التصنيفات
الباطنية

التهاب البنكرياس | البنكرياس الدهني

البنكرياس هو عضو يمتد أفقيًّا وراء الجزء العلوي من البطن خلف المعدة.

ينتج البنكرياس مخزون الجسم من الإنسولين الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم وعملية أيض الدهون. ويُفرز البنكرياس الإنسولين في مجرى الدم مباشرة، وترتفع مستوياته في الدم بعد تناول الوجبات، خاصة إذا كانت الوجبة تحتوي على كثير من الكربوهيدرات. وإذا كان هناك فشل في خلايا البنكرياس المسئولة عن إنتاج الإنسولين، يصاب الإنسان بمرض السكري، وتصبح حقن الإنسولين ضرورية.

كما ينتج البنكرياس بعض الإنزيمات، ويفرزها في القناة البنكرياسية، التي تفرغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة للمساعدة على هضم الطعام. ومن بين الإنزيمات التي يفرزها البنكرياس إنزيم ليباز الذي يهضم الدهون، وإنزيم بروتياز الذي يهضم البروتينات، وإنزيم أميلاز الذي يهضم الجزيئات النشوية.

التهاب البنكرياس

قد يكون التهاب البنكرياس مفاجئًا وحادًّا ومهددًا حياة المريض، وقد يكون مزمنًا، وقد يأتي في شكل نوبات. وعادة ما يسبب التهاب البنكرياس الشعور بألم في الجزء العلوي من المعدة، وغالبًا ما ينتشر على نحو أعمق في الظهر. ويمكن أن يتنوع الألم من متوسط الحدة ومزعج، إلى ألم مفاجئ ومبرح، وعادة ما يصاحبه شعور بالغثيان والقيء.

الأسباب المحتملة لالتهاب البنكرياس

– حصوات المرارة التي قد تُحتبس في القناة البنكرياسية؛ حيث تتصل بالقناة المرارية لتفريغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة. وإذا انسدت القناة البنكرياسية، تعجز الإنزيمات البنكرياسية عن التدفق إلى الأمعاء. وفي هذه الحالات، تزداد الإنزيمات في البنكرياس، وتبدأ العمل على هضمه.

– تناول الكحول

– العدوى الفيروسية

– ضعف تدفق الدم إلى البنكرياس

– الآثار الجانبية لبعض العقاقير. فقد نُشر مؤخرًا مقال في مجلة ديابيتيس كير في ٢٥ فبراير ٢٠١٣ على شبكة الإنترنت، لفت انتباه العاملين في مجال الطب إلى “ارتفاع نسبة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس لمرضى النوع الثاني من السكرى، الذين يتناولون العقاقير المصنوعة من هرمون الببتيد شبيه الجلوكاجون-١؛ فقد أظهرت دراسة أمريكية، أجريت على ٢٦٠٠ مريض بالنوع الثاني من مرض السكري، تلقوا علاجًا بالمستشفى لالتهاب البنكرياس الحاد (المجموعة التجريبية)، أن تعاطي عقاري إكسيناتايد (بييتا) وسيتاجليبتين (جانوفيا) مرتبط بمضاعفة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد، مقارنة بالمرضى الذين لم يتلقوا العلاج (المجموعة الضابطة)”.

وأحيانًا ما يكون سبب التهاب البنكرياس مجهولًا، وفي هذه الحالات قد تكون هناك مشكلات خفية في وظائف الكبد والمرارة، وعندها قد تحتوي العصارة الصفراوية على كميات كبيرة من الكُدارة (الرواسب) والفضلات السامة التي تتسبب في التهاب القناة البنكرياسية.

وقد يلتهب البنكرياس؛ نظرًا إلى إنهاكه في العمل داخل أجساد من يتناولون كميات كبيرة جدًّا من الأطعمة المقلية في زيت غزير، أو السكريات المكررة؛ وهو ما يجبر البنكرياس على إفراز كميات كبيرة من الإنزيمات الهاضمة. وإذا كانت القنوات الموجودة داخل البنكرياس متورمة أو مكتنزة بالدهون، فقد تنحبس الإنزيمات الهاضمة داخله، وتبدأ هضم البنكرياس ذاته؛ فيما يعرف بالهضم الذاتي للبنكرياس، الذي يسبب ألمًا مبرحًا، ويتلف خلايا البنكرياس. وقد يؤدي إلى تكون أكياس داخل البنكرياس أيضًا.

البنكرياس الدهني

يعد الارتشاح الدهني للبنكرياس حالة غير خطيرة (غير سرطانية) تحدث عندما تتراكم الأنسجة الدهنية بكثافة داخل البنكرياس، وهو لا يمهد للإصابة بسرطان البنكرياس. ويكثر الارتشاح الدهني في البنكرياس بين من يعانون السمنة؛ حيث تترسب الدهون في الأعضاء الداخلية الأخرى كالكبد. وقد تصبح حالة البنكرياس الدهني الحادة حالة مزمنة بحيث تتلف البنكرياس؛ ذلك لأنه عندما تتلف الأنسجة البنكرياسية الطبيعية تحل الدهون محلها.

