التصنيفات
الغذاء والتغذية

التغذية المثالية من كل ما هو طبيعي

الغذاء الطبيعي The Natural Foods أي الغذاء الذي تمت زراعته أو إنتاجه في ظروف بيئية طبيعية أي الغذاء غير المحفوظ أو المعلب أو المجمد أو المعالج كيماويا بطرق مختلفة..وليس ذاك فحسب، بل تكون كذلك هذه الظروف البيئية هي نفس الظروف التي يعيش فيها الفرد نفسه..وذلك بمعنى أن أفضل طعام هو طعام البيئة التي يحيا فيها الفرد..فسكان الجزر مثلا يكون أنسب طعام لهم هو الأسماك، وسكان المناطق الحارة يكون أنسب طعام لهم هو الزراعات المميزة في هذه المنطقة.

والأمثلة التي تؤكد تفوق الأطعمة الطبيعية عن غيرها كغذاء صحي للجسم موجودة في كثير من المأكولات الشائعة بيننا..فمثلاً: بالنسبة للبيض، نجد أن هناك اختلافاً كبيراً بين البيض ” الفلاحي” الذي باضته الدجاجة في ظروف بيئية طبيعية حيث تغذت على أغذية طبيعية، وتعرضت للشمس والهواء والخضرة وغير ذلك..وبين البيض الذي تنتجه المعامل الزراعية حيث يتغذى الدجاج على أغذية صناعية ويعالج بالهرمونات لزيادة النمو، ولا يتعرض للشمس أو الخضرة..والاختلاف بين النوعين لا يكمن في الطعام فحسب، وإنما كذلك في القيمة الغذائية، فالبيض الطبيعي يحتفظ بمكوناته وقيمته الغذائية، بينما يتعرض البيض “الصناعي” لتغيرات كيميائية تفقده جزءا كبيرا من قيمته الغذائية.

ونفس الشئ ينطبق على الفاكهة والخضراوات، فإنها إذا تعرضت للمبيدات الحشرية والكيماويات المختلفة فقدت خصائصها الغذائية الطبيعية، بل وصارت مصدر ضرر لصحة الإنسان.

فالغذاء الطبيعي هو الغذاء الأمثل لصحة الإنسان لاحتوائه على نسبة مرتفعة من الفيتامينات والبروتينات والمعادن والإنزيمات بما يفوق ما يحتويه الغذاء الذي لوثته أيدي المدنية الحديثة بالكيماويات والهرمونات.

الغذاء الكامل The Whole Foods

الغذاء الكامل هو الذي على صورته الطبيعية، دون فقد شئ منه يقلل من قيمته الغذائية..وهناك أمثلة عديدة لأنواع من الأغذية نفقدها جزءا من قيمتها الغذائية بأيدينا..

ومثال ذلك حبوب القمح..فقد وجد أن القمح المنخول، بعد إزالة القشور عنه، يفقد جزءا كبيرا من قيمته الغذائية ومادة الألياف التي تتوفر بالقشور. وهكذا يصير “الدقيق الأبيض” أقل فائدة للجسم عن “الدقيق الأسمر” المحتفظ بأغلب مكونات حبة القمح. كما تفقد البطاطس قدرا من قيمتها الغذائية إذا أزيلت طبقة سميكة من جلدها الخارجي أثناء إعدادها للأكل (للتغلب على ذلك..تسلق البطاطس في الماء ويزال القشر عنها بالأصابع بخفة)..ونفس الشئ ينطبق على التفاح إذا أكل مقشرا حيث يفقد في هذه الحالة جزءا من قيمته الغذائية بسبب نزع القشور عنه.

كما تقل القيمة الغذائية لعصير البرتقال عن القيمة الغذائية لثمرة البرتقال نفسها حيث تتطلب عملية العصر التخلص من بعض أجزاء ثمرة البرتقال. وكذلك لا ننصح بتقشير الجزر لأنه يفقد جزءا من قيمته الغذائية بسبب ذلك.

الأطعمة الحيوية The Living Foods

أما الشرط الثالث للطعام المثالي فهو أن يكون طازجا على قدر المستطاع وغير مطبوخ (أو حيا)..فمثلاً إذا أكلت الخضراوات أو الفاكهة نيئة غير مطبوخة أو محفوظة – متى أمكن ذلك – كان لها قيمة غذائية تفوق قيمتها الغذائية بعد طبخها أو حفظها.

ونظراً لأن بعض أصناف الخضراوات تتطلب الطهي، ينصح بأن يكون الطهي خفيفاً وأن يستخدم المرق (الماء) الناتج عن الطهي لاحتوائه على جزء من الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تتحلل عن الخضراوات أثناء طهيها.

ويعتبر فيتامين “ب” وفيتامين “ج” هما أكثر أنواع الفيتامينات التي تفسد بالحرارة أثناء عملية الطهي، وبذلك نرى أن الطعام المطبوخ يفقد جزءا كبيرا من قيمته الغذائية باعتبار أن هذين النوعين من الفيتامينتات من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم. ولا يقل الضرر الذي يلحق بالغذاء بعملية الطهي عن الضرر الذي يلحق به إذا تعرض للحفظ أو التجميد أو التعليب أو التمليح أو إذا تم تخزينه لفترة طويلة، فكل هذه الوسائل تفقده جزءا لا يستهان به من قيمته الغذائية.

وبالإضافة لفائدة الغذاء النيئ من حيث احتوائه على قدر وفير من الفيتامينات، فإنه يعتبر كذلك غذاء “منظفاً” للجهاز الهضمي فيزيل الرواسب والفضلات عنه وبذلك يعتبر من أفضل الوسائل لمحاربة حدوث الإمساك.

الأغذية الطبيعية النقية Pure Natural Foods

وهذا الشرط هو أصعب الشروط التي يمكن أن تتحقق في غذائنا اليومي، فأغلب المأكولات صارت ملوثة بالكيماويات أو الإشعاعات أو النفايات أو غيرها من نواتج المدنية الحديثة. فالخضراوات والفاكهة تحتوي بعض الأصناف منها على نسبة من المبيدات الحشرية وعلى شحوم صناعية لتكسبها حلاوة، وعلى ألوان صناعية كذلك لأغراض تجارية. وتحتوي اللحوم على نسبة من الهرمونات التي تستخدم لزيادة نمو الحيوان وعلى مضادات حيوية لتحميه من العدوى. كما تحتوي البطاطس الصناعية (الشيبسي) والحلويات – وأكثر أنواع مثل هذه الأغذية الخاصة بالأطفال – على مواد ضارة بالصحة أضيفت لها أثناء عملية التصنيع أو الحفظ. ولو تأملنا مقدار هذا التلوث الذي نتعرض له من خلال الغذاء، ندرك أن أخطر ما صار يهدد حياتنا الصحية هو السموم الموجودة في طعامنا اليومي.

