يقوم سنويا 35 مليون أميركي بزيارة الأطباء على أمل الشفاء من عارض أو أكثر من أعراض التهاب الجيوب: ألم الوجه، ألم الأسنان، صداع، سعال، واحتقان في الأنف يفوق ازدحام طريق عام في ساعة الذروة.
وينجم هذا الاحتقان عن إنتان بكتيري في الجيوب المحيطة بالأنف. ومن شأن الالتهاب أن يكون حادا، إذ ينتج عادة عن إصابة بكتيرية ثانوية تتسلل خلف الاحتقان الأنفي الذي يرافق الزكام وتلازم مكانها لأسبوع أو اثنين تصاحبها أعراض مزعجة. أو يكون مزمنا، يدوم لبضعة أسابيع أو تعود الأعراض للظهور تكرارا.
وأقوى سلاح يستعمله الأطباء التقليديون لمحاربة التهاب الجيوب الأنفية هو المضادات الحيوية. ولكن، فيما تعمل هذه الأسلحة على قتل الجسم المهاجم، إلا أنها قد تقوم بهجوم معاكس.
“لا أشعر بالرضى إزاء التأثيرات الجانبية التي تصاحب تكرارا استعمال المضادات الحيوية”، هذا ما يؤكده كينيث أ. بوك، دكتور في الطب، مدير مساعد لمركز Rhinebeck Health Center في رينبيك، نيويورك، ومركز Center for Progressive Medicine في ألباني، نيويورك.
فالمضادات الحيوية تدمر البكتيريا المفيدة الموجودة في جوفنا والتي تبقي الهضم سليما. وهذا ما يسبب الإسهال والالتهاب ويزيد من نفوذية الأمعاء. وهذا ما يحفز بدوره نشوء المشاكل الأخرى بجميع أنواعها، بما في ذلك ربما أمراض خطيرة ذاتية المناعة، كالتهاب المفاصل الرثياني، كما يشير د. بوك.
من جهة أخرى، كلما أخذت كمية أكبر من المضادات الحيوية، ازدادت قوة البكتيريا لأنها تتطور بسرعة لتقاوم الدواء – ما يعني أن الإصابة التالية بالتهاب الجيوب قد تكون أقوى.
وفي هذا يقول غييرمو آسيس، دكتور في الطب، مدير مركز Path to Health في برلينغتون، ماساشوستس: “من شأن الجرعات المتكررة من المضادات الحيوية التي توصف لعلاج التهاب الجيوب الأنفية أن تزيد الأمور سوءا”. وللأطباء البديلين وصفاتهم الخاصة المضادة لالتهاب الجيوب والتي تقتل البكتيريا (وتزيل الأعراض) من دون التأثيرات الجانبية للمضادات الحيوية.
دليل العناية الطبية
يعتقد مزاولو الطب البديل بأن معظم حالات التهاب الجيوب المزمن ناتج عن تحسس أو حساسية تجاه الطعام أو تجاه محسّس بيئي، كاللقاح أو الزغب أو قمل الغبار، كما يشير مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. لهذا السبب ينصح هو وكثيرون من مزاولي الطب البديل أن يتم فحص المريض بالتهاب الجيوب المتكرر المزمن لكشف حالات التحسس ضد المواد الغذائية أو المستنشقة وعلاجها.
ومن شأن الإصابة الخميرية المعوية المعروفة باسم داء المبيضات أن تسبب هي أيضا التهابا مزمنا في الجيوب، كما يقول غييرمو آسيس، دكتور في الطب، مدير مركز Path to Health في برلينغتون، ماساشوستس. وتسبب هذه الإصابة زيادة في إنتاج البلغم، مما يؤدي إلى التهاب الجيوب المزمن. فإن كنت تعاني من هذه المشكلة، يوصيك بإيجاد طبيب ذي توجه نحو الطب الطبيعي وخبير في كشف داء المبيضات وعلاجه.
وفي بعض الحالات، ينتج التهاب الجيوب الأنفية عن انسدادات أنفية، كالسليلات الأنفية أو عن حاجز منحرف (وهو جدار غضروفي دقيق موجود في داخل الأنف يفصل بين فتحتي الأنف). فإن استبعد طبيبك جميع الأسباب الأخرى لالتهاب الجيوب، يجب التحقق من هذه المشكلة، كما ينصح د. آسيس.
الثوم: يزيل الأعراض
إن أقوى علاج لالتهاب الجيوب الحاد هو الثوم النيئ، برأي د. آسيس. قشر حصا من الثوم وتناول واحدا في اليوم إلى أن تزول الأعراض، كما يوصي. ويمكنك تقطيع الحصوص الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يسهل ابتلاعها. للمساعدة على هضم الحصوص الصغيرة الحجم، اقطع طرفي الحص بعد تقشيره لشق الغشاء الرقيق الذي يغلف الثوم.
ويقول د. آسيس: “سيتحلل الثوم في المعى الدقيق ويحرر ما يحتويه من مواد قاتلة للبكتيريا”. تناول الثوم بعد وجبة الطعام واشرب 8 أونصات من الماء مع كل حص تجنبا لانزعاج المعدة.
الفيتامين ج: كل ساعتين
تناول 500 ملغ من الفيتامين ج كل ساعتين خلال النهار إلى أن تشفى الإصابة، كما ينصح د. آسيس. فبذلك تساعد على مضاعفة قوة الجهاز المناعي المحاربة للبكتيريا.
وإن عانيت من الغازات أو الإسهال (وهي تأثيرات جانبية غير مؤذية ترافق الجرعات المرتفعة من الفيتامين ج)، ينصحك بخفض مأخوذك إلى 1.000 ملغ في اليوم إلى أن يزول الالتهاب المعوي.
