إذا كنت تتناول الطعام بدون وعي لسنوات – أو حتى لعقود – فلعلك خارج نطاق الشعور بالجوع أو الشبع. وتناول الطعام بوعي يبدأ بأن تألف من جديد هذه المشاعر.
وتوجد طريقة واحدة لفعل ذلك وهي أن تدع نفسك تجوع، وتنتبه إلى ماهية شعورك. وكتجربة، استمر لفترة أطول من المعتاد بدون تناول طعام، ثم استغرق دقائق قليلة وأنت تركز على شعورك. اجلس في غرفة هادئة، بدون أي ملهيات، وركز تمامًا على ما يخبرك به جسمك. اختبر بوعي الشعور بالمعدة الفارغة، صوت “الهدر” البطن، الشعور بالفراغ والنخر الذي يحتل بطنك. قم بفحص جسدي واعٍ لتبحث عن علامات أخرى للجوع. هل تشعر بالصداع؟ هل تشعر بدوار في رأسك؟ هل تشعر بنفاد الصبر أو الانفعال؟ قد تكون كل هذه المشاعر غير سارة، ولكنها علامات حقيقية تدل على جوع جسدي، من الجيد أن تشعر بها، لكي تستطيع إدراكها.
بعد ذلك، اذهب إلى المطبخ وتناول وجبة (أفضل وقت لفعل ذلك هو عندما تكون وحدك، يمكنك استهداف استجابتك الجسدية.) تناول طعامك ببطء، لاحظ بدقة ما تشعر به. لاحظ شعور معدتك بالامتلاء وخمود الفراغ في بطنك. راقب كل تغير تختبره في جسدك وعقلك في أثناء انتقالك من الجوع إلى الشبع التام.
خلال الأيام التالية، استمر في رصد هذه المشاعر. وبعد فترة سوف تتحسن في إدراكها، وتميز الجوع من العطش أو الإجهاد أو حتى الجوع العاطفي مثل الملل أو الحزن أو الوحدة. ها هو سبب آخر يجعل تطوير مهارة الأكل الواعي يساعدك على فقد الوزن. فعندما تبدأ في اتباع هذا الكتاب، وتبدأ في تنفيذ كل وصفاتي، فإنك سوف تأكل الطعام في هيئته الطبيعية أكثر مما كنت معتادًا على ذلك. فحالما تقاطع إضافة السكر، والدهون غير الصحية، والطعام المقلي واللحمة المحفوظة، والأنواع الأخرى من الطعام المعالج، سوف تستبدل بها طعامًا كاملًا غير معالج مثل الخضراوات والفاكهة والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون والأسماك، وتستمتع بذلك.
في البداية، قد يكون هذا التغير متنافرًا مع حواس التذوق لديك – فقد يبدو الطعام كئيبًا ومملًّا، بدون كل تلك الإضافات والسكريات ومكسبات الطعم والرائحة. ولكن، كن صبورًا – وأعدك أنه قبل أن تدرك ذلك، سوف تعتاد حواس تذوقك على طريقتك الجديدة في الأكل، وأن طبقك سوف يُعاد تشكيله. قد يكون مذاق الطعام الحقيقي أقل قبولًا مقارنة بالطعام المزيف، ولكن عند مقاطعة الطعام المعالج وإعمال اليقظة في تذوق الطعام وتقديره بالكامل، سوف تفضل نكهاته الطبيعية عما قريب.
حالما تعيد تشكيل طبقك، ستكون أكثر قدرة على تقدير النكهات البسيطة، ولن تكون بحاجة بعد الآن إلى قبضة من السكر أو رشة كبيرة من الملح لتجعل مذاق الطعام جيدًا.