التصنيفات
صحة كبار السن

التعلم والتواصل والعلاجات البديلة لشيخوخة سعيدة للمرأة ج5

يقول مثل ياباني إننا نبدأ بالشيخوخة حين نتوقف عن التعلم. وتقدم الأبحاث بعض الأدلة الداعمة لهذه الحكمة الشعبية. في الواقع، يكشف أصحاب التعليم العالي عن نفاذ أكبر إلى الرعاية الصحية والنشاطات الترفيهية. ويميل هؤلاء الأشخاص أيضا إلى الأكل بصورة أفضل وعدم التدخين.

وثمة دليل أيضا على أن التعليم يحسن مباشرة عمل الدماغ لدى الكبار في السن. وتقول عالمة الخلايا باولا تيميراس من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إن الجهاز العصبي البشري مرن. فحتى لو تقدمت في العمر، تستطيع خلاياك العصبية الاستمرار في التجدد. واستنتجت تيميراس في خلاصة بحث حول هذا الموضوع أن التعليم المستمر يمكن أن يساعد على إنشاء “احتياط للدماغ”. ينجم هذا الاحتياط عن زيادة تدفق الدم إلى الدماغ واستقلاب أكبر للأوكسيجين والغلوكوز.

والواقع أن إنشاء احتياط الدماغ لا يعني بالضرورة الحصول على شهادة دكتوراه. لكنه قد يشتمل على الخطوات التالية:

●   حضور الصفوف. أي شيء يراوح من صف تربوي اجتماعي إلى درس جامعي.

●   القراءة بانتظام والاحتفاظ بدفتر يوميات.

●   البقاء على اطلاع دائم بالتكنولوجيا التي تصوغ حياتنا. التعرف إلى الكمبيوترات والاتصال بالانترنت. التفكير في استعمال البريد الالكتروني للبقاء على اتصال مع الأشخاص.

●   الانضمام إلى ناد ثقافي أو أية مجموعة مناقشة أخرى.

●   استكشاف الحياة الثقافية لمجتمعك. حضور المحاضرات والمسرحيات.

البقاء على اتصال بالعائلة والأصدقاء والمجتمع

قد يكون الاتصال بالأشخاص أثناء تقدمك في العمر مهما بقدر ممارسة التمارين والأكل الجيد. فقد كانت تلك نتيجة دراسة أعدها توماس غلاس من كلية هارفارد للصحة العامة مع زملائه.

إلا أن مثل هذه الاستنتاجات لا تعني أنه يمكنك حذف التمارين الرياضية. لكنها تشير إلى قوة الاتصال مع الأشخاص.

ويشير الباحثون في مؤسسة ماك أرثر لدراسات الشيخوخة إلى أن الدعم الاجتماعي القوي:

●   يتيح لك الحصول على رعاية طبية أفضل أو أكثر دقة.

●   يشجعك على الانخراط في أنماط السلوك الصحية، مثل المشي المنتظم والإقلاع عن التدخين.

●   يسمح لك بتلقي تعابير مباشرة عن العواطف، مما يزيد بدوره من مناعتك للأمراض.

●   يوفر لك مساعدة عملية عند الحاجة – مساعدة في الأعمال المنزلية، النقل، القروض وما شابه.

يتضح إذا أن العلم يدعم الفطرة السليمة القائلة إن الحب يميل إلى جعل الحياة أطول.

والواقع أن إقامة علاقات طويلة الأمد مع العائلة والأصدقاء هي مجرد وسيلة للحصول على الدعم الاجتماعي. ويمكنك أيضا:

الارتباط بمجتمعك من خلال التطوع. فالوصول إلى خريف العمر يعني أن لديك الكثير من الحكمة والتجارب الممكن مشاركتها. لذا، ضعي هذه المزايا قيد التطبيق من خلال تقديم وقتك ومواهبك. يمكنك التعليم في مدرسة ابتدائية، أو العمل في متجر للأطعمة، أو إجراء حملة لمرشحك السياسي المفضل أو تسليم طلبات الأكل إلى المنازل. توجهي إلى المكتبة المحلية لمعرفة المزيد عن فرص التطوع.

الانضمام إلى مجموعة دعم. قد يكون هذا مهما خصوصا إذا كنت تعانين من مشكلة أو مرض مزمن. فالأشخاص الذين يتصلون مثلا بمجموعة دعم (وكذلك بالعائلة والأصدقاء) قد يعيشون لفترة أطول بعد تشخيص السرطان لديهم.