ونظرا لكثرة إلقاء الضوء على هذا الخطر الذي صار يهدد صحة الإنسان من خلال الطعام الملئ بالسموم، خاصة في الدول المتقدمة لتطور وسائل الإنتاج والتصنيع، ظهر اتجاه حديث في الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتخصيص جانب من الغذاء في المحلات يشتمل على نوعيات طبيعية تماما من الأطعمة لم تتعرض لأي تلوث غذائي من خلال عمليات التصنيع والتعبئة..وهي قد تقل عن الأغذية الأخرى في نوعية الطعم لكنها ولاشك أكثر أمانا وسلامة.

الغذاء المتوازن Balanced Diet

هو الغذاء الذي يحتوي على العناصر الغذائية الخمسة: البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن.

لكن هناك مفهوما خاطئا عن التغذية وهو أنه يجب أن نزيد من كمية ما نتناوله من البروتينات على قدر المستطاع وإن كان ذلك على حساب الكربوهيدرات (High Protein – Low Carbohydrates Diet).

إن الاتجاه الحديث في التغذية والذي يؤيده أطباء العلاج الحيوي (المعالجة بكل ما هو طبيعي) على وجه الخصوص هو أن يكون الغذاء منخفضا في كمية البروتين الحيواني بينما يزاد ما به من كمية الكربوهيدرات الطبيعية والبروتينات النباتية.

معنى ذلك أن الطعام الأمثل هو ما يعتمد على قليل من اللحوم بينما يستعاض عن ذلك باللبن كمصدر آمن للبروتين الحيواني، وتزاد به كمية الخضراوات والفواكه النيئة غير المطبوخة إلى جانب تناول الحبوب مثل: فول الصويا باعتباره مصدرا غنيا بالبروتين النباتي..وكذلك العدس واللوبيا والحمص وغيرها.

ابدأ يومك بملعقة عسل نحل مذاب في الماء أو بكوب عصير طازج

إن خير ما تبدأ به يومك هو تناول ملعقة عسل نحل مذابة في قليل من الماء، فإن لم تجد فعليك بتناول كوب عصير فاكهة طازجة..هذا ما يؤيده كثير من خبراء التغذية، ويعتبرونه كافيا أحيانا عن تناول وجبة إفطار كاملة، فمثل هذا العسل أو العصير يمد الجسم بكمية مناسبة من السكريات الطبيعية المركزة التي تبعث في الجسم الطاقة..

إن إذابة ملعقة كبيرة من عسل النحل النقي في كوب ماء دافئ هو خير ما تبدأ به يومك لأن إذابة العسل في الماء مع التقليب يجعل جزيئات الماء تكتسب خواص العسل لأن الماء عبارة عن سلاسل ترتبط برابطة هيدروجينية وهو السائل الوحيد على وجه الأرض الذي يكتسب خواص المادة المذابة فيه لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “عليكم بشراب العسل” وكان يبدأ يومه به..كما أن عصائر الفاكهة عموما تتميز بالقلوية التي تخلص الجسم من الحموضة الزائدة التي يكتسبها من خلال تناول القهوة وسكر المائدة واللحوم وتدخين السجائر والأغذية المحفوظة وغير ذلك. ولابد من تناول العصير على الريق حتى يكون بمثابة المنظف لأجهزة الجسم وتخليصها من الفضلات والسموم.

وننصح بصفة عامة بأن يشرب عصير الفواكه أو تؤكل الفاكهة على الريق أو بعد ساعتين من تناول وجبة الطعام لتكون سريعة الهضم والامتصاص..بينما إذا أخذت الفاكهة مع أو بعد الأكل مباشرة فإن هضمها يتم ببطء وقد يحدث لها تخمر في المعدة.

لاحظ كذلك أن سكر الفاكهة (الفركتوز) لا يحتاج إلا لقدر بسيط من الطاقة ليتحول داخل الجسم إلى سكر الجلوكوز..على عكس وجبات الإفطار الأخرى إذ تحتاج عادة لقدر أكبر من الطاقة لهضمها وامتصاصها مما يسبب شيئا من الخمول بعد تناول الإفطار.

وأفضل أنواع عصائر الفاكهة التي يمكن تناولها هي: التفاح – العنب – البرتقال – الأناناس – الجريب فروت – الكانتالوب..كما يمكن المزج بين هذه الأنواع (أي عمل الكوكتيل) مثل عصير التفاح والعنب وعصير البرتقال والجريب فروت.

كما يمكن الاعتماد على عصائر الخضراوات ومن أفضلها جميعا عصير الجزر..ولا ننصح بتقشير الجزر عند صنع العصير، كما يفعل بعض الناس، لأن ذلك يفقده بعضا من قيمته الغذائية.

وإذا شئت مزيدا من العناية بصحتك، فتناول عصائر الفاكهة والخضراوات طوال اليوم كذلك..ولتجعلها تحل محل المشروبات المعتادة التقليدية، كالشاي والقهوة، لما لهذه العصائر من فائدة صحية كبيرة.

العلاج بالعصائر الطبيعية

نظرا لتميز عصائر الفاكهة والخضراوات بالقلوية، وباحتوائها على كثير من العناصر المعدنية والفيتامينات الهامة – بشرط أن تكون طازجة- وباحتوائها كذلك على إنزيمات مختلفة، فإن هذا يجعلها وسيلة مناسبة وطبيعية في التداوي من بعض الأمراض، أو الوقاية منها، وفيما يلي بعض الأمثلة:

علاج الروماتيزم بالعصائر

العصائر القلوية لها تأثير إيجابي على الروماتيزم المفصلي (والروماتويد خاصة) حيث تعمل على تخليص الجسم من الحموضة الزائدة في هذه الحالات المرضية، والتخلص من الترسيبات المتراكمة على المفاصل. وأفضل أنواع العصائر لهذا الغرض: العنب والطماطم والجزر والتفاح.. على وجه التحديد.

حصيات الكلى

تنتج حصيات الكلى ومجرى البول نتيجة لترسب بعض الأملاح وأهمها أملاح اليوريا (Urea).. ويمكن لبعض العصائر أن تساعد في إذابة هذه الأملاح، وبالتالي يتخلص الجسم منها مع البول..وأهم هذه العصائر: الجزر والكرفس والليمون بشرط أن يؤخذ العصير طازجاً ولا يتم تخزينه في الثلاجة حيث يفقده ذلك بعض قيمته الغذائية الصحية.

