تتناول 10 في المئة تقريبا من النساء الأميركيات العلاج البديل للهرمونات. وقد دخلت معظم هذه النساء سن اليأس أو تجاوزنهن. قد يقوم هذا العلاج على تناول الاستروجين فقط، أو مجموعة من الاستروجين والبروجستين. ويكشف العلاج البديل للهرمونات عن فوائد طويلة الأمد، وكذلك عن مخاطر.
لمحة عن الفوائد المحتملة
بالإضافة إلى التخفيف من بعض عوارض سن اليأس، قد يخفض العلاج البديل للهرمونات من خطر تعرضك لمرض القلب. كما أن العلاج البديل للهرمونات هو العلاج المثالي للوقاية من ترقق العظام أو معالجته.
لمحة عن المخاطر المحتملة
تتوقف ثلثا النساء اللواتي يباشرن في العلاج البديل للهرمونات عن متابعة هذا العلاج في غضون سنتين بسبب التأثيرات الجانبية مثل النزف غير المنتظم. كما أن المخاوف من خطر التعرض لسرطان الثدي تمنع بعض النساء من تناول العلاج البديل للهرمونات.
كشفت الدراسات الحديثة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية ومجلة المعهد الوطني للسرطان أن استعمال الاستروجين يزيد قليلا من متوسط خطر تعرض المرأة لسرطان الثدي. أما مجموع الاستروجين والبروجستين معا فيزيد هذا الخطر أكثر قليلا.
لكن لا بد من وضع هذه النتائج في سياق ومقارنتها مع فوائد العلاج البديل للهرمونات. في الواقع، تعتبر عوامل أسلوب العيش – المعاناة من الوزن الزائد بنسبة 20 كيلوغراما أو ولادة الطفل الأول بعد عمر الثلاثين – من العوامل المهمة المسببة لسرطان الثدي.
تخصيص العلاج البديل للهرمونات
إذا اخترت العلاج البديل للهرمونات، تذكري أنك تستطيعين تخصيص وصفتك للتخفيف من التأثيرات الجانبية. يتوافر العلاج البديل للهرمونات في مجموعة منوعة من الجرعات، وهناك عدد من الطرق التي تتيح لك ضبط جرعاتك من الاستروجين والبروجستين. فبالإضافة إلى تناول الاستروجين في شكل أقراص، يمكنك الحصول أيضا على هذا الهرمون في شكل لصقات جلدية، أو حقنة، أو مراهم، أو حلقة مهبلية.
استكشاف البدائل
رغم أن العلاج البديل للهرمونات هو العلاج الأكثر شيوعا لسن اليأس، تتوافر خيارات أخرى. وتشمل البدائل:
● منظومات استقبال الاستروجين الانتقائية SERMs. يطلق عليها عموما اسم “استروجينات المصمم”، وتعمل هذه العقاقير على تقليد التأثيرات المفيدة للاستروجين بالنسبة إلى كثافة العظام ودهن الدم، لكنها لا تزيد من مخاطر التعرض لسرطان الثدي وسرطان الرحم. إلا أن هذه المنظومات تكشف عن الخطر نفسه للتعرض للجلطات الدموية تماما مثل العلاج البديل للهرمونات وتسبب نوبات توهج لدى بعض النساء. تجدر الإشارة إلى أن الرالوكسيفين (إفيستا Evista) هو نوع معروف من هذه المنظومات. ويجري تطوير العديد من الأنواع الأخرى.
● الفوسفونات الثنائية. تعتبر هذه العلاجات غير الهرمونية بديلا للوقاية من ترقق العظام أو معالجته. واستنادا إلى الأبحاث الموجودة، تبدو هذه العقاقير فعالة بقدر العلاج البديل للهرمونات في الحفاظ على الكتلة العظمية والتخفيف من خطر الكسور. لكن المخاوف تطال الحساسية في المعدة والأمعاء وخطر التعرض لقرحة في المريء، ولاسيما عند تناول الفوسفونات الثنائية بطريقة غير صحيحة. وتشمل الفوسفونات الثنائية الألندرونات (فوزاماكس Fosamax) والريزيدرونات (أكتونيل Actonel).
● حبوب منع الحمل. تستطيع هذه العقاقير تسهيل التدفقات الهرمونية المرتبطة بسن اليأس. وهي مفيدة خصوصا أثناء مرحلة “حوالى سن اليأس” – أي حين تبدأ عوارض سن اليأس بالظهور لكن الدورات الحيضية لم تتوقف بالكامل.
● البروزاك والعقاقير المماثلة. عند استعمال هذه العقاقير بناء على استشارة طبيب، يمكنها التخفيف من الاكتئاب. كما أنها قادرة على ضبط نوبات التوهج.
يحتمل أيضا أن يكون الانزعاج الناجم عن سن اليأس بسيطا. ويمكنك ربما معالجة هذه العوارض ببساطة بمجرد اتباع استراتيجيات الرعاية الذاتية. وينطوي ذلك على الأكل الجيد، وممارسة تمارين حمل الوزن بانتظام لزيادة كثافة العظم، وارتداء طبقات عدة من الثياب للتأقلم مع نوبات التوهج واستعمال مزلق قابل للذوبان في الماء لمساعدة الجفاف المهبلي.