رعاية حياتك الروحية. إن الإيمان بالله قد يعزز صحتك، ويبدو أن الأشخاص الذين يصلون هم الذين يعيشون أكثر بعد إصابتهم بالسرطان.

القيام بما يحلو لك

ثمة امرأة نجحت في التخلص من الوزن الزائد وتوصلت إلى هذه الاستراتيجية. وتتحدث عن إرادتها في حذف الحلويات الغنية بالدهون بالقول: “لا شيء أفضل من الشعور الذي تولده النحافة”. وقد ربطت الأكل الجيد بنوع جديد من السرور.

والواقع أن الطبيعة الأم تلتزم أصلا بهذا المبدأ. فالجنس – وهو النشاط الذي يحفز بقاءنا كجنس بشري – مرتبط بأقصى درجات السرور. وبالطريقة نفسها، تولد فينا ليلة كاملة من النوم غير المنقطع شعورا عظيما. وكذلك يفعل العناق والتمدد المسترخي في نهاية يوم عمل طويل.

يمكنك اتباع مبدأ الطبيعة من خلال البحث عن مصادر للمتعة الصحية:

البدء بإعداد جردة لمصادر السرور. انتبهي ببساطة إلى النشاطات التي تبعث فيك السرور. وقد يشمل ذلك إصلاح بعض الأشياء في الكاراج، أو الاعتناء بالحديقة، أو التحديق في غروب الشمس. وطالما أن النشاط متناغم مع صحتك، خصصي له المزيد من الوقت.

ربط العادات الصحية بالسرور. حافظي مثلا على دوافعك لممارسة التمارين من خلال اختيار النشاطات التي تستمتعين بها. حاولي أيضا تنويع روتين تمارينك ومارسي التمارين مع أشخاص آخرين. إجعلي التمارين ممتعة بحيث يصبح النشاط نفسه مكافأة بحد ذاته.

يمكنك أيضا ممارسة ألعاب نفسية مع نفسك. أنشئي رابطا عقليا بين سلوك صحي معين وشيء تريدينه – أو شيء لا تريدينه.

إليك إمكانية في هذا المجال: أنظري إلى قطعة من فطيرة تفاح وابتكري صورة عقلية حيوية لما سيحدث لهذا الطعام بعد دخوله إلى جسمك. تخيلي أن البوظة تتحول إلى طبقات من الخلايا الدهنية الرطبة والعديمة اللون. إعتبري قشرة الفطيرة المشبعة بالزبدة بمثابة إنش محتمل من الترهل في خصرك. وراقبي بعدها ما يحدث لتوقك إلى الحلويات.

الحفاظ على نشاط جنسي. إن الحياة الجنسية المرضية يمكن أن تساعدك في الحفاظ على علاقات طويلة الأمد، وضبط مزاجك والتخلص من بضع وحدات حرارية إضافية.

إطالة حياتك بالتفاؤل

يعتبر الناس عموما التفاؤل بمثابة حادث: فبعض الناس يولدون معه، فيما لا يفعل ذلك البعض الآخر. إعتبري التفاؤل بدل ذلك بمثابة مهارة مكتسبة.

هذا اقتراح أطلقه الطبيب النفسي مارتن سليغمان الذي درس بإسهاب تأثيرات التفاؤل والتشاؤم في الصحة. واستنتج سليغمان أن الأشخاص المتشائمين على الدوام يكشفون غالبا عن مستويات متدنية من المناعة للأمراض عند مقارنتهم مع الأشخاص المتفائلين عموما.

والواقع أن الفرق الأساسي بين المتفائلين والمتشائمين هو أسلوب تفسيري – أي الطريقة التي يتحدث فيها الناس عن حدث مشؤوم. لنأخذ شيئا شائعا مثل الطرد من الوظيفة:

وجهة نظر المتشائم

وجهة نظر المتفائل

● دائمة: لن أتمكن أبداً من الحفاظ على وظيفة جيدة.

● مؤقتة: هناك الكثير من الوظائف الأخرى، وسوف أعثر على وظيفة أخرى جيدة.

● شاملة: حين يحدث أمر جيد في حياتي، أدعه يفلت من يديّ.

● محددة: لم تنجح الأمور هذه المرة. سوف أكون أفضل حالاً في الوظيفة التالية.