عصير الكرنب علاج فعال لقرحة المعدة

يستخدم عصير الكرنب بكفاءة في علاج التقرحات المختلفة مثل قرحة المعدة..ويؤخذ في هذه الحالة بالنظام التالي: يؤخذ كوب عصير بعد كل وجبة طعام مباشرة وآخر قبل النوم. (الطريقة: تُزال الأوراق الخارجية لكرنبة صغيرة الحجم طازجة ثم يعصر الجزء اللين المتبقي بالمعصرة أو الخلاط).

حالات الضعف العام وفقر الدم

وهذه تعالج بعصائر: البنجر – السبانخ – العنب..لاحتواء هذه الفواكه على نسبة مرتفعة من الحديد وبعض المعادن الهامة. فمثلاً يؤخذ يوميا نصف فنجان من عصير البنجر لعلاج الأنيميا (فقر الدم).

ارتفاع ضغط الدم

ويستخدم لعلاجه العصائر الغنية بالبوتاسيوم لأن هذا العنصر يساعد على تقليل نسبة عنصر الصوديوم (الذي يسبب ارتفاع الضغط) وهذه العصائر مثل: الجزر والعنب والسبانخ والبقدونس والبردقوش والدوم. ويجب أن يستمر العلاج بالعصائر لمدة أربعة أسابيع على الأقل..ثم يستأنف ثانية كل ستة شهور للمحافظة على ضغط الدم في مستوى طبيعي.

انخفاض ضغط الدم

ويستخدم لذلك عصير البنجر بالتحديد..فيؤخذ منه نصف فنجان يومياً..

أهمية السلطة الخضراء للنضارة والحيوية

إن طبق سلطة الخضار بمثابة جرعة مركزة من الفيتامينات المختلفة والألياف. والأولى تكسب الجسم النضارة والحيوية، أما الألياف فهي أفضل الوسائل لمقاومة الإمساك وتنظيم حركة القولون والوقاية من سرطان الأمعاء الغليظة.

فلتجعل طبق سلطة الخضار غذاء تقليديا ضمن طعامك اليومي..ويمكنك الاعتماد على أنواع السلطات المختلفة وهي كثيرة ومتنوعة كسلطة المايونيز والجبن والمعكرونة وغيرها.

ولا يفوتك كذلك أن تستخدم أحد الزيوت النباتية في إعداد السلطة..وأفضلها لاشك هو زيت الزيتون النقي. وتعتبر سلطة الخضراوات هي البديل الصحي للمخللات كفاتحات للشهية لما ينتج عن كثرة تناول المخللات الغنية بالأملاح من أضرار صحية..كما سيتضح.

اللبن وتأثيره وأهميته

يعد اللبن الطبيعي ومنتجاته غذاء كامل متوازن يحتوي على معظم ما يحتاجه الجسم..فهو مصدر جيد للبروتين المرتفع القيمة..والكالسيوم الهام جدا لبناء العظام ومقاومة ضعفها..إلى جانب احتوائه على العديد من الفيتامينات (باستثناء فيتامين “ج” الذي يتواجد في الفاكهة والخضراوات الطازجة)..

ويعتبر الجبن غذاء مركزا ومصدرا للبروتين يمكن معه الاستغناء عن اللحم. فالقيمة الغذائية لغذاء يحتوي على الجبن والخبز تماثل اللحم، بل وتتميز عنه بسهولة الهضم وقلة الدهن، فالألبان ومنتجاتها قليلة في نسبة الدهن (باستثناء الزبد والسمن).. والزبادي غذاء كامل أيضا يحتوي على بروتينات اللبن إلى جانب بروتينات أخرى تكونت من نمو الأحياء الدقيقة (البكتريا) المنتجة للزبادي. ويحتوي الزبادي على نسبة عالية جدا من الفيتامينات، ويتميز بعدم وجود سكر اللاكتوز (سكر اللبن الذي تستهلكه الأحياء الدقيقة أثناء نموها وإنتاجها للزبادي) وبذلك يصبح غذاء مناسبا للأشخاص الذين لا يتحملون اللبن كغذاء بسبب عدم تحملهم لسكر اللاكتوز..ويعتقد الكثير من العلماء أن الشعوب التي تأكل الزبادي يوميا وبكميات كبيرة نسبيا (مثل تركيا وبلاد البلقان) تعيش عمرا أطول بسبب ذلك. فالزبادي غذاء جيد سهل الهضم لذيذ الطعم ويمكن خلطه بمربى الفواكه أيضا ليصبح غذاء خفيفا ما بين الوجبات الثلاث..أو عسل النحل..فذلك أفضل..

خطورة الإفراط في الطعام

يعتقد البعض أن كثرة الغذاء فيه صحة للبدن، بينما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن قلة الطعام هو أهم عامل بمفرده للحفاظ على صحة الإنسان وطول العمر، وإن المعدة الممتلئة أُم الأمراض وأُم الشياطين.

وليس معنى ذلك بالطبع أن نقلل من كمية طعامنا إلى حد يرهقنا أو يشعرنا بالتعب، وإنما يكون دستورنا ذلك الذي اتخذه الآباء والأجداد دستوراً صحياً لهم حين قالوا:”نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع”..

الاعتدال في الطعام له مردود في الصحة وطول العمر

أجريت دراسات في روسيا لبحث حالات المعمرين الذين تجاوزا مائة عام، ودلت الدراسات على أن العامل المشترك بينهم والذي ساهم في طول أعمارهم هو أنهم جميعاً من المعتدلين في كمية ما يتناولونه من طعام. وقد أجريت كذلك دراسات كثيرة على حيوانات وتجارب ثبت – عن صحيفة الجمعية الطبية الكندية عدد 23 أكتوبر 1965 – منها أن قلة الطعام يطيل العمر، ويقــــلل من فرصــــة حـــدوث الأمراض التحللية (degenerative diseases) ومنها بعض أمراض المفاصل الشائعة.

ويقول الدكتور “ماك كيز” وهو من أشهر خبراء التغذية بجامعة (كورنيل) الأمريكية من خلال مجموعة الأبحاث التي أجراها في هذا الموضوع: إن الإفراط في الطعام يعدّ سبباً رئيسياً للإصابة بالشيخوخة المبكرة في الدول المتحضرة.

