حقيقة أنك حامل فعلا.
●   كم مضى من الأسابيع على الحمل (العمر الحملي للجنين).
●   عدد الأجنة الذين تحملينها.
●   معدل نمو الجنين وتطوره.
●   حركة الجنين وتنفسه ومعدل ضربات قلبه.
●   جنس الجنين؛ وحتى تكوني قادرة على تحديد جنس الجنين، فإن ذلك يعتمد على وضعية الجنين داخل الرحم ووضعية الحبل السري، قرري سلفا إن كنت ترغبين بمعرفة هذه المعلومة.
●   التبدلات البنيوية عند الجنين أو الشذوذات, كالسنسنة المشقوقة مثلا.
●   مكان توضع المشيمة وتخلقها, حيث يتقدم الحمل أحيانا خارج الرحم (الحمل المنتبذ Ectopic Pregnanacy), ويحدث عادة في أنبوب فالوب (القناة الناقلة للبيوض).
●   فيما إذا كنت قد أصبت بإجهاض.
●   تقييم عنق الرحم, والميل نحو الولادة المبتسرة (المبكرة).
●   قياس صحة الجنين، مثل الناتج البولي والتوتر العضلي ونشاطه.

المخاوف المحتملة

لا يتضمن الفحص بالموجات ما فوق الصوتية إشعاعا، حيث توحي الخبرة خلال أربعين سنة بأنه فحص آمن على الأم وجنينها معا.

الأسباب الداعية إلى إجرائه

يستخدم التصوير بواسطة الموجات ما فوق الصوتية – في الأعم الأغلب – في الحمل لدرجة أنك ربما تعدينه جزءا روتينيا من رعاية الحوامل في مرحلة ما قبل الولادة, إلا أن الباحثين قد وجدوا أنه لا يبدو أن الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية له تأثير في محصول الحمل, وذلك عند معظم النساء السليمات ذوات الحمول الطبيعية؛ وإذا لم توجد هناك أية شكوك حول التقدم السويّ للجنين فربما لا يكون مجديا اقتصاديا.

أما إذا ظهرت شكوك فعلية حول الحمل, فإن أفضل ما يبينها هو التصوير بالموجات فوق الصوتية, كما يمكنه أن يحدد العمر الحملي للجنين في حال عدم معرفة وقت حدوث الحمل؛ وعندما تشير الفحوصات الدموية إلى وجود تشوه, فإنه يمكن تحديده بواسطة الأمواج فوق الصوتية؛ وكذلك فعند وجود أي نزف أو قلق ما يتعلق بمعدل نمو الجنين، فإن أفضل فحص مبدئي يجرى هو الفحص بالأمواج فوق الصوتية. وإضافة إلى ذلك كله، فإن التصوير بالأمواج فوق الصوتية يستخدم كدليل يستعين به مقدم الرعاية الصحية عندما يقوم بإجراء الاختبارات الأخرى التي تتعلق بمرحلة ما قبل الولادة (كالبزل الأمنيوسي أو أخذ عينة من الزغابات المشيمية).

إن العديد من النساء وأزواجهن يتطلعون بلهفة إلى إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية، لأنه يمكنهم من إلقاء النظرة الأولى على طفلهم, وهناك بعض الوالدين يثمنون عمل الأمواج فوق الصوتية، لأنها سبيل إلى اكتشاف جنس الجنين؛ ومع أن ذلك ممكن جدا، إلا أنه من غير المحبذ أن يكون الغرض الوحيد من إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية هو معرفة جنس الجنين فقط؛ ويمكن أن تتحدثي مع مقدم الرعاية الصحية حول حاجتك إلى الفحص بالأمواج فوق الصوتية.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

إذا كانت نتائج الفحص بالموجات فوق الصوتية طبيعية, فإنه قد لا يحتاج إلى صور إضافية بالموجات فوق الصوتية؛ أما إذا شك مقدم الرعاية الصحية بوجود تشوهات، فربما ينصح بإجراء المزيد من الاختبارات. وقد يستخدم فحص الموجات فوق الصوتية المتقدم والبزل الأمنيوسي والدراسات الأخرى من أجل إثبات التشخيص أو استبعاده, كما تستخدم الأمواج فوق الصوتية لمراقبة الحمل في حالات الحمول العالية الخطورة.

دقة الاختبار وحدوده

بالرغم من أن الأمواج فوق الصوتية هي أداة تصوير جيدة جدا, إلا أنها لا تستطيع اكتشاف الشذوذات الجنينية كلها fetal abnormalities؛ وعندما يلاحظ أن هناك مشكلة لم يستطع فحص الالتراساوند تقديم تفسير لها, قد يوصي مقدم الرعاية الصحية باختبار تشخيصي آخر كالبزل الأمينوسي amniocentesis أو أخذ عينة من الزغابات المشيمية chorionic villus.