إذا شاهدت أما أو أبا وأحدهما يحاول أن يجعل ابنه المتلكئ يبدأ مهامه الصباحية فسوف تحلف ألا تضع نفسك في تلك الورطة، فهو يستحثه ويحذره ويوبخه حتى ينهض من الفراش ويرتدي ملابسه ويتناول إفطاره وينطلق إلى المدرسة.
كل الأطفال يبدأ إيقاعهم في الانخفاض عند تأدية مهام غير ممتعة بالنسبة لهم، ويصبح تشتيتهم أمرا سهلا، ولذا يصبحون أقل تركيزا على الهدف من غيرهم. ويصبح التلكؤ عادة لديهم كرد فعل تجاه الضغط المستمر من آبائهم
وأمهاتهم: «أسرع وانته من غدائك». أو: «كم مرة يجب أن أقول لك أن تستعد للفراش؟» من السهل أن يعتاد الأبوان على دفع الأطفال وحثهم على إنجاز المهام المختلفة، ولكن ذلك سيجعلهم يتصرفون بعناد وذهن مشتت. يشعر الآباء بأن عليهم تأنيب وتعنيف طفلهم وإلا فلن ينجز أي شيء، ويستنتج الطفل من ذلك أنه لا داعي للتحرك قبل أن يصل انزعاج الأم أو الأب إلى مستوى معين، ويدخل الاثنان في حلقة مفرغة.
رأي الطبيب
ربما يكون لديكم انطباع أنني أعتقد أنه لا يجب أن يطلب من الأطفال الالتزام بأي شيء، ولكن على العكس فأنا أعتقد أنهم لابد أن يجلسوا على الطاولة عندما يصبح الطعام جاهزا، ولا بد أن ينهضوا من الفراش في الصباح في الموعد الملائم. ولكنني أرى أننا إذا سمحنا لهم بأن يكونوا هم أصحاب المبادرة في معظم الأحوال، وذكرناهم دون أن نقحم مشاعرنا بطريقة مباشرة عندما يفشلون بوضوح في إنجاز شيء بمفردهم، ولم ندفعهم بلا داع مقدما إلى ما عليهم من مهام ولم نستحثهم طوال الوقت، فغالبا ما سينجحون في التوصل إلى استراتيجيات للتغلب على طبيعتهم التي تجعلهم يبطئون من البدء في إنجاز ما عليهم من مهام.
التعليم المبكر
تكون طريقة تصرف الأطفال الصغار في أفضل صورها عند اتباع روتين محدد. ولذا بالنسبة للمهام اليومية مثل الاستيقاظ أو التأهب من أجل الخروج من المنزل وجه طفلك إلى نفس الخطوات بنفس الترتيب في كل مرة. إذا شاهدت وقت تناول الوجبة الخفيفة في روضة تدار جيدا فسوف ترى كيف يمكن أن يتصرف الأطفال الصغار بمهارة عندما يتبعون روتينا معروفا وثابتا. بمجرد أن يتمكن طفلك من تذكر روتينه الخاص، تنح أنت عن الصورة بأسرع ما يمكن، وعندما يتراجع وينسى أي شيء عد مرة أخرى وقم بتوجيهه إلى الخطوات التي نسيها.
وعندما يلتحق ابنك بالمدرسة فعليك أن تجعله يعتقد أن الوصول إلى هناك في الوقت المحدد وظيفته هو. ربما يكون من الأفضل ألا تثير الكثير من الضجة وتدعه يتأخر عن المدرسة مرة أو مرتين أو يفوت حافلة المدرسة واليوم الدراسي بأكمله ويكتشف بنفسه كيف سيحزنه ذلك، فالطفل يكره أن يفوته أي شيء أكثر من أبويه نفسيهما، وسيكون ذلك أفضل شيء يدفعه للتحرك وإنجاز ما عليه أن ينجزه.
التعامل مع التلكؤ
إذا كان الطفل الأكبر سنا يتلكأ، فهذا يعني أنه غير منظم أو يسهل تشتيت انتباهه عما يقوم به. فربما يبدأ الطفل يومه وهو عاقد العزم على أن يرتدي ملابسه، وفي طريقه إلى خزانة الملابس يعثر على لعبة تحتاج لمن يلعب بها أو على دمية تحتاج لأن توضع بفراشها أو على كتاب ينتظر من يقرؤه، وبعد مرور خمس عشرة دقيقة يكون الطفل لا يزال مرتديا ملابس النوم ويلعب في رضا. إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد الطفل على إنجاز مهامه هو وضع قائمة توضح مثلا الخطوات اللازمة للاستعداد للذهاب إلى المدرسة، إما باستخدام الصور أو بالكتابة إذا كان الطفل يستطيع أن يقرأ ويكتب، ويمكن أن نغطي هذه القائمة بالبلاستيك الشفاف حتى يضع الطفل علامة على كل خطوة أنجزها بقلم سائل يمكن محوه. ويمكنك أيضا أن تضبط المؤقت وتحاول أن تجعله ينجز الخطوات الموجودة بالقائمة قبل أن يرن جرس المؤقت، واعطه مكافأة بسيطة لأنه «تغلب على الوقت» وأنجز عمله قبل أن يرن الجرس. وأفضل المكافآت في تلك الحالة ستأتي بصورة تلقائية، فكون طفلك قد ارتدى ملابسه واستعد لمدرسته في الوقت المناسب من دون أن تستحثه أو توبخه، فهذا يعني أنه سيكون هناك بضع دقائق لأن تقرأ له، أو لأن يمارس لعبة من ألعاب الفيديو أو يشاهد التليفزيون قليلا قبل أن يحين وقت الذهاب إلى المدرسة.