ويقول بنجامين فرانكلين “إن الكرش الممتلئ هو أم الشياطين”. أي أن المطلوب في النهاية هو التخفيف في كمية ما نتناوله من طعام وأن يكون كله أو أغلبه من الطعام الطبيعي البسيط والذي سبق وصف خصائصه.

استخدام الملح والسكر. طعام أم سم أبيض؟

ليس غريبا أن يطلق على ملح الطعام والسكر الأبيض سموما بيضاء..لما ينتج عن الإفراط في تناول هذا أو ذاك من أضرار صحية.

ذلك لأن زيادة نسبة الملح في الغذاء تمثل عبئا على أجهزة الجسم التي تتولى التخلص منه ابتداء من الدورة الدموية إلى الكليتين والمثانة..كما تزداد فرصة الإصابة بضغط الدم المرتفع..وقد وجد أن ذلك يحدث عند بعض الأشخاص دون غيرهم ويفسر بزيادة حساسيتهم لملح الطعام أو للصوديوم الموجود بالملح (كلوريد الصوديوم).

والحقيقة أن الإنسان المصري – وربما العربي كذلك – يتناول عادة كمية زائدة من ملح الطعام تبلغ حوالي 15-12 جرام ملح تقريبا..وهو ما يمثل ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما يحتاجه الجسم أو ما هو مناسب لإظهار طعم الغذاء. ومما يساعد على زيادة هذا الاستهلاك هو تميز بعض المأكولات الشرقية بالملوحة الزائدة كالمخللات والجبن القديم (المش) والأسماك المملحة عموماً. ولذلك ننصح بتقديم طبق سلطة الخضار على مائدة الغداء أو العشاء بدلا من المخللات أو الجبن القديم (المش) أو غيرها من المشهيات العالية في نسبة الملح.

ونجد كذلك أن الإفراط في تناول السكر الأبيض يؤدي لأضرار مختلفة مثل زيادة وزن الجسم (البدانة) حيث أن كل جرام سكر زائد يتحول إلى دهن داخل الجسم وتحت الجلد..ومن المعروف أن مشكلة السمنة من المشاكل الصحية الخطيرة التي يجب تفاديها تماما، نظرا لأنها تساعد على الإصابة بأمراض ومتاعب مختلفة كارتفاع ضغط الدم،والإصابة بالذبحة الصدرية، ومرض البول السكري وحصيات المرارة والتهابات المفاصل.

ذلك بالإضافة لما يسببه الإفراط في السكر من زيادة فرصة الإصابة بالذبحة الصدرية (كما سبق التوضيح)..وكذلك الإصابة بتسوس الأسنان. ولذلك ننصح بضرورة الإقلال من السكر الأبيض في تحلية المشروبات، وكذلك من تناول الحلويات والمأكولات الغنية بالسكر بوجه عام..ويفضل دائما الاعتماد على عسل النحل كمادة للتحلية بدلا من السكر.

كيف تأكل

إن كيفية تناول الطعام في حد ذاتها لها أهمية كبيرة لا تقل عن أهمية أنواع الطعام نفسه. فمن الملاحظ أن كثيراً من الناس صاروا يختزلون الوقت المخصص للطعام فصاروا يأكلون بسرعة ويمضغون بسرعة، ولا يكاد بعضهم يشعر بطعم ما يأكله، ربما لباله المشغول بأمور العمل والدنيا..فهو يأكل فحسب!! فالمطلوب هو التأني في تناول الطعام ومضغه جيدا لأن ذلك يجعله يختلط جيداً بالعصارات الهاضمة، ويحسن من هضمه وامتصاصه، وبالتالي من استفادة الجسم به.

كما يجب أن يكون تناول الطعام في جو من الارتياح والاسترخاء دون شواغل ذهنية فيكون وقتا للإحساس بالمتعة والانسجام، فإن ذلك يحسن أيضاً من حالة الهضم والامتصاص..أو كما يقولون:”مطرح ما يسري يمري”.

ويمكن أن تكون الوجبة الأساسية في الغذاء أو العشاء أحدهما على الأقل وجبة ساخنة – ويفضل أن تكون وجبة العشاء خالية من الدهون وأن تكون قبل النوم بثلاث ساعات. وتزيد أهمية وجبة الصباح للأطفال وللكبار الذين لا يأخذون وجبة إفطار مناسبة (وهو الحال في معظم الأسر الآن) فمن الممكن أن يفطر الطفل في المنزل بكوب من اللبن (أو الكاكاو) أو بيضة أو قطعة من الكيك (سواء أكل خبزا أو لم يأكل).. ويأخذ معه إلى المدرسة “سندوتش” يحتوي على الجبن أو المربى أو البيض وفاكهة. وفي وجبة بعد الظهر يمكن للطفل أن يتناول فاكهة أو كوبا من الكاكاو أو قطعة كيك أو زبادي بالفواكه.

وبالنسبة لكبار السن فإن وجبة الصباح ووجبة بعد الظهر يمكن أن تتكون من زبادي أو سلاطة أو فاكهة أو سندوتش بالجبن أو المربى.

الناحية الروحية

وإذا كنا نتحدث عن الأسلوب المثالي لتناول الطعام، فلا يجب أن تفوتنا الناحية الروحية..فنبدأ الطعام باسم الخالق – عز وجل..والدعاء إليه بأن يبارك فيما رزقنا ويجعله غذاء نافعا لنا..ولنختم الطعام كذلك بالشكر للمولى – عز وجل – ليديمه علينا نعمه.

إن الاهتمام بهذه الناحية الروحية، لاشك يجعل الجسم في حالة من الاسترخاء مما يعينه على استقبال الطعام وهضمه وامتصاصه بهدوء وانتظام.

النصائح الغذائية لسلامة القلب

الإفراط في تناول الدهون

صار من المؤكد أن كثرة الدهون في الطعام سبب رئيسي للإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية..وهنا لنا من وقفة ما هو هذا التصلب؟ وما هذه الشرايين المقصودة؟

معنى تصلب الشرايين

هذا معناه أن الشريان يفقد خاصيته المرنة..أي يميل إلى الصلابة..ويضيق مجراه الداخلي الذي يمر خلاله تيار الدم..وبناء على ذلك فإنه لا يفي العضو الذي يغذيه بحاجته الكافية من الدم..فيبدأ العضو في الشكوى ويتمثل ذلك في ظهور أعراض مرضية معينة بناء على نوعية هذا العضو سواء كان قلباً أو مخاً أو غير ذلك..وعلى حسب درجة هذا التصلب أيضاً.