● شخصية: لا يحبني المدراء.

● خارجية: لقد ارتكبت بعض الأخطاء في هذه الوظيفة، وكذلك فعل مديري. لذا، لم يكن طردي نتيجة أخطائي وحدها.

وتؤكد دراسة من مايو كلينك على المزايا الصحية للتفاؤل. فقد درس الباحثون 839 مشاركا خضعوا لاختبار الشخصية قبل أكثر من 30 عاما، وقارنوا نتائج الاختبار مع معدلات الوفيات عند المشاركين. وكانت النتيجة أن الذين سجلوا نسبة متشائمة في المقياس كانوا معرضين بنسبة 19 في المئة للموت باكرا مقارنة مع الذين سجلوا نسبة متفائلة عالية.

والمهم هو أنك تستطيعين مع مرور الوقت تغيير أسلوبك التفسيري. إنتبهي إلى نفسك ببساطة أثناء التكلم سلبيا عن الأحداث. وابحثي من ثم عن تفسير مختلف. بهذه الطريقة، قد تعيشين لسنوات أطول.

وقد تكتشفين أن الاستجابة الجنسية تتباطأ مع التقدم في العمر, هذا طبيعي ولا داعي لوضع حد لحياتك الجنسية.

قد تلاحظين أيضا تغيرات في مرونة مهبلك وتضاؤلا في الإفرازات المهبلية. إلا أنه تتوافر عدة مزلقات شائعة مرتكزة على المياه.

وتذكري أن بعض الأدوية تقمع الاستجابة الجنسية. لذا، راجعي التأثيرات الجانبية لأي دواء تتناولينه في الوقت الحاضر. وإذا شككت في أن أحد هذه الأدوية يؤثر في مقدار المتعة، راجعي الطبيب.

استكشاف الخيارات البديلة

مع التقدم في العمر، قد تستمتعين بفوائد طرق كانت تعتبر في ما مضى خارج الاتجاه الطبي السائد. واليوم، تحظى بعض هذه العلاجات البديلة بدعم الأبحاث الطبية.

التدليك

يتم التدليك على أيدي معالجين فيزيائيين واختصاصيين آخرين. وتراوح أساليب التدليك من التدليك السويدي اللطيف إلى التشغيل العميق للعضلات.

●   الدعم العلمي: يمكن لهذا الشكل من اللمسة الشافية أن يخفض معدل خفقان قلبك، ويزيد من الدورة الدموية، ويرخي العضلات، ويحسن نطاق الحركة ويزيد إنتاج الأندورفين (المواد الكيميائية التي تسكن الألم والقلق). ويكون التدليك فعالا غالبا في التخفيف من الإجهاد والاكتئاب والقلق، ويعزز اليقظة، ويخفض إدراك الألم، ويساعد الأشخاص على الشفاء بسرعة أكبر بعد العملية الجراحية.

●   المعايير المنطقية: أثناء اختيار معالج فيزيائي متخصص في التدليك، راجعي مؤهلات الشخص.

التأمل

قد يساعدك التأمل على ضبط الإجهاد. في الواقع، يستخدم الدكتور جون كابات زين من المركز الطبي في جامعة ماساتشوستس التأمل مع الذين يعانون من ألم مزمن – أي الألم الذي لا يستجيب للعقاقير أو الجراحة.

●   الدعم العلمي. قد يكون التأمل مفيدا في معالجة الحالات التي تزداد سوءا نتيجة الإجهاد، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع، ومرض القلب، والألم المزمن، والأرق وتناذر ما قبل الطمث. وقد يخفف التأمل أيضا من القلق الحاصل قبل الجراحة وكذلك الألم والحاجة إلى الدواء بعد الجراحة. وحسب الدكتور كابات زين، تكشف الدراسات عن انخفاض جذري ومطرد في الألم بين المتأملين.

●   المعايير المنطقية: توفر العديد من الجمعيات إرشادات للتأمل. راجعي أيضا برامج التعليم المجتمعية.

اليوغا

يقدم أساتذة اليوغا صفوفا تجمع بين التأمل والتمدد وتمارين التنفس.

●   الدعم العلمي: بالإضافة إلى تحسين المرونة والتخفيف من الإجهاد، يمكن أن تحفز اليوغا التنسيق والتوازن – وهما عاملان يساعدان الكبار في السن على تفادي السقوط.

