في البداية، دعيني أدحض بعض المعتقدات الشائعة بخصوص التهاب الزائدة الدودية. في البداية، لا ينشأ هذا الالتهاب بالضرورة بسبب حمى، وقد لا يكون الألم حادا. ولا يستقر الألم عادة في الجانب السفلي من البطن إلا إذا استمرت الإصابة لبعض الوقت، بالإضافة إلى ذلك، لا يحدث قيء في كل الحالات، بالرغم من فقدان الشهية، ولا يثبت تعداد الخلايا الدموية وجود أو عدم وجود ألم بالمعدة بسبب التهاب الزائدة الدودية.
وتعرف الزائدة الدودية على أنها قطعة زائدة عن الأمعاء الغليظة، يشبه حجمها حجم دودة الأرض الصغيرة، وتقع بالجزء الرئيسي بالربع السفلي الأيمن من البطن، ولكنها قد تقع أسفل هذه المنطقة ناحية منتصف البطن أو أبعد من ذلك كالضلوع. وعندما تلتهب الزائدة الدودية، تتشكل عملية منتظمة تشبه عملية تكون الدمل. أما إذا شعرت بوجود ألم حاد مفاجئ في البطن ويستمر لبضع دقائق ثم يختفي نهائيا، فإنه ليس التهابا بالزائدة الدودية. والأخطر من ذلك أن تنفجر الزائدة الدودية، كما ينفجر الدمل؛ ومن ثم تنتشر العدوى في جميع أجزاء البطن. وتؤدي هذه الحالة إلى ما يسمى ب«التهاب الصفاق». والزائدة الدودية التي تتطور سريعا يمكن أن تصل إلى نقطة الانفجار خلال أقل من أربع وعشرين ساعة؛ ولذلك، يجب استشارة الطبيب إذا استمر المغص لمدة ساعة، ومع ذلك فإن تسعا من كل عشر حالات تعاني من مرض آخر.
وفي معظم الحالات النموذجية التي تعاني من التهاب الزائدة الدودية، يشعر المريض بألم حول السرة لمدة ساعات، وبعدها قد ينتقل إلى أسفل الجانب الأيمن، وقد يتقيأ المريض مرة أو مرتين، ولكن لا يحدث هذا الأمر دائما. وتقل شهية المريض عادة ولكن ليس في جميع الحالات. وقد تكون الأمعاء في وضعها الطبيعي أو منقبضة، ونادرا ما تكون مرتخية. وتستمر هذه الأعراض لبضع ساعات، في حين ترتفع حرارة الطفل إلى حد ما، ومن الممكن أن يحدث التهاب بالزائدة الدودية دون إصابة المريض بحمى على الإطلاق، علاوة على ذلك، قد يشعر الطفل بألم عند رفع ركبته اليمنى لأعلى أو ثنيها للخلف أو عند المشي.
وبالتالي، تتنوع أعراض الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية؛ ولذلك يجب استشارة الطبيب لتشخيص المرض. عندما يجد الطبيب بقعة خفيفة بالجانب الأيمن من البطن، فإنه يشك في التهاب الزائدة الدودية ولكنه يحتاج أحيانا إلى إجراء تعداد خلايا الدم أو أشعة إكس أو أشعة فوق صوتية للتأكد من التشخيص. ومن الجدير بالذكر، أنه يصعب حتى على أمهر الأطباء التأكد تماما من إصابة الطفل بالتهاب الزائدة الدودية، ومع ذلك، فإنه في حالة وجود أعراض كافية، يقوم الطبيب بإجراء العملية عادة؛ وذلك لأنه من الخطر تأجيل جراحة الزائدة الدودية لأنها قد تنفجر أو تسبب عدوى في منطقة البطن برمتها.