أنا حامل في الشهر السادس. أتشوق لأن أصبح أمًّا، ولكنني أخشى آلام المخاض. صرت قلقة من آلامه معظم الوقت
كل امرأة حامل تنتظر في شوق لحظة قدوم وليدها إلى الدنيا، ولكنها ترتعب من المخاض والولادة، وبالتحديد آلام المخاض والولادة. والعديد من الحوامل مثلك تمامًا؛ حيث يقضين وقتًا طويلًا في تخيل تلك اللحظة الاستثنائية والقلق بشأن آلامها. وهذا ليس أمرًا مستغربًا، فالخوف من آلام المخاض – والذي لا تعرفين مداه ولكن تعرفين أنه سيكون شديدًا موجعًا – هو أمر واقعي ومفهوم تمامًا.
ولكن من المهم أن تضعي في اعتبارك ما يلي: أن الولادة هي عملية حيوية طبيعية، تخوضها النساء منذ بدء الخليقة. صحيح أن لها آلامها، ولكنه ألم له غاية إيجابية (بالرغم من أنك قد لا تشعرين بهذه الإيجابية حينما تكونين في خضمه): وهو أن تفتحي عنق الرحم بقدر استطاعتك كي تحملي وليدك بين ذراعيك. قد لا تصدقين ما سأقوله (خصوصًا عندما يبلغ مقدار سعة عنق رحمك 5 سم تقريبًا) ولكن المخاض لن يستمر إلى الأبد، والأمر لا يقتصر على ذلك ولكن آلام الولادة هي ألم اختياري (فقاعدة لا مكاسب بغير آلام لا تنطبق على المخاض والولادة). فيمكنك طلب تخدير فوق الجافية أو أية وسيلة أخرى لتخفيف الألم ما دمت راغبة أو بحاجة إليها، بل يمكنك قبل الولادة ملء طلب لتخدير فوق الجافية والحصول عليه في الوقت الذي يناسبك في أثناء المخاض، على الأقل بمجرد وصولك إلى المستشفى.
إذن ليس هناك مبرر للتخوف من الألم، ولكن هناك الكثير مما يمكن قوله حول الاستعداد لهذا الألم. إن الاستعداد من الآن (بتهيئة عقلك وجسدك؛ حيث إن لكليهما دورًا في كيفية شعورك بالألم) سيساعد على تخفيف حدة القلق الذي تمرين به ومقدار الانزعاج (حسنًا، الألم) الذي ستشعرين به مع تقلصات المخاض الأولى.
ثقفي نفسك. إن حضور الصفوف التثقيفية الخاصة بالولادة سيخفف كثيرًا من قلقك (وألمك) حيث ستحصلين على المزيد من المعلومات، وسيعدك للمخاض والولادة، خطوة بخطوة، ومرحلة إثر مرحلة. إن لم يكن بمقدورك حضور أحد هذه الصفوف أو إن لم ترغبي في ذلك، فاقرئي عن الولادة بقدر الإمكان. فما تجهلينه سيزيد من قلقك المتفاقم بالفعل. وليس هناك ما يخالف المنطق في حضور الصفوف التثقيفية الخاصة بالولادة حتى وإن كنت ستطلبين تخدير فوق الجافية، أو إن قرر لك طبيبك الخضوع لجراحة قيصرية. ولكن تأكدي من أن المنهج الذي ستدرسينه سيغطي جميع أساسيات الولادة .
مارسي الرياضة. قطعًا لن تفكري في خوض سباق للركض دون ممارسة التمارين الرياضية الملائمة، وبالمثل لا يجب عليك دخول غرفة الولادة دون مران على الإطلاق. مارسي تمارين التنفس والتمدد وشد العضلات التي يوصيك بها طبيبك و/أو مدربك على الولادة، ولا تنسي ممارسة تمارين كيجل كثيرًا.
شكلي فريقا داعمًا. سواء كان زوجك إلى جوارك للتخفيف عنك وتزويدك برقاقات الثلج، أو كانت هناك قابلة تدلك ظهرك، أو كانت معك صديقة تجفف عرقك، أو رافقك الثلاثة إن كنت تحبين الصحبة حقًّا، فإن قليلًا من الدعم له أثره البالغ على تقليل مخاوفك. وحتى إن انتهى بك الأمر لحظة الولادة إلى عدم الرغبة في الحديث، فسيكون من المريح والمطمئن أن تعرفي أنك لن تخوضي هذه اللحظة وحدك. وتأكدي من تمرين مدربك على هذه اللحظة، ليس فقط عن طريق حضور الصفوف التثقيفية الخاصة بالولادة معك، ولكن بقراءة الجزء الخاص بالمخاض والولادة.