وهذا التصلب يحدث بدرجة ما بين المسنين كتغير طبيعي مع التقدم في السن..لكنه وجد أن ثمة عوامل معيّنة تسرّع بحدوث هذا التصلب..ومن أهمها الإفراط في تناول الدهون..حيث أن هذه الدهون تترسب مع الوقت على الجدار الداخلي للشريان، في صورة طبقة صلبة متعرجة، قد يترسب عليها الكالسيوم كذلك فتصبح أشد صلابة..وهذا يؤدي (كما يتضح من الشكل التالي) لضيق مجرى الشريان، وعدم وصول كمية كافية من الدم إلى العضو الذي يغذيه.

لكن خطورة هذا التصلب لا تتوقف في الحقيقة عند هذا الحد، حيث أن طبقة الدهون المترسبة تهيئ الفرصة لحدوث التصاق بينها وبين بعض الصفائح الدموية (أحد مكونات الدم) أثناء مرور الدم بهذا الشريان المتصلب، وهذه الالتصاقات قد تجذب إليها أعداداً أخرى وأخرى من الصفائح الدموية..فينشأ بذلك ما يسمى “بالجلطة” والتي تكمن خطورتها في إعاقة مرور الدم بالشريان إلى حد كبير بل أنها قد تسده تماما.

ما هي أكثر الشرايين عرضة للتصلب؟

أما الشرايين المقصودة حين نقول “تصلب الشرايين” فهي الشرايين المغذية لعضلة القلب والتي تسمى: الشرايين التاجية..وكذلك الشرايين المغذية للمخ وشرايين الساقين..فهذه الشرايين بعينها هي أكثر شرايين الجسم عرضة للتصلب. وحين يكون القلب، هو الشاكي من نقص وصول الدم إليه فإن شكواه هذه نصفها نحن الأطباء بحالة الذبحة الصدرية أو قصور الشريان التاجي..حيث يصبح القلب غير قادر على مسايرة نشاط الجسم أثناء الحركة، وان استطاع ذلك أثناء السكون. وإذا أردت أن تعرف أعراض وعلامات هذه الحالة باختصار، فهي تظهر على النحو التالي:

ينبعث ألم شديد أثناء الحركة (مثل صعود السلالم) بمنتصف الصدر وخلف عظمة القص بالتحديد..وسرعان ما ينتشر للكتف والذراع اليسرى وربما إلى العنق..ويستمر لبضعة دقائق..ويختفي بسرعة مع الراحة.

وفي حالة حدوث جلطة بشريان تاجي (والتي سبق وصفها) فإن المريض يشعر في هذه الحالة بنفس هذا الألم لكنه يكون أشد وأقوى ولا يزول مع الراحة..ويصاحبه عرق غزير وشحوب بالوجه وذعر واضح وعلامات أخرى طبية بالنبض وضغط الدم وضربات القلب.

وهذه الحالة شديدة الخطورة..وهي بمثابة العاقبة الوخيمة لحالة الذبحة الصدرية إذا لم تعالج بحزم، وإذا لم يكف المريض عن التأذي بتلك العوامل وراء الإصابة بها..والتي من أهمها الإفراط في تناول الدهون..كما سبق التوضيح.

من الدهن ما ينفع

وإذا كنا نقول إن الإفراط في تناول الدهون خطر لا ريب فيه..فالحقيقة أن بعض أنواع الدهون مفيد للغاية!! وحتى نتفهم ذلك، تعالى لنعرف ماذا يجري للدهون داخل الجسم، وما أنواعها؟

أولا: مصادر الدهون ووحدات بنائها

تأتي الدهون التي نأكلها في الطعام من مصدر نباتي وهي الزيوت النباتية مثل زيت الذرة واللوز والزيتون والنخيل وعباد الشمس..ومن مصدر حيواني كالشحوم الحيوانية والسمن البلدي والقشدة والزبدة.

وتتركب هذه الدهون عامة من أحماض دهنية (Fatty Acids) وجليسيرول (Glycerol) وفي بعض هذه الأحماض الدهنية تكون ذرات الكربون (C) محاطة تماما على الجانبين بذرات هيدروجين (H) وتسمي هنا بالأحماض الدهنية المشبعة (Saturated Fatty Acids)..أما في أنوع أخرى فتكون ذرات الكربون لا يقابلها ذرات هيدروجين وترتبط فيما بينها بروابط ثنائية أو ثلاثية فتسمى أحماضا دهنية غير مشبعة (Unsaturated Fatty Acids)..وبعض هذه الدهون غير المشبعة يفتقر لعدد كبير من ذرات الكربون فتسمى أحماضا دهنية متعددة اللا تشبع (Polyunsaturated fatty acids)..بينما قد يفتقر بعضها لذرة واحدة من الكربون فتسمى أحماضا دهنية أحادية اللا تشبع.

ثانيا: ما هو الكولسترول؟

كثيرا ما نسمع عن خطر ارتفاع “الكولسترول” وارتباط ذلك بالإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية.. فما هو الكولسترول؟

الكولسترول هو نوع رئيسي من الدهون يصنعه الجسم بصورة طبيعية في الكبد، كما نحصل عليه من خلال الغذاء..وهو يوجد فقط في المنتجات الحيوانية كدهن اللحوم والمخ والبيض واللبن والزبدة والقشدة والسمن..بينما لا يوجد في أي نوع من النباتات..ويعتبر صفار البيض هو أغنى المصادر بالكولسترول.

والكولسترول من المواد الأساسية بالجسم، فهو يستخدم في العديد من الوظائف، فبالنسبة للمخ والأنسجة العصبية خاصة له أهمية كبيرة حيث يستخدم كموصل للإشارات خلال الأعصاب بحرية وانطلاق، وبدونه تصبح كسلى محدودة المدى..ولذلك فهو يتركز بأنسجة المخ بصفة طبيعية أكثر من غيرها من الأنسجة ومن فوائده الأخرى أنه يدخل في تصنيع الهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية.

وتتميز مادة الكولسترول، كباقي أنواع الدهون، بأنها غير قابلة للذوبان في الماء، ولذلك فهي تتحد مع البروتينات لتحملها معها خلال تيار الدم مكونة بذلك جزئيات قابلة للذوبان في الماء تسمى البروتينات الدهنية (Lipoproteins)..وفقا للخواص الطبيعية لهذه البروتينات الدهنية فإنها تقسم إلى ثلاثة أنواع، هي:

–  بروتينات دهنية منخفضة الكثافة جداً (Very low-Density Lipoproteins) ويرمز لها (VLDL).

–  وأخرى منخفضة الكثافة (LDL).

–  وأخرى مرتفعة الكثافة (HDL).