●   المعايير المنطقية: يمكنك العثور على أساتذة يوغا في الصفحات الصفراء. راجعي أيضا الجمعيات الأهلية وبرامج التعليم المجتمعية. أطلبي زيارة الصف قبل التسجل في دورة كاملة. واعلمي أن صف اليوغا الجيد يساعدك على تجاوز حدودك الحالية في المرونة – لكنه لا يؤدي أبدا إلى ألم أو انزعاج يدوم بعد الصف.

التاي تشي

التاي تشي هو “تأمل متحرك”. إنه يجمع بين حركات التمدد اللطيفة في سلسلة تشبه الرقص البطيء والرشيق. وحسب الممارسين الصينيين، يحفز التاي تشي تدفق التشي (الطاقة الحيوية) عبر كامل الجسم. هكذا، يحول التدفق الحر للتشي دون المرض، ويحفز اليقظة العقلية وقوة العضلات.

●   الدعم العلمي: لا يعتقد الطب الغربي بمبدأ التشي. غير أن الأبحاث تشير إلى فوائد محتملة للتاي تشي. وقد أظهرت سلسلة من الدراسات أطلقها المعهد الوطني للشيخوخة (الضعف والإصابات: دراسات تعاونية لتقنيات التدخل) أن تعلم التاي تشي يمكن أن يساعد الأشخاص على تفادي الإصابات. وفي إحدى هذه الدراسات انخفض معدل السقوط بنسبة 47.5 في المئة عند الذين خضعوا لبرنامج تاي تشي على مدى 15 أسبوعا.

●   المعايير المنطقية: إبحثي هنا أيضا عن التعليمات اللازمة في النوادي الصحية وبرامج التعليم الجماعية.

الوخز بالإبر

يعتبر الوخز بالإبر ممارسة أخرى كانت مصممة أساسا لإطلاق التشي. وحسب العديد من ممارسي الوخز بالإبر، تتدفق التشي عبر مسارات في الجسم. يعمل ممارسو الوخز بالإبر على إدخال الإبر في نقاط مختلفة في الجسم تتطابق مع تلك المسارات. وحسب الطب الصيني التقليدي، من شأن ذلك فك انسداد المسارات واستعادة تدفق التشي.

●   الدعم العلمي: في العام 1998، اعترف بيان جماعي من المعاهد الوطنية للصحة بأن الوخز بالإبر قادر فعلا على تسكين أنواع عدة من الألم، بما في ذلك ألم أسفل الظهر.

تقييم العلاجات البديلة

صحيح أن بعض العلاجات الطبية والجراحية تفضي إلى تأثيرات جانبية ومخاطر صحية كبيرة. لكن الشيء نفسه يصح على الطب البديل.

في الواقع، ينصحك المركز الوطني للطب المكمل والبديل (جزء من المعاهد الوطنية للصحة) باتخاذ عدة خطوات قبل تجربة أي علاج بديل:

●    البحث عما هو معروف بشأن سلامة أي علاج بديل وفاعليته. تعرفي إلى المخاطر، والنتائج المتوقعة، وطول العلاج وكلفته. ناقشي كل ذلك مع طبيبك. إبحثي أيضا عن المقالات العلمية الموضوعية في المكتبة أو عبر مصادر الانترنت.

●    التحدث إلى أشخاص جربوا العلاج البديل الذي يهمك. وتذكري أن تجربتهم لا يمكن أن تثبت مدى فاعلية أو أمان العلاج بالنسبة إليك.

●    البحث عن خبرة الممارس. فإذا كنت تعملين مع ممارس طبي مرخص، إسألي أطباءك عن مؤهلات ذلك الشخص وما إذا كانت توجد عيوب في ملفه. يمكنك التحقق أيضا لدى النقابات (مثل تلك المخصصة للمعالجين الفيزيائيين) والجمعيات المحترفة.

●    التحدث إلى الطبيب عن أية علاجات بديلة تجربينها. فبعض الأعشاب والمكملات قد تعيق الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب. لا تتوقفي عن تناول تلك الأدوية من تلقاء نفسك، بل راجعي طبيبك أولا.

●    المعايير المنطقية: إذا أردت العثور على ممارس مؤهل، إسألي طبيبك أو شخصا خضع بنفسه للوخز بالإبر وحصل على نتائج جيدة.