NAC: للمساعدة على تنظيف الجيوب
ن-أسيتيلسيستيين N-acetylcysteine، أو NAC، هو شكل من أشكال حمض السيستيين الأميني الذي يساعد على تمييع البلغم مسهلا تصريفه. وهذا أمر مفيد جدا، ذلك أن البلغم الموجود في الجيوب قد يتجمد ليصبح أشبه بالإسمنت.
تناول 500 ملغ مرتين في اليوم طيلة فترة الإصابة، كما يوصي مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو.
نبات البقون الأصفر GOLDENSEAL: محارب طبيعي للإنتان
الغولدنسيل هي عشبة وجدت خصيصا لمحاربة إنتانات الجيوب الأنفية، كما يعتقد د. ستانغلر. فهي تقتل البكتيريا وتساعد على تجفيف البلغم الكثيف الرطب، كما تنشط عملية تصريف الاحتقان من الجيوب. وهي تتوفر على شكل كبسولات أو صباغ. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
الفضة الغروانية Colloidal Silver: رذاذ شاف
يعتبر هذا الشكل السائل من الفضة مضادا حيويا طبيعيا من شأنه أن يساعد على شفاء الإصابات الجيبية الحادة، كما يقول جون م. سوليفان، دكتور في الطب، طبيب فيزيائي في ميكانيكسبيرغ، بينسلفانيا. ابتع بالتالي زجاجة من الفضة الغروانية وضع قليلا منها في قنينة ذات رذاذ ثم استعمل منها بخة أو اثنتين في الأنف مرتين في اليوم إلى أن يزول الإنتان بشكل ملحوظ لمدة 3 أيام.
الجاذبية: قم بتدلية رأسك للشعور بالتحسن
“ثمة طرق عديدة لتصريف البلغم من الجيوب من دون الحاجة إلى المضادات الحيوية”، كما يشير د. آسيس. ومن أبسط الطرق هي الاستعانة بالجاذبية وذلك بتدلية الرأس بحيث يتم تصريف البلغم بشكل طبيعي.
تمدد على ظهرك على السرير واترك رأسك يتدلى قليلا من على طرف السرير. حافظ على هذه الوضعية لمدة 5 إلى 10 دقائق لكي يتصرف البلغم عبر الحلق ومن ثم الجهاز الهضمي.
العلاج بالمياه: لتخفيف ألم الوجه
ضع فوطة مبللة بالماء الدافئ على موضع الألم لمدة 60 ثانية ثم استبدلها بفوطة مبللة بالماء البارد لمدة 30 ثانية، كما ينصح د. ستانغلر. كرر وضع الكمادات ثلاث مرات.
“إن تبديل الكمادات الباردة والدافئة على منطقة الجيب يساعد على ضخ الدم وتصريف الاحتقان”، كما يشير د. ستانغلر. ويمكنك استعمال هذا العلاج قدر ما تشاء خلال النهار لتخفيف الألم.
زيت الأوكاليبتوس العطري eucalyptus oil: تنفس بعمق
إن تنشق البخار المحتوي على زيت الأوكاليبتوس يساعد فعلا على فتح الجيوب، كما يقول د. ستانغلر. قم أولا بغلي قليل من الماء في وعاء كبير وأضف إليه بضع قطرات من زيت الأوكاليبتوس العطري. ضع الوعاء على طاولة وغطّ رأسك بمنشفة ثم انحن فوق الماء (على بعد 30 سنتيمترا تقريبا لتجنب الحروق)، وتنفس بعمق. كرر هذه العملية بضع مرات خلال النهار.
ماء البحر لالتهاب الجيوب المزمن
الماء المالح يقتل البكتيريا، كما تشير كارلا ويلسون، مديرة تنفيذية لمركز Quan Yin Healing Arts Center في سان فرانسيسكو. وهي تنصح بالتالي برش الماء المالح في الأنف لتخفيف الانزعاج.
وهي تقول بأن هذه التقنية من شأنها أن تساعد على شفاء التهاب الجيوب الأنفية في جميع الحالات الحادة والخطيرة أو معظمها.وحتى ولو اخترت أخذ المضادات الحيوية، فإن استعمال رذاذ الأنف يوميا بالإضافة إلى الأدوية يساعد على منع الإصابة من التكرر، برأيها.
ابتع أولا منضحة للأنف، وهي عبارة عن أنبوب زجاجي صغير مع فتحة جانبية. حضر محلولا من ½ ملعقة صغيرة من ملح البحر في كل فنجان من الماء المقطر، ثم تذوقه لترى إن كانت ملوحته كافية (يجب أن “تعادل نسبة ملوحته نصف نسبة ملوحة ماء البحر”، كما تشير ويلسون).
املأ المنضحة بالماء المالح وضع إصبعك على الفتحة ثم تنشق وأبعد إصبعك. هكذا سينطلق الماء المالح مباشرة إلى الجيب. استعمل هذا العلاج مرتين في اليوم، وسرعان ما سيتغير وضع باطن الجيب نحو الأحسن، كما تؤكد ويلسون. وعوضا عن الاحتقان الذي كان يسبب لك الإزعاج والألم، ستعود الجيوب نظيفة كما كانت.
وفي حال كنت تعاني من التهاب الجيوب الأنفية المزمن، سيصرف الأنف البلغم القديم على شكل إفرازات كريهة. وبعد عدة أيام، ستشعر بتحسن ملحوظ أو ربما تام، كما تقول.