وقد وجد الباحثون أن هناك علاقة عكسية بين نوعي الكولسترول: المنخفض (LDL) والمرتفع (HDL)..فإذا كان ارتفاع مستوى النوع الأول بالدم يعرض للإصابة بتصلب الشرايين لالتصاقه بجدرانها، فإن ارتفاع النوع الآخر يقاوم حدوث هذا التأثير الضار للنوع السابق..أي يقاوم الإصابة بتصلب الشرايين حيث يعمل بمثابة ماكينة تقوم بكنس ما ترسب على الجدر الداخلية للشرايين فتعمل على توسيعها.

وبذلك يكون هناك نوعان أساسيان من الكولسترول: نوع ضار (LDL) ونوع نافع (HDL) كما وجد أن الأحماض الدهنية أحادية اللا تشبع (مثل زيت الزيتون وزيت الجوز) تتفوق في هذه الناحية على الأحماض الدهنية متعددة اللا تشبع (مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس)، وبذلك يكون الإقبال على تناول زيت الزيتون (أحادي اللا تشبع) من أفضل الوسائل للوقاية من ارتفاع الكولسترول والإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية، وتناول الزيوت النباتية يعد أفضل من المصادرة الحيوانية.

ثالثا: الحد من خطورة الكولسترول الضار

الزيوت النباتية:

وقد وجد الباحثون كذلك أن الأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي توجد في الدهون النباتية مثل زيت الزيتون، تعمل على خفض التأثير الناتج عن الكولسترول الضار، بل إن بعضها قد يساعد كذلك على رفع مستوى النوع النافع منه، وبذلك يكون في تناولها وقاية من خطر الإصابة بتصلب الشرايين..على عكس الأحماض الدهنية المشبعة، والتي تأتي من الدهون الحيوانية، فهي تضر أكثر مما تنفع حيث تؤدي لزيادة مستوى النوع الضار من الكولسترول.

هل هناك أنواع أخرى من الدهون؟

هناك نوع آخر من الدهون ذات أهمية خاصة لمرضى السكر ويسمى: ترايجليسيرايدز (Triglycerides)..وهذا النوع له دور في حدوث تصلب الشرايين والذبحة الصدرية، ولكنه أقل خطورة من الكولسترول. وهو يمضي مع تيار الدم مباشرة في صورة جزيئات صغيرة، ولا يتحد مع البروتينات كباقي الدهون..أي يكون في صورة دهن طبيعي (Neutral Fat).

ونقول إن هذا النوع له أهمية خاصة لمريض السكر لأنه في حالة عدم إحكام السيطرة على مرضى السكر فإن مستوى هذا النوع من الدهون يرتفع بجسم المريض، كما يرتفع كذلك مستوى الكولسترول، وبذلك تزيد فرصة التعرض للإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية. وبناء على ذلك فإنه إذا كان الأشخاص غير المصابين بمرض السكر عليهم أن يحذروا ارتفاع الكولسترول، فإن مرضى السكر عليهم أن يحذروا ارتفاع مستوى الترايجليسيرايدز، وأن يهتموا بقياس مستواه بالدم، كما يهتمون بقياس مستوى الكولسترول.

وما هو المستوى الطبيعي للدهون بالجسم؟

الكولسترول:

تتراوح النسبـة الطبيعيـة للكولسترول بالدم ما بين 250-150 مجم/100سم3..أما الترايجليسيرايدز فتتراوح ما بين 140-40 مجم/100سم3 (وقد تختلف هذه القيم اختلافا بسيطا باختلاف وسائل الفحص المعملية) لكنه في الحقيقة رغم أن ارتفاع الكولسترول لأكثر من 200 مجم% لا يزال في حدود الطبيعي، إلا أنه وجد من خلال مجموعة من التجارب والدراسات أن مستوى الكولسترول عند الأشخاص فوق سن الأربعين والذين تنخفض لديهم فرصة الإصابة بتصلب الشرايين يكون في حدود 180 مجم % تقريبا..وبذلك فإن عدم تجاوز هذا الحد يعد أفضل مستوى للكولسترول بالدم.

ما يجب أكله من الدهون

بناء على ما سبق، ننصح بالآتي:

●     اجعل تناولك للدهون الحيوانية قليلاً على قدر المستطاع..ويساعدك على ذلك إتباع بعض العادات الغذائية الصحية مثل: نزع جلد الدواجن، وكشط “قشوة” اللبن الزبادي.

●     إذا كنت لا تميل إلى أن تكون نباتياً، وتحب أكل اللحوم، فعليك باللحم الأبيض فهو أصح من اللحم الأحمر وأقل احتواء منه على الدهون..فكل لحم الدجاج والطيور ولحم الأسماك خاصة فهو أفضلها جميعها (كما سيتضح)..وأخطر ما يجب أن تتجنبه (أو تقلل منه) من اللحم الأحمر هو اللحم الضانئ (لحم الخرفان) فهو أغنى اللحوم بالدهون..أما لحم الماعز (النيفا) فهو خفيف سهل الهضم قليل الاحتواء على الدهون بشرط نزع ما ظهر منها به.

●     البيض من الأطعمة الغنية جدا بالكولسترول والذي يتركز في صفاره..رغم أنه قد يبدو للبعض غذاء آمنا بالنسبة لدهن اللحوم. والنصيحة هنا أنك لو كنت تتعرض لارتفاع مستوى الكولسترول فيجب أن تقلل من تناول البيض بالذات، فيكفي بيضتان أسبوعيا.

●     استخدم الدهون النباتية بدلا من الحيوانية متى سمح الأمر بذلك مثل استخدام الزيوت النباتية أو السمن النباتي في الطبخ وإعداد المأكولات بدلا من السمن البلدي.

●     يعتبر زيت الزيتون أفضل أنواع الزيوت النباتية في توفير الحماية من الإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية حيث يقلل من مستوى الكولسترول الضار، ويرفع مستوى الكولسترول النافع. وينصح الباحثون لتحقيق هذا الغرض بتناول ملعقة صغيرة يوميا من زيت الزيتون..سواء بمفرده أو ضمن الأكل (مثل السلطة الخضراء). وبالإضافة لذلك فإن إضافة زيت الزيتون لوجبة دهنية دسمة يقلل من خطر ارتفاع الكولسترول الناتج عنها.