ضعي خطة للتعامل مع آلام المخاض، وخطة بديلة. لعلك قررت بالفعل أن تحصلي على تخدير فوق الجافية. ولعلك تتمنين تحمل تلك التقلصات المؤلمة بمساعدة تمارين التنفس، أو لعلك اخترت التنويم المغناطيسي لتحمل الألم. وقد ترجئين هذا القرار حتى تعرفي بالفعل مقدار الألم الذي ستواجهينه. وبغض النظر عن قرارك، عليك دائمًا أن تفكري في هذه اللحظة مقدمًا، وأن تتركي كل الخيارات مفتوحة (لأن المخاض لا يسير بحسب الخطط الموضوعة دائمًا)
أخشى أن أفعل شيئا مخجلًا خلال وقت المخاض
هذا لأنك لست في مرحلة المخاض بعد. بالطبع فإن فكرة الصراخ أو السب أو التبول أو التبرز اللاإرادي على سرير الولادة (وهي أمور ستحدث لك كما تحدث للجميع) قد تبدو محرجة الآن. ولكن عند المخاض فإن الحرج (ومظهرك أمام الآخرين) يكون آخر همك في الواقع، كما أنه ليس هناك من شيء تقولينه أو تفعلينه سيصدم من حولك في غرفة الولادة؛ فقد رأوا وسمعوا كل ما يمكنك أن تتخيليه من قبل؛ لذا اتركي خجلك وراءك عندما تدلفين من باب المستشفى أو مركز الولادة، ولا تترددي في القيام بأي تصرف طبيعي أو يشعرك بالراحة خلال المخاض. إن كنت ممن يعبرن بالسليقة عما يشعرن به بوضوح (وبصوت عال)، فلا تكبحي تأوهاتك أو صرخاتك أو حتى عواءك وعويلك لأي سبب. أما إن كنت هادئة بطبعك ومن النوع الذي يئن ويكتم صوت أنينه في الوسادة فلا تشعري بأنه يتوجب عليك الصراخ فقط لأنك تلدين.
أنا صغيرة الحجم حيث يبلغ طولي 152 سنتيمتر فقط – وأتساءل إذا ما كان هذا سيصعب من ولادتي عن طريق المهبل؟
الحجم مهم عندما يتعلق الأمر بولادة طفلك – ولكن من الداخل وليس الحجم من الخارج. الأرقام الداخلية – حجم وشكل حوضك فيما يتعلق برأس المولود – هو ما يحدد مدى صعوبة (أو سهولة) آلام المخاض، وليس طولك أو لياقتك البدنية. قد تتمتع المرأة الحامل النحيفة بحوض أكثر اتساعا (أو ملائم أكثر) من المرأة الضخمة – أو قد ترزق بمولود برأس يسهل خروجه أكثر.
كيف يمكنك معرفة حجم حوضك (ففي النهاية، لا توجد منه مقاسات)؟ يستطيع طبيبك إعطاءك تخمينًا موثوقًا به حول حجمه، باستخدام القياسات المأخوذة من اختبار ما قبل الولادة الأول، كما سيقدر حجم طفلك بشكل تقريبي أيضًا مع اقتراب موعد ولادتك. إذا كان هناك أي خوف من أن رأس المولود لن يتمكن من الخروج من حوضك، قد تستخدم الموجات فوق الصوتية للحصول على صورة (وقياس) أفضل.
بشكل عام، إجمالي حجم الحوض مثل جميع البِنَي العظمية أصغر في الأشخاص ذوي البنية الأصغر؛ ولكن هذه هي عبقرية الجينات: فالطبيعية لا تهب الأم الضئيلة ذرية ضخمة. بدلًا من ذلك، يطابق حجم الأطفال عادة حجم الأم، وحجم حوضها – حتى إذا كان مقدرًا لهم اكتساب أوزان أكبر في وقت لاحق. والاحتمالية الكبرى هي أن طفلك سيكون حجمه ملائمًا لك.