ويعد التليف الكيسي الوراثي حالة مرضية أخرى تتسبب في تلف البنكرياس، وتؤدي إلى تراكم الدهون في داخله. ومن المهم أن تبحث مع طبيبك عما إذا كانت هناك حالة خفية أخرى هي السبب في تلف البنكرياس، أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فباشر العلاج.

ويجب عليك أن تتبع نظامًا غذائيًّا يحتوي على القليل من الكربوهيدرات، ويُنصح بتجنب السكريات والحبوب في هذا النظام الغذائي. وسيساعدك تناول أحد المنشطات الكبدية الجيدة ومكمل أسيتيل سيستئين، ٦٠٠ ملليجرام ثلاث مرات يوميًّا، على تعافي البنكرياس. وإذا كنت تعاني زيادة الوزن، فمن المهم أن تعمل على إنقاص وزنك، وهو ما قد يعالج البنكرياس الدهني.

وقد يظهر الارتشاح الدهني للبنكرياس عبر الفحص بالموجات فوق الصوتية، أو غيره من التقنيات التصويرية، مثل الأشعة المقطعية، أو أشعة الرنين المغناطيسي.

قضت دراسة نشرت في مجلة الغدد الصماء السريرية والأيض بوجود طريقة جديدة لتحديد من هم عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري عن طريق التقنيات التصويرية، مثل فحوص الموجات فوق الصوتية التي تستخدم لتشخيص البنكرياس الدهني. وقد اكتشف أطباء بالمركز الطبي الجنوبي الغربي بجامعة تكساس أن تراكم الدهون الثلاثية في البنكرياس مرتبط بتزايد خطورة الإصابة بمرضي السكري والسمنة.

ويعاني مرضى الوزن الزائد تراكم الدهون البنكرياسية؛ إذ تصل إلى ستة أضعاف الدهون الموجودة لدى من تقع أوزانهم ضمن نطاق الوزن الصحي. إنه فرق شاسع! كما يعاني مرضى السكري وجود نسبة أكبر من الدهون في البنكرياس، وقد وجد الباحثون أن أفضل مؤشر لزيادة دهون البنكرياس هو مستوى الجلوكوز في الدم بعد ساعتين من تناول السكر.

وإذا أُرهق مخزن الدهون الاعتيادي في الجسم – المعروف باسم النسيج الشحمي – بفعل النظام الغذائي عالي السكريات، فسيتسبب ذلك في رفع مستوى الدهون الثلاثية في الدم؛ وهو ما يؤدي إلى تراكم الدهون الثلاثية المفرطة في أماكن في الجسم لا ينبغي لها أن تتراكم فيها، كالبنكرياس، والكبد، والقلب.

وقد تكون الدهون الزائدة الموجودة في البنكرياس سببًا كافيًا، وليست مجرد عرض، لعدم تحمل مرضى السكري، ومرضى مرحلة ما قبل السكري للجلوكوز، كما تفرز الدهون الثلاثية الزائدة المخزنة في البنكرياس السموم، مثل أكسيد النتريك، وهو ما قد يُلحق الضرر بخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس وتنتج الإنسولين، وإذا لحقها ضرر بالغ، فقد يصاب الإنسان بداء السكري.

ولا يزال البحث مستمرًّا لمعرفة إذا ما كان تقليل دهون البنكرياس سيحسن من مستويات السكر في الدم بالنسبة إلى مرضى داء السكري؛ حيث يرغب العلماء في اختبار إذا ما كانت فائدة البايوجليتازون (وهو عقار يستخدم لعلاج السكر، وحاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء، وهو معروف بقدرته على تكسير الدهون الموجودة في الكبد) في علاج مرض السكري تعود إلى خصائصه المحاربة للدهون.

وبالنسبة إليَّ شخصيًّا، فأرى أنه من الآمن تحسين وظائف البنكرياس والكبد باتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات، وتناول وصفة طبية مفيدة للكبد إلى جانب مكملات الأسيتيل سيستئين والسيلينيوم.

تخفيف مشكلات البنكرياس:

– تناول وجبات أصغر، وابدأها بتناول السلطة.

– اتبع نظامًا غذائيًّا قليل الكربوهيدرات، وهو ما يعني أنك تحتاج إلى تقليل الكميات التي تتناولها من السكريات، وحبوب الإفطار المعالجة، والخبز، والمعجنات، والمكرونة، والفطائر المُحلاة، والبسكويت، والكعك، وأي شيء آخر يحتوي على الدقيق أو السكر.

– تجنب تناول الكحول.

– تجنب الأطعمة المقلية في زيت غزير، والأطعمة المعالجة المعلبة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة.

– تجنب العقاقير والمسكنات غير الضرورية.

– تناول ١٠٠٠ ملليجرام من فيتامين ج يوميًّا؛ للحد من الإصابة بالالتهابات.