زيادة وزن الجسم

هذا عامل آخر من العوامل الهامة التي تسئ إلى صحة القلب..وهو زيادة وزن الجسم. فقد ثبت أن السمنة ترتبط بحدوث تصلب الشرايين والإصابة بالذبحة الصدرية..وهذه العلاقة قد تحدث بشكل مباشر أي بسبب وجود السمنة في حد ذاتها، أو قد ترجع بشكل غير مباشر إلى ما ينشأ عن السمنة في كثير من الأحيان من عوامل ضارة بحصة القلب والشرايين مثل ارتفاع مستوى الكولسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، أو وجود مرض السكر.

ويعتبر الشخص زائد الوزن إذا كان وزن جسمه يزيد بأكثر من 20% عن قيمة وزنه المثالي..والذي يتحدد بناء على طول الجسم وهيكله (كما يتضح من جدول الأوزان المثالية)، وكما هو معروف، تحدث زيادة وزن الجسم بسبب كثرة تناول الطعام خاصة الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية (الطاقة) وهي الدهون والنشويات..مع قلة القيام بنشاط جسماني بحيث يستهلك هذه الطاقة التي تنبعث من الطعام.

أو بمعنى علمي بسيط نقول: تحدث زيادة وزن الجسم إذا كانت كمية الطاقة “الداخلة” إلى الجسم أكثر من كمية الطاقة “الخارجة” منه. ووفقا لهذه القاعدة فإن المطلوب هو أن نراعي في نظامنا الغذائي كمية ونوعية الطعام الذي نأكله، بحيث نحصل على ما يناسبنا من كمية الطاقة التي نحتاجها للقيام بأنشطتنا المختلفة (انظر أيضا موضوع أغذية التخسيس).

لا تفرط في تناول السكر

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإفراط في تناول السكر الأبيض (السكروز) يعد أحد العادات الغذائية السيئة التي تساعد على الإصابة بالذبحة الصدرية..ذلك بالإضافة لما ينتج عن هذا الإفراط من أضرار أخرى كزيادة وزن الجسم وتسوس الأسنان..ولذلك فإنه يجب الإقلال من استخدام السكر كمادة للتحلية، وكذلك الإقلال من تناول الأغذية السكرية والحلويات بوجه عام.

وإذا أردت أن تكون مثالياً في غذائك فاعتمد على عسل النحل كمادة للتحلية بدلا من السكر الأبيض..وتأكد أنك ستعتاد تدريجيا على تناول المشروبات المحلاة بعسل النحل، كما اعتدت من قبل على استخدام السكر في التحلية.

فوائد عسل النحل بالنسبة لصحة القلب

يتفق كثير من خبراء التغذية على أن عسل النحل يعد من أفضل الأغذية لمرضى القلب على وجه الخصوص، حيث يعمل على تقوية النسيج العضلي للقلب، ويساعد في إصلاح وتجديد أنسجة الجسم بصفة عامة. علاوة على أنه غذاء سهل الهضم والامتصاص. كما ينصح الأشخاص بصفة عامة ممن تجاوزوا سن الأربعين بتناول عسل النحل بصفة يومية لتأثيره المقاوم للشيخوخة وذلك بأخذ يوميا 2-1 ملعقة من عسل النحل، ويمكن إذابته في كوب لبن دافئ فيكون غذاء شهيا مفيدا.

وهناك وصفة خاصة لمرضى القلب وهي تناول كوب من عسل النحل مع اللبن وعصير الليمون يوميا كل مساء قبل النوم. ويتناول المريض مثل هذا الكوب كلما اضطر للاستيقاظ من النوم بسبب الألم أو صعوبة التنفس.

عليكم بهذا الثنائي الخطير: البصل والثوم

البصل والثوم كلاهما من النباتات المفيدة جدا لسلامة القلب والشرايين، وإذا اعتاد الفرد على تناول هذين النوعين ضمن غذائه اليومي، وفي صورتهما الطبيعية، فإنه بذلك يحقق أفضل وسائل الحماية ضد ارتفاع مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الجلوكوز (السكر) بالدم، وفرصة حدوث جلطات دموية بالشرايين.

ومن أهم الخصائص الطبية للثوم مايلي:

●     مطهر للأمعاء والرئتين.
●     مضاد للبكتريا.
●     مقوّ عام.
●     منبّه عام للدورة الدموية والقلب.
●     مخفّض لضغط الدم العالي وموسّع للشرايين والشعيرات الدموية.
●     مضاد للمغص.
●     مضاد لتصلّب الشرايين ومذيب لحامض البوليك.
●     مدر للبول.
●     مزيل لالتهابات المفاصل.
●     فاتح للشهية ومنبّه للجهاز الهضمي ومزيل لغازات القولون.
●     للوقاية من حدوث السرطانات.

 

وبذلك يمكن استخدامه في علاج الأمراض الآتية.

•    للوقاية وكذلك للعلاج في كثير من الأمراض المعدية مثل: التيفوئيد والدفتيريا والأنفلونزا.
•    في علاج الإسهال والدوسنتاريا.
•    في علاج التهابات الرئة المعدية مثل: السل والتهاب الشعب الهوائية.
•    في علاج الأزمات الربوية حيث أنه طارد للبلغم.
•    في حالات الضعف العام.
•    في علاج الضعف العضلي للجهاز الهضمي.
•    في علاج ضغط الدم الشرياني المرتفع.
•    مقو لعضلة القلب، وفي بعض حالات زيادة سرعة دقات القلب.
•    في علاج البواسير والدوالي.
•    في علاج الاستسقاء المائي.
•    في علاج الانتفاخ.
•    في علاج ديدان الأمعاء مثل: الإسكارس والديدان الدبوسية والتينيا.
•    في علاج حالات فقدان الشهية.
•    في علاج حصوات القناة البولية.
•    في علاج الآلام الروماتيزمية ومرض النقرس والتهابات المفاصل.
•    يستخدم في علاج وتسكين آلام الأذن.
•    يستخدم في علاج لدغات الحشرات.

خلاصة القول:

●     أدخل البصل والثوم ضمن غذائك اليومي، كما كان يفعل أجدادنا المصريون القدماء، ففيهما الوقاية والحماية مما يهدد سلامة القلب والشرايين.

●     لأجل سلامة قلبك، كل بصلاً نيئاً ولا تعتمد عليه مطبوخاً..لأن المادة الفعالة التي تعمل على رفع الكولسترول النافع وخفض الكولسترول الضار هي التي تعطي للبصل النيئ طعمه اللاذع، وهي تفسد بعملية الطهي.

●     كل بصلاً أبيضاً أو أصفراً ولا تعتمد على الأحمر منه فهو أقل فائدة لهذا الغرض.