العلاج البديل للهرمونات – فرز الفوائد والمخاطر
يلخص الجدول التالي المعارف الحالية بشأن فوائد ومخاطر العلاج البديل للهرمونات. راجعي طبيبك لتحديد الفوائد والمخاطر التي تنطبق تحديدا عليك.
الفوائد الفورية |
الفوائد الطويلة الأمد |
المخاطر الفورية |
● يخفف من نوبات التوهج ● يحسّن العوارض المهبلية والمجرى البولي ● يحسن صحة البشرة ● يحسن النوم في حال المعاناة من نوبات التوهج ● يخفف أحياناً من المشاكل المرتبطة بالاكتئاب وتقلبات المزاج |
● يحمي بفاعلية من فقدان كثافة العظم ● يخفف كسور العظم بنسبة 50% تقريباً ● يرفع مستوى “الكولسترول الجيد” ويخفض الكولسترول “السيء” ● يحسّن مرونة الشرايين ● قد يحمي من داء ألزهايمر |
● نزف غير منتظم ● احتباس السوائل ● ألم في الثدي ● صداع |
الخلاصة. عند التفكير في فوائد العلاج البديل للهرمونات ومخاطره، تذكري أنه لا توجد صيغ سحرية أو إحصاءات حازمة. ولعل أهم شيء يمكنك القيام به هو الجلوس مع طبيبك ومراجعة كل الخيارات، استنادا إلى ملفك الطبي الشخصي وأهدافك الصحية.
لا تشتري حقن الهرمونات
لا نشاهد اليوم مندوبي مبيعات يبيعون مستحضرات شافية لكل الأمراض. لكننا نشاهد رفوف المتاجر مليئة بمستحضرات عشبية مشتملة على “مكونات سرية” تبقى من دون إثبات. وتتراوح هذه المكونات من غضروف سمك القرش ومياه البحر المعلبة إلى المذيبات الصناعية مثل DMSO. والواقع أن بعض هذه المنتجات غير مؤذ، لكن بعضها الآخر ليس آمنا تماما.
فعلى عكس الأدوية التقليدية، لا تخضع المستحضرات العشبية والمكملات الغذائية لقوانين إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية. ويعني ذلك أنها تباع من دون اختبار سلامتها أو فاعليتها.
إذا كنت تبحثين تحديدا عن منتجات مقاومة للشيخوخة، يحتمل أن تعثري على مكملات الهرمونات التالية:
● DHEA هو هرمون تفرزه الغدد الكظرية ويتحلل إلى استروجين وتستوستيرون. وبعد عمر الثلاثين، ينتج جسمك مقدارا أقل من DHEA. نتيجة ذلك، يقدم بعض الصانعين مستحضرات شائعة، ويزعمون أن مكملات DHEA ستذوب الدهن وتعزز الطاقة والمناعة وكتلة العضلات. إلا أنه لا توجد لسوء الحظ أية أبحاث موثوقة تدعم هذه الادعاءات. كما ان تناول DHEA محفوف بالمخاطر، ومنها زيادة مستويات الكولسترول وضرر محتمل في الكبد.
● الميلاتونين (Melatonin) وهو هرمون طبيعي آخر يتضاءل غالبا مع التقدم في العمر. تباع المستحضرات الشائعة للميلاتونين بمثابة منتجات لتحفيز النوم والحؤول دون الشيخوخة.
يدرس الباحثون الطبيون تأثيرات الميلاتونين في الشيخوخة. لكن هذه الدراسات ركزت لغاية الآن على الحيوانات، ولا تزال التأثيرات في البشر غير واضحة تماما. لكننا نعرف أن الميلاتونين يؤدي دورا في تنظيم دورات النوم. إلا أن تأثير مكملات الميلاتونين يختلف من شخص إلى آخر. وقد يدفعك تناولها إلى إعاقة النوم أكثر بدل مساعدتك.
تنطوي التأثيرات الجانبية المحتملة للميلاتونين على الارتباك والصداع وكذلك النعاس. وقد يؤدي الميلاتونين أيضا إلى تقلص الأوعية الدموية – وهذا خطر محتمل إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم أو مرض القلب.
● يدرس الباحثون الآن تأثيرات هرمون النمو البشري (hGh) في نمو العضلات والعظام ودهن الجسم مع تقدم البشر في العمر. ولا تزال هذه التأثيرات غير واضحة لغاية الآن. لذا، يجدر بكل شخص يتلقى حقن هذا الهرمون أن يخضع لمراقبة دقيقة تحسبا لتأثيرات جانبية خطيرة. وتشمل هذه التأثيرات داء السكري وارتفاع ضغط الدم وألم المفاصل.
● الجنكة (Ginkgo biloba) ليست هرمونا وإنما عشبة مشهورة بكونها منتجا “مضادا للشيخوخة”. وحسب المعهد الوطني للشيخوخة، قد تساعد هذه العشبة على معالجة عوارض داء ألزهايمر. لكن لا يوجد أي دليل على أن الجنكة تحول دون مرض ألزهايمر أو تشفيه. في الواقع، يمكن أن تؤدي الجنكة إلى نزف مفرط عند تزامنها مع استعمال يومي للأسبيرين.