– تناول أحد أنواع المنشطات الكبدية الجيدة التي تحتوي على عشبة السليبين المريمي، والكركم، والسيلينيوم، وحمض التاورين، ومجموعة فيتامين ب.

– تناول مكمل أسيتيل سيستئين لزيادة إنتاج أحماض جلوتاثيون، وهو ما سيساعد على تقليل الإصابة بالتهابات البنكرياس. ويكون مقدار جرعة الأسيتيل سيستئين كبسولة واحدة ٦٠٠ ملليجرام ثلاث مرات يوميًّا. ويمكنك دمج الأسيتيل سيستئين مع مكمل السيلينيوم في جرعة تتراوح ما بين ١٥٠ و٣٠٠ ميكروجرام يوميًّا؛ لأن ذلك سيعزز مستويات أحماض الجلوتاثيون ذات الآثار المضادة للالتهاب.

– ابدأ تناول العصائر النيئة – ومن بين الثمار الجيدة للعصر الفواكه الحمضية، والتفاح، والجزر، والكرنب، والكرنب الأجعد، والزنجبيل، والكرفس، والنعناع، والبقدونس. وتناول ما بين ٢٠٠ و٣٠٠ مليلتر من العصائر النيئة مرتين يوميًّا. ويمكنك إعداد العصير طازجًا في كل يوم، أو إعداد كمية من العصير تكفي لأسبوع، وتجميدها في برطمانات زجاجية فور الانتهاء من إعدادها. وانتبه إلى أن العصائر المعبأة في زجاجات أو المعلبة ليست لها فوائد العصير الطازج نفسها؛ لذلك تجنب عصائر الفواكه المعبأة في زجاجات، لكونها عالية السكريات أيضًا.

– وعليك تناول الإنزيمات الهاضمة مع كل وجبة؛ لأن البنكرياس قد لا ينتج الكميات الكافية من إنزيماته الهضمية، وإذا لم تتناول الإنزيمات الهاضمة، فقد تصاب بسوء التغذية، أو بخلل في عملية الهضم، مثل انتفاخ البطن بعد تناول الوجبات.

وهناك إنزيمات نباتية متاحة للنباتيين، وهي مستخلصة من النباتات.

وتحتوي مكملات الإنزيمات الهاضمة الأكثر فاعلية على العصارة البنكرياسية لبعض الحيوانات، وهي متاحة بوصفة ودون وصفة طبية.

وقد تستلزم الجرعات الكبرى من الإنزيمات المستخلصة من بنكرياس بعض الحيوانات إلى الحصول على وصفة من قِبل الطبيب، ومن بينها مستحضر كريون الذي يحتوي على إنزيمات بنكرياسية، وهو متاح بوصف الطبيب، ومدعم من قبل الحكومة لعلاج بعض الحالات كالتليف الكيسي. ويحتوي مستحضر كريون على إنزيم ليباز بنكرياسية، وهو مُستخلص من بنكرياس حيواني. وهناك أنواع أخرى من إنزيم ليباز بنكرياسية متاحة بوصف الطبيب، كما أن هناك أنواعًا أضعف منه، وهي متاحة دون وصفة، ويحتوي إنزيم ليباز بنكرياسية على أنواع عديدة من الإنزيمات، من بينها إنزيم ليباز المُستخلص من بنكرياس حيواني (لهضم الدهون)، وإنزيم بروتياز (لهضم البروتين)، وإنزيم أميلاز (لهضم الكربوهيدرات). وتتنوع قوة مستحضر كريون من ٣٠٠٠ إلى ٣٦٠٠٠ وحدة من وحدات دستور الأدوية الأمريكي من إنزيم ليباز لكل كبسولة؛ ويأتي هذا التنوع لسد الاحتياجات المختلفة من هذا الإنزيم لمرضى البنكرياس.

ما الآثار الجانبية المحتملة لـ إنزيم ليباز بنكرياسية؟

ليست الآثار الجانبية لإنزيم ليباز بنكرياسية شائعة، وبشكل عام يشعر المرضى بارتياح كبير مع تحسن عملية الهضم لديهم عندما يتناولون العصارة البنكرياسية الحيوانية.

وإذا كانت هناك بعض الآثار الجانبية فقد تشتمل على:

– الشعور بالغثيان والقيء

– ألم طفيف في المعدة أو ارتجاع

– تغير حركة الأمعاء كالإسهال أو الإمساك

– تهيج فتحة الشرج (فرط الشعور بالحكة)

– ردود أفعال تحسسية مثل الطفح الجلدي، وصعوبة التنفس، والسعال، وتورم الوجه، أو الشفاه، أو اللسان، أو الحلق.

وكثيرًا ما يمكن تجنب هذه الآثار الجانبية بتقليل جرعات الإنزيمات.

وعليك إخبار الطبيب المعالج، أو الطبيب الصيدلي، إذا كنت تعاني الحساسية تجاه البروتينات الحيوانية، أو إذا كنت تعاني أية أنواع أخرى من الحساسية، قبل أن تتناول إنزيم ليباز بنكرياسية