●     كل يوميا نصف بصلة متوسطة الحجم أو بصلة صغيرة الحجم..وتذكر أنه يجب أن تستمر في تناول البصل يوميا لمدة شهرين على الأقل حتى تظهر نتائجه الحميدة كمخفض للكولسترول الضار ورافع للنافع منه.

●     للاستفادة من باقي خواص البصل العلاجية مثل الوقاية والعلاج من الجلطات الدموية، أو تخفيض مستوى الجلوكوز، أو خفض ضغط الدم يمكن تناول البصل النيئ أو المطبوخ على حد سواء..وليس هناك جرعة محددة لهذه الأغراض..فيمكن أكله عدة مرات طوال الأسبوع.

●     كل ثوما نيئاً طازجاً ولا تأكله بعد تخزينه لفترة طويلة لأنه يفقد بذلك بعض خصائصه المفيدة..ولا تعتمد كذلك على مستحضرات الثوم كالكبسولات وغيرها، فإن أغلب الباحثين يرون أنها أقل نفعاً كثيرا من الثوم الطبيعي الطازج بل إنها قد تخلو من الفائدة تماماً.

●     كما يُنتفع بالثوم مطبوخاً كخافض لمستوى الكولسترول، وكمقاوم للتجلطات الدموية، وكمضاد للسعال والاحتقانات. أما إذا أردت أن تنتفع كذلك بخاصيته الفريدة كقاتل لأنواع كثيرة من الميكروبات فلتأكله نيئا لأن هذه المادة القاضية على الميكروبات تفسد بالطهي وهي التي تعطي للثوم رائحته النفاذة المميزة. وأفضل الأمرين لاشك هو الجمع بين أكل الثوم نيئاً ومطبوخاً.

●     كل الثوم ممضوغا أو دون مضغ، ويمكن بلعه مباشرة على هيئة أجزاء مقطعة في كوب ماء.. أو أكله مع السلطات (كالسلطة الخضراء أو سلطة الطحينة).

●     وينصح في جميع الأحوال أن تقوم بخدش فص الثوم خدشا خفيفا بأسنانك لاستخراج الزيت الفعال به.

●     ليس هناك أي إشارة علمية تؤكد ضرورة تناول فصوص الثوم على الريق للحصول على أفضل النتائج (كما هو شائع بين الناس).. وبناء عليه فإنه يجوز أخذه على الريق أو في أي وقت تشاء. كما أنه ليس هناك جرعة محددة من فصوص الثوم يجب الالتزام بها يوميا.. وعلى أية حال يكفي تناول فص واحد نيئ يوميا إلى جانب المطبوخ منه.

●     للتخلص من رائحة الثوم النفاذة، قم ببساطة بأكل بضعة عيدان من البقدونس فهي كفيلة بإزالة رائحته عن الفم.

الأسماك وصحة القلب

أتضح للباحثين حديثا أن الأحماض الدهنية الموجودة في السمك وزيت السمك من فصيلة: أوميجا-3 (Omega -3 fatty acids) لها دور كبير للغاية في توفير الحماية من الإصابة بالأزمات القلبية (الذبحة الصدرية). وهي أيضا غذاء مفيد للغاية لمرضى القلب أنفسهم..ويرجع هذا المفعول إلى أنها:

●     تقاوم حدوث الترسبات بجدران الشرايين (أي تقاوم تصلب الشرايين).

●     تقاوم التصاق الصفائح الدموية ببعضها (أي تقاوم حدوث الجلطات الدموية).

●     تقاوم حدوث تقلص بالشرايين (أي تقاوم ارتفاع ضغط الدم وتخفف العبء على عضلة القلب).

وقد أكدت الإحصائيات المختلفة صحة ما توصل إليه الباحثون حيث تنخفض نسبة الإصابة بالأزمات القلبية، أو تكاد تنعدم بين الشعوب التي تعتمد على تناول الأسماك مثل: الإسكيمو واليابانيين والنرويجيين خاصة في القرى التي تعتمد تماما على صيد الأسماك في هذه الدول.

وتقول دراسة أجريت في هولندا عام 1985م أن تناول الفرد لمقدار بسيط من السمك يوميا في حدود أوقية واحدة (حوالي 28 جراما) يقلل من فرصة الإصابة بالأزمات القلبية إلى النصف بالنسبة للأشخاص الذين يفتقر غذاؤهم إلى الأسماك.

مقدار ما تأكل من الأسماك:

وجد أن:

●     تناول وجبتين من السمك أسبوعياً يخفض فرصة الإصابة بالأزمات القلبية إلى النصف (وهو ما يعادل أوقية واحدة يوميا بالتقريب).

●     تناول ثلاث أوقيات (حوالي 85 جراما) من سمك الماكريل (السالمون) يوميا يخفض ضغط الدم بنسبة 7%.

●     تناول أربع أوقيات من السمك يوميا ينشط خروج مواد كيماوية من المخ تؤدي للانتعاش الذهني والفكري (لذلك يقال: إن السمك غذاء المخ).

●     هذا، وتباع بالأسواق الغربية مستحضرات من خلاصة السمك وزيته والتي تحتوي على الأحماض الدهنية التي سبق الإشارة لها (مثل حبوب (Omega-3) وتؤخذ حسب الإرشادات الموضحة بالمستحضر.

ملاحظة هامة: كل سمك البحر ولا تأكل سمك المياه العذبة..فالأول أفضل بكثير من الناحية الغذائية.

عليك بالشمام والكنتالوب ولا تنس البطيخ

في الطب الشعبي القديم استخدمت الفاكهة من جنس البطيخ والشمام والقاوون (Melon) في التداوي من بعض الأمراض. وأتضح حديثا للباحثين الألمان أن الأنواع الصفراء على الأخص من جنس هذه الفاكهة..أي القاوون (الكانتالوب) والشمام تحتوي على مادة تقاوم التصاق الصفائح الدموية ببعضها (platelet aggregation).. وبذلك فهي تحافظ على سيولة الدم وتمنع حدوث جلطات الدموية..وهو نفس المفعول المعروف عن “الأسبرين”..وعرفت هذه المادة باسم: ادينوزين (Adenosine)..وقد أتضح كذلك أنها نفس المادة الموجودة بالبصل والثوم والتي تميزهما بمفعول مقاوم للجلطات الدموية (Anticoagulant).

كما أتضح من خلال التجارب أن إعطاء الكانتالوب مع الأسبرين لمجموعة من المرضى يبعد إلى حد كبير جدا فرصة الإصابة بجلطات دموية.

ومن الفوائد الأخرى التي عرفت حديثا عن جنس هذه الفاكهة أنها تحتوي على مركبات تحمي من الإصابة بالسرطان.